نشر موقع "بي بي سي نيوز" في نسخته التركية تقريرًا استعرض فيه حوادث العنف ضد حكام كرة القدم وغيرها من الرياضات في العديد من البلدان والعقوبات المفروضة على مرتكبيها.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد أن دخل رئيس نادي قوة أنقرة فاروق كوجا إلى الملعب وضرب الحكم خليل أوموت ملر، تم تسليط الضوء على حوادث العنف ضد الحكام التي ظهرت على الساحة العالمية في السنوات الأخيرة والعقوبات التي تم فرضها على مرتكبيها.



وذكر الموقع أن قيام رئيس نادٍ بضرب حكم أمر نادر الحدوث سبق أن حدث في البرازيل. ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، في آذار/ مارس الماضي، دخل رئيس نادي سيرجيبي، الذي يلعب في دوري الدرجة الرابعة البرازيلي، إرنان سيينا إلى الملعب وضرب الحكم. وقد فرضت المحكمة الرياضية في البداية حظرا لمدة 30 يوما كإجراء احترازي حتى انتهاء المحاكمة. وفي نهاية المحاكمة تم إيقافه لمدة 240 يومًا بسبب دخول الملعب والعنف الجسدي والتهديدات. وفي حديثه للصحافة البرازيلية نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن سينا أنه عاد إلى الرئاسة بعد انتهاء إيقافه. ولم يتم إصدار عقوبة منفصلة لسينا أو ناديه.

إيقاف مورينيو أربع مباريات

في نهائي الدوري الأوروبي الذي أقيم السنة الماضية في المجر، تعرّض الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور للاعتداء من قبل مشجعين إيطاليين في مطار بودابست بعد خسارة روما أمام إشبيلية. ورداً على ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عقوبة الإيقاف لمدة أربعة مباريات على مدرب روما جوزيه مورينيو، الذي انتقد الحكم بشدة بعد المباراة ووجه له الشتائم عندما التقاه خارج الملعب. أما المشجع الذي تم اعتقاله في المطار، فقد تم فتح تحقيق معه بتهمة "إثارة الشغب". ولم يتم الإعلان عن أي معلومات حول استمرار هذه العملية القانونية.



السجن في الولايات المتحدة الأمريكية

في سنة 2015 في الولايات المتحدة، قام لاعب كرة قدم بضرب رأس حكم كان على وشك إعطائه بطاقة حمراء. وقد توفي الحكم بعد يومين في المستشفى. وقد حُكم على اللاعب بالسجن لمدة 8 سنوات.

وفي الأرجنتين، طلب المدعي العام الحكم بالسجن لمدة 10 إلى 15 عامًا على لاعب كرة قدم يبلغ من العمر 24 عامًا يدعى ويليامز ألكسندر تابون، بعد أن ضرب الحكم في المباراة وركله في رأسه عندما سقط على الأرض، مما أدى إلى فقدانه الوعي. كانت هناك أيضًا دعوات لحظر اللاعب من ممارسة الرياضة مدى الحياة. وقبل أن يتم اتخاذ أي إجراء، تم العثور على جثة اللاعب مع رصاصة في رأسه. وحسب وكالة أسوشيتد برس، قالت زوجة تابون إن ذلك كان انتحارًا، وإن تابون أرسل لها رسالة صوتية قبل أن ينتحر.

منع لاعبات كرة القدم في الكونغو الديمقراطية

في مباراة لكرة القدم في جمهورية الكونغو الديمقراطية في شباط/ فبراير، طاردت لاعبات فريق كرة القدم النسائي الحكم موتيما بيمبي خارج الملعب بعد أن أعطى الفريق بطاقة حمراء. ثم هاجمنه في مقصورة الحكم وقمن بضربه. وقد مُنعت بعض اللاعبات من اللعب في المباريات اللاحقة، وتم فتح تحقيق في الحادث.

وفي هولندا، قُتل حكم مساعد يدعى ريتشارد نيوينهوزين في سنة 2012 بعد أن تعرض لهجوم من قبل ستة لاعبين ووالد أحد اللاعبين بعد مباراة في دوري الشباب. وقد حُكم على اللاعبين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا، بالسجن لمدة تصل إلى عامين، بينما حُكم على الأب بالسجن لمدة ست سنوات.

