حينما تشاهد صورة نجمة هوليوود الشهيرة جوليا روبرتس على بوستر فيلم جديد، تعتقد أنك على موعد مع ساعتين من الرومانسية وخفة الظل، ومناقشة قضية اجتماعية عاطفية جديدة تليق بتقدمها في السن وحفاظها على تجاعيد وجهها وجسدها بعدما بلغت من العمر 56 عاما. 

 

بالفعل، تفتح شاشة هاتفك أو تلفازك الذكي، وتقرر مشاهدة Leave the World Behind الذي يعرض على منصة نتفليكس، وتقوم فيه جوليا روبرتس بدور زوجة إيثان هوك، وأم لبنت وشاب في مقتبل العمر، يقرران الذهاب في رحلة للهرب من ضغوط الحياة.

 

 

فيلم اجتماعي هاديء، يتحدث عن مشكلات أسرية واهتمامات المراهقين المختلفة، وقصص عائلة أنهكها التعب والإجهاد نتيجة العمل والتفكير في الالتزامات بصورة مستمرة. 

 

 

حتى تنقلب الحياة رأسا على عقب، وتشعر أنك على موعد مع المزيد من الإثارة المصحوبة بلحظات من الرعب والتشكيك، لتذهب إلى محرك البحث جوجل، وتبحث عن قصة الفيلم الماخوذ من رواية نشرت عام 2020، وحققت نجاحا وانتشارا كبيرا. 

 

تعود إلى الفيلم لمعرفة ماذا سيحدث لأماندا وعائلتها؟، ولماذا انقطعت الاتصالات والانترنت عن أمريكا؟، ليتضح أن العالم على وشك الانتهاء أو هكذا يعتقدون!.

 

قرار جوليا روبرتس بتأجير منزل في منطقة مطلة على المحيط عبر الانترنت، جاء نتيجة عبارة شيقة وجذابة وضعها صاحب البيت على إعلان الإيجار"Leave the World Behind" أو "اترك العالم خلفك". 

 

وبالفعل تركت عائلة أماندا وكلاي العالم، ليتورطا مع ماهيرشالا علي مالك المنزل الأصلي الذي زارهما في الليل مع ابنته وطلب منهما الإقامة معهما بعد قطعت الكهرباء والانترنت عن المدينة. 

 

 

تتربص العائلتان ببعضهما، وتشعر الأم بالخوف على أسرتها من الغرباء وهي غريزة طبيعية بالنسبة لها، في الوقت نفسه يعاني ابنها المراهق من أفكاره الجنسية تجاه ابنة مالك المنزل، وتستمر ابنتها في التفكير بمصير "روس وريتشيل" وهما شخصيات رئيسية في المسلسل الكوميدي الاجتماعي الشهير Friends.

 

انقطع الانترنت قبل أن تعرف روز أن ريتشيل خرجت من الطائرة وعادت إلى روس، ولكنها في نهاية الأحداث ستعرف كل شيء، فهما في النهاية بمثابة عائلة بالنسبة لها ولكل من تعلق بهذا العمل الخارج عن المألوف في نجاحه وتأثيره. 

 

بمرور الأحداث ومع انقطاع كل وسائل التواصل تتكشف الحقائق، ويتبين أن أمريكا تعرضت لهجوم سيبراني كبير، وأن كل شيء أصبح تحت سيطرة القراصنة، وأصبحت الحياة مهددة. 

 

 

عزلان مهاجرة في مجموعات، سيارات جديدة الصنع تتخبط في بعضها على الطرق السريعة حتى أغلقتها، طيور الفلامينجو التي تسبح في حمام السباحة الخاص بالمجموعة حتى يزعجها صوت صفارة حتى البشر لم يقوو على تحمله. 

 

كل هذه علامات على أن ما يحدث هو النهاية، ويكشف مالك المنزل "جي.اتش" عن معلومات مهمة لديه، تبين أن قد تكون بداية الهجوم من الخارج، ومن أعداء أمريكا الذين يحاولون دفعهم لتحمل مسئولية أخطائهم وتقصيرهم في حق العالم، لكن في النهاية وحدهم سكان هذه الدولة العظمى من سيقررون النهاية، وإذا لم يتحدوا سويا فستكون الحرب الأهلية هي السبيل الوحيد للتخلص من كل هذا الإزعاج. 

 

تكشف القصة نظريات المؤامرة الكونية، وتناقش قضايا بطريقة خفية وسلسلة مثل العنصرية وفارق الأفكار بين الأجيال، وعودة نظام المقايضة بطريقة حديثة، وقدرة التكنولوجيا على شل حركة العالم، لكن في النهاية يمكن مواجهة كل ذلك بالثقة في الآخرين، وقدرة البشر على النجاة بالتعاملات المباشرة الطيبة.

