بعد تصاعد عمليات صنعاء.. شركتان دانماركية وأخرى ألمانية تعلقان مرور سفنهما عبر البحر الأحمر
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
الجديد برس:
قال متحدث باسم شركة الشحن الدنماركية “إيه.بي مولر ميرسك”، لـ”رويترز”، الجمعة، إن الشركة ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، لتسلك مساراً حول أفريقيا.
وأضافت الشركة في بيان: “في أعقاب الحادث الوشيك الذي شهدته سفينة (ميرسك جبل طارق) والهجوم الآخر على سفينة حاويات، اليوم، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر”.
وفي سياق متصل، أعلن متحدث باسم شركة الشحن الألمانية “هاباج لويد” الجمعة، أنها أوقفت جميع رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى 18 ديسمبر، وذلك بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بالقرب من اليمن.
وقالت شركة “هاباج لويد” الألمانية وفي وقت سابق الجمعة، إنها تدرس وقف الإبحار مؤقتاً في البحر الأحمر ولا يوجد قرار نهائي بعد، وذلك بعد أن قال متحدث باسم الشركة، إن السفينة (الجسرة) التابعة لها تعرضت لهجومٍ الجمعة في أثناء إبحارها بالقرب من الساحل اليمني، ولم يصب أي من أفراد طاقمها.
وأضاف المتحدث: “ستتخذ شركة هاباج لويد إجراءات إضافية لضمان سلامة أطقمنا”، ورفض الخوض في التفاصيل.
وقالت شركة الأمن البحري البريطانية “أمبري” إن السفينة تعرضت لأضرار مادية بسبب قذيفة أحدثت “حريقاً على متنها”.
في المقابل، تدرس الحكومة الألمانية طلباً أمريكياً لقيام البحرية الألمانية بمهمة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، وذلك بعد الهجوم الذي تعرضت له هناك، سفينة شحن تابعة لشركة هاباج لويد الألمانية، ما أسفر عن وقوع أضرار بها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، الجمعة، إن البحرية الألمانية تلقت طلباً من الولايات المتحدة قبل بضعة أيام، حول ما إذا كانت لديها القدرة لتقديم الدعم في البحر الأحمر، “دون أن يتم تقديم مطالب على نحو محدد”.
وأضاف المتحدث أنه “يجري حالياً دراسة الطلب، ومن المؤكد أنه ستتم مناقشته مع كل الجهات المسؤولة في الحكومة”.
من جانبها، قالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية إن الوزارة علمت بالتقارير الصحفية حول الهجوم على سفينة “الجسرة”، مشيرة إلى أن الوزارة ليست لديها معلومات خاصة يمكن مشاركتها حالياً، “لكنني يمكنني أن أقول بوجه عام، إن الحكومة الألمانية تدين الهجوم على هذه السفينة بالقدر نفسه الذي تدين به الهجمات الأخيرة التي وقعت مؤخراً بشكل شبه يومي، على سفن تجارية مدنية في البحر الأحمر بمضيق باب المندب”.
وتابعت المتحدثة أن هذه الهجمات غير مقبولة على الإطلاق وتمثل تدخلاً هائلاً في سلامة الشحن الدولي.
وكانت سفينة الحاويات “الجسرة” تعرضت للقصف في مضيق باب المندب، ووقعت بها أضرار. ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات وفقاً لما صرح به متحدث باسم شركة هاباج لويد الألمانية للملاحة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت قوات صنعاء، الجمعة، استهداف سفينتي حاويات بالبحر الأحمر كانتا متجهتين للكيان الإسرائيلي، بعد “رفض” طاقميهما الاستجابة للنداءات وكذلك الرسائل التحذيرية النارية.
جاء ذلك في بيان تلاه المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع خلال مسيرة حاشدة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء بعنوان “مع غزة حتى النصر”.
وقال البيان: “نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات MSC Alanya-إم إس سي ألانيا وMSC PALATIUM III-إم إس سي بالاتيوم، كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي، وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين”.
وأضاف أن “عملية استهداف السفينتين جاءت بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية، وكذلك الرسائل التحذيرية النارية”.
وأشار إلى أن العملية “انتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض في هذه الأثناء للقتل والتدمير والحصار بقطاع غزة”.
