بيت الروبي.. فيلم بمقاييس جماهيرية أضعفته الحبكة
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
فكرة جيدة غير مستهلكة وقضية حيوية وتمثيل جيد لكن الحبكة ضعيفة، تختصر هذه العبارة الفيلم المصري "بيت الروبي".
ورغم ذلك كله، يُحسَب للفيلم أنه تمكّن من إعادة الجمهور إلى دور العرض مجدداً وتصدّر إيرادات الموسم السينمائي الحالي منذ بداية عرضه في عيد الأضحى، ليحقّق حتى الآن 89 مليوناً و165 ألف جنيه، متفوقاً على سائر الأفلام التي تُعرض حالياً مثل "البعبع" و"تاج" و"مستر إكس"، بحسب بيان شركات التوزيع في مصر.
نجاح "بيت الروبي" في تصدر الإيرادات لم يقتصر على مصر فقط، إذ نجح الفيلم أيضاً في إزاحة الفيلم الأجنبي "ذا فلاش" (The Flash) عن المركز الأول في السعودية، بحسب موقع "فارايتي". وتخطت إيرادات الفيلم في السعودية 84 مليون جنيه، ليكسر حاجز الـ150 مليون جنيه في مصر والوطن العربي خلال أسابيع قليلة من عرضه، ويصبح من الأعمال التي استطاعت تحقيق إيرادات ضخمة في السينما المصرية.
توليفة ذكيةتصدُّر "بيت الروبي" الموسم السينمائي لم يكن وليد المصادفة، ولكنه رهان صانعي العمل، سواء الشركة المنتجة أو مخرج الفيلم بيتر ميمي، على صناعة توليفة ذكية لجذب الجمهور، وهو العنصر الأساس الذي ساهم في تحقيق هذا النجاح.
وتكمن هذه التوليفة في اختيار أبطال العمل والجمع بين نجمين لكل منهما شعبية وجماهيرية عريضة، سواء الفنان كريم عبد العزيز الذي حققت أفلامه الأخيرة نجاحات مثل "الفيل الأزرق" و"كيرة والجن"، أو كريم محمود عبد العزيز الذي حصل على فرصته في البطولة المطلقة في السنوات الماضية وحقق من خلالها شعبية كبيرة. ولا شك في أن الكيمياء بين الثنائي في الفيلم من العناصر التي ساهمت في إنجاح التجربة، بالإضافة إلى ظهور محمد عبد الرحمن كضيف شرف في عدد من المشاهد الكوميدية.
ولعبت قصة الفيلم الحيوية والطازجة دوراً مهماً في نجاحه، التي تتناول انتشار مهنة "الإنفلونسر" (المؤثّر على وسائل التواصل الاجتماعي) خلال السنوات الماضية. وتدور القصة حول زوجين يقرران الابتعاد عن صخب الحياة في العاصمة، والعيش في مدينة ساحلية هادئة، لتخطي أزمة مرّت بها الزوجة، لكن الـ"سوشال ميديا" تغيّر حياتهما تماماً.
نجح صانعو العمل في مغازلة الجمهور بتقديم فيلم عائلي خالٍ من أي مشاهد خادشة للحياء ومناسب لجميع أفراد الأسرة، في توليفة اجتماعية كوميدية وبعض مشاهد الأكشن، فضلاً عن أغنية جمعت بطلي الفيلم للمرة الأولى تم الترويج بها للفيلم .
قضية حيوية يعيبها الاستسهالآنية القضية التي يناقشها الفيلم وطرحه قصة عصرية من خلال وصول الكثيرين إلى الشهرة عبر الـ"سوشال ميديا"، وتأثير ذلك على شخصيات في أعمار مختلفة ساهم في نجاح "بيت الروبي"، غير أن الاستسهال الذي وقع فيه كاتبا السيناريو محمد الدباح وريم القماش أضعف العمل عموما.
فعودة بطل الفيلم إبراهيم الروبي (كريم عبد العزيز) إلى القاهرة مضطراً لإنهاء مهمة لشقيقه إيهاب الروبي (كريم محمود عبد العزيز) لم تكن كافية لتورط الجمهور في قرار الشقيق الأكبر للعمل كـ"أنفلونسر"، لا سيما أن قرار الابتعاد جاء لحماية أسرته مما لحق بها من أضرار في الماضي، فكيف تخلى في أيام قليلة عن قراره؟ إلى جانب حصوله على شهرة واسعة تفوق المشاهير على أرض الواقع بعد فيديو ظهر خلاله بالمصادفة اعترض فيه على أحوال الحياة عموما ليتحوّل إلى بطل بشكل غير منطقي.
بدا الاستسهال بشكل أكبر في السيناريو في النصف الأخير من "بيت الروبي"، حين قرّر المؤلفان إنهاء التفاصيل بشكل سريع غير متوازن ومن دون ربط بين الأحداث، رغم رسالة الفيلم التي جاءت في النهاية لتؤكد أن الهرب لم يكن حلاً، وكان الأفضل مواجهة الأزمة وحلها.
خفة ظل أم تنمّر؟اعتمد صانعو "بيت الروبي" على وجود نجمين يتّسمان بخفة الظل وتقديمهما لأعمال كوميدية، فتم الزج ببعض المشاهد غير الضرورية في الأحداث، مثل مشهد فرح أحد الجيران من كبار السن وتنمُّر البطلين عليه كونه رجلاً تجاوز السبعين من العمر، ومن ثم تقديم العزاء لابنه بأسلوب كوميدي.
لم يكن هذا المشهد الوحيد الذي اعتمد على خفة الظل بعيداً عن سياق الأحداث، فثمة مشهد آخر اعتمد على تعنيف البطل (إبراهيم الروبي) لأحد الأشخاص في سيارته لمجرد أنه شعر بانزعاج منه، وكلها مشاهد "حشو" بعيدة عن جوهر الفيلم وموضوعه الأساس.
نجح المخرج بيتر ميمي في إدارة فريق العمل واختيار فنانين مناسبين للشخصيات، ليست فقط في الثنائي بين كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز، ولكن أيضا الفنانة نور في تقديمها لشخصية الزوجة الطبيبة والأم، وتارا عماد التي وظفها المخرج في شخصية "الأنفلونسر"، وكذلك الطفلين معاذ جاد ولوسيندا، وضيف الشرف محمد عبد الرحمن.
ويمكن اعتبار التصوير أيضا من العناصر الجذابة للفيلم، خصوصا في المشاهد التي ظهرت في بداية العمل في المدينة الساحلية، غير أن المونتاج تورَّط في إغلاق الأحداث المفتوحة بشكل سريع ومتلاحق.
لكن كل ذلك لا يمنع أن فيلم "بيت الروبي" تجربة خفيفة الظل وتحمل عناصر الجذب الذي جعلته يتصدر الموسم السينمائي الحالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بیت الروبی عبد العزیز
إقرأ أيضاً:
حشود جماهيرية في تعز تؤكد وقوفها مع غزة جهاداً وتعبئةً واستنفارًا
سبأ :
شهدت محافظة تعز اليوم 22 مسيرة جماهيرية حاشدة بعنوان “مع غزة جهاداً وتعبئةً واستنفارًا .. جاهزون لردع أي عدوان”، تأكيدًا على استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وهتفت الحشود الجماهيرية شعارات البراءة من أعداء الأمة، رافعين لافتات منددة بجرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وأشار المشاركون إلى أن العدو الإسرائيلي مستمرّ بشراكة أمريكية، في إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم الـ441، ولم يكتف بذلك بل ما يزال إجرامه يتمدد ويتوسع إلى الضفة الغربية والقدس، ولبنان وسوريا، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
إلى ذلك نُظمت بساحة الرسول الأعظم في الجند، وساحات المربع الأوسط في المشارب شارع 40، والمربع الغربي في الربيعي مقابل مصنع الرنج، والمربع الشمالي في الحيمة والزواقر سوق وادي عريق، والمربع الأوسط في عزلتي قياض والجعدي بمفرق قياض – بمديرية التعزية، مسيرات حاشدة تنديدًا باستمرار جرائم العدوان الصهيوني، الأمريكي في غزة.
