فضحوا زيف شعارات الغرب وإنسانيته الجوفاء: أطفال غزة يرسمون للشعوب مسارات جديدة عنوانها الحرية والاستقلال وعشق الأرض والحياة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
الأسرة/خاص
يواجه أطفال فلسطين عموما وقطاع غزة على وجه التحديد- العدوان الإسرائيلي الذي يعيش شهره الثالث بشجاعة عجيبة وبسالة لا تختلف كثيرا عن المآثر البطولية التي يسطرها مجاهدو فصائل المقاومة الفلسطينية في مقارعة جحافل جيش العدو في مختلف محاور القتال منذ 70 يوما من بدء الحرب العدوانية التي تشنها أمريكا وإسرائيل بوحشية وهمجية لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
كيان الاحتلال وضع أطفال ونساء غزة في رأس قائمة أهداف عدوانه المتواصل وقتل الآلاف وأصاب عشرات الآلاف وشرد الملايين من هذه الفئة الاجتماعية الأضعف والأكثر تضررا من الحرب والمحمية وفق بنود القانون الإنساني الدولي وكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تفقد فاعليتها ومضامينها وغاياتها عندما يتعلق الأمر بأطفال فلسطين
أكثر من 70 % من أعداد الشهداء الذي بات يناهز العشرين ألفاً هم من الأطفال والنساء ولا زالت آلة القتل الأمريكية الصهيونية تحصد المزيد منهم على مدار الساعة دون أن يكترث القاتل لفداحة جرائمه أو يبدي أي مخاوف من التبعات الناجمة عن المذابح بحق الأطفال وقد تسلّح بالدعم الغربي والفيتو الأمريكي الذي يبيح له كل المحظورات والفظائع بحق الإنسانية.
ورغم أهوال القصف الصهيوني العشوائي للمناطق السكنية وتدمير أحياء بكاملها وهدمها على رؤوس ساكنيها، ظل أطفال غزة صامدين وثابتين في أرضهم ومتمسكين بقضيتهم التي قدم آباؤهم الأولون أغلى التضحيات في سبيلها ليسجلوا كما يظهر ذلك في مئات الفيديوهات والمشاهد التي يتم تداولها في قنوات الإعلام الدولية ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي مواقف بطولية وتحدياً وإصراراً على الحياة وعلى الكرامة والحرية والاستقلال، وهو ما عجز وجبن عنه السياسيون وكبار القادة في أنظمة العمالة والتطبيع والخنوع والارتهان لمشاريع ومخططات أعداء الأمة.
وتقول منظمة الطفولة والأمومة الأممية “يونيسيف” أن من بين أطفال فلسطين وخاصة في غزة من عاش أربع وخمس حروب، ونجمت عن ذلك أضرار فادحة على حياة مئات الآلاف من الأطفال، فإضافة إلى مقتل أعداد كبيرة منهم فإن تدمير المنازل والمدارس والمرافق الصحية ومشاريع مياه الشرب، يجعل حياتهم أكثر صعوبة ولم يعد هناك من مكان آمن قد يلجأ إليه الأطفال في كل أنحاء القطاع.
دماء أطفال غزة اليوم بمثابة الكابوس الذي يلاحق القتلة والمجرمين والحقيقة التي كشفت زيف الشعارات واليافطات التي ترفعها أمريكا وكثير من دول الغرب ومنظماتها عن الإنسانية، كما جعلت كيان الاحتلال وداعميه يركعون منهزمين أمام كبرياء أطفال غزة وطهر دمائهم المسفوكة ظلما وعدوانا ويشعرون بالخوف والرعب والهلع أمام صمودهم العظيم.
كشف الأقنعة
الأطفال في غزة فضحوا أكاذيب الغرب ودعواته المضللة بالديمقراطية والحرية والمساواة والإنسانية وجعلوا أعين وعقول الشعوب تفتح على الحقائق المرة عن هذه الشعارات والمفاهيم الجوفاء، وذلك لا شك- كما يقول مختصون- سيغير النظرة لدى كثير من البلدان والأمم عن طبيعة وأهداف وخفايا هذه المفاهيم والشعارات التي تخفي غير ما تبطن وهي من النتائج الإيجابية التي يقدمها أطفال فلسطين حاليا للعالم بأسره.
وتقول الإعلامية والأكاديمية الأردنية الدكتورة آمال جبور إن حرب غزة بكل تفاصيلها وأحداثها الدموية والمواقف الدولية بشأنها قد شكلت وعياً حقيقياً للجيل القادم، ليس للقضية الفلسطينية فقط، بل وعيه لقضايا إنسانية عادلة تتساوى بها الشعوب تحت مظلة العدالة والمساواة وعدم التحييز والتمييز بين أطياف البشرية كافة.
