إسرائيل تعيش لحظة حرجة وستبقى تواجه أزمة مستمرة وصولاً إلى حافة الهاوية
يدعو أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب شلومو ساند، مؤلف كتاب «كيف تم اختراع الشعب اليهودي»، إلى إنقاذ إسرائيل من نفسها، معتبراً أن «الشعب اليهودي تم اختراعه في نهاية القرن ال19، وهذا يعني أنه أسطورة»، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للقبول بخيار السلام.فيما يرى إرييه شافيت في كتابه «إنقاذ إسرائيل» الذي صدر مؤخراً أن إسرائيل «تعيش لحظة حرجة، وستبقى تواجه أزمة مستمرة وصولاً إلى حافة الهاوية»، محمِّلاً الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو المسؤولية، ويضيف «الأزمة الحالية دفعت الإسرائيليين إلى التأكد من حيازة جواز السفر الأجنبي رمزاً للتهديد بالفرار».
الانتقاد الأخير من الرئيس الأمريكي جو بايدن للحكومة الإسرائيلية ودعوة رئيسها إلى «تغيير موقفه بشأن حل الدولتين»، وتحذيره من فقدان الرأي العام العالمي، واصفاً حكومة نتنياهو بأنها «أكثر حكومة محافظة في تاريخ إسرائيل»، داعياً نتنياهو إلى التعلم من الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.. هو من باب النصائح وليس تعبيراً عن تغيير فعلي في الموقف السياسي الأمريكي، ذلك أن بايدن لا يزال يدافع عن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، ويحبط كل مشاريع القرارات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، ويدعم حربها التدميرية لقطاع غزة، ويزوّد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة لتحقيق هذا الهدف.
صحيح أن هناك تباينات تكتيكية في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب لكنها لا ترقى إلى الخلافات، ذلك أن العلاقات بينهما استراتيجية وثابتة، وكلام بايدن هو مجموعة من النصائح يُسديها إلى نتنياهو وحكومته، في محاولة لإنقاذ إسرائيل من نفسها، بعدما بلغت سياساتها العدوانية حداً جعل الرأي العام العالمي ينتفض ضدها، ويدرك أن ما تقوم به في قطاع غزة من حرب إبادة يشكّل عدواناً على البشرية جمعاء جراء الكم الهائل من الضحايا المدنيين الأبرياء، والدمار الذي لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
أما كلام بايدن عن حل الدولتين فهو كلام مكرور ولا معنى له، فقد سبق أن تحدث هو وغيره من الرؤساء الأمريكيين عن الدولتين «والدولة الفلسطينية القابلة للحياة»، لكن أياً منهم لم يبذل جهداً للوصول إلى هذا الهدف، بل دأب ما يسمى «الوسيط الأمريكي النزيه» منذ مؤتمر مدريد للسلام، واتفاق أوسلو، وخلال كل اللقاءات التي جمعت السلطة الفلسطينية وإسرائيل على مدى خمسة وعشرين عاماً برعاية أمريكية، على الانحياز إلى الجانب الإسرائيلي وتمكينه من مواصلة عمليات التهويد، والاستيطان، والبطش، والإرهاب لفرض الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية وفقاً للأيديولوجية التي يفخر الرئيس بايدن باعتناقها.
لو كان الرئيس الأمريكي صادقاً في ما يقوله غير السعي لإنقاذ إسرائيل لكان أعلن تأييده لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من مطحنة الحقد الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني وبقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني.. وغير ذلك فهو ثرثرة.. و«الثرثرة ليست عيباً، إنها مرض» كما يقول تولستوي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
ناشطة يهودية: إسرائيل أكذوبة صهيونية والعلم الفلسطيني يمثلني (فيديو)
في الوقت الذي تؤيد فيه الغالبية في إسرائيل الجرائم ضد الفلسطينيين، تبرز أصوات إسرائيلية رافضة تدعو لوقف القتل، وخير مثال على ذلك الناشطة اليهودية غايا دان، البالغة من العمر 24 عامًا.
وتعتبر “دان” واحدة من هذه الأصوات التي تعارض الصهيونية وتدافع عن الحقوق الفلسطينية، وتسعى من خلال مشاركتها المستمرة في المسيرات والوقفات الاحتجاجية إلى المطالبة بحرية الشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
19 رسالة حازمة من السيسي على مقترح ترامب ومخططات الصهيونية .. فيديو الفلسطينيون يحطمون مخططات الصهيونية ويعودون لشمال غزة بالآلاف.. شاهدوتحدثت جادان خلال حوارها مع قناة “المشهد” عن تجربتها، مشيرة إلى أن معظم اليهود في فلسطين المحتلة يدعمون انتهاك حقوق الفلسطينيين، لكنها لا ترى نفسها تمثل اليهودية، بل تعتبر نفسها صوتًا من بين قلة تعارض الصهيونية، وتقول إن الصهيونية هي حركة استعمارية تحاول فرض سيطرتها.
وكشفت دان عن كيفية تشكل أفكارها، مشيرة إلى أنها نشأت في بيئة صهيونية، لكن تجربتها في الجيش كانت نقطة تحول. بعد هروبها من الجيش، بدأت بإعادة تثقيف نفسها واكتشفت أن ما تعلمته كان مليئًا بالأكاذيب.
وتواجه ادان مضايقات من المجتمع المحيط بها، حيث ينظر إليها البعض باستغراب ويتهمونها بالخيانة، ورغم أنها لا تعتبر نفسها فلسطينية، إلا أنها تجد نفسها في موقف معقد، مما يعرضها لمضايقات من الشرطة والمدنيين.
تحدثت أيضًا عن حادثة اقتحام الشرطة لمنزل عائلتها أثناء محاولتها عرض فيلم عن غزة، حيث واجهت عنفًا غير طبيعي من قبل المجتمع، ورغم محاولات القمع، تؤكد جادان أنها لن تتوقف عن رفع صوتها من أجل حقوق الفلسطينيين.
في النهاية، تعبر ادان عن اعتزازها برفع العلم الفلسطيني، مشيرة إلى أنها تشعر أنه يمثلها، بينما لا تشعر أن العلم الإسرائيلي جزء من هويتها.