وطمأن البيان “كافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنه “لن يصيبها أي ضرر، وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً”.
وجدد البيان التأكيد بأن “القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في بياناتها السابقة”.
كما أكد البيان أن “القوات المسلحة اليمنية مستمرة في منع كل السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدين في قطاع غزة من غذاء ودواء”.
وفي وقت سابق الجمعة، أفادت وكالة أسوشييتد برس”، بـ”اشتعال النيران في سفينة ترفع علم ليبيريا في البحر الأحمر بعد أن أصيبت بمقذوف أُطلق من اليمن”، وذلك نقلاً عن مسؤول أمريكي.
بدورها، نقلت هيئة التجارة البحرية البريطانية، أن “سفينة على بعد 30 ميلاً جنوب غربي الحديدة تعرضت لجسم مجهول، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها”.
والخميس، نفذت قوات صنعاء، عملية عسكرية ضد سفينة حاويات “ميرسيك جبرلاتر”، كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي.
وفي 12 ديسمبر الجاري، نفذت قوات صنعاء عملية ضد سفينة “أستيرندا” التابعة للنرويج التي كانت متجهة نحو كيان الاحتلال، وجرى استهدافها بصاروخ مباشر، بعد رفض طاقمها كل النداءات التحذيرية.
إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الخطر الذي تشكله التهديدات اليمنية على السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى “إسرائيل”، من الناحية الاقتصادية، وليس الأمنية فقط.
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف سفينتي الحاويات( MSC Alanya إم إس سي ألانيا "و" MSC PALATIUM III إم إس سي بالاتيوم3) المتجهتين إلى الكيان الإسرائيلي، لرفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية. pic.twitter.com/KUiOCJjgoQ
— العميد يحيى سريع (@army21ye) December 15, 2023
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر قوات صنعاء هاباج لوید متحدث باسم إم إس سی
إقرأ أيضاً:
المعركة اليمنية تكتب شهادة وفاة الهيمنة الأمريكية: الصين ترصد التراجع الأمريكي وموسكو تراقب صعود صنعاء
يمانيون../
في تحول لافت على الساحة الدولية، سلطت وسائل إعلام صينية الضوء على ما وصفته بـ”الانحدار الحتمي للهيمنة الأمريكية”، مشيرة إلى أن المعركة الدائرة في البحر الأحمر وبوابة اليمن الجنوبية لم تعد مجرد اشتباك محدود أو مواجهة جيوسياسية عابرة، بل باتت مؤشرًا عالميًا على التحول في موازين القوة الدولية.
سوهو الصيني: مليارات أنفقتها واشنطن بلا طائل… وصنعاء تصوغ المعادلة من جديد
في تقرير نشره موقع سوهو الصيني – أحد أكبر منصات الرصد والتحليل العسكري في بكين – خلص إلى أن العدوان الأمريكي المباشر على اليمن لم يحقق شيئاً يُذكر على المستوى العسكري، رغم استخدام واشنطن ترسانة ضخمة من الصواريخ الموجهة، والاعتماد على حاملات طائرات وكاسحات ألغام ومدمرات بحرية متطورة.
وأكد التقرير أن “الخسائر اليمنية ظلت محدودة، ولم تتجاوز بعض الأهداف الثانوية”، في مقابل فشل العدوان الأمريكي في التأثير الفعلي على الجبهة القتالية اليمنية أو زعزعة بنيتها الدفاعية. ورأى الموقع أن هذه الحقيقة الميدانية تحولت إلى إحراج استراتيجي لواشنطن، التي باتت تُركّز على العمليات الإعلامية أكثر من الميدانية لتغطية فشلها العسكري.
التقرير الصيني لم يكتف بوصف الإخفاقات العسكرية، بل ذهب أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة عادت لتفعيل أدواتها التقليدية القديمة: الاعتماد على المرتزقة المحليين والعملاء الإقليميين. فقد كشفت تقارير عن مساعٍ أمريكية لتحريك ميليشيات يمنية تعمل كقوات برية بالوكالة، في ظل العجز عن خوض مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة اليمنية.
