المقاومة تشتبك مع العدو من مسافة صفر وتفجّر مبنى تحصَّن فيه جنوده
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
الإحباط ينال من الصهاينة وغالانت يعترف: «ليس من السهل هزيمة حماس « منظمة تكشف عن جيش من معوِّقي الحرب الصهاينة تجاوز 3500
الثورة / متابعات
كثّف جيش العدو الصهيوني أمس قصفه الجوي والبري على أنحاء واسعة من غزة ولا سيّما خان يونس ورفح في جنوب القطاع. فيما واصلت المقاومة الفلسطينية في اليوم الـ70 للحرب تصديها البطولي للقوات المتوغلة ملحقة بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد .
وفي السياق فجّرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، منزلاً تحصّن فيه عدد من جنود العدو الصهيوني شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بالعبوات الناسفة، موقعةً إياهم بين قتيل وجريح.
واستهدفت كتائب القسّام مبنى في منطقة جحر الديك وسط القطاع، تحصّن فيه عدد من الجنود بقذيفة «TBG»، بصورة مباشرة، موقعةً إياهم بين قتيل وجريح.
واشتبك مجاهدو «القسّام» مع 10 جنود إسرائيليين من نقطة صفر، داخل خيمة عسكرية تابعة لجيش العدو في جحر الديك أيضاً، حيث تمكّنوا من السيطرة على قطعة سلاح «M16» من أحد الجنود، وعادوا إلى قواعدهم بسلام.
بدورها، استهدفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التحشدات العسكرية التابعة للعدو في شمالي غربي مدينة غزة، بوابل من قذائف “الهاون”.
كما استهدفت سرايا القدس دبابتين بقذائف «التاندوم» في محور الشيخ رضوان، غربي غزة.
أما كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فاستهدفت ناقلة جند ودبابةً صهيونيتين، باستخدام قذائف «RPG»، وهاجمت قوات العدو في محاور الاشتباك بمخيم جباليا شمالي القطاع، من نقطة صفر.
وتخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضدّ قوات العدو شرقي رفح، جنوبي قطاع غزة.
كما تدور اشتباكات ليلية في مناطق بمدينة غزة التي زعم العدو سابقاً أنّه أنهى عملياته فيها.
وفيما تواصل المقاومة الفلسطينية، بمختلف فصائلها، التصدّي للقوات المتوغّلة في عدة محاور من قطاع غزة، مكبّدةً إياها خسائر فادحة، أقرّ «جيش» العدو بمقتل رقيب خلال المعارك البرية.
وصباح أمس، أقرّ جيش العدو بمقتل جندي أيضاً، إضافةً إلى إصابة 4 آخرين بجروح خطرة، بينهم ضابطان، في المعارك البرية جنوبيّ قطاع غزة وشماليّه.
وبهذا، يقارب عدد الجنود الإسرائيليين القتلى 450 منذ الـ7 أكتوبر الماضي، ويفوق الـ120 منذ بدء الهجوم البري ضدّ قطاع غزة، بحسب اعترافات العدو.
وفيما يتعلق بأعداد المصابين، أشارت صحيفة «معاريف» العبرية إلى أنّ الجيش الصهيوني يعترف بوجود أكثر من 2000 مصاب، في حين تفيد أرقام منظمة معوّقي «الجيش» بأنّ 3500 معوّق جديد على الأقل سيحتاجون إلى معالجة شعبة التأهيل في وزارة الأمن.
وبينما تفرض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية رقابةً مشدّدةً على نشر أعداد القتلى والمصابين من «الجيش»، في محاولة لإخفاء خسائرها الفادحة، تثبت البيانات الدقيقة للمقاومة الفلسطينية والمقاطع التي توثّق استهدافاتها حجمَ الخسائر الكبيرة لدى قوات الاحتلال المتوغلة.
ومساء الخميس أعلن الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أنّ المجاهدين قتلوا 36 جندياً صهيونيا ودمّروا العشرات من آليات الاحتلال، خلال الساعات الـ72 السابقة، بصورة كلية أو جزئية.
وأوضح أبو عبيدة أنّه تمّ قتل 36 جندياً وإيقاع عشرات الجنود الصهاينة الآخرين بين قتيل وجريح والاستيلاء على عتاد ومتعلقات بعضهم إثر استهداف القوات الصهيونية المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والاشتباك معهم من مسافة صفر واستهداف فرق الإنقاذ التابعة لهم إضافة لعمليات القنص المحققة لجنودهم. واعلن أبو عبيدة عن استهداف مقرات وغرف القيادة الميدانية، ودكّ الحشود العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال، من قبل المقاومين، الذين وجهوا رشقات صاروخية نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى داخل الكيان الإسرائيلي.
