لبنان ٢٤:
2024-10-06@08:09:22 GMT

من انتصر في جلسة التمديد للقادة الأمنيين؟

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

من انتصر في جلسة التمديد للقادة الأمنيين؟

سمعت مؤخرًا مثلًا اسبانيًا أعجبني كثيرًا لأنه ينطبق على الواقع الذي يعيشه اللبنانيون اليوم، وهم منقسمون أفقيًا وعموديًا حتى في الأمور المفترض ألا تكون مثار جدل، إضافة إلى أن الناس في وادٍ ومن هم مسؤولون عن أزماتهم في وادٍ آخر، ولكل منهم تفكيره، وهم لا يلتقون على تحديد الأسباب التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه من حال يُرثى لها.

  
يقول المثل إن لكل من الحمار والراكب عليه رأيين مختلفين في ما له علاقة بوجهة السير. فالحمار يريد أن يسير بعكس الوجهة التي يريدها صاحبه، فيتسمّر بمكانه ويرفض السير إلاّ وفق ما يحلو له. ولذلك يُعتقد أنه أُطلق عليه لقب "عنيد".   
وقد أُسأل عن علاقة هذا المثل بما عليه الوضع في لبنان، وإن كان التشبيه فيه بعض التقليل من قيمة اللبناني، الذي يرفض في الأساس أن يمتطي أحد، أيًّا كان، على ظهره لكي يصل إلى مبتغاه، على رغم كل الظروف المعيشية التي يمرّ بها، وإن كان في أغلب الأوقات يقف على خاطر هذا المسؤول أو ذاك الزعيم لكي يحصل على وظيفة له أو لأحد أبنائه، أو للتوسط له لكي يستطيع أن يُدخل مريضًا إلى مستشفى.  
وقد ينطبق هذا المثل على علاقة اللبنانيين مع بعض الدول، التي تحاول أن تفرض عليه ما هم غير مقتنعين به ويرفضونه لألف سبب وسبب، وقد أتى كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في "المنتدى العالمي للاجئين في جنيف" في هذا السياق معبّرًا عن رفض جميع اللبنانيين "البقاء مكتوفي الأيدي ونتلقى الأزمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصّن أنفسنا لأننا أصحاب الحق أولًا وأخيرًا في العيش في وطننا بعزة وكرامة".  
كثيرة هي المحاولات، التي لم تنجح في فرض إرادة الخارج على اللبنانيين. ولو خضعوا عبر تاريخهم القديم والحديث لما كان مشروع "لبنان الكبير" قد أبصر النور، ولكان مشروع تهجير المسيحيين من أرضهم، وهم الذين رفضوا الإغراءات التي عُرضت عليهم، قد تحقّق، خصوصًا أن البواخر كانت تنتظرهم في البحر. صمدوا ورفضوا أن يكون لبنانهم وطنًا بديلًا لأي كان.  
غالبًا ما تكون مصالح الدول على غير ما تتطّلع إليه الشعوب، وهي بالطبع غير ما يسعى إليه بعض الحكّام. ولذلك تقوم الثورات، وينزل الناس إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم كل ما يتعارض ومصلحة بلدهم، وكل ما يرونه مخالفًا لأصول التعاطي الأخلاقي المفترض أن يسود بين الحكّام أو المسؤولين وبين المواطنين.  
فالثورات في العالم حقّقت ما لم تستطع مختلف الأنظمة المعمول بها أن تقدّمه لشعوبها. الأمثلة كثيرة، ومن بينها ما يتعلق بنا في لبنان "ثورة الفلاحين"، التي خيضت ضد الاقطاع. أمّا ما سمي أخيرًا "ثورة 17 تشرين" فلم تحقّق ما كان يؤمل منها. الوضع السيئ ازداد سوءًا. من كان فقيرًا لا يزال يئن ولا من سميع. لم يتغيّر شيء مما كان يجب تغيّره، لا في الذهنية ولا في الممارسة. وأكبر دليل على أننا لا نزال نراوح مكاننا، إن لم نكن قد تراجعنا خطوات ضوئية إلى الوراء، أن بعض الذين أوصلنا أداؤهم السيئ إلى ما وصلنا إليه من "فقر حال" لا يزال صوتهم مسموعًا، وهم متكافلون ومتضامنون على إبقائنا في قعر الحفرة.  
ولكن وعلى رغم ما نشهده من فقاعات صابون لا نزال مصممين على رفض الموت البطيء. يكفي أن الناس المغلوب على أمرهم مصرّون على أن تكون أعيادنا المشتركة فسحة أمل، على أن ينضم هذا المثل الاسباني إلى غيره من الأمثلة اللبنانية الموروثة من حقبة الحكم العثماني الآيلة إلى الزوال، ولو بعد حين. 
وقبل الدخول في "فراغ" العيد استعاد مجلس النواب دوره في إطار الأدوار التكاملية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. وما أقرّه المجلس في جلسة الأمس هو مهمّ وأساسي لانتظام العمل المؤسساتي والحفاظ على الاستقرار العام، ولكنه يبقى ناقصًا في ضوء الاستمرار في تغييب موقع رئاسة الجمهورية. فمن انتصر أمس هو ما تبّقى من وحدة موقف يمكن التعويل عليها لمراحل لاحقة على وقع ما يحصل في غزة والجنوب.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أسرار تكشف للمرة الأُولى .. الوحدة 504 التي لعبت دورًا أساسيًا في اغتيال نصر الله