العنف ضد الحكام أمر شائع في إنجلترا أيضًا

في إنجلترا، حتى لو لم يكن ذلك في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العنف ضد الحكام شائع في الدوريات الأدنى. ووفقًا لتقرير أعدته مجلة "ذا أثليتيك" الرياضية هذه السنة، تلقى حكمان لكمتين في الرأس على أرض الملعب، بينما تعرّض حكم آخر للاختناق حتى تدخل آخرون في الملعب. وفي مباراة في مدينة ليدز، اضطر الحكم إلى إنهاء المباراة مبكرًا بسبب سوء المعاملة التي تعرض لها.

وحسب بيانات الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، فقد تم معاقبة 380 لاعبًا ومدربًا في موسم 2021-2022 بسبب الاعتداء على الحكام أو تهديدهم. كما تم إيقاف لاعب ومدرب لمدة 13.5 عامًا عن ممارسة كرة القدم.

وذكر الموقع أنه في شهر آذار/ مارس من هذه السنة، تم إيقاف مهاجم فولهام ألكسندر ميتروفيتش لمدة ثمانية مباريات مع غرامة قدرها 75 ألف جنيه إسترليني بعد أن دفع الحكم كريس كافاناغ خلال مباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي.




وحسب قناة "آي تي في" التلفزيونية البريطانية، فقد اضطر الحكام إلى طلب المساعدة من الشرطة 64 مرة في سنة 2022. ووفقًا لمسح أجرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في شباط/ فبراير، قال 293 من أصل 927 حكمًا عضوًا في اتحاد الحكام في إنجلترا إنهم تعرضوا لاعتداء جسدي من قبل مشجعين أو لاعبين أو مسؤولين في الأندية.

اليونان

في اليونان، في آذار/ مارس 2018، دخل إيفان سافيديس، أحد أغنى رجال البلاد ومالك نادي باوك، إلى الملعب مع حراسه الشخصيين وهو يحمل سلاحًا في خصره، بعد أن تم إلغاء هدف فريقه في مرمى أيك بسبب التسلل في الدقيقة 90. وقد حُكم على رجل الأعمال الروسي اليوناني، بالإيقاف لمدة ثلاث سنوات عن ممارسة كرة القدم وغرامة قدرها 100 ألف يورو. وتم تأجيل حكم بالسجن لمدة 25 شهرًا عليه. كما تم تغريم النادي بـ 55 ألف يورو.

وأشار الموقع إلى أنه من الصعب القول إن العنف الرياضي قد انخفض. ففي كانون الأول/ ديسمبر من نفس السنة، تعرض حكم للهجوم من قبل ثلاثة رجال مقنعين خارج منزله في لاريسا، مما دفع الحكام إلى اتخاذ قرار بعدم المشاركة في المباريات. وفي الشهر الماضي، بعد أن تم إلقاء زجاجة حارقة على متجر أحد الحكام، أعلن الحكام اليونانيون أنهم لن يشاركوا في المباريات اعتبارًا من 5 كانون الأول/ ديسمبر بسبب تعرضهم للاستهداف والهجوم بشكل منتظم.

على خلفية ذلك، قرّرت الحكومة منع الجماهير من حضور المباريات حتى شهر شباط/ فبراير بسبب العنف من قبل الجماهير. في المقابل، استقال رئيس الدوري اليوناني إيفانجيلوس ماريناكيس من منصبه في 12 كانون الأول/ ديسمبر. وانتهى الحكام اليونانيون من مقاطعتهم للمباريات في 13 كانون الأول/ ديسمبر بعد هذه القرارات.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية كرة القدم الرياضة رياضة تركيا كرة قدم سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالسجن لمدة کانون الأول کرة القدم ح کم على بعد أن من قبل

إقرأ أيضاً:

ترامب وعالم القلاع المتنافسة

المدهش في سياسات دونالد ترامب أنها ما زالت تفاجئ الناس. فعناوين الأخبار تعبر عن الصدمة وعدم التصديق كلما هاجم ترامب ركيزة أخرى من ركائز النظام الليبرالي العالمي. مثلا بتأييده مطالب روسيا بأراضٍ أوكرانية وتفكيره في الضم القسري لجزيرة جرينلاند أو إطلاقه فوضى مالية بإعلاناته عن الرسوم الجمركية. لكن سياساته مُتَّسِقة ورؤيته للعالم محددة بوضوح الآن بحيث لن يُفاجَأ بها في هذه المرحلة إلا من يرغب في خداع نفسه.

