قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله ﷺ تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وقال فيما أخرجه الترمذى فى سننه، وأحمد فى مسنده " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً كتاب الله وعترة أهل بيتى".

ركن الإيمان ولا يسامح فيه الرسول أبدا

وأضاف من خلال خطبة الجمعة بعنوان:"عترة آل البيت": لقد صدق رسول الله ﷺ، وكان هذا القول من علامات نبوته الكثيره مثبِّتاً لأفئدة المؤمنين، مبيناً لأركان الأيمان، فمن أركان الإيمان أن نتبع هذا الكتاب الجليل كما اتبعه السلف الصالح تلاوة بألسنتنا، وقياماً فى أعمالنا ولهجاً وراء مناهجه ومبادئه ومن المعجزات أن يبقى هذا الكتاب كما أخبر عنه ربه - سبحانه وتعالى - فى قوله {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

وأوضح أن النبى ﷺ هو النبى الوحيد، بل هو الوحيد من البشر من بقى أهله إلى الآن، فلا نعرف أحداً من الناس له أهل يعيشون بيننا، نعرفهم ويعرفوننا حتى الذين - انتقلوا وسبقونا إلى دار الحق، هذه مراقدهم الطاهرة، تركوا لنا منهاجاً واضحاً نتبعه فى هذه الحياة الدنيا، هذا هو الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن رضى الله تعالى عنه وأرضاه، بن سيدنا على المكرم، كرم الله وجهه ورضى الله عنه، وابن فاطمة الزهراء عليها السلام كما يحرص البخارى فى صحيحه أن يقول قالت فاطمة عليها السلام، فاطمة البتول، فاطمة بنت رسول الله ﷺ وأس البيت الذين أمرنا ربنا - سبحانه وتعالى - أن نحبهم والذين مَنَّ الله عليهم وعلينا بتطهيرهم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى}.

وشدد: هذه هى التي لا يسامح فيها رسول الله ﷺ، فحب الله وحب رسوله وحب أهل بيته لحبنا لهما من أركان الإيمان، وهذا هو الحاصل الآن فهذه مصر قد شرفها الله بأكثر من أربعين من أهل البيت الكبار، مراقدهم تزار، نلتمس سننهم، ونلتمس مناهجهم، نلتمس ما تركوه لنا من خير، نلتمس بركتهم، نلتمس الدعاء إلى الله - سبحانه وتعالى - بهم، تركونا على المحجة البيضاء حتى سميت هذه الديار بمصر المحروسة.

السيدة سكينة الكبرى بنت الإمام الحسين .. علي جمعة يكشف عن مناقبها اعتداء على نعمة الله.. علي جمعة يحذر من عاقبة هذا التصرف لماذا سميت مصر بالمحروسة ؟ 

كما قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن مصر هي تسمية عربية أطلقها العرب على ساكني مصر دلالة على وجود الخير فيها، لافتًا إلى أن مصطلح أم الدنيا ومصر المحروسة أطلقا عليها لعدة أسباب، مشيرا إلى أن مصطلح أم الدنيا تم استحداثه من مصطلح أم البلاد حيث كان معروفا قديما أن مصر كانت ملاذا لكل من يريد الأمن ولم يجده في وطنه.

وأوضح أن مصطلح مصر المحروسة أطلق بعد أن تم تدشين قلعة صلاح الدين حيث لم يستطيع أحد اختراق مصر من هذه المنطقة أبدا وكان الغزاة يدخلون من أماكن بعيدة عنها، مشيرًا إلى أن عدد المرات التي ذكرت مصر فيها صراحة في القرآن الكريم 4 مرات:

وأضاف أن بالبحث في القرآن والتأمل سنجد أن إجمالي عدد المرات التي ذكرت فيها مصر باستخدام الضمائر وخلافه وصل إلى 80 مرة، يقول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.. [يوسف:21]، وقوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.. [الزخرف:51].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء أهل البيت فاطمة الزهراء رسول الله ﷺ علی جمعة

إقرأ أيضاً:

التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، أن التقوى هي مفتاح الخير ومغلاق الشر، مستشهدًا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}. 

وأوضح أن التقوى تشمل أبعادًا متعددة تجمع بين الإيمان بالله، والعمل بأوامره، والاستعداد للقاء الله يوم القيامة.

مفهوم التقوى كما ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه


وأضاف جمعة أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لخَّص مفهوم التقوى بقوله: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".

 وأوضح أن هذه العبارة تحتوي على معانٍ عميقة تُجسِّد مفهوم التقوى، حيث تبدأ بالإيمان بالله والخوف منه، الذي يترتب عليه الابتعاد عن المعاصي، ثم الرضا بأقدار الله والعيش بالقليل دون تذمر، وصولًا إلى الاستعداد للحساب يوم القيامة.

أبعاد التقوى: الماضي، الحاضر، والمستقبل


وأشار  جمعة إلى أن التقوى تتناول الجوانب الثلاثة الكبرى في حياة الإنسان: الماضي، الحاضر، والمستقبل. ففي الماضي، يُبرز الإيمان بالله كخالق للكون والإنسان، مع التأكيد على التسليم بإرادته، حيث قال: "الإيمان بالله يجيب عن سؤال البشرية المحير: من أين جئنا؟"

وتابع جمعة: "أما الحاضر، فهو يتصل بالعمل بالتكليف الذي أنزله الله، من خلال اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وهذا يشمل الالتزام بالشريعة والرسالة السماوية".

الاستعداد ليوم الرحيل


وفيما يتعلق بالمستقبل، أكد أن الإسلام يوجه الإنسان للإيمان باليوم الآخر والاستعداد ليوم الحساب، لافتًا إلى أن بعض العقائد الأخرى تتبنى مفاهيم خاطئة مثل تناسخ الأرواح أو إنكار القيامة، وهو ما وصفه بالعقائد الفاسدة.

الإيمان والعمل أساس التقوى
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن التقوى تجمع بين الإيمان والعمل، مشيرًا إلى قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. ودعا إلى التأمل في أبعاد التقوى والعمل بها لتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة.

 

مقالات مشابهة

  • نجم الأهلي يوجه رسالة نارية للاعبي الأحمر
  • التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر
  • علي جمعة: التقوى مفتاح كل خير ومغلاق كل شر
  • أحفاد الرسول الثمانية.. تعرف على جانب من مواقف النبي معهم
  • دعاء قبل الأكل.. ماذا كان يقول الرسول قبل تناول الطعام؟
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • كيف نثبت على الحق في زمن الاختلاط وندعو للسلام؟
  • وصايا الرسول في تربية الأبناء.. فيديو
  • التمسوا الصفاء وحلاوة الإيمان في رحاب الطبيعة البكر!
  • أبيات شعر جميلة عن يوم الجمعة