هذه الاستراتيجية – بحسب سوهو – تكشف عن أزمة ثقة عميقة داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، التي لم تعد قادرة على مواجهة جيوش العقيدة في تضاريس معقدة كالتضاريس اليمنية، حيث تكبد تحالف العدوان على مدى سنوات طويلة خسائر جسيمة، وخصوصًا السعودية، التي وصفها التقرير بـ”الطرف المفضوح أمام شعوب العالم، والمهزوم عسكريًا ونفسيًا”.
الهجوم على “كارل فينسون”: لحظة مفصلية في سجل الإذلال الأمريكي
وفي تطور صادم نقلته وسائل إعلام صينية أخرى، وعلى رأسها منصة باي جيا هاو، جاء الخبر الذي هزّ غرف العمليات الأمريكية في البحر الأحمر: القوات المسلحة اليمنية نفذت هجومًا صاروخيًا دقيقًا على حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون”، وذلك في يومها الأول من انتشارها في مياه المنطقة.
بحسب التقرير، فإن الهجوم اليمني “أحدث دماراً واضحاً على سطح الحاملة”، مشيرًا إلى أن “الصواريخ والمسيّرات اليمنية اخترقت منظومات الدفاع الأمريكية المتقدمة، وخلفت عشرات الحفر والانفجارات على متن الحاملة”. التقرير وصف هذا الحدث بـ”الضربة المفصلية” في مسار الهيمنة الأمريكية، إذ أنها تثبت أن القوة الأمريكية لم تعد بمنأى عن الهجمات المفاجئة، حتى من قوة محدودة الموارد لكنها غنية بالعقيدة والإرادة.
من اللافت أن التقرير الصيني شدد على تفوق صنعاء من خلال “استخدامها تكتيكات منخفضة الكلفة”، ما يعني أن المعادلة الكلاسيكية للتفوق العسكري القائمة على الحجم والنفقات والنفوذ لم تعد مجدية أمام ذكاء الخصوم. فبينما تنفق أمريكا ملايين الدولارات لحماية قطعها البحرية، تنجح اليمن بأسلحة محلية التصنيع وتكاليف محدودة في ضرب رموز تلك القوة، وخلق معادلة جديدة عنوانها: “من يتحكم بالمضيق، يسيطر على الميدان”.
صنعاء تعيد رسم خريطة النفوذ العسكري… من باب المندب إلى واشنطن
ما يجري في البحر الأحمر ليس مجرد مواجهات متفرقة، بل هو – كما وصفه التقرير – “حرب استخباراتية فريدة”، تشي بأن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك بنك أهداف دقيقاً، وتحركات يومية موثقة لسفن التحالف والأسطول الأمريكي. وهو ما يجعل من عمليات اليمنيين فعلًا مباغتًا متكررًا يرهق القيادة المركزية الأمريكية، ويظهرها بمظهر المتلقي وليس المبادر.
ويشير التقرير إلى أن ما يحدث اليوم في اليمن “يكتب رثاءً حقيقياً لعصر القطب الواحد”، إذ باتت واشنطن تشهد خسائر استراتيجية لم تشهد مثلها منذ حرب فيتنام، لكن هذه المرة ليس من قارة آسيوية بعيدة، بل من بلد فقير ومحاصر ومثقل بجراح العدوان، لكنه مشبع بالإيمان والصمود والكرامة.
خاتمة: شهادة دولية على نهاية عصر… وبداية لآخر يُكتب بصنعاء
إن مجمل ما أوردته وسائل الإعلام الصينية، خصوصاً في هذا التوقيت، لا يُقرأ كتحليل منفرد، بل كرسالة عالمية تنضم إلى أصوات دولية متزايدة باتت ترى في اليمن أكثر من مجرد ساحة مقاومة، بل منصة تُعلن من خلالها نهاية الأسطورة الأمريكية.
لقد أصبحت صنعاء اليوم أحد العناوين الكبرى في معركة تحرير الإرادة العالمية من سطوة القطب الواحد، وها هي الصين – كقوة صاعدة – ترى في المعركة اليمنية تجسيداً حيًّا لهذا التحول التاريخي.
ومن البحر الأحمر، حيث تتكسر الهيبة الأمريكية كل يوم، يُرسم مشهد عالمي جديد… بدايته من اليمن، ونهايته أبعد مما كانت تتخيله واشنطن.