من انقذ العسكريون المتقاعدون: الحكومة أم القائد؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
كتب جورج شاهين في"الجمهورية":النصائح التي أُسديت الى رئيس الحكومة منذ الدعوة الى الجلسة لتأجيلها لم تنجح. لا بل على العكس، فقد سعى المعنيون لاستعادة بعض الوزراء من الخارج لتأمين النصاب، وهو ما نُفّذ بالفعل، فعاد الى بيروت من كان في المغرب كما في الخليج، حتى انّ احد الوزراء الذي وصل متأخّراً الى بيروت ليل أمس الاول تلقّى عدداً من الاتصالات لضمان حضوره، لمجرد أنّه عبّر عن احتمال تغيّبه عن الجلسة، تاركاً "قراره الشخصي" بالخطوة الإيجابية كما السلبية، رهن مضمون جدول أعمال الجلسة الذي كان في حوزته قبل ساعات عدة بالوسائط الالكترونية أينما وُجد.
وإلى هذه المعطيات، فقد شكّل وصول ثلثي أعضاء مجلس الوزراء في الموعد المحدّد للجلسة - بعدما حضر اثنا عشر وزيراً - لا يمكن الحديث عن جهة حكومية ارادت التعطيل، فالعودة الى اسمائهم وهوياتهم الحزبية والسياسية لا توحي بأي قراءة استثنائية. فقد كانوا من مختلف القوى السياسية التي تتعاطى مع ملف التمديد او تأجيل التسريح لقائد الجيش من مواقع لم تقل كلمة سلبية علنية، ومن بينهم وزيرا "حزب الله" اللذان يخضعان لـ "الفحوص المخبرية" في مثل هذه المحطات الأساسية ومعهما وزيرا حركة "امل"، ولكن حضورهما أوحى بأنّ الأمر عادي وليس هناك ما يدعو للتشكيك بموقف "الثنائي الشيعي" لجهة تطيير النصاب من عدمه. وإن استُعرضت أسماء المتغيبّين فإنّ من بينهم من هو محسوب على رئيسي المجلس والحكومة شخصياً، من دون احتساب تغيّب احد وزيري "المردة" الذي لم يتوافر اي معلومة عن مكان وجوده قبيل انعقاد الجلسة.
وبعيداً من هذه المعطيات التي لا يمكن تجاهلها لمن يبحث عن "العقل المؤامراتي" في مثل هذه المعالجات، رغم خطورتها ودقّة المرحلة التي تعبرها، فإنّ من المنطقي تناول الموضوع من زاوية أخرى. ذلك أنّ تعطيل الجلسة - لأي سبب كان ـ قد يكون له فائدة إن كانت النيّة لدى اهل المنظومة التمديد او تأجيل التسريح لقائد الجيش ولأي مهلة كانت. فإنّ ذلك لن يطول انتظاره. ففي العلم الدستوري والقانوني، تبقى الإشارة ضرورية الى انّ مثل هذا الموضوع المطروح، سيتوافر بطريقة اكثر متانة وصلابة قانونية إن صدر بقانون عن مجلس النواب بدلاً من قرار حكومي اياً كانت مساحة أو لائحة المستفيدين منه شرط ألاّ يكون على قياس شخص واحد.