أنصار النظام الليبرالي يرون في العالم شبكة للتعاون يمكن أن يكسب فيها الجانبان المتعاونان. فهم يعتقدون أن الصراع ليس حتميا لأن التعاون يمكن أن يحقق فائدة متبادلة. ولهذا الاعتقاد جذور فلسفية عميقة.

فالليبراليون يحاجُّون بأن كل البشر يتشاطرون بعض الخبرات والمصالح المشتركة والتي يمكن أن تشكل الأساس لكل القيم الإنسانية العامة والمؤسسات العالمية والقوانين الدولية. مثلا كل الناس ينفرون من المرض ولديهم مصلحة مشتركة في منع انتشار الأمراض المعدية. لذلك كل البلدان ستستفيد من اقتسام المعرفة الطبية والجهود الدولية للقضاء على الأوبئة وإنشاء مؤسسات كمنظمة الصحة العالمية لتنسيق مثل هذه الجهود.

على نحو مماثل عندما ينظر الليبراليون إلى تدفق المعلومات والسلع والناس بين البلدان يميلون الى إدراك ذلك من منظور المنافع المشتركة والمحتملة وليس التنافس والاستغلال الحتميين.

بالمقارنة يُنظر الى العالم في الرؤية « الترامبية» كلعبة مجموع صفري، بمعنى كل معاملة فيه بها كاسبون وخاسرون. لذلك حركة الأفكار والسلع والناس مريبة بطبعها. ففي عالم ترامب لا يمكن للاتفاقيات والمنظمات الدولية أن تكون أي شيء آخر سوى مؤامرة لإضعاف بعض البلدان وتقوية بلدانٍ أخرى. أو ربما مؤامرة لإضعاف كل البلدان وخدمة نخبة دولية شريرة.

إذن ما هو البديل الذي يفضله ترامب؟ وإذا كان في مقدوره إعادة تشكيل العالم على هواه، كيف يمكن أن يبدو؟

عالم ترامب المثالي عبارة عن تشكيلة متنوّعة من القلاع (البلدان) التي تفصل بينها جدران عالية مالية وعسكرية وثقافية ومادية. إنه عالمٌ يستغنى عن التعاون الذي يمكن أن يحقق فائدة مشتركة. لكن ترامب يحاجج وكذلك الشعبويون الذين يماثلونه في طريقة تفكيره بأن هذا العالم يقدم للبلدان المزيد من الاستقرار والسلام.

هنالك بالطبع مكوِّن مفتاحي مفقود في هذه الرؤية. لقد علمتنا آلاف السنوات من (تجارب) التاريخ أن كل قلعة ربما ترغب في مزيد من الأمن والازدهار والأراضي لنفسها على حساب جيرانها. وفي غياب القيم العامة والمؤسسات العالمية والقوانين الدولية كيف يمكن للقلاع المتنافسة حل نزاعاتها؟

حل ترامب بسيط. فالسبيل إلى منع الصراعات هو أن يفعل الضعيف كل ما يطلبه منه القوى. وحسب وجهة النظر هذه يحدث الصراع فقط عندما يرفض الضعيف قبول الواقع. لذلك الحرب دائما خطأ الضعيف.

عندما لام ترامب أوكرانيا على حربها مع روسيا ما كان في مقدور أناس عديدين القبول بمثل هذا الرأي غير المعقول. افترض البعض إنه ضُلِّل بالدعاية الروسية. لكن هنالك تفسير أكثر بساطة. فحسب نظرة ترامب إلى العالم اعتباراتُ العدالة والأخلاق والقانون الدولي لا محل لها من الإعراب. والشيء الوحيد المهم في العلاقات الدولية هو القوة. فبما أن أوكرانيا أضعف من روسيا كان يجب أن تستسلم. وبما أنها رفضت الاستسلام فنشوب الحرب خطأ منها.

