الحرة:
2025-02-05@08:31:47 GMT

طبيب يصف الحب بين أمواج الموت في مستشفيات غزة

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

طبيب يصف الحب بين أمواج الموت في مستشفيات غزة

تحدث الجراح البريطاني الفلسطيني، غسان أبو ستة، لصحيفة واشنطن بوست عما شاهده في 43 يوما قضاها في الحرب بغزة، حيث كان شاهدا على ما أصاب بعض المستشفيات، الشفاء والأهلي، بينما كانت الغارات الجوية الإسرائيلية تضرب بلا هوادة.

وأشار الطبيب (54 عاما) الذي يتخصص في العمليات الجراحية التجميلية إلى إنه ذهب إلى غزة ضمن طاقم تطوع مع منظمة أطباء بلا حدود، في التاسع من أكتوبر الماضي، بعد يومين من هجوم حماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخصا، بحسب إسرائيل التي تعهدت إثره بـ "القضاء" على حماس.

ومن ذلك الحين تواصل إسرائيل شن هجوم على القطاع الفلسطيني خلف أكثر من 18800 قتيل، بحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة للحركة.

ويقول أبو ستة: "كل ما فعلته في حياتي قادني إلى هذه النقطة، وهذا هو المكان الذي كان من المفترض ان أكون فيه.. في عدة ليالي كنت أذهب للنوم معتقدا أنها ستكون النهاية لنا".

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

ووصف الأيام التي قضاها في غزة أنها "الأكثر تحديا وفظاعة" خلال ممارسته لمهنة الطب مشيرا إلى أنها اتسمت بمشاهدة "من الإنسانية والحب".

وشبه أبو ستة أعداد الجرحى والمصابين الذين يأتون للمستشفيات بأمواج البحر "عندما تكون في البحر وتأتي موجة وتغمرك، وفي تلك اللحظة تحاول رفع رأسك فوق الماء ولكنك لا تستطيع لأن الأمواج أعلى منك؟.. شعرت بذلك. أنت تجري عملية جراحية وتعتقد أنك قمت بعمل جيد وعالجت 12 مريضا، لكنك تعلم أنه في النصف ساعة الأخيرة كانت هناك غارة جوية أدت إلى إصابة 70 أو 80.. المزيد من الجرحى وأنت لم تتعامل سوى مع القليل منهم".

ويتذكر خلال علاجه فتاة صغيرة عمرها 8 أو 9 أعوام، وهي ابنة طبيبة قتلت هي وطفلاها، وبقيت الفتاة لوحدها، حيث كانت إصابتها بليغة "نصف وجهها كان مفقودا.. نصف أنفها وجفونها مُزقت من العظم.. عندما تبدأ بهذه الحالات عليك تنظيفها، لأن كل الأوساخ والغبار والحصى موجودة في الجرح، وأن أنظف الوجه والشعر للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى، رأيت ربطة الشعر البلاستيكية الصغيرة على شكل زهرة".

وأضاف عندما ترى هذا النوع من الأمور "تفقد أنفاسك.. يدمرك هذا تماما".

وأكد أنه رغم الأهوال التي يعيشها أهالي غزة إلا أنك ترى الكثير من الحب، حيث "يبدأ الناس في مقاومة عالم الموت من خلال أعمال الحب" لتصبح نوعا من أفعال "المقاومة"، وقال: "كان هناك طفل صغير عمره 3 سنوات لم نعرف أسمه.. بترت ساقه وذراعه، وفي اليوم التالي عندما ذهب للاطمئنان عليه، كانت المرأة التي أصيب ابنها في السرير المجاور له، تضعه في حضنها وكانت تطعمهما سويا، لأنه ليس لديه عائلة".

وكانت أعمال الحب هذه حاضرة دائما إذا ترى الناس تستضيف النازحين ويسمحون لهم بالبقاء في منازلهم طوال الحرب لأنهم فقدوا منازلهم، حيث تخلى الجميع عن الفردية وعاد الجميع إلى نهج الحياة الجماعية، حيث تقاسموا كل شيء: الطعام والدواء والمنازل، بحسب الطبيب أبو ستة.

واستطرد أن أفعال الحب والإنسانية وصلت إلى حدود لم تكن مسبوقة، وعلى سبيل المثال في أحد الأيام جاء حلاق إلى مستشفى الأهلي وعرض على الجميع أن يقوم بالبقاء والمساعدة، ليقوم بحلاقة ذقون الجميع، مشيرا إلى أننا "كنا نتحول إلى رجال كهف" في إشارة إلى طول ذقونهم لانشغالهم بمساعدة الآخرين، وقال إن هذه اللفتة لوحدها كانت كفيلة في تغيير مزاج الجميع.

ويقول إنه عندما كان القصف يقترب من المستشفيات كانت المباني تهتز بعنف، وكان في إحدى الليالي "يجلس وحيدا نوعا ما، وتصالح مع فكرة أنه لن يتمكن البقاء على قيد الحياة.. لم يعد قلقا.. كان في سلام مع نفسه ومع خياراته في الحياة.. كان هناك حزن خاصة تجاه ابنه الأصغر".

ويتذكر بأن كل ما أراده حينها أن "يرسل رسائل صوتية إلى أولاده، للتأكد أنهم سمعوا صوته في اليوم الذي يموت فيه، وهو أمر كئيب. ولكن الرسائل كانت رسائل ممتعة. مثل: أفتقدكم. أحبكم".

ويؤكد أن قرار مغادرته غزة لم يكن سهلا، إذ أنه كان بعدما أنهى جولة من العمليات الساعة الخامسة صباحا وأخبرهم طبيب التخدير "أنه لم يعد هناك أي مخدر. وليس هناك شيء آخر يمكننا القيام به".

سلطات غزة تعلن ارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي أعلنت حكومة حماس، الجمعة، أن 18 ألفا و800 فلسطيني قتلوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب مع الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.

وقال لرويترز بعد يوم من مغادرته المستشفى واتجاهه سيرا على الأقدام إلى مخيم النصيرات في وسط غزة: "كان الأمر كابوسا حقيقيا، ترك 500 مصاب وأنت تعلم أنه لم يعد بوسعك ما تفعله من أجلهم، هذا أكثر شيء مفجع كان علي أن أفعله على الإطلاق".

وفي مسيرته من المستشفى إلى مخيم اللاجئين التي استغرقت خمس ساعات، قال أبو ستة إنه رأى "مشاهد الدمار" والجثث الملقاة في الشارع.

وأضاف أن مرضى يحتاجون علاجا ظلوا في المستشفى الأهلي وأن مستشفى آخر في شمال غزة لم يستطع أخذهم.

وقال: "بشكل أساسي، لا يوجد مستشفى يعمل في شمال غزة بأكمله الآن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أبو ستة

إقرأ أيضاً:

ترمب: الجميع في الشرق الأوسط لديه مطلب واحد وهو السلام ووقف القتال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء، إن الجميع في منطقة الشرق الأوسط لديه مطلب واحد، بما يشمل إسرائيل، و"هو السلام وأن يتوقف القتال".
وأضاف ترمب، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن هناك العديد من العقبات من أجل استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن نسعى إلى تجاوزها واستمرار وقف القتال.

مقالات مشابهة

  • ترمب: الجميع في الشرق الأوسط لديه مطلب واحد وهو السلام ووقف القتال
  • أمواج البحر ترتفع بشكل خطير.. «الأرصاد» تحذر من اضطرابات جوية تهدد السواحل
  • إنذار بحرى | أمواج 6 متر .. إضطراب الملاحة على البحر المتوسط
  • استراتيجية ترامب.. إرباك الجميع لكسب كل شيء
  • وصول 40 شهيداً ومصاباً فلسطينياً إلى مستشفيات غزة
  • الجمعية المغربية لدعم إعمار فلسطين تزود مستشفيات غزة بالأكسجين
  • بالصور: شاهد الدمار الهائل في مستشفيات رفح جنوب غزة جراء العدوان النازي الإسرائيلي
  • صور | وصول قوافل مساعدات سعودية جديدة لدعم مستشفيات قطاع غزة
  • فاتن عبد المعبود: الجميع فى مصر يصطف ويعمل على قلب رجل واحد
  • الصحة الفلسطينية: نحاول إعادة تأهيل بعض مستشفيات غزة