 

وهو ما نجح مخرج العمل سام إسماعيل، وأبطاله على إبرازه بطريقة سلسلة ومشاهد مليئة بالقدرات التمثيلية القوية، وسيناريو محكم، ورغم النهاية المبهمة إلا أن الرسالة المقصودة واضحة، يمكننا حل المشكلات بالتعاون سويا، أو الاختباء في الجحور حتى تعود الأمور إلى طبيعتها أو هكذا نأمل !. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نجمة هوليوود محرك البحث جوجل جوليا روبرتس هوليوود

إقرأ أيضاً:

في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟

أهي النهاية؟ سؤال يدوّي في أدمغة قاطِنِي المعمورة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، فبمجرد أن انخرط "ترامب" في إصدار قراراته المستفزّة؛ انهمك كلّ من يسكنون الليل والنهار في حسابات معقدة مشحونة بالكآبة والتشاؤم، فهل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؛ تحتمها وتفرضها على الناس تدافعات اقتصادية كبرى، فرضتها وستفرضها قرارات ترامبية متشنجة؟ أم إنّها نهاية العالم التي بشّرت بها الأصولية الأمريكية من قبْلُ على يد جيمي سواغرت وجيري فلوليل وهول لندسي، وإن فارقت في أسلوبها التراجيديا الأصولية إلى تراجيديا اقتصادية أبطالها هم خريجو المدرسة اليمينية من أمثال "الرئيس!" ونائبه ووزير خارجيته ورئيس أركانه، وصُنَّاعها رأسماليون عنصريون من أمثال أيلون ماسك؟

نظرية التخريب المتعمد وشواهدها

لا أظنّها مجرد انعكاس لنظرية المؤامرة، ولا أحسبها إلا دراسة استشرافية اعتمدت الأحداث الجارية في أرض الواقع شاهدا أكيدا، وما فيها من غرابة وجنون ليس مصدره استنتاج غريب مجنون، وإنّما مصدره ما تتسم به الأحداث ذاتُها من شطط؛ مَن كان يتصور أنّ عدة أسابيع فقط كانت كافية في تقويض هرمٍ ضخم لَطَالَما تفاخرت به الإمبراطورية الأمريكية، وهو ما يسمى في عالم الحكم والسياسة بسيادة القانون؟! وفي سلب روح المؤسسة من جسد دولة عمّرت قرنا ونصف قائمة على المؤسسات؟ وفي إفراغ أجهزة الدولة الأمريكية من الكفاءات واستبدالها بموالين للحاكم؟

هل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!
لقد صار السؤال اليوم -في ظلّ اللايقين السياسيّ- هل سيكون في أمريكا بعد اليوم تداول للسلطة أو انتخابات يراقب العالم الحرّ نتائجها؟ فهل وقع ذلك كلّه فجأة؟ ثم من هذا الذي يظهر في الخلفيّة وكأنّه يلقن ترامب ما يقوله ويملي عليه ما يفعله؟ أليس هذا الزئبقيّ اللزج هو إيلون ماسك الذي يمتلك مئات المليارات ويتطلّع للمزيد؟ أليس هو ذلك العنصريّ الصهيونيّ المتآمر؟ وأخيرا، لماذا هذه الثورة العفوية على سيارات "تسلا"؟

لا بدّ أنّ الشارع الأمريكيّ الثائر (الذي سيظلُّ يثور إلى أن تُسْلِمه ثورته إلى استعادة سنة الآباء المؤسسين أو تردّه الترامبية إلى حرب أهلية تأتي على الإمبراطورية بالخراب واليباب) قد وعى -وللشارع وعي عفوي تلقائي يسبق وعي البُلَغاء- أنّها مؤامرة كبيرة وخطيرة، مؤامرة جماعات الضغط المنتفعة التي لَطالما حذّر منها كبار المفكرين طوال التاريخ الأمريكيّ، فهل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!

اللايقين الاقتصادي وآثاره المدمرة

على الرغم من تعليق ترامب إجراءات زيادة التعريفة الجمركية لثلاثة أشهر -بعد أن كان قد فاقمها بشكل مزعج- فإنّ تراجعه هذا لا يعطي الطمأنينة التي لا بدّ للاقتصاد الدولي أن يتزود بها لينطلق من جديد؛ وذلك لافتقاد اليقين بسبب التأرجح المزاجي للكينونة الترامبيّة.

يقول دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "يظهر أننا اخترنا الاستراتيجية الصحيحة: التركيز على المفاوضات، مع ممارسة الضغط للوصول إلى هذه النقطة"، وقال إن التحدي المستمر ينبني على التنبؤ بالتحركات التالية لرئيس لا يمكن التنبؤ بردة فعله، وأضاف: "نحن نوازن باستمرار بين الحزم وبين ترك مساحة لتسلق ترامب". ويقول "كارستن بريسكي"، الموظف المالي السابق في الاتحاد الأوروبي: "إن الخطر هو أن الأيام التسعين القادمة ستتميز بعدم اليقين، وعدم اليقين يعيق الاستثمارات والاستهلاك".

هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ
يحْدُث هذا كلُّه وسط أجواء ملبدة بالغيوم والشكوك الكبيرة بين الولايات المتحدة وبين الدول الأخرى بما في ذلك حلفاؤها؛ بسبب تحول ترامب ضد أوكرانيا في حربها مع روسيا، وبسبب تشكيكه في المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو المتعلقة بالدفاع المشترك، مما يضخم المخاوف من عدم استعداد الولايات المتحدة للوفاء بوعودها.

مستقبل الهيمنة الدولارية

من المؤكد أنّ استمرار الهيمنة الدولارية بات أمرا لا مسوغ له في حلق الزمن القادم، صحيح أنّ الدولار لا يزال يتمتع بالمقومات التي تؤهله لأن يكون العملة الاحتياطية الأولى في العالم، وصحيح كذلك أنّ البدائل الأخرى كالذهب والعملات الرقمية ومقترح مجموعة بريكس والمقترح الصيني لا تزال ضعيفة وغير قادرة على أن تحلّ بديلا عن الدولار؛ لأسباب كثيرة يتعلق أغلبها بظروف أصحاب المقترح وتضارب مصالحهم، وإذا كنت منطقة اليورو على تضامنها وتضامّها لم تنجح إلا قليلا في زحزحة الدولار عن عرشه؛ فكيف بمناطق ومكونات أضعف نفوذا وأقلّ تماسكا؟! لكن في ظلّ الإجراءات العاصفة التي تفاجئ العالم ولا يسلم منها عدو ولا صديق يتحتم البحث عن عملة احتياطية أخرى تواجه التحديات التي يخلقها باستمرار تقلب المزاج الترامبيّ، ومن هنا نرى أنّ المخاطر تحفّ بالدولار.

هل للمسلمين والعرب مخرج؟

هذا هو السؤال الأهم والأجدى: هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ، ونحن أمّة -لو شاءت- لتحصنت دفاعيّا؛ فجند الله الصادقون منتشرون في ربوعها، ولا ينقصها سوى الجرأة على إحداث تحالف عسكريٍّ حقيقيٍّ، وإذا حلمنا بسوق عربية مشتركة وحلف سُنّيٍّ مشترك فلن نحتاج لتحقيق ذلك إلا أن نشاء، فهل تفعلها الأنظمة في بلادنا؟ وإذا لم تفعلْها فهل تظنّ أنّ عروشها بمنأى عن الخطر؟ وإذن فستدرك أنّها لم تقرأ المشهد بشكل صحيح، وأمّا المحاذير فلا أراها خافية على أحد، وحسب كلّ باحث عن الحقيقة أن يعلم أنّ محور الصراع سيكون ممتدا في المساحة التي يقطنها خيار الأمة وسوادها الأعظم، هذا هو البلاء المنهمر؛ فهل من مدّكر؟!

مقالات مشابهة

  • غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
  • أمريكا تبدأ تدقيق طلبات الحصول على التأشيرات لمن زاروا غزة
  • غزة أنموذجا.. ماذا يعني طبيا فقدان الإنسان أدنى مقومات الحياة؟
  • هبوط اضطراري لطائرة أمريكية بسبب أرنب.. ماذا فعل؟
  • هناء ثروت تكتب: ما بين الخيانة والقيامة عندما تكون النهاية بداية جديدة
  • صراع حتى النهاية| الحرب التجارية بين واشنطن وبكين لا تهدأ.. والصين تتهم أمريكا بشن هجمات إلكترونية «متقدمة»
  • صراع حتى النهاية.. الحرب التجارية بين واشنطن وبكين لا تهدأ.. والصين تتهم أمريكا بشن هجمات إلكترونية «متقدمة»
  • تم عرض “المنزل الوحيد” في إسطنبول، الذي جذب انتباه ملايين الأشخاص، للبيع!
  • في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟
  • أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر