"اتفاق الإمارات" التاريخي يبهر العالم
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
استثنائية بأفعالها وتحركاتها وطموحاتها ومبهرة بنتائج الفعاليات التي تنظمها، هنا أعني دولة الإمارات، التي عودتنا وكعادتها دائماً بإبهار العالم بإنجازاتها على الصعد كافة وفي كل المجالات، ولم تكتف دولة الإمارات بإبهار العالم بمستوى التنظيم والتنسيق لمؤتمر الأطراف «كوب 28» والذي نظم في الفترة من 30 نوفمبر الماضي إلى 12 ديسمبر الجاري في مدينة إكسبو، بل أبهرت العالم بالنتائج والاتفاقيات والطموحات، وأضف إلى ذلك قدرتها الدبلوماسية على إيجاد وخلق تعاون دولي نتج عنه الاتفاق (اتفاق الإمارات) على وضع خطط عملية محددة واضحة الأهداف ومحددة الزمن بهدف التسريع بتنفيذها لتحقيق مصلحة البشر والحفاظ على كوكب الأرض.
اختتمت الإمارات عام 2023 ببشرى للبشرية بإعلان «اتفاق الإمارات» الذي وصفه الكثير من القادة والخبراء بالإنجاز التاريخي غير المسبوق، حيث اعتمد ممثلو ما يقارب 200 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومعهم أكثر من 70 ألف مندوب وخبير، «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي سيساهم في جعل دول العالم تعمل جميعاً وتتحد وتتعاون من أجل المناخ حتى تحافظ على البشرية وكوكبها.
في مقال سابق بعنوان: «الدبلوماسية البرلمانية وقضايا المناخ» نشر يوم 4 فبراير الماضي، ذكرت فيه «بأنه رغم سلبيات ظاهرة التغير المناخي إلا أن هناك تضافراً للجهود الدولية للحد منها، حتى برز مفهوم «الدبلوماسية المناخية»»، وهذا فعلاً ما حدث خلال مؤتمر الأطراف - كوب 28، حيث كانت الجلسات والنقاشات والحوارات تعبر عن تلك الجهود الدولية والصدق والحرص لحماية البيئة والتخلص من سلبيات ظاهرة التغير المناخي، وجاءت نتيجة هذه الجهود الخروج باتفاق الإمارات التاريخي.
كذلك يعد «اتفاق الإمارات» نتيجة للجهود الجبارة التي قامت بها الدولة المستضيفة للمؤتمر (دولة الإمارات) بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والدول المشاركة في المؤتمر إضافة إلى المنظمات الدولية، واستطاعت الدبلوماسية الإماراتية أن تقرب وجهات النظر نحو الوصول لاتفاق يراعي وضع الخطط والحلول لمعالجة القضايا المناخية وحماية كوكب الأرض، لأنه في المفهوم والفكر الإماراتي «الإنسان أولاً» ومن هذا المفهوم والمبدأ الإماراتي انطلقت الجهود لتتمحور حول فكرة أن البشرية تستحق العمل من أجلها ولا بد من حمايتها بالتخلص من كل ما يسبب لها ولبيئتها الضرر.
في الجانب الآخر، نرى أن المساهمات المليارية مؤشر إيجابي وبادرة عملية جدية للعمل على تنفيذ الخطط والمقترحات والبنود المتفق عليها، حيث وصلت المساهمات إلى 85 مليار دولار بهدف استشراف المستقبل المناخي، والعمل على تصحيح المسار في العمل في ما يخص القضايا المناخية. وفي سابقة تعد الأولى من نوعها عالمياً، تم إقرار تشغيل صندوق الخسائر والأضرار، والنجاح والإبهار ليس في إعلان تشغيل الصندوق فقط بل في إقراره في اليوم الأول للمؤتمر، وفي هذا دلالات مهمة أهمها جدية الدول ووعيها بخطورة التغير المناخي وحرصها على التحرك والعمل الجاد.
ستصب فائدة تفعيل صندوق الخسائر والأضرار بكل الدول بما فيها الدول النامية والدول ذات الاقتصادات الكبيرة، كما سيكون له دور في تحقيق تقدم نحو تنفيذ الأهداف المناخية، كما أعلنت دولة الإمارات عن مساهمتها بمبلغ 100 مليون دولار لتشغيل الصندوق، كما أنها استطاعت الوصول إلى جمع 792 مليون دولار في نهاية المؤتمر حتى تضمن بدء عمل الصندوق، كما أنها أيضاً أعلنت عن إنشاء «صندوق ألتيرا للحلول المناخية» بقيمة وصلت إلى 30 مليار.
