موقع النيلين:
2025-04-26@08:00:57 GMT

مستقبل الجغرافيا فى مصر!

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT


أُثير في السنوات الماضية سؤال مهم ذو شجون: هل الجغرافيا هي ذلك العلم الذي يتخرج فيه معلمون في المدارس الإعدادية أو الثانوية فحسب؟، وهل إلغاء أقسام الجغرافيا في الجامعات سيضر الأمن القومى للدولة؟، وكيف يمكن إذن تكوين مواطن عارف بحدود بلده وعناصر أمنها وخصوصيتها الثقافية بين الأمم؟!.

توحى القراءة السريعة للمشهد بأن في مصر فائضًا في أعداد معلمى الجغرافيا، ولكن هذا الفائض ظاهرى سطحى، فنسبتهم المئوية لإجمالى الملتحقين بالمدارس جد ضئيلة، ولا تقارن بما يجب أن يكونوا عليه، بل لابد من مضاعفتهم مرات عديدة، في حال مُنحت دراسة الجغرافيا مكانتها اللائقة، وصارت مادة أساسية في مراحل التعليم في أرجاء وعموم البلاد.

فحقيقة الأمر أن تدريس الجغرافيا في هذه المراحل ضعيف وغير إلزامى، وهى ليست مادة «حياة أو موت» في الالتحاق بالكليات الجامعية مثل اللغات الأجنبية أو الرياضيات أو الفيزياء والكيمياء.

لسنوات طويلة، وضع مناهج الجغرافيا في المدارس ثلة من مؤلفين تترسوا بالأرقام والمعلومات والجداول والخرائط ومئات أسماء الجبال والمحافظات والأنهار، ما سبّب حالة من النفور لدى الجمهور العام، وترسخت سمعة سيئة للجغرافيا باعتبارها علم الحفظ والاسترجاع والاستذكار من دون وعى أو فهم.

تستحق الجغرافيا رد اعتبار لأنها ركن أساس في تكوين المواطن المصرى، وهى علم تضررت سمعته بشكل بالغ.

أما على المستوى الجامعى فقد اتضح أن الجغرافيا تشعبت وتفرعت إلى تخصصات كبرى ودقيقة ولا يمكن جمعها في تخصص واحد، ولا يمكن لقسم أو كلية أن تستوعبه. لدينا أكثر من 60 تخصصًا ومسارًا بحثيًّا في الجغرافيا بداية من دراسة المدن والريف والطبوغرافيا والسياسة والاقتصاد والخرائط الرقمية والمساحة الجغرافية والسكان والأعراق والأنثروبولوجيا… إلخ.

قل لى بربك كيف يمكن وضع كل هذا في قسم واحد تعطيه اسم قسم «الجغرافيا»؟!.

لقد توصلت الدول الغربية إلى خطة بديلة، وهى توزيع الدعم المالى والمخصصات البحثية على هذه التخصصات في العلوم التي لها كليات ذات صلة، مع إنشاء مسارات بحثية جغرافية فيها، فيذهب المهتم بدراسة جغرافية الإنسان إلى كلية الدراسات الأنثروبولوجية، حيث يتم هناك دعم التخصص الجديد باعتبار الجغرافيا علمًا بينيًّا مع هذا التخصص، ويذهب الراغب في دراسة جغرافية التضاريس إلى كلية الجيولوجيا، ويحصل على دعم مالى وبحثى هناك.

وهناك دول قامت بحل بديل، وهى شطر الجغرافيا إلى شطرين:

– التخصصات البشرية والاجتماعية تذهب للمعاهد والجامعات المختصة بالشأن البشرى والاجتماعى.

– التخصصات الطبيعية في الجغرافيا (مثل التضاريس والمناخ والنبات والتربة) تُجمع معًا في كلية «علوم الأرض» أو «جامعة علوم الأرض»، حيث الأقران هناك يفهمون بعضهم بعضًا ويساعدون بعضهم بعضًا وينشرون أبحاثًا مشتركة مع بعضهم البعض.

وهناك تجارب أوروبية شرقية نظرت إلى الجانب النفعى التطبيقى من الجغرافيا بشكل مباشر. وتحضرنى هنا زيارة قمت بها قبل عشر سنوات إلى كلية جديدة للجغرافيا في رومانيا، وقد غيرت هذه الكلية قبلتها، وأصبحت تؤهل الطلاب للتخرج كى يكونوا مرشدين سياحيين لأن رومانيا- بعد أن خرجت من معسكر الشيوعية- اكتشفت ما بها من تنوع جغرافى بيئى بكر يتلهف عليه سياح أوروبا الغربية، وأصبحت السوق في حاجة إلى الدليل المرشد الجغرافى الواعى والفاهم للمناخ والنبات والبيئة البرية والبحرية والأعراق والجماعات السكانية.