وعليه، فإنّ المنطق القانوني يقول انّ أي قرار من هذا النوع في مجلس الوزراء سيكون سهلاً الطعن بقانونيته أمام مجلس شورى الدولة، طالما انّ وزير الدفاع نأى بنفسه عنه مهدّداً بقرار آخر يتعارض مع ما سعى إليه آخرون. وإن كان له الحق القانوني بذلك إن صدر عن الحكومة، فإنّ صدور قانون عن مجلس النواب يمكن أن يكون اصعب عليه تجاهله وسيلتزم به، ان كان صادقاً في التعبير عن موقف قانوني، متجاهلاً الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد ومعها المؤسسة العسكرية، منعاً لأي خلل محتمل في إحدى وأكبر المؤسسات وأكثرها صموداً في مواجهة الانهيارات في مثيلاتها الحكومية، وإن كانت دونها اهمية. ذلك أنّ ما يمكن أن تُصاب به إن كان ناجماً عن تقصير او فشل في مواجهة اسبابه، فالنتيجة سلبية في الحالتين. فأي قائد جديد للجيش قد يُعيّن في غياب رئيس الاركان المفقود الذي يمكن ان يتسلّم مهماته، فإنّه سيكون امام من يُعيّن في مهمّته وقتاً غير قصير للإمساك بزمام القيادة ومواجهة الظروف الصعبة التي تعيشها المؤسسة. فليس هناك من قائد عسكري يمكن أن يستبدل أحصنة اي قافلة وهي في "وسط النهر" كما يقول المثل العسكري القديم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إن کان
إقرأ أيضاً:
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟
دونالد ترامب في طريقه إلى البيت الأبيض، ويشكل حكومته ويعين وزراءه يوما بعد يوم. وكان ماسك من أبرز الأسماء فهو رجل أعمال كبير ومن أغنى أثرياء العالم، وقد بات الآن جزءا من السلطة. يسعى صاحب منصة إكس لتقليل الإنفاق الحكومي الأمريكي، الأمر الذي قد يؤثر على الكونغرس وعلى عامة الناس، فماذا هو فاعل؟
اعلانيبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لم يأخذ الأمر بجدية عندما قدم إيلون ماسك مقترحا بتقليص حجم الحكومة. لكن الاقتراح الذي أخذ على أنه مزحة، قد يصبح حقيقة من الممكن أن تؤدي إلى حصول صراع دستوري حول توازن القوى في واشنطن.
هناك لجنة استشارية خارجية ستعمل مع أشخاص داخل الحكومة لتقليل الإنفاق وتخفيف اللوائح. هذه اللجنة صممت لتصبح وزارة تدعى "كفاءة الحكومة"، ووضع ترامب على رأسها ماسك أغنى رجل في العالم، وفيفيك راماسوامي، رجل الأعمال والمرشح الرئاسي الجمهوري السابق.
بدأت التصريحات تنتشر، وقال ماسك وراماسوامي هذا الأسبوع إنهما سيشجعان ترامب على إجراء تخفيضات، وذلك من خلال رفض إنفاق الأموال المخصصة من قبل الكونغرس، وهي العملية المعروفة باسم الحجز.
يأتي ذلك بالرغم من أن الاقتراح يتعارض مع قانون صدر عام 1974 بهدف منع الرؤساء المستقبليين من السير على خطى ريتشارد نيكسون- الرئيس الأمريكي السابع والثلاثين-، الذي امتنع عن تقديم كل تمويل لا يعجبه.
دونالد ترامب وإيلون ماسك في بنسلفانيا 5 تشرين الأول أكتوبر 2024Alex Brandon/APكتب ماسك ورامسوامي في مقال رأي بصحيفة وول ستريت جورنال: "نحن جاهزون لتلقي هجمات من الكيانات القوية ذات المصالح في واشنطن. نتوقع أن ننتصر. إن الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات حاسمة هو الآن".
وكان ترامب قد اقترح فعلا اتخاذ خطوة كبيرة كهذه، وقال العام الماضي إنه "سيستخدم سلطة الحجز المعترف بها منذ فترة طويلة للرئيس من أجل الضغط على البيروقراطية الفيدرالية المتضخمة لتحقيق مدخرات هائلة".
ستكون محاولة مثيرة لترامب من أجل توسيع سلطاته، إذا تمتع بدعم الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وكذا المحكمة العليا الأمريكية ذات الأغلبية المحافظة، وقد تصبح هذه، بين عشة وضحاها، واحدة من أكثر المعارك القانونية التي تشهدها إدارته الثانية.
