إبراهيم شعبان يكتب: صباح الخير ياغزة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
من بين الكتب التي أعتز بها، الأشعار التي أهداني إياها شاعر العودة، الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل هارون هاشم رشيد، "صباح الخير ياغزة" رفقة إهداء رقيق منه رحمه الله.
عثرت على الديوان، وأنا أقلب في مكتبتي لأتذكر لقاءا مع شيخ شعراء فلسطين، هارون هاشم رشيد، كان في القاهرة بعام 2008، قبل خمسة عشر عاما، عندما كان المجلس الأعلى للثقافة يضج دومًا في ذلك الزمن، بأسماء ثقافية وشعرية كبيرة تحضر للقاهرة، وتحيي أمسياته وندواته.
كان من حظي في هذه الأيام، أن التقيت الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد، وكان حال غزة آنذاك مثلما هو اليوم تضج بالمقاومة والمعاناة والمأساة التي تتفجر يوميا على أرضها.
هارون هاشم رشيد، هو شيخ شعراء فلسطين بالفعل، حقق صيتا واسعا وشهرة مدوية بقصائده التي خرجت من نبض الحياة والمعاناة والمقاومة في غزة، حيث ولد في حارة الزيتون في عام 1927، وتعد قضية العودة هى الأثيرة في مختلف دواوينه الشعرية التي تخطت الـ23 كتابا.
من يقرأ ديوان هاشم رشيد، صباح الخير ياغزة اليوم، والذي صدرت طبعته الأولى يونيو 2008، كأنه يرى الواقع الآن في عيون أطفال غزة وأهلها. فهارون هاشم رشيد، كان شديد الصدق في نقل تفاصيل الحياة في القطاع ومعاناته ودروبه وحكايات أهله، خصوصا وأنه ولد بغزة قبل النكبة بأكثر من 20 عاما، وشاهد مختلف فصول الصراع العربي الفلسطيني إلى أن توفاه الله قبل ثلاث سنوات في 2020.
من القصائد التي يضمها الديوان وقد أهداه الى حبيبته غزة، قصائد غزة فيتنام/ غزة لايغرقها البحر/ غزة المحاصرة/ أغلقوا غزة/ قاذفة الحجارة/ أطفال غزة/ حارة الزيتون/ صرخة الوطن المحتل وغيرها من الإبداعات والآلام التي سطرها هارون هاشم رشيد في هذا الديوان.
يقول في قصيدته غزة لايغرقها البحر، مخاطبا رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين الذى تمنى أن يصحوا من نومه يوما، ويرى غزة قد أغرقها البحر.
عروس البحر يارابين، لا يغرقها البحر/ ولا يغرقها الحقد الذي تحمل والشر/ فكم أيدٍ كسرت بها، وما ركّعها الكسر/ وكم أم بها رمّلت، وما أرهبها الغدر/
ويواصل في قصيدته:-
لنا غزة يا هذا، لنا ربواتها الخضر/ لنا الشطّان والساحات والأشجار والزهر/ لنا زيتونها المسروق والجميز والتمر/ لنا ليمونها وكرومها وعطاؤها البكر/ لنا الشمس التي تعلو نواحيها، لنا البدر/ فكيف البحر يغرقها ومنها الحب والخير/ وفيها يرفع التكبير عالٍ، ينهض الذكر/ ودقات النواقيس العذاب كأنها الشعر/ مدينتنا مقدسة التراب رداؤها الطهر.
ويقول في قصيدته التي تحمل عنوان الديوان صباح الخير ياغزة:-
صباح الخير ياغزة/ صباح المجد والعزة/ صباح الخير يا بوابة الأمل/ صباح الخير يا وردية الشعل/ صباح الخير، يصحو الطير/ يصحو الفأس والمقلاع/ وتنهض ألف أغنية/ من الطلاب والعمال والزراع/ هنا شجر/ هنا زهر/ هنا يتفجر الخبر/ فيا أحبابنا، انتشروا/ فها قد لعلع الحجر.
رحم الله هارون هاشم رشيد، وبقيت أشعاره شعلة غضب ومقاومة من قلب غزة، التي ولد بها تحكي أنين القطاع وأهله، على مدار 9 عقود كاملة، فيحكي عن حارة الزيتون التي ولد بها، ومعاناة شعب استيقظت عيونه على الاحتلال، ولا يزال يبحث عن وطنه المفقود.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم: شهر رمضان شهد أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في كلمة له اليوم السبت بدرس التراويح بالجامع الأزهر، أن لشهر رمضان مكانة عظيمة عند الله تعالى، حيث اختصه بخصوصية فريدة، ورفع شأنه، وجعله عبادة خالصة له، كما جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به". فالصيام عبادة سرية بين العبد وربه، لا يطلع عليها أحد، مما يزيد من أجرها ومكانتها عند الله.
وأوضح أحمد عمر هاشم، خلال كلمته أن من أعظم النعم الإلهية التي اختص بها هذا الشهر المبارك نزول القرآن الكريم، الذي جاء بالهداية والنور، فأخرج الناس من الظلمات إلى النور، وكان شفاءً لما في الصدور، ولذا، كان شكر هذه النعمة العظيمة بالصيام، فجعل الله سبحانه وتعالى فرضية صيام رمضان مقترنة بنزول القرآن، فقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾.
وأشار أحمد عمر هاشم، إلى أن شهر رمضان لم يكن شهر صيام وعبادة فقط، بل كان شهر نصر وعزة للإسلام والمسلمين قديما وحديثا، حيث وقعت فيه أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي، فقد انتصر المسلمون في غزوة بدر الكبرى، وهي أول لقاء مسلح بين جند الحق وجند الباطل، رغم قلة عددهم وضعف عتادهم، إلا أن الله نصرهم بإيمانهم وتوكلهم عليه، واستجابتهم لأوامره، وقد صور الله هذا الموقف في قوله: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ [الأنفال: 9]، فأمدهم بالملائكة، وكان النصر حليفهم.
وتابع: شهر رمضان شهد كذلك فتح مكة، الذي كان فتحًا مبينًا للإسلام، ونصرًا عظيمًا أزال به الله الشرك عن بيته الحرام، ورفع به راية التوحيد عالية خفاقة، فهذا الشهر شهر الانتصارات بحق، وشهر السلام والإيمان، وفيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، والتي وصفها الله بقوله: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
وفي ختام درسه، دعا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن يتضرعوا إلى الله الواحد الأحد، سائلين إياه أن يكشف الغمة عن الأمة، وينصر المسلمين، ويرفع راية الإسلام، وأن يرد كيد الكائدين، ويحفظ البلاد من كل معتدٍ آثم، وأن يجعله شهر نصر وعزة وتمكين لأمتنا الإسلامية.