في عام 2001 حصلت على رسالتى للدكتوراه من «كلية الجغرافيا» في جامعة سان بطرسبرج، في روسيا. وقد تألفت هذه الكلية من خمسة أقسام علمية موزعة بين العلوم الطبيعية والبشرية. وأعتبر ذلك من وجهة نظرى أحد أفضل الحلول التوفيقية لكل البدائل المطروحة، أي أننا في مصر في حاجة إلى تأسيس «كليات للجغرافيا».

مجالات عمل الجغرافى تتسع كل يوم، ولا تقتصر على التعليم أو الإرشاد السياحى، فوجود الجغرافى ضرورة في كل وحدة محلية، وفى كل إدارة في القرية والريف والمدينة، كما أن مجالات الاحتياج إليه في سوق القطاع الخاص أكبر منها في القطاع الحكومى.

الحقيقة أن الفكر الجغرافى هو مكون أساس في العقل الإنسانى، وقد توصلت بعض المدارس الأجنبية إلى أن الجغرافيا ستنتصر في المستقبل لأنها تتوغل من دون إعلان أو ضجيج في نشرات الأخبار والفيلم والرواية والحديث السياسى، وترافقنا دومًا مع القلق بشأن التغير المناخى، والتوتر الذي ينتابنا خلال فهم الحروب والاستراتيجيات، واستكشاف الغابات والصحارى وتدعيم السفر وحب الإنسان للمكان.

الوضع الذي تعيشه أقسام الجغرافيا بالجامعات المصرية يحتاج إلى نقلة مهمة تتعاون فيها الدولة مع أساتذة التخصص من أجل تحقيق ثلاثة أهداف:

– تأمين مالى لأساتذة الجامعات كى لا يهدروا حياتهم في مشتتات جلب الرزق على حساب تطوير علم الجغرافيا وبيع الكتب والمذكرات أو الانتقال لتدريس مقررات من كلية إلى كلية والسفر من هنا وهناك لتدريس مواد في أكثر من مكان مقابل دخل مادى يلبى الحياة المشتعلة غلاء.

– تفكيك مركزية الإشراف على رسائل الدكتوراه والماجستير كى لا تكون دوائر مغلقة تستنسخ نفسها ويهيمن عليها عدد من الأساتذة، فتجد نفس الوجوه في الإشراف ونفس الوجوه في المناقشة، الأمر الذي يخلق حالة «عائلية» بائسة لا يتطور فيها العلم، وتنقطع صلته عن سوق العمل وعن تيار الحياة.

– أن تفتح الدولة مع الجامعات أسواق عمل للخريجين الجدد، ونقصد بالطبع أسواق عمل تتجاوز استقطاب تخصصات العمل في التدريس أو أعمال المساحة، بل تشمل كل فنون وعلوم الحياة التطبيقية، التي تحتاج إلى خبرة علم المكان، والجغرافيا في أبسط تعريف لها هي «علم المكان».

د. عاطف معتمد – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجغرافیا فی إلى کلیة

إقرأ أيضاً:

الوداع الأخير للبابا فرنسيس..كيف يمكن زيارة روما لحضور الجنازة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سيتوافد الحجّاج إلى العاصمة الإيطالية روما لتأبين البابا فرنسيس، الذي تُوفي بتاريخ 21 أبريل/نيسان، ومن المقرر تشييع جنازته يوم السبت الموافق 26 أبريل/نيسان عند الساعة العاشرة صباحًا.

نظرا لسياساته الليبرالية نسبيا وعادته في التواصل مع أفراد من عامة الناس، قد يرغب العديد من الأشخاص غير التابعين للطائفة الكاثوليكية في تقديم واجب العزاء، بالإضافة إلى ما يقرب من 1.4 مليار من الكاثوليكيين في جمع أنحاء العالم.

بلغت أعداد الزوار الأجانب في إيطاليا أعلى مستوياتها على الإطلاق بالفعل. وتُعتبر روما أكثر ازدحامًا من المعتاد هذا العام بسبب اليوبيل الفاتيكاني، الذي سيشهد حضور ما يُقدر بأكثر من 32 مليون حاج إلى جانب الزوار المعتادين، الذين بلغ عددهم 37.3 مليونًا العام الماضي، ما يعني أن التوجه لتقديم العزاء قد يكون صعبًا.