Relatedبعد جدل في الكونغرس.. إدارة بايدن توافق على صفقة أسلحة بقيمة 20 مليار دولار لدعم إسرائيلالكونغرس يفتح أبوابه للمتحولين جنسيا.. سارة ماكبرايد تصبح أول برلماني أمريكي عن هذه الفئةسكان فلوريدا يحصون خسائر الإعصار ميلتون بانتظار إقرار الكونغرس حزمة مساعدات عاجلةيقول ويليام غالستون وهو زميل بارز في دراسات الحوكمة في مؤسسة بروكينغز، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن: "قد ينجو ترامب من العقاب. وسوف تتحول سلطة الكونغرس في الإنفاق إلى رأي استشاري".
خطط مفصلة.. تقليص.. واستعداد للصدقدم ماسك ورامسوامي نظرة أكثر تفصيلاً حول آلية عملهما في وزارة كفاءة الحكومة، فيما أورداه في الصحيفة الأمريكية ذات الانتشار الواسع. وتطال الخطط أهدافا كانت موجودة من أمد بعيد، ومنها قطع مبلغ 535 مليون دولار مخصص لهيئة الإذاعة والتلفزيون العامة.
كما كتب الاثنان أنهما سيعلنان عن "الحد الأدنى لعدد الموظفين المطلوبين في أي وكالة بما يمكنها من أداء عملها حسب الدستور والقانون. وقد يؤدي هذا الأمر إلى "تخفيضات جماعية في عدد الموظفين في جميع أنحاء الحكومة لفيدرالية"، وينظر إلى ذلك على أنه جزء من خطط أخرى تعتبر أكثر طموحًا.
لافتة تشير إلى البحث عن موظفين عند مبنى هيئة البريد الأمريكية في كولورادو 7 تشرين الثاني نوفمبر 2021 David Zalubowski/APوجاء أن بعض الموظفين يمكنهم أن يختاروا أن يحصوا على "مدفوعات نهاية الخدمة الطوعية لتسهيل الخروج السلس". ولكن سيتم تشجيع آخرين على الاستقالة من خلال إلزامهم بالحضور إلى المكتب خمسة أيام في الأسبوع، ما ينهي المرونة التي أتيحت في عصر الوباء بشأن العمل عن بعد.
وقال إيفرت كيلي رئيس الاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة، إن مثل هذه التخفيضات من شأنها أن تضر بالخدمات المقدمة للأمريكيين الذين يعتمدون على الحكومة الفيدرالية.
وقال كيلي إن نقابته التي تمثل 750 ألف موظف في الحكومة الفيدرالية وواشنطن، مستعدة لمحاربة محاولات خفض القوى العاملة. وأضاف "لقد كنا هنا من قبل، وسمعنا هذا النوع من الخطاب، ونحن مستعدون".
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية طهران تنفي صحة التقارير المتداولة حول لقاء سري بين إيلون ماسك والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة بعد اتهامات بالتواصل مع بوتين ومسؤولين روس.. ديمقراطيان يطالبان بالتحقيق مع إيلون ماسك إيلون ماسك رسميًا في البيت الأبيض.. ترامب يفي بوعده للملياردير ويختاره لإدارة لجنة استشارية دونالد ترامبالمحكمة العليا الأمريكيةإيلون ماسكالكونغرسميزانية الحزب الجمهورياعلاناخترنا لك يعرض الآن Next زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانت يعرض الآن Next صفقة كواليس البرلمان الأوروبي: هل هي تثبيت المفوضين؟ أم تجاوز للشفافية؟ يعرض الآن Next تجدد القصف الإسرائيلي على غزة وضاحية بيروت الجنوبية.. ودعوات دولية لاعتقال نتنياهو وغالانت يعرض الآن Next روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ بداية الحرب يعرض الآن Next خلافات تعصف بمحادثات "كوب 29".. مسودة غامضة وفجوات تمويلية تعرقل مسار الاتفاق اعلانالاكثر قراءة حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان سحابة من الضباب الدخاني السام تغلف نيودلهي: توقف البناء وإغلاق المدارس أسعار زيت الزيتون ستنخفض إلى النصف في الأسواق العالمية اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29قطاع غزةضحاياإسرائيلروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنساالحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهوالذكاء الاصطناعيوفاةصاروخالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024