كشفت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية ومقاطع مصورة تدمير القوات البرية الإسرائيلية ما لا يقل عن ست مقابر في شمال قطاع غزة، حيث تخوض حربا ضد حركة حماس، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وأشارت الصحيفة إلى أن قوانين النزاعات المسلحة تعتبر "التدمير المتعمد للمواقع الدينية من دون ضرورة عسكرية جريمة حرب محتملة".

وأفاد التقرير أن الصور تظهر قيام القوات الإسرائيلية بتدمير جزء من المقبرة التونسية حيث أقامت موقعا عسكريا مؤقتا لها، إذ تكشف الصور عن تواجد مركبات مدرعة وتحصينات ترابية.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على أسئلة "نيويورك تايمز" حول ما إذا كان يتخذ احتياطات لحماية المواقع الدينية في غزة، وأسباب تجريف وهدم أجزاء من المقبرة.

وتؤكد الصحيفة أن القوات الإسرائيلية تستخدم مقبرة واحدة في غزة على الأقل كـ "قاعدة مؤقتة" للمركبات العسكرية، منوهة إلى أن أغلب الأضرار التي طالت المقابر وقعت خلال ديسمبر الحالي مع تقدم القوات الإسرائيلية نحو ما يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنها لا تزال معاقل لحماس.

وبدأت إسرائيل حربها للقضاء على حركة حماس، التي تسيطر على غزة بعدما اقتحم مسلحو الحركة، المصنفة إرهابية، السياج الحدودي إلى جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، واحتجاز 240 كرهائن من جميع الأعمار، وفق وكالة رويترز.

إسرائيل أقامت مواقع عسكرية في بعض المقابر. أرشيفية - تعبيرية

ومنذ ذلك الحين، أدى القصف والحصار الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية، كما أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع، وتشريد معظم سكانه.

وفي مطلع ديسمبر دمرت مركبات عسكرية إسرائيلية عشرات القبور في مقبرة أصغر قرب المقبرة التونسية، وفق الصحيفة.

وأظهرت صور أقمار صناعية أثارا جديدة ومركبات عسكرية في مقبرة الفالوجة، فيما أظهرت لقطات فيديو الأضرار التي لحقات بالمقابر، بحسب "نيويورك تايمز".

وذكرت الصحيفة أن الصور تظهر "إنشاء موقع عسكري محتمل في مقبرة في بيت حانون شمال قطاع غزة أيضا".

والمقابر الأخرى التي حددتها نيويورك تايمز على أنها دمرت من قبل القوات الإسرائيلية كانت في منطقة الشيخ عجلين والشجاعية (أحياء في مدينة غزة) وبيت لاهيا (مدينة في القطاع).

وتسبب ارتفاع أعداد القتلى باكتظاظ معظم مقابر القطاع مع استحالة الوصول إلى تلك الواقعة عند الحدود في مناطق يستهدفها القصف الإسرائيلي دون هوادة، ما دفع العائلات إلى التصرف بوفق ما هو متوافر من إمكانات، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

ومطلع نوفمبر، قصفت إسرائيل مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن العشرات قضوا جراء القصف الذي استهدف منازل سكنية، حينها انتشل السكان نحو 50 جثة بينها نساء وأطفال. 

حمل الأهالي تلك الجثامين في صندوق شاحنة إلى المستشفى الإندونيسي قبل أن ينقل بعضها على عربات تجرها جياد إلى إحدى المقابر. لكنهم لم يجدوا مكانا لدفنها.  فتوجه المشيعون نحو ملعب ترابي لكرة القدم خلف المستشفى الأندونيسي وأقاموا حفرة كبيرة مستطيلة الشكل، قسموها إلى قسمين، واحد للذكور والثاني للإناث، دفنوا القتلى قبل أن يغطوا الحفرة بألواح من الصفيح ويرموا عليها الأتربة.

قبل الحرب، كان الملعب الواقع في منطقة تل الزعتر في مخيم اللاجئين مخصصا للمباريات المحلية وهو تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وتحيط بالملعب ثلاث مدارس تابعة للأمم المتحدة تم تحويلها إلى مراكز لجوء للنازحين خلال الحرب ، تتدلى من شرفاتها الملابس المغسولة.

وأكد ناطق باسم البيت الأبيض، الخميس، أن الولايات المتحدة ترغب في أن تخفض إسرائيل حدة عملياتها ضد في قطاع غزة، فيما حض الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل على بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين.

وقال جون كيربي الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي إن مستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، طرح خلال زيارته لإسرائيل، الجمعة، "أسئلة صعبة" على المسؤولين الإسرائيليين حول سير هجومهم في قطاع غزة.

وبحث سوليفان خلال زيارته إمكان تحول الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة إلى "عمليات أقل حدة" في "المستقبل القريب".

