أخر ظهور للمخرج أحمد البدري قبل وفاته.. «كان يعزي في فنان آخر»
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
رحل عن عالمنا، منذ ساعات، المخرج والفنان أحمد البدري بعد معاناته مع أزمة صحية شديدة، إذ أصيب من شهرين بجرح في القدم أدى إلى غرغرينة بسبب مرض السكري تسببت في بتر قدمه ليدخل بعدها في غيبوبة.
آخر ظهور لأحمد البدريوكان آخر ظهور للمخرج أحمد البدري في شهر سبتمبر الماضي أثناء تقديمه واجب العزاء في الفنان الراحل أشرف مصيلحي، وظهر خلال العزاء ويبدو عليه ملامح المرض خاصة انه ظهر واحدي قدمية في الجبس ويسير متكأ علي مساعده.
ويشيع جثمان المخرج الراحل أحمد البدري ظهر اليوم على أن تكون في مسجد الحصري بدلًا من مسجد السيدة نفيسة لتكون قريبة من المدافن، مشيرًا إلى أنه سيتم الدفن بمقابر العائلة في أكتوبر. حسبما ذكر صديقة هاني الشيخ لـ«الوطن».
بتر قدم أحمد البدريوكان الفنان شريف إدريس أول من اعلن تدهور حالة أحمد البدري الصحية وذلك عبر حسابه بموقع تبادل الفيديوهات والصور «إنستجرام»، إذ نشر صورة له وعلق عليها قائلًا: «ألف مليون سلامة الصديق العزيز المخرج الكبير أحمد البدري، ربنا يتمّ شفاك على خير، للأسف الشديد تمّ بتر قدمه وهو الآن في معهد ناصر دعواتكم بالشفاء».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحمد البدري الفنان أحمد البدري وفاة أحمد البدري أحمد البدری
إقرأ أيضاً:
شكوكو.. الفنان ذو القبعة والجلباب الذي حظي باحترام الكتاب والمثقفين
في زمنٍ كانت فيه الفنون الشعبية في مصر تُمثّل نبض الشارع، سطع نجم محمود شكوكو الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنان المونولوجات والتمثيل الشعبي، ليغدو ظاهرة ثقافية لا تقل تأثيرًا عن كبار الأدباء والمفكرين في عصره، لم يكن مجرد مؤدٍ ساخر أو مطرب خفيف الظل، بل كان جسرًا بين الفن الشعبي والمثقفين، وعنوانًا لتلاقي الثقافة العالية بالوجدان الشعبي.
ولد محمود شكوكو في حي الدرب الأحمر عام 1912، وتدرّج من نجارة الموبيليا إلى خشبة المسرح، ثم إلى أفلام الأبيض والأسود، لكنه لم يقطع صلته يومًا بالناس البسطاء، وهو ما جعل المثقفين يرونه تجسيدًا حقيقيًا "لفن الشعب".
كانت علاقته بالوسط الثقافي المصري متينة ومميزة، فخلف قبعته الشهيرة وجلبابه البلدي كان هناك فنان يتمتع بذكاء فطري، جعله يحظى باحترام الكتاب والمثقفين، أُعجب به نجيب محفوظ الذي قال عنه: "شكوكو عبقري المونولوج الشعبي"، وكان توفيق الحكيم يشير إليه في بعض مقالاته بوصفه "صوتًا للفطرة المصرية"، لم تكن شهادات التقدير تأتيه من المؤسسات الرسمية فحسب، بل من جلسات الأدباء في مقهى ريش، ومن كتابات الصحفيين الكبار مثل أحمد بهاء الدين ومصطفى أمين.
لم يتوان شكوكو عن المزج بين فنه والحركة الثقافية؛ فشارك في أعمال فنية كانت في جوهرها نقدًا اجتماعيًا لاذعًا، واستخدم المونولوج كمنصة لطرح قضايا سياسية واقتصادية، بل وأخلاقية أحيانًا، وهو ما جذب انتباه المفكرين الذين رأوا فيه "فنانًا مثقفًا بالفطرة"، كما وصفه الدكتور لويس عوض.
كما كانت له علاقة وثيقة برجال المسرح والثقافة، أبرزهم زكي طليمات ويوسف وهبي، اللذين دعماه فنيًا في بداية مشواره المسرحي، ورأيا فيه طاقة إبداعية قابلة للتطوير، بعيدًا عن النمطية. حتى عندما دخل السينما، لم يفقد علاقته بالمثقفين، بل صار حضوره في الندوات والصالونات جزءًا من المشهد الثقافي، رغم اختلاف أدواته عن الآخرين.
ولعل واحدة من أبرز مظاهر علاقته بالمثقفين كانت "عروسة شكوكو"، التي ابتكرها بنفسه لتجسيد شخصية المواطن المصري البسيط، والتي أصبحت تيمة فنية أثارت اهتمام رسامي الكاريكاتير والكتّاب، بل كتب عنها صلاح جاهين نصًا في مجلة "صباح الخير"، معتبرًا إياها تجديدًا في خطاب الفنون الشعبية.
كما ساهم شكوكو في إطلاق فن "المنولوج السياسي" بشكل غير مباشر، ملهمًا أجيالًا من فناني الكلمة والغناء السياسي الساخر، مثل الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم لاحقًا.
ورغم ما حظي به من شهرة شعبية، إلا أن صلاته بالوسط الثقافي ظلّت أكثر عمقًا مما يظنه كثيرون، وظل اسمه يتردد حتى بعد رحيله عام 1985، باعتباره فنانًا شعبيًا مثقفًا بالفطرة، يستحق أن يُدرس كحالة نادرة في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة.