قوة أمنية بقيادة السلطة الفلسطينية.. جهود أميركية تنصب على مستقبل غزة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
يبذل مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، جهودا مكثفة لتخفيف شدة القتال في الحرب بين إسرائيل وحماس، والبحث في مرحلة ما بعد الحرب.
وتتطلع الولايات المتحدة إلى قوة بقيادة الفلسطينيين تتولى المسؤولية في غزة الذي تديره حماس حاليا، على أن تساهم الدول المجاورة في هذه القوة بمجرد انسحاب إسرائيل من القطاع، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
وتخشى واشنطن من استمرار حالة الفوضى في القطاع أو استمرار حماس بفرض إدارتها على السكان الذي يناهز عددهم مليوني شخص.
وشنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل انطلاقا من غزة في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1200 شخصا، بحسب إسرائيل التي تعهدت إثره "القضاء" على حماس وتواصل شن هجوم على القطاع الفلسطيني خلف أكثر من 18800 قتيلا، بحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة للحركة، وفق وكالة فرانس برس.
وقال مسؤولون أميركيون وفلسطينيون إن سوليفان طلب من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، توفير أفراد أمن يمكنهم تشكيل نواة للقيام بدوريات في غزة.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء المسؤولين أنه تمت مناقشة الخطة لإعادة تدريب 1000 ضابط سابق من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في غزة، وما بين 3000 إلى 5000 آخرين في الضفة الغربية الذين سيعملون في غزة بعد الحرب.
ويشير تقرير إلى أن "فورة المحادثات الأمنية" تكشف حجم الحاجة الملحة التي تشعر بها واشنطن والعواصم العربية للبدء في التخطيط لما يسمى بـ"اليوم التالي لحماس"، مع التنويه إلى عدم توفر موقف موحد بين الدول العربية بشأن من سيساهم بقوات في هذه المرحلة، فيما يشترك الجميع بالمطالبة بوقف إطلاق النار وإمكانية إقامة دولة فلسطينية.
بايدن ونتانياهو.. هل يتعمق "الخلاف" حول مستقبل غزة وحل الدولتين؟ مع استمرار واحتدام الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، جددت الولايات المتحدة دعوتها إلى إقامة دولة فلسطينية، وحث إسرائيل على تجنب إصابة المدنيين، والحديث عن غزة ما بعد الحرب.وقال سوليفان، الجمعة، في تل أبيب إنه ليس من "الصواب" أن تحتل إسرائيل غزة على المدى الطويل، مع تزايد التكهنات حول مستقبل القطاع في أعقاب الحرب التي اندلعت قبل أكثر من شهرين.
من جهته، شدد رئيس السلطة الفلسطينية خلال استقباله سوليفان في رام الله، الجمعة، على أهمية "فتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود بأسرع وقت ممكن".
وأكد عباس أن غزة "جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو أي جزء منه".
وقد وصل سوليفان إلى إسرائيل، الخميس، حيث التقى رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، وتحدث عن إمكان تحول الهجوم "إلى عمليات أقل حدة" في "المستقبل القريب" على ما أفاد البيت الأبيض.
وشدد المسؤول الأميركي في وقت سابق على أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت "أنها لا تنوي احتلال غزة على المدى الطويل، (وأن) الإشراف على غزة وإدارة غزة وأمن غزة يجب أن يعود للفلسطينيين".
سوليفان يؤكد لعباس رؤية بايدن للوصول إلى حل الدولتين دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الجمعة، إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة "من خلال وقف إطلاق النار الفوري" وتجنيب المدنيين القتال.وأكد أنه "سيكون هناك انتقال إلى مرحلة أخرى من هذه الحرب، مرحلة تركز بطرق أكثر دقة على استهداف قيادة حماس وعلى عمليات تعتمد على الاستخبارات" ضد الحركة المسلحة، دون أن يحدد إطارا زمنيا لذلك.
وفي تصريحات منفصلة، أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن واشنطن وإسرائيل ناقشتا "تغييرا في التركيز" من قصف واسع النطاق إلى عمل "عسكري محدد الهدف ضيق" النطاق، وفق ما نقلته فرانس برس.
وسيركز الخيار الثاني على "أهداف ذات أهمية كبيرة وبنى تحتية عسكرية محددة" حسبما قال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه.
واقترحت واشنطن أن تؤدي السلطة الفلسطينية بعد الحرب، دورا في حكم قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007، على الرغم من الشعبية المتراجعة للسلطة، ومقرها مدينة رام الله، في أوساط الفلسطينيين.
وقال سوليفان: "نعتقد أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى تجديد وتنشيط وتحديث فيما يتعلق بأسلوب حكمها، وتمثيلها للشعب الفلسطيني".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس: "أريدهم (الإسرائيليين) أن يركزوا على كيفية إنقاذ حياة المدنيين، وليس التوقف عن ملاحقة حماس، بل أن يكونوا أكثر حرصا".
سوليفان: الاستهداف الدقيق لقادة حماس مرحلة جديدة في حرب غزة قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خلال زيارة لإسرائيل، الجمعة، إن الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف الدقيق لقيادة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، وعلى العمليات المدفوعة بالمعلومات الاستخباراتية.لكن وزير الدفاع الإسرائيلي حذر، الخميس، من أن الحرب ستطول. وأكد أن "حماس منظمة إرهابية بنت نفسها على مدى عقد لمحاربة إسرائيل، وأقامت بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض، وليس من السهل تدميرها"، مضيفا "سيتطلب الأمر فترة من الوقت، سيستغرق أكثر من بضعة أشهر، لكننا سننتصر وسندمرهم".
وخلال الأسابيع الأخيرة ألمحت إسرائيل إلى أن هدفها بعد انتهاء الحرب ليس في إدارة مباشرة لقطاع غزة، وأكدت مرارا أنها لا تسعى لاحتلال القطاع أو حكمه أو إدارته.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة بعد الحرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
دروس من تجربة الحرب الراهنة
دروس من تجربة الحرب الراهنة
تاج السر عثمان بابو
1أشرنا سابقا إلى أن الحرب اللعينة الراهنة، جاءت بهدف الصراع على السلطة وتصفية الثورة، وبدعم إقليمي ودولي لطرفي الحرب بالمال والسلاح بهدف نهب ثروات البلاد، وإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر.
فهي حرب كما أكدت التجربة بين مليشيات الإسلامويين وصنيعتهم الدعم السريع، كما في التهجير والنزوح الواسع الجاري لسكان ولايات الخرطوم، الجزيرة، دارفور، وبقية الولايات، وتدمير المصانع ومواقع الإنتاج الزراعى والخدمي و البنية التحتية، والنهب الكبير للأسواق والبنوك وممتلكات المواطنين ومنازلهم وعرباتهم، ومحاولات محو آثار البلاد الثقافية، وإضعاف البلاد ومواقع القوى الثورية المؤثرة في الحراك الجماهيري، فهى حرب ضد المواطنين وقوى الثورة كما في القمع وحملات الاعتقالات والاغتيالات والتعذيب الوحشي والمحاكمات الجارية، والبلاغات الكيدية التي يقوم بها طرفا الحرب ضد المعارضين السياسيين ولجان المقاومة والناشطين في لجان الخدمات.
2إضافة لخطر المجاعة وتحويل الحرب، الى أهلية وعرقية واثنية تهدد أمن المنطقة والسلام الإقليمي والدولي، ودعوات تكوين الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع التي تهدد بتقسيم البلاد، وأدت إلى انقسام في تحالف “تقدم” بسببها ووجدت الدعوة رفضا واسعا من المواطنين، فلا بديل لوقف الحرب، والسماح بمرور الاغاثة والدواء للمتضررين، وخروج الدعم السريع والجيش من السياسة والاقتصاد ومن المدن.
انفجرت الحرب اللعينة بعد تصاعد المقاومة لانقلاب 25 أكتوبر، ومجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخرى، وبعد أن أصبحت سلطة انقلاب 25 أكتوبر قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وعقب الصراع الذي انفجر في الاتفاق الإطاري حول الإصلاح الأمني والعسكري في قضية الدعم السريع حول مدة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، فضلا عن توفر الظروف الموضوعية لإسقاط الانقلاب، كما في الثورات والانتفاضات السابقة التي أسقطت الأنظمة العسكرية الديكتاتورية بسلاح الاضراب السياسي العام.
3 وتبقى أهم دروس الحرب اللعينة في الآتي:– طرفا الحرب ارتكبا جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وعنف جنسي وجرائم ضد الانسانية، وهي امتداد للجرائم السابقة كما في مجزرة فض الاعتصام، والابادة الجماعية والتهجير القسري في دارفور وبقية المناطق، وجرائم الانقاذ ضد الانسانية لأكثر من 30 عاما.
ضرورة المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، لمنع تكرار تلك الجرائم.
– خطر المليشيات وضرورة حلها وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، كما في (الدعم السريع، مليشيات الإسلامويين، الحركات المسلحة، درع البطانة. الخ)، فهى خطر على وحدتها واستقرارها وأمنها وسيادتها الوطنية، فكان من شعارات ثورة ديسمبر “حرية سلام وعدالة- الثورة خيار الشعب”، و”السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل”.
– أكدت التجربة خطل الاتفاقات الهشة بتدخل دولي واقليمي لقطع الطريق أمام الثورة، فضلا عن تكريسها للمليشيات وجيوش الحركات كما في الوثيقة الدستورية 2019 التي انقلب عليها تحالف اللجنة الأمنية ومليشيات الإسلامويين والدعم السريع وجيوش حركات جوبا في 25 أكتوبر 2021 الذي تدهورت بعده الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، ووجد مقاومة باسلة.
وجاء الاتفاق الإطاري ليكرر خطأ “الوثيقة الدستورية” الذي كرّس وجود الدعم السريع واتفاق جوبا، وهيمنة العسكر، مما أدى لانفجار الأوضاع في البلاد والحرب، وهو في جوهره صراع على السلطة ونهب ثروات البلاد، وانعكاس لصراع المحاور الاقليمية والدولية في السودان، والتدخل الدولي الكثيف فيه.
– بعد وقف الحرب بعد هذه التجربة المريرة لا عودة للاتفاقات الهشة لتقاسم السلطة التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع، وتهدد استقرار ووحدة البلاد، كما في الدعوات وورش العمل الجارية برعاية دولية للعودة للاتفاق الإطاري بعد وقف الحرب، ولا بديل عن كامل الحكم المدني الديمقراطي، واستدامة الديمقراطية والتنمية المتوازنة والسيادة الوطنية.
إضافة لمواصلة توسيع قاعدة النهوض الجماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، ومقاومة جماهير المدن والريف للتهجير والنزوح، ومواصلة المطالبة بالعودة لمنازلهم وقراهم، عدم ترك أراضيهم وممتلكاتهم لمليشيات الدعم السريع و”الكيزان”. وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية والأمنية التي تدهورت بشكل لا مثيل له.
– مواصلة الوجود والمقاومة في الشارع في الداخل والخارج بمختلف الأشكال، حتى وقف الحرب والانتفاضة الشعبية والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لإسقاط الانقلاب، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات ديمقراطي يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وتحقيق بقية أهداف الثورة..
الوسومالإسلامويين الاتفاق الإطاري الجنجويد الدعم السريع السودان اللجنة الأمنية انقلاب 25 اكتوبر 2021 تاج السر عثمان بابو ثورة ديسمبر