كتبت سابين عويس في" النهار": لم يكن تحرك العسكريين المتقاعدين امام السرايا امس للمطالبة بمساواتهم بموظفي القطاع العام، بالبراءة التي بدا عليها مشهد التظاهر وإقفال الطرق المؤدية إلى القصر الحكومي، بحيث منع هؤلاء عدداً غير قليل من الوزراء من الوصول إلى السرايا والمشاركة في جلسة مجلس الوزراء التي، للمفارقة، ستدرس إلى جانب ملف الرواتب والأجور للقطاع العام، ملف قيادة الجيش من خلال كتاب وزير الدفاع موريس سليم وللمفارقة ايضا جاء للمشاركة فيها وزراء "الثنائي" و"المردة".


ثمة من يقول إن بري عمل على إقناع "حزب الله" بالسير بملف قيادة الجيش في المجلس، وذلك بعدما لمس حجم المخاطر التي ستترتب على تحدي الشارع المسيحي، ولا سيما بكركي. فالمشهد الذي ارتسم على ضفتي المجلس والحكومة اظهر ضخامة المواجهة المارونية - المارونية، اذ تكتلت "القوات اللبنانية" عند بري، وتكتل "التيار الوطني الحر" عند الحزب، فيما تقف بكركي بقوة إلى جانب العماد جوزف عون، الذي يحظى في الوقت عينه بدعم "القوات" والكتائب وعدد غير قليل من المسيحيين المستقلين، إضافة إلى "تيار المردة".

لكنّ تحركا ليليا أطاح الجلسة الحكومية واعاد الأمور إلى مربعها الاول، وكان لجنبلاط دور اساسي فيه، اذ كشف لـ "النهار" عن سلسلة الاتصالات التي اجراها في اتجاه بري و"حزب الله" وميقاتي وباسيل، رافضاً اي اجراء لا يأخذ في الاعتبار ترقية الضابط حسان عودة إلى رتبة لواء لتسلّم رئاسة الأركان. وكان كلامه واضحاً في هذا السياق مع رئيس المجلس كما مع مسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا الذي ابلغه انه لا يمكن السير بمسايرة النائب جبران باسيل إلى هذا الحد، علما ان جنبلاط اتصل بباسيل لهذه الغاية وأبلغه ضرورة احترام المنصب المخصص للدروز، من منطلق رفضه الغاء الدور الدرزي. وبالفعل نجح جنبلاط في نقل المعركة من الحكومة إلى المجلس، لمواجهة ما سمّاه "التوجهات العبثية" لباسيل التي من شأنها ان تهدد استقرار المؤسسة العسكرية في ظروف هي الاصعب في ظل الحرب المفتوحة مع إسرائيل.

لا ينكر جنبلاط ان الفوز في الحفاظ على المؤسسة العسكرية، على أهميته، جاء ناقصاً بسبب عدم تحقق المطلب الدرزي بتعيين رئيس للأركان، ذلك ان هذا التعيين لا يمكن ان يتم إلا على طاولة مجلس الوزراء. يدرك الزعيم الدرزي ان المواجهة القائمة بينه وبين رئيس "المردة" سليمان فرنجية وباسيل لن تسهل تعيين عودة في رئاسة الأركان، ولكن هذا لا يعني ان المعركة على هذا التعيين لن تستمر من ضمن معركة تعيين المجلس العسكري، الذي يُفترض ان يكون على اول جدول اعمال مجلس الوزراء في جلسة الثلثاء المقبل. يأمل جنبلاط من الحلفاء خوض هذه المعركة ايضاً من اجل اكتمال عقد قيادة الجيش والمجلس العسكري، وقطع الطريق على مخططات باسيل التي كانت ترمي في الأساس إلى تسلّم الضابط الأعلى رتبة قيادة الجيش.