وأدّى تزايد عدد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، إلى تفاقم الخلاف بين الحليفين الإسرائيلي والأميركي.

وأضاف كيربي "أظن أننا جميعا نريد أن تنتهي (الحرب) في أقرب وقت ممكن" مشددا على أن النزاع "يمكن أن يتوقف اليوم" لو استسلمت حماس "وهو أمر لا يبدو مرجحا راهنا".

"قوة أمنية بقيادة السلطة الفلسطينية".. جهود أميركية تنصب على مستقبل غزة يبذل مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان جهودا مكثفة لتخفيف شدة القتال في الحرب بين إسرائيل وحماس، والبحث في مرحلة ما بعد الحرب.

وجدد الناطق القول إن واشنطن "لا تملي شروطا" على إسرائيل مشيرا إلى أن الإطار الزمني الذي عرضه وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وحذر فيه من أن الحرب "ستستثمر أكثر من أشهر قليلة"، "ينسجم" مع تصريحات سابقة للمسؤولين الإسرائيليين.

وفي وقت لاحق، قال البيت الأبيض إن سوليفان بحث في "توفير الشروط للانتقال مع الوقت من عمليات.. عالية الحدة إلى عمليات دقيقة أقل حدة في مواجهة العناصر المتبقين من حماس".

من جانبه، قال بايدن لصحفيين بعد مناسبة في مركز للأبحاث الطبية قرب واشنطن: "أريدهم (الإسرائيليين) أن يركزوا على كيفية إنقاذ حياة المدنيين، وليس التوقف عن ملاحقة حماس، بل أن يكونوا أكثر حرصا".

ويدعم بايدن إسرائيل بقوة، لكنه وجه، الثلاثاء، أقوى انتقاداته تجاهها، محذرا من أنها تخاطر بخسارة الدعم الدولي بسبب "القصف العشوائي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة نیویورک تایمز فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة

قال الدكتور محمد عزالعرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إن السلوك الإسرائيلي منذ هجمات 7 أكتوبر اعتمد بشكل واضح على التصعيد العسكري، ما يعكس نهج الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الأحداث.

التصعيد العسكري في غزة.. هدف لفرض السيطرة

وأوضح عزالعرب، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة اختارت التصعيد في غزة منذ اليوم التالي للهجمات بهدف فرض السيطرة على حركة حماس.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن هذا التصعيد يؤدي إلى إضعاف موقف حماس وبالتالي يفتح المجال لتقديم تنازلات في ملفات مثل تبادل الأسرى.

التصعيد يتجاوز غزة إلى الضفة الغربية

وأشار عزالعرب، إلى أن التصعيد الإسرائيلي لم يتوقف عند غزة، بل امتد إلى الضفة الغربية، وفور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بدأ التصعيد في الضفة الغربية، خصوصًا في جنين، وهذا التحرك، يبعث برسالة مفادها أن إسرائيل لا تزال ترفض تغيير سياستها في كافة الأراضي الفلسطينية.

التحفظ على الاتفاقات وتهديدات بتجدد التصعيد

لفت الدكتور عزالعرب، إلى أن الشخصيات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، مثل بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كانوا يعارضون الاتفاقات المبدئية لوقف إطلاق النار.

وهذه الشخصيات قد تحاول التراجع عن تلك الاتفاقات إذا لم تلتزم حماس بشروط وقف إطلاق النار، ما قد يؤدي إلى تجدد التصعيد في غزة.

إسرائيل: رفض السلام تحت الضغوط فقط

في ختام حديثه، شدد عزالعرب على أن إسرائيل تحت الحكومة الحالية ترفض فهم لغة السلام أو التفاوض السلمي إلا في ظل الضغوط الدولية أو الداخلية، كما ظهر من خلال التنازلات التي اضطرت الحكومة لتقديمها تحت تأثير الضغوط الأمريكية، وكذلك من الداخل الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة
  • أستاذ علوم سياسية: الحكومة الإسرائيلية مارست كل أنواع الكذب والتضليل
  • ‏3 حافلات تقل فلسطينيين مفرج عنهم من السجون الإسرائيلية تصل إلى خان يونس بغزة
  • باحث: اتفاق التهدئة ضرورة للطرفين رغم الشكوك في نوايا إسرائيل
  • مصلحة السجون الإسرائيلية توزع "أساور تذكارية" على الأسرى الفلسطينيين المحررين
  • وزير المالية الإسرائيلي: نتنياهو وترامب ملتزمان بعزل حماس من حكم غزة
  • ‏إدارة السجون الإسرائيلية تعلن تلقي تعليمات من المستوى السياسي بوقف إطلاق الأسرى الفلسطينيين
  • ‏بيان لحماس: نترقب الإفراج اليوم عن الدفعة الجديدة من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية
  • تسليم المحتجزة الإسرائيلية «آغام بيرجر» للصليب الأحمر في جباليا