ومن أهم نتائج المؤتمر والاتفاق الإماراتي والذي حظي بصدى دولي لأهميته وهو التطرق إلى الوقود الأحفوري، حيث نص قرار المؤتمر على البدء بالانتقال من استخدام الوقود الأحفوري إلى استخدام أنظمة طاقة نظيفة ومتجددة الوصول إلى صافي صفر انبعاثات على مستوى العالم بحلول 2050، وقد تم مناقشة هذا البند في المؤتمرات السابقة إلا أنها لم تتمكن من إقراره أو التوصل إلى مقترحات أو حلول، وهنا تكمن أيضاً قوة الدبلوماسية الإماراتية في حث القادة والدول على اتخاذ قرارات تاريخية وتجعل الكل رابح.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات اتفاق الإمارات دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات شريك تجاري مهم للسويد ومقر لـ 250 شركة
أبوظبي - «الخليج»
أكد فريدرك فلورين سفير السويد، لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد ليس فقط شريكاً تجارياً مهماً للسويد، بل أيضاً موطناً لأكثر من 250 شركة سويدية، العديد منها يدير مكاتب إقليمية تغطي الشرق الأوسط، وإفريقيا وجنوب آسيا، وتُعتبر هذه الشركات روّاداً في التحول الأخضر، حيث تقدّم حلولاً مبتكرة ومستدامة في قطاعات، مثل: الخدمات اللوجستية، وعلوم الحياة، والرعاية الصحية، والأمن، والاتصالات، والكهرباء، وتقنيات تبريد ناطحات السحاب، والتعدين، والنقل البحري، والأثاث، والتصميم.
قال السفير بمناسبة الاحتفال بيوم السويد يمثل المجتمع السويدي في دولة الإمارات مجتمعاً نابضاً بالحياة ومتنامياً، حيث يعتبر نحو 10000 سويدي الإمارات وطنهم الثاني، ونتطلع إلى المستقبل المليء بالفرص، وأنا واثق من أن تعاوننا سيزداد عمقاً -لا سيما في مجالات الابتكار، والاستدامة، والتنمية الاقتصادية -بما يُبشر بمستقبل مشرق للعلاقات الإماراتية السويدية، فلنُقبل على المستقبل بروح من التفاؤل والعزيمة والالتزام المشترك بالتميّز، ولتبقَ دولة الإمارات نموذجاً ملهماً للعالم في رحلتها الرائدة نحو النمو والتقدم والوحدة.
وأضاف، يسعدني جداً أن أستضيف الاحتفال بيوم السويد في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشرّفني أن أحتفل بهذه المناسبة من خلال معرض صور يسلّط الضوء على الرحلة التي جمعت بين بلدينا في علاقة تمتد لأكثر من نصف قرن.
وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات تأسست في عام 1972، ومنذ ذلك الحين، نمت هذه الشراكة لتُصبح نموذجاً ناجحاً للدبلوماسية الدولية والتعاون الاقتصادي، ومن اللافت أن بعض الشركات السويدية بدأت تزاول أعمالها في دولة الإمارات منذ ستينات القرن الماضي، وهو ما يُعد دليلاً على الحضور التجاري السويدي الراسخ والرائد في المنطقة.
وقال، تأسس مجلس الأعمال السويدي في عام 1994، ونحتفل هذا العام بمرور أكثر من 30 عاماً على وجوده في دولة الإمارات، ما يجعله من أقدم مجالس الأعمال الأجنبية في الدولة، وعلى مدار ثلاثة عقود، شكّل المجلس منارة للتعاون والابتكار، حيث عزز الروابط الاقتصادية، وروّج للتبادل الثقافي، وساه م في بناء صداقات دائمة بين السويد والإمارات.
وأضاف، في عام 2002، تم افتتاح سفارة كاملة التمثيل للسويد في أبوظبي، ما شكّل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية، وفي عام 2005، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة سفارتها في ستوكهولم، ما عمّق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل أكبر، واستمر هذا الزخم في عام 2006، عندما افتتح «بيزنس سويدن»، وهو مجلس التجارة والاستثمار السويدي، مكتبه الإقليمي في دبي لدعم الشركات السويدية في توسيع حضورها في منطقة الخليج.
وأكد السفير السويدي أن دولة الإمارات الإمارات العربية المتحدة لها شهرة واسعة على المستوى الدولي بتنظيمها فعاليات على أعلى المستويات العالمية، وقد شاركت السويد بفخر في عدد منها، في عام 2021، حضر جلالة الملك كارل السادس عشر غوستاف معرض إكسبو 2020 دبي، والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي عام 2023، قاد رئيس الوزراء أولف كريسترسون الوفد السويدي إلى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28.
وقال، هناك العديد من المحطات البارزة التي لا يسعني ذكرها جميعها في رسالة واحدة، أبرزها في عام 2025 حيث قام سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، بزيارة رسمية إلى السويد، حيث عقد مباحثات ثنائية مع وزيرة الخارجية السويدية ماريا ستنيرغارد في ستوكهولم، وقد وقّعا مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين.
كما التقى سموه مع وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، ووزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية، بنجامين دوسا، وشهدوا معاً توقيع اتفاقية بين اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات وبيزنس سويدن، بهدف تعزيز التجارة، الاستثمار والابتكار، ودفع عجلة التعاون الاقتصادي بين بلدينا إلى مستويات أعمق.
وأضاف السفير، لفتني بشكل خاص الوصف الذي وصفه سمو الشيخ عبد الله بن زايد «بأن الشركات السويدية هي شركات ثابتة على المدى الطويل وتتسم بالاعتماد عليها والوثوق بها».
وقال السفير من جهته «إنه عندما تنخرط السويد في شراكة الأعمال، فإنها تعمل بسياسة العلاقات طويلة الأمد، وتعمل لصالح جميع الأطراف المعنية».