نفس هذا المنطق وراء خطة ترامب لضم جرينلاند. فحسب المنطق الترامبي إذا رفضت الدنمارك الضعيفة التنازل عن جرينلاند للولايات المتحدة الأقوى منها وغزت الولايات المتحدة جرينلاند وضمتها بالقوة ستتحمل الدنمارك بمفردها المسئولية عن أي عنف وإراقة دم.

هنالك ثلاث مشاكل واضحة تتعلق بفكرة أن القلاع المتنافسة يمكنها تجنب الصراع بقبولها بالواقع وعقد صفقات.

أولا، إنها تفضح هذه الكذبة التي تكمن خلف الوعد بأن كل طرف في عالم القلاع سيشعر بقدر أقل من التهديد وكل بلد يمكنه التركيز على تطوير تقاليده واقتصاده في سلام. في الحقيقة القلاع الأكثر ضعفا سرعان ما ستجد أنها قد ابتلعت بواسطة جاراتها الأقوى والتي ستتحول من قلاع وطنية إلى إمبراطوريات متعددة القوميات ومترامية الأطراف.

ترامب نفسه واضح جدا حول خططه الإمبريالية الخاصة به. فهو فيما يشيِّد جدرانا لحماية أراضي وموارد الولايات المتحدة يرمق بعين مفترسة أراضي وموارد بلدان أخرى تشمل حلفاء حاليين. الدنمارك مرة أخرى مثال كاشف لذلك. لقد ظلت لعقود أحد حلفاء الولايات المتحدة الأكثر موثوقية. فبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أوفت بالتزاماتها في معاهدة الناتو بهمة وحماس. ومات 44 جنديا دنماركيا في أفغانستان. كان ذلك أعلى معدل وفيات وسط الجنود مقابل الفرد حتى من الولايات المتحدة. ولم يحفل ترامب بأن يقول «شكرا لكم». بل هو يتوقع بدلا عن ذلك خضوع الدنمارك لطموحاته الإمبريالية. ومن الواضح إنه يريد أتباعا وليس حلفاء.

ثانيا، لا تملك أية قلعة أن تكون ضعيفة. لذلك ستكون كل القلاع تحت ضغط هائل كي تعزز قوتها عسكريا. وسيتم تحويل الموارد من التنمية الاقتصادية والرفاه إلى الدفاع. وستقلل سباقات التسلح الناتجة عن ذلك ازدهار كل بلد دون أن تجعل أي منها يشعر بالمزيد من الأمان.

ثالثا، تتوقع رؤية ترامب من الضعيف أن يستسلم للقوي. لكنها لا تقدم طريقة واضحة لتحديد القوة النسبية. ما الذي يحدث إذ أخطأت البلدان التقدير كما يحدث كثيرا في التاريخ؟ ففي عام 1965 كانت الولايات المتحدة مقتنعة بأنها أقوى كثيرا من فيتنام الشمالية وأنها بممارسة قدر كاف من الضغط يمكنها إجبار الحكومة في هانوي على التوصل إلى اتفاق. رفض الفيتناميون الشماليون الاعتراف بالتفوق الأمريكي وصبروا على أوضاع قاسية وكسبوا الحرب. فكيف كان يمكن للولايات المتحدة مقدَّما إدراك أن وضعها في الواقع هو الأضعف؟

على نحو مماثل في عام 1914 اقتنعت كل من ألمانيا وروسيا بأنهما ستكسبان الحرب بحلول عيد الميلاد. لكنهما أخطأتا الحساب. لقد استغرقت الحرب وقتا أطول مما توقع أي أحد واشتملت على تحولات عديدة غير منظورة. وبحلول عام 1917 اجتاحت الثورة إمبراطورية القيصر المهزومة. لكن ألمانيا حُرمت من الانتصار بسبب التدخل غير المتوقع للولايات المتحدة. لذلك هل كان ينبغي لألمانيا عقد اتفاق في عام 1914. أم ربما قيصر روسيا هو الذي كان يلزمه الإقرار بالواقع والخضوع للمطالب الألمانية؟