كما نُظمت مسيرات حاشدة بمركز مديرية خدير لأبناء مديريات المربع الشرقي وساحات المدينة السكنية بالبرح، والعرف والقحيفة، وسوق النصر سقم، وميراب، وهجدة – بمديرية مقبنة ومركز المديرية، وبني عون بمديرية شرعب السلام، ومركز مديرية شرعب الرونة، وجبالة، والشيخ عبيد معبر، واللصيب خدير البريهي، والشرمان، ومركز المديرية، ومديرية ماوية، والاثاور بمربع الخزجة، ومساهر بعزلة الاعروق بمديرية حيفان، والزبيرة بمديرية المواسط، تأكيدًا على استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة.
شارك في مسيرات الساحات عدد من أعضاء مجلس الشورى ووكلاء المحافظة ومساعدو قائد المنطقة العسكرية ومستشارو المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية ومشايخ ووجهاء وعسكرية وأمنية.
وأوضح بيان صادر عن المسيرات “أنه وانطلاقاً من عمق انتمائنا الإيماني، ومن توكلنا على الله، واعتمادنا عليه، وثقتنا به، نعلن تحدينا الواضح والصريح لكيان العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي”.
وأكد مواصلة الجهاد بثبات وصبرٍ في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن اليمن.
وأعلن البيان “الجهوزية مواجهة أي مؤامرات تستهدف الموقف اليمني، مؤكدًا الاستعداد الكامل تقديم التضحيات اللازمة في هذه المعركة المقدسة التي كان يحلم أن يخوضها كل يمني مؤمن، وأن يجاهد في سبيل الله ضد العدو الإسرائيلي، وقد تحقق ذلك بفضل الله، وبات اليوم هذا الموقف العظيم شرفًا لنا أمام الله وكل العالم في الدنيا والآخرة”.
ودعا بيان المسيرات “أبناء الأمة العربية والإسلامية أنظمة وشعوبًا وأحزاباً وجماعات بتحديد علاقتهم ومواقفهم مع الأعداء بما يحملونه من مشروع ومبادئ وقيم، والتي تترجم واقعاً من خلال مواقفكم، ولا تتضح المواقف الحقيقة وتختبر المبادئ والقيم الصادقة إلا في مواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات المصيرية”.
وأضاف البيان “أنه من خلال مواقفكم المخزية من القضية الفلسطينية، وتخاذلكم وصمتكم في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يستبيح بلدانكم بلداً بعد آخر، ويهدد مصيركم ومستقبلكم، ويعلن بكل جرأة وقبح عن مشروعه في أرضكم، وعلى أنقاض بلدانكم ومقدساتكم فيما يسميه بـ “إسرائيل الكبرى” أو الشرق الأوسط الجديد وتحددت ملامحه في سوريا.
وتابع “أنه إذا استمرت هذه المواقف المخزية فلا شك أن الدور قادم عليكم إن تمكن من ذلك؛ فكيف تتوقعون من خلال ذلك الواقع المؤسف أن تكون نظرة العالم إليكم؟ سوى نظرة الاحتقار والازدراء، فعودوا إلى قرآنكم وإلى دينكم، وغيروا واقعكم، وجاهدوا في سبيل الله، ودافعوا عن أنفسكم، لتستقيم لكم دنياكم وآخرتكم، وتعيشوا أعزاء كرماء في الدنيا والآخرة”.
ووجه البيان “عظيم الثناء والشكر لله تعالى، على ما من به علينا من انتصارات وعمليات مسددة دكت عمق كيان العدو الإسرائيلي، وزرعت الخوف والرعب في قلوب قطعان الصهاينة وقاداتهم المجرمين، ونشد على أيدي المجاهدين في القوات المسلحة اليمنية بالمواصلة وضرب العدو، كما نشيد باستمرار العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية في غزة والتي تستنزف العصابات الصهيونية وتقتل جنودهم وضباطهم بشكل مستمر وفعال”.
وبارك بيان المسيرات “لحركة المقاومة الإسلامية حماس ذكرى تأسيس الحركة ولكتائب الشهيد عزالدين القسام الذكرى المهمة والتاريخ الحافل بالجهاد والتضحية وانطلاقاً من دعوتهم للأمة العربية والإسلامية لتشكيل جبهة إسناد شاملة للدفاع عن غزة، نضم صوتنا إلى صوتهم وندعو الأمة العربية والإسلامية للاستجابة لهذه الدعوة والانضمام إلى جبهات الإسناد، وتفعيل كل الطاقات والامكانات لنصرة الأشقاء في فلسطين”.