وتضيف: بعد عقود طويلة والمنظمات الغربية في مجتمعاتنا تطربنا بمفرداتها الفضفاضة وتسويق منتوجاتها الفكرية المختلفة، شهدنا اليوم في غزة ومن قبل الأطفال والنساء وكل فئات الشعب الفلسطيني إرادة وإصراراً يعبر عن ثقافة جيل كامل مقاطع لرموز الثقافة الغربية وماركاتها العالمية.
وتوضح الأكاديمية جبور أن هذه التضحيات والمواقف المشرفة للشعب الفلسطيني تعبر بصورة أو بأخرى عن الوعي الحقيقي لا المزيف لواقع الشعارات والمفاهيم الغربية التي تلاشت وتبخرت خلال العدوان على غزة، وهو ما سيكون له ما بعده وسيرسم خلال السنوات القادمة في فلسطين وبلدان المنطقة وكافة الشعوب في العالم مسارات جديدة عنوانها الحرية والاستقلال وعشق الأرض والحياة وذلك على طريق تصحيح المفاهيم وإعادة الأمور إلى نصابها بعيدا عن التستّر خلف الشعارات المزيّفة والعناوين الكاذبة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فهمي بهجت: موقف القاهرة الثابت تجاه فلسطين يكشف المخططات التي تستهدف الدولة
أوضح الإعلامي الدكتور فهمي بهجت أن موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية قد أظهر المخططات التي تستهدف الدولة المصرية.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن طلب من مصر فتح الحدود لاستقبال 2 مليون فلسطيني من قطاع غزة بعد اندلاع الحرب، وتسكينهم في سيناء.
وخلال تقديمه برنامج "المحاور" على فضائية "الشمس"، أضاف بهجت أن بعض القيادات المأجورة من حماس وإيران وحزب الله انتقدت موقف مصر لعدم فتح الحدود، بينما تناولت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي الحديث عن الوحدات السكنية الخالية في المدن المصرية، وعرضت أماكن في العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر لاستقبال الفلسطينيين. ومع ذلك، استمر موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية في الثبات.
قائد قسامي يظهر في غزة بعد 8 أشهر من إعلان اغتياله.. فيديو شرطة غزة تعيد الانتشار في القطاع وتنهي ظاهرة سرقة المساعدات.. فيديووأشار إلى أن أعداء مصر حاولوا محاصرتها بالشائعات، حيث ظهرت عشرات الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية تتحدث عن مخطط تهجير يتم تنفيذه على الأراضي المصرية، ونشرت بعض وسائل الإعلام صورًا لمخيمات زاعمة أنها في سيناء، مدعية أن القاهرة وافقت على تهجير الفلسطينيين.
وأكد بهجت أن مصر رفضت تهجير الشعب الفلسطيني، وأكدت كلمتها على الساحة الدولية للحفاظ على القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن أي محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير ديمغرافية فلسطين لن تُقبل من قبل مصر.
وشدد على أهمية عدم تصديق الشعب المصري للشائعات التي تتحدث عن بيع سيناء، خاصة بعد أن رفضت مصر تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين مقابل بعض الحوافز الاقتصادية.
كما أشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكذب عندما أكد أنه لن يُسمح لأحد بالمساس بالأراضي المصرية، موضحًا أن مصر تعمل بجد لإدخال المساعدات إلى القطاع، بالإضافة إلى تجهيز 2000 طبيب لإرسالهم إلى غزة لافتتاح مستشفيات ميدانية.
وفيما يتعلق بجماعة الإخوان، أكد بهجت أنها ليست جماعة مؤمنة، مشيرًا إلى ممارسات الكذب والخداع التي اتبعتها على الشعب المصري. وأوضح أن الجماعة تحاول إعادة إحياء نشاطها من خلال نشر الأكاذيب واستقطاب الشباب للقيام بأعمال إرهابية تهدد الاستقرار في مصر.
وأضاف أن جماعة الإخوان الإرهابية قد تدفع بعض الجماعات في مصر للمطالبة بدمج عناصرها مرة أخرى، رغم أن الشعب المصري قد لفظها بسبب فكرها القائم على العنف والتخريب، وهو بعيد عن الإسلام.
كما لفت إلى أن وزارة الداخلية تواصل جهود الرصد المبكر لمخططات جماعة الإخوان على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيه ضربات استباقية، مشيرًا إلى نجاح الوزارة خلال العام الماضي، بدعم شعبي، في إحباط العديد من محاولات إنشاء بؤر إرهابية.