صرّح ماونتن بوتوراك، منظم رحلات الحجّ إلى روما وجولات الفاتيكان والمعروف باسم "The Catholic Traveler" لـ CNN قبيل وفاة البابا قائلاً: "من المتوقّع أن نشهد تغطية إعلامية ضخمة، أكبر بكثير مما كانت عليه أثناء جنازة البابا بنديكت، لأن البابا فرنسيس هو البابا الحالي."

ولكنّه أفاد أن عدد المشاركين في الجنازة قد لا يتجاوز الأعداد التي شهدتها جنازة بنديكت السادس عشر، قائلاً: "لا أعتقد أننا سنرى أرقامًا تقترب من جنازة البابا يوحنا بولس الثاني."

وقد شهدت جنازة يوحنا بولس الثاني في عام 2005 توافد أربعة ملايين شخص تقريبًا إلى روما.

أوضح بوتوراك أنّ الاجتماع المغلق، والذي يعقده الكرادلة لانتخاب بابا جديد، والذي يُنظَّم عادة بعد أسبوعين أو ثلاثة من وفاة البابا السابق، "سيكون عامل جذب كبير للناس للتوجه إلى روما".

وأضاف أن المعزين قد يضطرون هذه المرة إلى الاختيار بين حضور الجنازة أو ترقّب الاجتماع.

الجدول الزمني سيتم دفن البابا فرنسيس في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، التي تقع على بُعد 3 كيلومترات تقريبًا إلى الشرق من كاتدرائية القديس بطرس. Credit: Tiziana Fabi/AFP/Getty Images

من المقرر إقامة جنازة البابا فرنسيس عند الساعة العاشرة صباحًا من 26 أبريل/نيسان .

قبل الجنازة، ستكون هناك فترة يُعرض فيها النعش، وذلك قبل نقله من مقر إقامته البابوي في دار القديسة مارتا إلى كاتدرائية القديس بطرس صباح الأربعاء الموافق في 23 أبريل/نيسان.

سيتمكن الجمهور من المرور أمام النعش بعد مراسم جنائزية ستًقام داخل الكاتدرائية.

ستُنظم الجنازة عند الساعة العاشرة صباح السبت في ساحة القديس بطرس خارج الكاتدرائية، وستكون مفتوحة للجمهور. 

كما ستُقام صلاة وداع أخيرة قبل نقل نعش البابا فرنسيس إلى داخل كاتدرائية القديس بطرس لاستكمال مراسم الجنازة.

سيُنقل الجثمان بعد ذلك إلى كاتدرائية القديسة ماريا ماجوري في روما، على بُعد ثلاث كيلومترات تقريبًا شرق كاتدرائية القديس بطرس لدفنه. 

ولم يتم الإعلان عن مسار الجنازة بعد.

حُددت الجوانب الدينية لجنازة البابا بالفعل ضمن كتاب " Ordo Exsequiarum Romani Pontificis"، إلا أنّ البابا يملك صلاحية التدخل في الخطط. 

وكتب البابا فرنسيس في سيرته الذاتية الصادرة في عام 2025 بعنوان "Hope" أن الجنازة المقترحة كانت "مبالغة فيها"، مضيفًا إلى أنّه سعى إلى "تخفيفها". 

كما أنّه اختار مكان دفنه، وسيكون أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن.

فترة الحداد

تنص قواعد الفاتيكان على وجوب دفن البابا بين اليومين الرابع والسادس من وفاته. وبعد ذلك، تُطلق الجنازة رسميًا فترة حداد لمدة تسعة أيام تُعرف باسم "Novendiales" ستشهد إقامة قداسات يومية للبابا فرنسيس حتى 4 مايو/أيار.

خلال هذه الفترة، سيصل الكرادلة من جميع أنحاء العالم إلى روما استعدادًا للاجتماع السري، الذي لم يُعلن عن موعده بعد.

الاجتماع المغلق

لا يمكن أن يبدأ اجتماع انتخاب البابا القادم قبل مرور 15 يومًا من وفاة البابا السابق (أي أنّه قد يكون في 6 مايو/أيار)، ولكن سيحدِّد الكرادلة الموعد الدقيق في الأيام المقبلة.

خلال انعقاد الاجتماع بعيدًا عن الأعين في كنيسة "سيستين"، ستتجمع الحشود في ساحة القديس بطرس للصلاة، وانتظار تصاعد الدخان الأبيض من الكنيسة، في إشارةٍ إلى انتخاب بابا جديد.

بعد ذلك بوقت قصير، سيُحيي البابا المنتخب حديثًا الحشود في الساحة من شرفته.

لا يحتاج الزوار إلى تذكرة للتواجد في الساحة، ولكنهم سيحتاجون إلى المرور عبر الأمن للوصول إليها.

كيفية الوصول

تضمّ روما مطارين دوليين. ويُعدّ مطار "فيوميتشينو" الواقع على بُعد نحو 27 كيلومترًا جنوب غرب مركز المدينة، أكثر مطارات إيطاليا ازدحامًا، ويُشكّل مركزًا رئيسيًا لشركات الطيران غير الأوروبية.

أما مطار"تشامبينو"، الواقع جنوب شرق المدينة، فهو أصغر حجمًا وأقرب إلى وسط روما، ويخدم حاليًا شركات الطيران الاقتصادي التي تشغل رحلات داخل أوروبا، بالإضافة إلى وجهتين في المغرب.

رغم أن السفر جوًا إلى روما يُعد خيارًا مباشرًا وواضحًا، إلا أنّه من المفيد التفكير في الوصول لوجهتك عبر مطارات إيطالية كبرى أخرى، حيث تُعد محطة "تيرميني" في روما مركزًا رئيسيًا لشبكة القطارات السريعة في البلاد.

ويجعل ذلك الوصول من ميلانو يستغرق ما يزيد قليلاً عن ثلاث ساعات، ومن نابولي نحو ساعة واحدة فقط.

أماكن الإقامة يمكنك الإقامة بالقرب من السلالم الإسبانية للوصول إلى محطة قطار المترو التي ستنقلك إلى مدينة الفاتيكان بسهولة. Credit: Amer Ghazzal/Shutterstock

من المتوقّع أن تشهد روما ازدحامًا كبيرًا، لذا يُنصح الزوار بالإقامة بالقرب من كاتدرائية القديس بطرس. ويجدر بالذكر أن غالبية الفنادق محجوزة بالكامل تقريبًا طوال عام 2025 بسبب احتفالات اليوبيل.

تقع مدينة الفاتيكان على الضفة الغربية لنهر التيبر، في مقابل المركز التاريخي لروما. وتُعد منطقة "براتي" المجاورة للفاتيكان من أفضل خيارات الإقامة في المنطقة.

ويقع حي "كامبو مارزيو" في قلب المركز التاريخي لروما، على الضفة المقابلة من النهر. 

تُعتبر المناطق القريبة من "كامبو دي فيوري" أو ساحة "نافونا" مواقع مناسبة أيضًا، إذ يمكن الوصول منها إلى الفاتيكان سيرًا على الأقدام بسهولة.

في حال كان من الصعب العثور على أماكن للإقامة، فأقرب محطة مترو إلى الفاتيكان هي محطة "أوتافيانو". 

يمكن الإقامة أيضَا في محيط "السلالم الإسبانية"، أو في المناطق الأقل تكلفة حول ساحة الجمهورية، ومحطة قطار "تيرميني"، والتي ستكون على بُعد دقائق معدودة فقط من قطار المترو.

ما النشاطات التي يمكن للزوار القيام بها؟

تُعدّ مدينة الفاتيكان من أشهر الوجهات السياحية في روما، إلا أنها تُغلق أبوابها السياحية خلال هذه الفترة، حيث تُعاد المباني إلى وظيفتها الأصلية التي شُيّدت من أجلها.

مقالات مشابهة

  • إيهاب واصف لـ صدى البلد: لا يمكن التنبؤ بانخفاض أسعار الذهب حاليا
  • قمة لندن لأمن الطاقة.. تحديات التحول الأخضر أمام الجغرافيا السياسية
  • هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
  • خبير تركي: كيف يمكن للمستثمرين الصغار تحقيق أرباح ضخمة من الذهب؟
  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • الوداع الأخير للبابا فرنسيس..كيف يمكن زيارة روما لحضور الجنازة؟
  • تظهر فجر الجمعة.. ما هي ظاهرة القمر المبتسم وكيف يمكن مشاهدتها؟
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • كل شيء يمكن فعله على هاتفك.. خدمة جديدة من إنستجرام لمنافسة تيك توك
  • محاضرة «الجغرافيا الثقافية للإسلام في روسيا» بمكتبة الإسكندرية