الحرة:
2024-11-23@17:50:06 GMT

طبيب يصف الحب بين أمواج الموت في مستشفيات غزة

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

طبيب يصف الحب بين أمواج الموت في مستشفيات غزة

تحدث الجراح البريطاني الفلسطيني، غسان أبو ستة، لصحيفة واشنطن بوست عما شاهده في 43 يوما قضاها في الحرب بغزة، حيث كان شاهدا على ما أصاب بعض المستشفيات، الشفاء والأهلي، بينما كانت الغارات الجوية الإسرائيلية تضرب بلا هوادة.

وأشار الطبيب (54 عاما) الذي يتخصص في العمليات الجراحية التجميلية إلى إنه ذهب إلى غزة ضمن طاقم تطوع مع منظمة أطباء بلا حدود، في التاسع من أكتوبر الماضي، بعد يومين من هجوم حماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخصا، بحسب إسرائيل التي تعهدت إثره بـ "القضاء" على حماس.

ومن ذلك الحين تواصل إسرائيل شن هجوم على القطاع الفلسطيني خلف أكثر من 18800 قتيل، بحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة للحركة.

ويقول أبو ستة: "كل ما فعلته في حياتي قادني إلى هذه النقطة، وهذا هو المكان الذي كان من المفترض ان أكون فيه.. في عدة ليالي كنت أذهب للنوم معتقدا أنها ستكون النهاية لنا".

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

ووصف الأيام التي قضاها في غزة أنها "الأكثر تحديا وفظاعة" خلال ممارسته لمهنة الطب مشيرا إلى أنها اتسمت بمشاهدة "من الإنسانية والحب".

وشبه أبو ستة أعداد الجرحى والمصابين الذين يأتون للمستشفيات بأمواج البحر "عندما تكون في البحر وتأتي موجة وتغمرك، وفي تلك اللحظة تحاول رفع رأسك فوق الماء ولكنك لا تستطيع لأن الأمواج أعلى منك؟.. شعرت بذلك. أنت تجري عملية جراحية وتعتقد أنك قمت بعمل جيد وعالجت 12 مريضا، لكنك تعلم أنه في النصف ساعة الأخيرة كانت هناك غارة جوية أدت إلى إصابة 70 أو 80.. المزيد من الجرحى وأنت لم تتعامل سوى مع القليل منهم".

ويتذكر خلال علاجه فتاة صغيرة عمرها 8 أو 9 أعوام، وهي ابنة طبيبة قتلت هي وطفلاها، وبقيت الفتاة لوحدها، حيث كانت إصابتها بليغة "نصف وجهها كان مفقودا.. نصف أنفها وجفونها مُزقت من العظم.. عندما تبدأ بهذه الحالات عليك تنظيفها، لأن كل الأوساخ والغبار والحصى موجودة في الجرح، وأن أنظف الوجه والشعر للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى، رأيت ربطة الشعر البلاستيكية الصغيرة على شكل زهرة".

وأضاف عندما ترى هذا النوع من الأمور "تفقد أنفاسك.. يدمرك هذا تماما".

وأكد أنه رغم الأهوال التي يعيشها أهالي غزة إلا أنك ترى الكثير من الحب، حيث "يبدأ الناس في مقاومة عالم الموت من خلال أعمال الحب" لتصبح نوعا من أفعال "المقاومة"، وقال: "كان هناك طفل صغير عمره 3 سنوات لم نعرف أسمه.. بترت ساقه وذراعه، وفي اليوم التالي عندما ذهب للاطمئنان عليه، كانت المرأة التي أصيب ابنها في السرير المجاور له، تضعه في حضنها وكانت تطعمهما سويا، لأنه ليس لديه عائلة".

وكانت أعمال الحب هذه حاضرة دائما إذا ترى الناس تستضيف النازحين ويسمحون لهم بالبقاء في منازلهم طوال الحرب لأنهم فقدوا منازلهم، حيث تخلى الجميع عن الفردية وعاد الجميع إلى نهج الحياة الجماعية، حيث تقاسموا كل شيء: الطعام والدواء والمنازل، بحسب الطبيب أبو ستة.

واستطرد أن أفعال الحب والإنسانية وصلت إلى حدود لم تكن مسبوقة، وعلى سبيل المثال في أحد الأيام جاء حلاق إلى مستشفى الأهلي وعرض على الجميع أن يقوم بالبقاء والمساعدة، ليقوم بحلاقة ذقون الجميع، مشيرا إلى أننا "كنا نتحول إلى رجال كهف" في إشارة إلى طول ذقونهم لانشغالهم بمساعدة الآخرين، وقال إن هذه اللفتة لوحدها كانت كفيلة في تغيير مزاج الجميع.

ويقول إنه عندما كان القصف يقترب من المستشفيات كانت المباني تهتز بعنف، وكان في إحدى الليالي "يجلس وحيدا نوعا ما، وتصالح مع فكرة أنه لن يتمكن البقاء على قيد الحياة.. لم يعد قلقا.. كان في سلام مع نفسه ومع خياراته في الحياة.. كان هناك حزن خاصة تجاه ابنه الأصغر".

