يمثل ركن الإيمان ولا يسامح فيه الرسول أبدا.. علي جمعة يوجه تحذيرا
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله ﷺ تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وقال فيما أخرجه الترمذى فى سننه، وأحمد فى مسنده " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وعترة أهل بيتى".
ركن الإيمان ولا يسامح فيه الرسول أبداوأضاف من خلال خطبة الجمعة بعنوان:"عترة آل البيت": لقد صدق رسول الله ﷺ، وكان هذا القول من علامات نبوته الكثيره مثبِّتاً لأفئدة المؤمنين، مبيناً لأركان الأيمان، فمن أركان الإيمان أن نتبع هذا الكتاب الجليل كما اتبعه السلف الصالح تلاوة بألسنتنا، وقياماً فى أعمالنا ولهجاً وراء مناهجه ومبادئه ومن المعجزات أن يبقى هذا الكتاب كما أخبر عنه ربه - سبحانه وتعالى - فى قوله {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
وأوضح أن النبى ﷺ هو النبى الوحيد، بل هو الوحيد من البشر من بقى أهله إلى الآن، فلا نعرف أحداً من الناس له أهل يعيشون بيننا، نعرفهم ويعرفوننا حتى الذين - انتقلوا وسبقونا إلى دار الحق، هذه مراقدهم الطاهرة، تركوا لنا منهاجاً واضحاً نتبعه فى هذه الحياة الدنيا، هذا هو الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن رضى الله تعالى عنه وأرضاه، بن سيدنا على المكرم، كرم الله وجهه ورضى الله عنه، وابن فاطمة الزهراء عليها السلام كما يحرص البخارى فى صحيحه أن يقول قالت فاطمة عليها السلام، فاطمة البتول، فاطمة بنت رسول الله ﷺ وأس البيت الذين أمرنا ربنا - سبحانه وتعالى - أن نحبهم والذين مَنَّ الله عليهم وعلينا بتطهيرهم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى}.
وشدد: هذه هى التي لا يسامح فيها رسول الله ﷺ، فحب الله وحب رسوله وحب أهل بيته لحبنا لهما من أركان الإيمان، وهذا هو الحاصل الآن فهذه مصر قد شرفها الله بأكثر من أربعين من أهل البيت الكبار، مراقدهم تزار، نلتمس سننهم، ونلتمس مناهجهم، نلتمس ما تركوه لنا من خير، نلتمس بركتهم، نلتمس الدعاء إلى الله - سبحانه وتعالى - بهم، تركونا على المحجة البيضاء حتى سميت هذه الديار بمصر المحروسة.
السيدة سكينة الكبرى بنت الإمام الحسين .. علي جمعة يكشف عن مناقبها اعتداء على نعمة الله.. علي جمعة يحذر من عاقبة هذا التصرف لماذا سميت مصر بالمحروسة ؟كما قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن مصر هي تسمية عربية أطلقها العرب على ساكني مصر دلالة على وجود الخير فيها، لافتًا إلى أن مصطلح أم الدنيا ومصر المحروسة أطلقا عليها لعدة أسباب، مشيرا إلى أن مصطلح أم الدنيا تم استحداثه من مصطلح أم البلاد حيث كان معروفا قديما أن مصر كانت ملاذا لكل من يريد الأمن ولم يجده في وطنه.
وأوضح أن مصطلح مصر المحروسة أطلق بعد أن تم تدشين قلعة صلاح الدين حيث لم يستطيع أحد اختراق مصر من هذه المنطقة أبدا وكان الغزاة يدخلون من أماكن بعيدة عنها، مشيرًا إلى أن عدد المرات التي ذكرت مصر فيها صراحة في القرآن الكريم 4 مرات:
وأضاف أن بالبحث في القرآن والتأمل سنجد أن إجمالي عدد المرات التي ذكرت فيها مصر باستخدام الضمائر وخلافه وصل إلى 80 مرة، يقول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.. [يوسف:21]، وقوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.. [الزخرف:51].
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء أهل البيت فاطمة الزهراء رسول الله ﷺ علی جمعة
إقرأ أيضاً:
عالم بـ«الأوقاف»: الابتلاء امتحان من الله والصبر عليه من أعظم درجات الإيمان
أكد الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الصبر يُعد من أعظم صفات المؤمن، مشيرًا إلى قصة نبي الله أيوب عليه السلام، الذي يُعرف بشيخ الصابرين، قائلا: «صبر سيدنا أيوب على مرضه طويلاً، ورغم ما سمعه من اتهامات بأن بلاءه نتيجة ذنب عظيم، لم ييأس ولجأ إلى الله بدعاء: ربي أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» فاستجاب له الله ورفع عنه البلاء.
الابتلاء امتحان للمؤمنوأضاف الأبيدي، خلال ظهوره في برنامج «مع الناس» على قناة الناس: «الابتلاء امتحان من الله لعباده سواء في الصحة أو المال، وإذا واجهها المؤمن بالصبر والتقوى، فإنه يوفَّى أجره بغير حساب».
وأشار إلى قول الله تعالى في سورة التغابن: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَتَسْمَعُونَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ»، موضحًا أن الصبر على الأذى والابتلاء من أعظم درجات الإيمان.
الصبر على البلاء رفع للدرجاتولفت إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»، مؤكدًا أن الصبر على البلاء ليس فقط وسيلة لتكفير الذنوب، بل هو أيضًا وسيلة لرفع الدرجات وتقريب المؤمن من ربه.
الصبر علامة الإيمانوأكد أن التعامل مع البلاء بالصبر أو مع السراء بالشكر دليل واضح على الإيمان والتقوى، وقال: «حتى الابتلاءات البسيطة كالأمراض الخفيفة، هي اختبار إلهي يهدف إلى تطهير النفس وزيادة القرب من الله»، خاتمًا حديثه بأن الابتلاء هو نوع من الاصطفاء الإلهي للمؤمنين، وأن الصابرين يوفَّون أجورهم بغير حساب.