قد يكون تعطيل الجلسة الحكومية رفع عبء المواجهة عن ظهر ميقاتي الذي وقع بين مطرقة ضغوط بكركي و"القوات" والدول الداعمة لعون، وسندان العونيين الذين حصّنوا موقعهم بكتاب وزير الدفاع إلى مجلس الوزراء الذي يمنع رئيس الحكومة من طرح الموضوع من خارج جدول الأعمال، لكنه لن يخفف عنه العبء المقبل في استكمال تعيين المجلس العسكري ورئاسة الأركان، فيفعل ما فعله بري تماما عندما كشف امام زواره انه لن يتوانى عن تحمّل المجلس مسؤولياته في حسم هذا الملف، وانه لن يوقف الجلسة النيابية إلا بعد انتهاء كل جدول الاعمال، بما فيه ملف قيادة الجيش، خصوصاً ان جمع اقتراحات القوانين في اقتراح واحد بات يساعد على بت الملف في بند واحد. وهو كان حسم امره بانه لن يكون في وارد تأجيل الجلسات إلى اليوم السبت، بل يريد الانتهاء في جلسة واحدة حتى لو بقي حتى منتصف الليل. لكنه لم يحتج إلى ذلك بعدما انجز التمديد بسرعة قياسية اخرجت باسيل من المعادلة وأفقدته الورقة الرابحة التي سعى إلى الفوز بها ولو على حساب وحدة المؤسسة العسكرية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مجلس الوزراء قیادة الجیش

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة 21 فبراير 2025، إن إحدى الجثث التي سلمتها حركة حماس لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ، واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وذكر الجيش أنه تم التأكد من أن جثتين تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل، بينما لم يتم التعرف على جثة ثالثة كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري.

وأضاف أن الجثة لا تخص أي رهينة آخر ولا تزال مجهولة.

وقال الجيش في بيان “هذا انتهاك شديد الخطورة من جانب منظمة حماس (..) التي من المفترض بموجب الاتفاق أن تعيد أربعة رهائن متوفين”، وطالب بإعادة شيري وجميع الرهائن.

وقالت عائلة الرهينة عوديد ليفشيتس في بيان إنه تم التعرف رسميا على جثته التي جرى تسليمها يوم الخميس أيضا.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كانا محتجزين رهينتين لدى حركة حماس في قطاع غزة،، قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بأيدي الحركة وليس بقصف إسرائيلي، خلافا لما تقوله حماس.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ “أرييل وكفير بيباس قُتلا بوحشية في الأسر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على أيدي (..) فلسطينيين”.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من (حماس) بعدما سلمت الحركة ما قالت إنها جثث أربعة رهائن إسرائيليين، من بينها جثتا الرضيع كفير وأرييل وهما أصغر رهينتين احتجزتهما حماس في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي خان كوجل، الخميس، أن إحدى جثث الأسرى التي سلمتها حركة حماس في وقت سابق اليوم، تعود للأسير عوديد ليفشيتس.

وقال كوجل إن “إحدى الجثث التي فحصها معهد الطب العدلي اليوم تعود للمحتجز عوديد ليفشيتس، وهو ما يتوافق مع إعلان أحد أسماء الجثث الأربع التي سلمتها حماس”.

وذكر رئيس المعهد، في مؤتمر صحافي بثته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أن الفحوص تشير إلى أن ليفشيتس قُتل منذ أكثر من عام.

ولم يحدد كوجل كيفية مقتل ليفشيتس، لكن “سرايا القدس ” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” أكدت، في بيان الأربعاء، أنه كان محتجزا لديها، قبل أن يلقى حتفه بغارات جوية إسرائيلية خلال حرب الإبادة على غزة، التي تواصلت لقرابة 16 شهرا.

وسبق أن حذرت حركة حماس أكثر من مرة تعمد الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى، في إطار سعي نتنياهو إلى التخلص منهم كي لا يتم استخدامهم ورقة تفاوضية ضده.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين سوريا ولبنان محمد الضيف أخّر إطلاق هجوم 7 أكتوبر حتى التأكد من هذه الخطوة بالصور: تفجير حافلات بات يام – نتنياهو سيوعز بشن عملية هجومية بالضفة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة 14 فبراير أحوال طقس فلسطين اليوم الجمعة 14 فبراير وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة الأونروا: الاحتلال استخدم أحد مرافقنا لاحتجاز فلسطينيين قُرب بيت لحم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حكومة التغيير تقرالبرنامج الرمضاني والتهيئة للمدارس الصيفية
  • أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • مصر تسلم رئاسة المجلس الوزاري لهيئة المحافظة على بيئة البحر الأحمر لـ الأردن
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • «متحدث الحكومة»: هضبة الأهرامات ستمثل إضافة كبيرة للمنطقة بعد تطويرها
  • إدارة الحوار الوطني تشكر رئاسة الوزراء ووزارة السياحة لهذا السبب
  • هاشم: العدوان الذي اصاب لبنان غايته تحويل المناطق الجنوبية خاصة منزوعة الحياة
  • السعودية ترأس مجلس التجارة العالمية