ويتذكر بأن كل ما أراده حينها أن "يرسل رسائل صوتية إلى أولاده، للتأكد أنهم سمعوا صوته في اليوم الذي يموت فيه، وهو أمر كئيب. ولكن الرسائل كانت رسائل ممتعة. مثل: أفتقدكم. أحبكم".

ويؤكد أن قرار مغادرته غزة لم يكن سهلا، إذ أنه كان بعدما أنهى جولة من العمليات الساعة الخامسة صباحا وأخبرهم طبيب التخدير "أنه لم يعد هناك أي مخدر. وليس هناك شيء آخر يمكننا القيام به".

سلطات غزة تعلن ارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي أعلنت حكومة حماس، الجمعة، أن 18 ألفا و800 فلسطيني قتلوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب مع الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.

وقال لرويترز بعد يوم من مغادرته المستشفى واتجاهه سيرا على الأقدام إلى مخيم النصيرات في وسط غزة: "كان الأمر كابوسا حقيقيا، ترك 500 مصاب وأنت تعلم أنه لم يعد بوسعك ما تفعله من أجلهم، هذا أكثر شيء مفجع كان علي أن أفعله على الإطلاق".

وفي مسيرته من المستشفى إلى مخيم اللاجئين التي استغرقت خمس ساعات، قال أبو ستة إنه رأى "مشاهد الدمار" والجثث الملقاة في الشارع.

وأضاف أن مرضى يحتاجون علاجا ظلوا في المستشفى الأهلي وأن مستشفى آخر في شمال غزة لم يستطع أخذهم.

وقال: "بشكل أساسي، لا يوجد مستشفى يعمل في شمال غزة بأكمله الآن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أبو ستة

إقرأ أيضاً:

«COP 29»: حصاد الأسبوع الأول.. وعودة ترامب تقلق الجميع

في باكو، مرّ الأسبوع الأول من مؤتمر الأطراف حول المناخ وسط مخاوف واسعة و بطء في التقدّم من أجل الالتزام باتفاق باريس و تأمين الموارد المالية لتمويل معالجة قضايا المناخ.

وزيرة البيئة الفرنسية تلغي مشاركتها في المؤتمر بسبب اتهامات الرئيس الأذربيجاني لبلادها والأرجنتين تسحب مفاوضيها من القمة بعد فوز ترامب في الرئاسة الأميركية، فكيف تنعكس مثل هذه المعطيات وغيرها على مؤشرات نجاح المؤتمر و إنقاذ اتفاق باريس؟

تتصدّر الانتخابات الرئاسية الأميريكية المخاوف و تثير القلق حول إمكانية الوصول إلى حلول فاعلة، فعلى الرغم من تصاعد وتيرة كوارث المناخ حول العالم، تبقى عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حجر عثرة أمام أي تقدّم ملحوظ. ترامب الذي وعد منح شركات الوقود الأحفوري حرية التصرّف، اختار كريس رايت وزيرا للبيئة. هذا الرجل الذي عرف بتشكيكه في مشكلة المناخ و عدم اعترافه بها و دفاعه المستميت عن استخدام الوقود الأحفوري.

في الوقائع، أوروبا و أميركا الشمالية هي المسؤولة عن 60% من الانبعاثات العالمية و أكبر مصدّر لها في حين أن إقريقيا و أميركا الجنوبية هي من تدفع اغلى الأثمان من بيئتها و سلامتها و صحة شعوبها و سبل العيش فيها. فهل يرضى من دفع فواتير الازدهار و التطور في بلاده، بدفع فاتورة الكوارث و آثار الوقود لدول يعتبرها قيد النمو؟ و هل يلتزم بالإجراءات التي قد تتخذ في حق ممارساته التي يتغنّى ليلا ونهارا كإنجازات عظيمة؟ حتى في المناخ و الطبيعة، لا عدل في الثروات و لا حتى الآلام.. .

المخاوف التمويلية تطغى على كافة الأصعدة في الأروقة و على المنابر في باكو، فعلى الرغم من الجهود الكثيفة في توجيه هذه الدورة "كوب 29" على أن تكون مالية بامتياز لمناقشة هيكلية صندوق الخسائر والأضرار الذي أسّس في كوب 27، تبقى آمال ضخّ المال ضئيلة بحسب المراقبين و الناشطين الذين عبّروا عن شعورهم بالخذلان و الكثير من الأحباط أمام تهديدات كارثية تحتاج إلى ترليون دولار أميركي في العام الواحد للدول النامية لإبقاء درجة حرارة الأرض تحت الدرجتين مئوية حيث أنّ خسائر المناخ في الدول الصغيرة تتراوح بين 100 و 500 مليار دولار سنويا و تطلّعات هذه الدول هي الحصول على المنح و الهبات و ليس القروض، بقيم و أرقام حقيقية تتلاءم مع التكاليف المتوقّعة. فهل من نوايا جديّة في تفعيل التمويل مع تداخل القضايا السياسية و حتى تشابكها مع كل جوانب الحياة و منها المناخ و سبل العيش الكريم؟ و هل تتسارع الخطى الإنقاذية قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض؟