في الحرب التجارية الحالية بين الصين والولايات المتحدة من الذي يجب عليه أن يفعل الشيء الصائب ويستسلم مقدما؟ قد ترُدّ بأنه بدلا من مثل هذه النظرة الصفرية للعالم (نظرة المجموع الصفري أو الكاسب مقابل الخاسر) من الأفضل لكل البلدان العمل معا لضمان الازدهار المشترك. لكن إذا كنت تفكر بهذه الطريقة فأنت ترفض الفرضيات الأساسية لرؤية ترامب.

الرؤية الترامبية ليست شيئا جديدا. لقد ظلت هي الرؤية المهيمنة لآلاف السنين قبل ظهور النظام الليبرالي العالمي. جُرِّبَت الصيغة الترامبية واختُبِرت مرات عديدة من قبل بحيث نحن نعلم إلى أين تقود. إنها تفضي إلى دورة لا تنتهي من بناء الإمبراطوريات والحروب. بل ما هو أسوأ في القرن الحادي العشرين سيلزم القلاع المتنافسة التعامل ليس فقط مع تهديد الحرب القديم ولكن التحديات الجديدة للتغير المناخي وظهور الذكاء الاصطناعي «الفائق الذكاء.» وبدون تعاون دولي متين ليس هنالك سبيل للتعامل مع هذه المشاكل الدولية. وبما أن ترامب لا يملك حلا مجديا للتغير المناخي أو الذكاء الاصطناعي المنفلت (الخارج عن سيطرة البشر) فاستراتيجيته هي ببساطة إنكار وجودهما.

لقد تعاظمت المخاوف بشأن استقرار النظام الليبرالي العالمي بعد انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة أول مرة في عام 2016. وبعد عقد من اختلاط الحابل بالنابل والبلبلة لدينا الآن صورة واضحة لفوضى عالم ما بعد النظام الليبرالي. فالرؤية الليبرالية للعالم كشبكة تعاونية يجري إحلالها برؤية تعتبره تشكيلة متنوعة من القلاع.

وهذا يحدث في كل مكان حولنا. فالجدران تنتصب والجسور المتحركة تُرفع. وإذا استمر ذلك ستكون النتيجة في المدى القريب حروبا تجارية وسباقات تسلح وتوسعا أمبرياليا. وستكون النتيجة النهائية حربا عالمية وانهيارا أيكولوجيا وذكاء اصطناعيا منفلتا.

يمكن أن تحزننا وتغضبنا هذه التطورات وأن نبذل أفضل ما في وسعنا لعكس مسارها. لكن لم يعد هنالك أي عذر لأن نشعر بالمفاجأة. أما أولئك الذين يرغبون في الدفاع عن رؤية ترامب فعليهم الإجابة على سؤال واحد وهو: كيف يمكن للقلاع الوطنية المتنافسة حل نزاعاتها الاقتصادية والحدودية سلميا في غياب قيم عامة أو قوانين دولية ملزِمة؟.

يوفال نوح هراري مؤرخ وفيلسوف ومؤلف

الترجمة عن الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • طرابزون يتأهل إلى نهائي كأس تركيا بكرة القدم
  • بريطانيا ترفع القيود عن الخدمات المالية وإنتاج الطاقة في سوريا
  • أردوغان يتحدث عن ثورة رياضية في تركيا
  • بريطانيا ترفع العقوبات عن وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين  
  • بريطانيا ترفع العقوبات المفروضة على وزارتي الدفاع والداخلية وأجهزة المخابرات السورية
  • توقيف مغربي في تركيا بتهمة الانتماء لشبكة دولية لاستغلال الأطفال جنسياً
  • فينيسيوس في مهب العقوبات.. فيفا يفتح النار!
  • وزير الخارجية القطري: نعمل مع الأمريكيين والأشقاء بالمنطقة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا
  • ترامب وعالم القلاع المتنافسة
  • الخارجية الإيرانية تطالب بضرورة رفع العقوبات المفروضة على طهران