سرايا - للمرة الأولى، كشفت القناة العبرية "12"، معلومات عن وحدة سرية في المخابرات، أدت دورًا بارزًا في اغتيال الأمين العام لميليشيا حزب الله، حسن ، قبل أيام.

وأوضحت القناة أن وحدة المخابرات الحربية "آمان 504" كان لها دور مهم في معرفة موقع وتحركات نصر الله، وأدت "مهاما مؤثرة في اصطياده"، عبر الاتصال بـ"الأرقام الذهبية"، التي تكون عبارة عن أرقام لقيادات محلية تكون معارضة للطرف الذي تستهدفه إسرائيل، مثل: حماس، وميليشيا حزب الله، للحصول على معلومات مهمة.

وأكدت أن "الاستهدافات التي وقعت في لم تكن ستتم دون اتصالات هاتفية حساسة من إسرائيل إلى بيروت عبر وحدة المخابرات الحربية".

وأوضحت أن الوحدة ترصد من غرفة واحدة في مكان ما بإسرائيل، المكالمات التي تصل إلى غزة ولبنان، مشيرة إلى أن هذه الغرفة تضم موظفين يتقنون اللغة العربية ولهجاتها، بعضهم يبلغ عمره 80 عامًا إلى جانب أشخاص لا تتجاوز أعمارهم 25 عامًا.

وعبر هذه المحادثات، بحسب القناة، تحصل إسرائيل على معلومات استخبارية مهمة، كما أن الوحدة متخصصة في توجيه التحذيرات للمدنيين للإخلاء.

ويصف المسؤولون في الوحدة "504" العمل التمهيدي في جنوب لبنان بأنه "تحرك مهم" خاصة التحضير لإجلاء السكان، موضحين أن "حزب الله، مثل حماس، يختبئ في المجال المدني، ويخفي مستودعات الأسلحة، والمقار، ومواقع الإطلاق هناك".

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في وقت سابق، أن إسرائيل اخترقت شبكة اتصالات حزب الله إذ قامت المخابرات بالاتصال بالقيادي بفؤاد شكر، حيث طلب منه الانتقال من مكتبه في الطابق الثاني في المبنى المستهدف، إلى الطابق السابع لتسهيل استهدافه، لكن الميليشيا اللبنانية نفت ذلك.

ويتعرض لبنان لقبض جوي مكثف خلّف أكثر من ألف قتيل في أنحاء مختلفة من لبنان منذ حوالى 10 أيام، بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي منذ الاثنين "عمليات برية محدودة ومركزة" في نقاط عدّة على طول الحدود.


مقالات مشابهة

  • من هي الدول التي أجلت رعاياها من لبنان؟
  • في اليوم العالمي للمعلم.. خبير تربوي يوضح ما يحتاج إليه وما هو مطلوب منه
  • ما هي عقيدة الضاحية التي تستخدمها إسرائيل في الحروب منذ 2006؟
  • الملتقى الأول للقادة يناقش أبرز التحديات الأمنية
  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • الصحة العالمية: حاولنا تقديم كل ما يحتاج إليه اللبنانيون بالجنوب لكنهم ما زالوا بحاجة للمزيد
  • أسرار تكشف للمرة الأُولى .. الوحدة 504 التي لعبت دورًا أساسيًا في اغتيال نصر الله
  • حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي: قواتنا قتلت المسؤولين الأمنيين لدى حماس سامح السراج وسامي عودة