إفريقيا، القارة الأكثر تضررا و الجهة الأولى المعنية بتفعيل الحلول، عبّرت على لسان المجموعة الإفريقية عن قلق كبير حول تحقيق هدف جديد لتمويل المناخ بالتزامن مع دعوات لتشكيل لجنة وزارية للمساعدة في دفع المفاوضات الحاسمة لتخصيص الأموال المناخ المطلوبة. من ضمن المقترحات أيضا، فرض ضريبة تقدّر ب 15 مليار دولار أميركي سنويا على شركات النفط و الغاز التي تجني أرباحا طائلة. بمعنى آخر، إلزام الملوّثين من الدول الثرية إلى دفع ثمن تأثيرات نشاطاتهم على التغيّر المناخي من خلال تغذية صندوق الاضرار و الخسائر. فلعلّ هذه الدعوات و المقترحات تطمئن شعوب و أنظمة القارة السوداء وتبشّر بفجر بيئي جديد و حياة كريمة.

تبقى الإجابات و الحلول رهينة القوى العالمية و مدى تعاونها في أن تكون جزءا من الحل، و هي في الأصل، أساس المشكلة و على رأسها الصين التي تتصدّر قائمة الدول الأكثر إنتاجا للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في ستة من مدنها على رأسها العاصمة شنغهاي و تليها ولاية تكساس الأميركية.

للطفولة حصّة ملفتة في فعاليات المؤتمر، فلعلّ ما أخفق به الكبار يستطيع الأطفال، ورثة هذه الأرض، ببراءة و عفوية و خوف من و على المستقبل أن يؤثّروا في الحاضرين و من بينهم أكثر من 132 شركة نفط عالمية مدعوة. لعلّها الفرصة الذهبية لأجيال سرقت منها الطفولة و هدّدت بصحتها و غذائها و أمنها وعلمها أن تصرخ بألم ووجع و ترفع يد الظلم عن شعوبها المستضعفة. جورجينا، من تنزانيا، اعتلت مسرح المؤتمر لتحمّل الحاضرين مسؤولية خياراتهم التي دمّرت العالم و كانت لسان حال ملايين الأطفال حول العالم وصوتهم الضعيف، لتبهر المجتمعين بمبادرة زراعية قامت بها في بلدها لتبرهن عن قدرة الأطفال الحالية و المستقبلية في المساهمة في الحلول. ومن باكستان، عرضت زونيرا، ابنة ال14 عاما، واقعا مأساويا مريرا حيث أضحت الفياضانات في بلادها جزء من يوميات الكبار و الصغار و أنّها تعطّل كل شيء في الحياة و تعرّض سلامة الأطفال للخطر و تمنعهم من ممارسة حياة طبيعية، خاصة الفتيات لأنّهن، بسبب الموارد المالية المعدومة للعائلة، لا يستطعن الالتحاق بالمدرسة و الحصول على التعليم.

فكيف سيكون الردّ ممن يسعون إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتواجدين بين الحضور؟

أسبوع مضى وبقيت الكلمة الفصل لأيام المؤتمر الأخيرة و ما ستحمل من إجابات لعالم ينتظر. فهل تنعكس الكلمات المدوّة لرئيس المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستيل " الفرق بين الحياة و الموت"، على فعالية النتائج معبّرا عن صعوبة الموقف. وهل يستجيب أصحاب القرار لتحذيرات العلماء، الذين أصبحوا بمثابة شهود عيان، حول احتمال ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 2.5 درجة مئوية في ظل انقسام الدول مع الاعتراف بضرورة زيادة التمويل؟

نحو الولايات المتحدة الأميركية و رئيسها الجديد تتوجّه الاتهامات و الأنظار بحيث بات جليا و واضحا أن هذه الدولة هي جزء من المشكلة لا الحل.

يتبع.. .

* أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة، وزير البيئة الأسبق

اقرأ أيضاًمصطفى بكري لـ «العربية»: مصر ثالث دولة عالميا من حيث استقبال اللاجئين بتكلفة 10 مليارات دولار «فيديو»

مقالات مشابهة

  • صور سريالية لأغرب فنادق الحب في اليابان
  • «أمها كانت بتنضف شقته».. القصة الكاملة لتعذيب فتاة حلوان حتى الموت
  • مسن سوداني يبهر الجميع بمهارته الفائقة في العمليات الحسابية .. فيديو
  • صبا مبارك تتعرض للظلم من الجميع بسبب مؤامرة في "وتر حساس"
  • صحة غزة: مستشفيات القطاع قد تتوقف خلال 48 ساعة
  • «COP 29»: حصاد الأسبوع الأول.. وعودة ترامب تقلق الجميع
  • فيلم «متل قصص الحب» يرفع شعار كامل العدد بمهرجان القاهرة السينمائي
  • قصة حب وحيدة في حياة فيروز.. تعيش على ذكراها منذ 46 عاما
  • تقلبات جوية وهدوء في حالة أمواج البحر المتوسط بالإسكندرية
  • عيدروس الزُبيدي يفاجئ الجميع.. تدشين خط ملاحي يربط مطار عدن الدولي بتركيا