ومع تصاعد عمليات المقاومة وعجز جيش العدو أمام المقاومة الباسلة في القطاع يتخبط قادة الكيان الصهيوني في تحديد سقف زمني للعدوان لتحقيق ما يزعمون انه نصر .
ففي حين كان التفاؤل بداية العدوان بالحديث عن أسابيع قليله صار بعدها الحديث عن اشهر ثم مؤخرا يتم الحديث عن اشهر طويلة دون ضمان النتائج .
واعترف وزير دفاع الكيان الصهيوني يوآف غالانت أنه ليس من السهل تدمير حماس .
وقال وخلال لقائه مستشار الأمن القومي الأمريكي ساليفان أنّ «حماس بنت نفسها على مدى عقد لمحاربة إسرائيل، وأقامت بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض، وليس من السهل تدميرها» فيما أكدت صحيفة معاريف العبرية أن شهرين مضت من القتال في غزة من دون أفق.
وأكد الكاتب والمحلّل الصهيوني ران إدلست أن الكيان الصهيوني يتدهور نحو الهاوية، وأوتاده تتطاير في كل مكان.
وتابع: «تُصوّر «إسرائيل» على أنها تتمع بقوة عسكرية كبيرة وتفوّق تكنولوجي، لكن المجتمع الإسرائيلي لن يتحمّل المزيد من الهجمات والعمليات وصواريخ الكاتيوشا»، مردفًا: «السكان مُتعبون من الحروب، ولا يملكون القوة والصمود لتحمّل الصراع الدموي وتلقي الإصابات». ورأى أن: «حكومة اليمين صعدت من جدار إلى جدار، عندما استيقظنا على واقع جديد”.
وعلى صعيد متصل بما يجري في غزة نفّذت المقاومة الإسلامية في لبنان -حزب الله- سلسلة عمليات عسكرية في اتجاه أهداف على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة، مؤكّدةً مواصلة استهداف الاحتلال دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وإسناداً لمقاومته.
وأعلنت المقاومة الإسلامية، في بيانٍ، أنّ مجاهديها استهدفوا قوةً أثناء دخولها إلى مقر قيادة كتيبة الاستخبارات في ثكنة «ميتات» الصهيونية، باستخدام الأسلحة المناسبة، مؤكّدةً أنّ الاستهداف أدى إلى سقوط جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
كذلك استهدف المجاهدون تجمّعاً لجنود العدو في حرج شتولا (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة.
وتبنّت المقاومة استهدافها موقع بيّاض بليدا بالأسلحة المناسبة، مشدّدةً على إصابته بشكلٍ مباشر، إضافةً إلى استهداف مجاهدي المقاومة ثكنة «راميم» (الواقعة في بلدة هونين اللبنانية المحتلة) بنيرانٍ مباشرة.
وباستخدام صواريخ «بركان»، استهدفت المقاومة موقع الراهب ونقطة الجرداح، مؤكدةً إصابتهما بصورةٍ مباشرة، وأفاد مراسل الميادين جنوبيّ لبنان أنّ صلية صواريخ كبيرة أُطلقت من القطاع الشرقي باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستهدفت موقع «حانيتا» الإسرائيلي. وودوت أنّ صفارات الإنذار دوّت في عرب العرامشة بعد استهداف أحد المواقع الإسرائيلية في القطاع الغربي.
وعقب عمليات المقاومة، أقرّ الإعلام العبري بأنّ حزب الله في كل مرة «يفاجئنا من جديد في أنواع الذخائر المستخدمة»، مضيفاً أنّه “ليس هناك ليل أو نهار في الشمال (شمالي فلسطين المحتلة) من دون انفجاراتٍ، ومن الصعب جداً العيش هناك”.
ودوّت صفّارات الإنذار، بالتزامن مع الاستهدافات، في مستوطنات «مارغليوت» و”كريات شمونة” و”مسكاف عام” و”حانيتا”، وفق الإعلام الإسرائيلي، والذي أكّد أيضاً أنّ 10 صواريخ أُطلقت نحو «كريات شمونة» وجوارها فقط.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الجناح العسکری بین قتیل وجریح ت المقاومة جیش العدو قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حين يقابَــلُ الحصارُ بالحصار والقصفُ بالقصف
علي راوع
يدخل اليمنيون رمضان هذا العام وهم يحملون في قلوبهم جراح الأُمَّــة، جراح غزة التي تستمر في النزف تحت وطأة العدوان الصهيوني الغاشم. فالمشاهد القادمة من هناك ليست مُجَـرّد أخبار عابرة، بل هي صرخات ألم واستغاثات شعب يواجه الإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق يهدف إلى تركهم بين الموت جوعًا أَو القتل بالقصف الوحشي.
وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن للشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك الحوثي أن يقفوا موقف المتفرج، فالصمت في مثل هذه الأوقات خذلان، والخذلان خيانة للأخوة والدين والمبادئ. لقد أصبح واضحًا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وأن المعادلة يجب أن تتغير، فكما يحاصرون غزة، يجب أن يحاصروا، وكما يقصفون المدنيين العزل، يجب أن يشعروا بلهيب الردع.
رمضان لم يكن يومًا شهر الخمول أَو الاستسلام، بل هو شهر الجهاد والانتصارات الكبرى في تاريخ الأُمَّــة. من بدر إلى حطين، ومن عين جالوت إلى انتصارات المقاومة في العصر الحديث، كان هذا الشهر محطة فاصلة في مسيرة التحرّر من الطغيان والاستعمار. واليوم، يواصل اليمن مسيرته في خط المواجهة، حَيثُ تقف قواته البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر كسدٍ منيع أمام أطماع العدوّ، معلنين أن استهداف السفن الإسرائيلية وشركاتها في البحر الأحمر لن يتوقف حتى ينتهي العدوان على غزة.
لم يعد اليمن بعيدًا عن المعركة، بل أصبح قلبها النابض، فرسالته للعالم واضحة: لا يمكن أن يصوم اليمنيون عن نصرة غزة، ولا يمكن أن تظل الموانئ الصهيونية آمنة بينما يموت أطفال فلسطين تحت الركام. فكما استهدفت ضربات صنعاء الاقتصادية العمق الإسرائيلي، فَــإنَّها كشفت هشاشة العدوّ وأربكت حساباته، وجعلته يدرك أن كلفة الاستمرار في العدوان باتت أعلى من قدرته على التحمل.
لقد بات واضحًا أن الحصار الذي يفرضه العدوّ على غزة لن يمر دون رد، وأن القصف الذي يطال الأبرياء لن يبقى دون عقاب. فاليمن، الذي عرف الحصار والمعاناة طيلة السنوات الماضية، يعلم جيِّدًا ما يعنيه الجوع والحرمان، لكنه أَيْـضًا تعلم كيف يحول المعاناة إلى قوة، وكيف يجعل من الحصار وسيلة لتركيع العدوّ بدلًا عن أن يكون أدَاة لخنقه.
إن الرسالة التي يبعث بها اليمن اليوم، ليست مُجَـرّد شعارات، بل هي خطوات عملية بدأت بالفعل، وما زالت تتصاعد. فإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والشركات الداعمة لها لم يكن سوى البداية، والقادم سيكون أشد تأثيرا إن استمر العدوان. إن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد تضامن، بل هو شراكة حقيقية في معركة المصير، حَيثُ تقف صنعاء وغزة في خندق واحد، وتواجهان نفس العدوّ الذي يسعى إلى كسر إرادَة الشعوب وإخضاعها لمخطّطاته الاستعمارية.
لم يكن رمضان يومًا شهرَ الاستسلام، بل هو شهر العزة والصمود، واليوم يُكتب تاريخ جديد بمداد المقاومة. ففي الوقت الذي يسعى فيه العدوّ لتركيع غزة وإبادتها، يقف اليمن ومعه محور المقاومة ليقول: لن تكونوا وحدكم، ولن يكون رمضان شهر الخضوع بل شهر النصر.
اليوم، يثبت اليمن من جديد أن قضية فلسطين ليست مُجَـرّد شعار، بل هي التزام ديني وأخلاقي، وأنه مهما بلغت التضحيات، فَــإنَّ القضية لن تُنسى، ولن يُترك أهل غزة يواجهون الموت وحدهم. فكما عاهد السيد عبدالملك الحوثي الشعب الفلسطيني على المضي في دعم المقاومة، فَــإنَّ هذا العهد يُترجم إلى أفعال، وإلى عمليات ميدانية تعيد للعدو حساباته، وتجعل من البحر الأحمر مقبرة لمشاريعه الاقتصادية والعسكرية.
إنها معادلة جديدة تُرسم بدماء الشهداء، وبإرادَة لا تلين، لتؤكّـد أن الأُمَّــة التي تصوم عن الطعام، لا تصوم عن الكرامة، وأن رمضان لن يكون شهر الركوع، بل سيكون شهر الردع والانتصار.