بتوجيهات أمريكية.. برنامج الغذاء العالمي يوقف المساعدات الإنسانية عن ملايين اليمنيين
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
شمسان بوست / متابعات:
يشكل إيقاف برنامج الغذاء المساعدات الإنسانية تداعيات إنسانية خطيرة على الوضع الإنساني في اليمن ويهدد حياة آلاف اليمنيين الذين يعتمدون على هذه المساعدات وانعدام الأمن الغذائي لملايين المشردين والنازحين..
برنامج الغذاء العالمي وعبر البيان الذي أصدره برر هذا الموقف عن المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الحوثيين بمحدودية المخزون ونقص التمويل للبرنامج بالإضافة إلى عدم التوصل إلى اتفاق لخفض عدد المستفيدين من المساعدات المباشرة من 9,5 مليون إلى 6,5 مليون من أجل تنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة للأسر الأشد ضعفا واحتياجا ، وهو ما يعني حرمان 3،5 مليون من اليمنيين الذين يعيشون تحت خط الفقر من المساعدات الإنسانية.
وهو ما أكده عدد من القانونيين الدوليين الذين رفضوا استغلال الوضع الإنساني في الصراعات..
فما خلفية هذا القرار وما تداعياته على الوضع الإنساني في اليمن ؟
وقف المساعدات الإنسانية بتوجيهات أمريكية عقاب جماعي ومخالف للقانون الدولي
الدكتور | نبراس طه- أستاذ القانون الدولي في أوسلو- قال إن هذا القرار يتنافى مع التزامات الأمم المتحدة وتعهداتها بتوفير المساعدات الإنسانية فيما يتعلق بالأمن الغذائي لملايين المتضررين في اليمن الذي يصنف بأنه من أشد الدول وأكثرها حاجة للمساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة ملايين المواطنين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي ومهددون بالمجاعة
واضاف: أن هذا الإجراء يمثل عقاباً جماعياً كونه يستهدف المدن الأكثر كثافة سكانية والأكثر تضرراً جراء العدوان والحصار المفروض على اليمن منذ 9 سنوات ..وكما هو معروف فقد قام مجلس الأمن الدولي بتمديد العقوبات المفروضة على اليمن لمدة عام وهذا يزيد من معاناة المواطنين حيث تؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 17 مليون يمني هم بأمسّ الحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة.. فهل وقف المساعدات المباشرة بشكل كامل يخفف من معاناة المواطنين في ظل غياب البدائل الكفيلة بتعويض هذا النقص ؟!
من المؤسف أن يتم استخدام المساعدات الإنسانية كعصا للضغط على الحكومات فهذا مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني , فهناك آلاف الأسر تعتمد على هذه المساعدات بشكل كلي من أجل البقاء على قيد الحياة .
على الأمم المتحدة أن تتحمل كامل مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني وعلى الدول المانحة أن تدرك أن ما تقدمه يساهم في إنقاذ حياة الملايين , والأهم على المؤسسات التابعة للأمم المتحدة أن تربأ بنفسها عن التوظيف السياسي وأن لا تكون أداة ضغط بيد القوى المهيمنة لكسر إرادة الشعوب لأن مهام الأمم المتحدة ومؤسساتها محددة في تخفيف المعاناة وتقديم المساعدات وحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة والكوارث بغض النظر عن أي مواقف أخرى .
لا غرابة أن يصدر مثل القرار
الدكتورة أماني عفيف -كوبنهاجن- تحدثت قائلة : الصراع بين الخير والشر , التحرر والهيمنة على أوجه وما يحصل في غزة الباسلة التي تقدم مئات الشهداء كل يوم على مذبح الحرية يندرج في هذا الإطار.. واليمن بشعبها وموقعها الجغرافي وتاريخها هي في قلب هذا الصراع..
لكن ومع الأسف خرج هذا الصراع عن القيم والأخلاق وتجاوز كل الأعراف والقوانين لأن أمريكا والغرب تجردوا من القيم وفقدوا وتناسوا كل الشعارات التي كانوا يتغنون بها من حق الشعوب في تقرير مصيرها والحرية الفكرية والعقائدية وحرية التعبير والدفاع عن القانون الدولي وغير ذلك من الشعارات الرنانة التي سقطت في قذارة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وبغطاء ومشاركة أمريكية غربية وصمت وخذلان عربي وإسلامي مهين .
لا غرابة في أن يُقْدِم برنامج الغذاء العالمي على اتخاذ مثل هذا القرار الذي يأتي تحت ضغوط أمريكية في الدرجة الأولى وغربية في الدرجة الثانية ودون أي اعتبارات للتداعيات الكارثية لهذا القرار على حياة آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء في التغذية وآلاف الاسر التي تعتمد في مصدر عيشها الأساسي على هذه المساعدات .
نحن أمام سياسة أمريكية وغربية وحشية لا ترى إلا مصالحها ولو كانت على حساب ملايين البشر بالقتل المباشر أو عبر الحصار والتجويع ، ولا نتوقع أي موقف تتخذه الأمم المتحدة الخاضعة في كل قراراتها لأمريكا والغرب الأطلسي ..
بعض البشر أقل قيمة من آخرين!!
د. عبدالرحمن شمسان – قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني ..كندا- قال : في البداية اقول اختلفنا او اتفقنا مع أنصار الله وحكومة صنعاء لكن مثل هذا القرار يعرض حياة الملايين للمجاعة والموت البطيىء في ظل الأوضاع المأساوية التي خلفتها الحرب ولا يمكن القبول أن يعاقب الشعب اليمني جراء الموقف الداعم والمساند لقطاع غزة الذي اتخذته حكومة صنعاء كما أن هذا الموقف تجسيد لإرادة ومطالب الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه ونحن نساند هذا الموقف الجريىء والشجاع .
تغيرت الظروف وتبدلت الأوضاع وأصبح الضحية متهماً والمجرم بريئاً وتتم محاسبة ليس فقط الشعوب والحكومات وانما على مستوى الأفراد لمجرد رأي أو تعبير تضامني , وفي الغرب الذي كان يدعي تقديسه للحرية ويكفل الحق للتعبير عن الرأي أنت متهم لمجرد نشر صورة أو كتابة عبارة عن مأساة شعب عربي يتعرض للإبادة والتطهير العرقي على يد العصابات الصهيونية بضوء أخضر أمريكي فرنسي بريطاني .
فلِمَ العجب من اتخاذ برنامج الغذاء العالمي وهو أكبر منظمات الأمم المتحدة قرار وقف المساعدات عن ملايين اليمنيين لأن هذه هي السياسة الإمبريالية المتجذرة لدى أمريكا في معاقبة الشعوب وحكوماتها التي لا تخضع لهيمنة والأمثلة كثيرة من كوبا إلى كوريا الشمالية , إلى فنزويلا وإيران والعراق وسوريا وغيرها .
وأشير هنا إلى أن مؤتمر للدول المانحة لليمن نظمته حكومتا السويد وسويسرا بالتعاون مع الأمم المتحدة في جنيف يوم الاثنين 26 فبراير شباط، بتعهد من 31 دولة ومنظمة دولية توفير مساعدات بقيمة 1,2 مليار دولار، توظف لدرء خطر المجاعة وإيصال مساعدات لملايين اليمنيين شردتهم الحرب و أنهكهم الجوع والمرض في غياب أي أمل لقرب نهاية حرب تدمر البلاد منذ 2014م.
وحينها انتقدت عدد من منظمات ووكالات الإغاثة الدولية بخل المجتمع الدولي.. وقالت إرين هاتشنسون مديرة المجلس النروجي للاجئين في اليمن هو الأكثر صراحة حين قال إن تقديم تعهدات تغطي فقط ربع المبلغ المطلوب في مؤتمر جنيف يكشف “تخلي العالم عن اليمن” في ظروف هو أحوج ما يكون الى المساعدة.. هذا أمر غير ملائم على الإطلاق… إنه يعطي مؤشرا على أن بعض البشر أقل قيمة من آخرين”.
وأكرر ما قاله أن قرار برنامج الغذاء وقف المساعدات مؤشر على أن بعض البشر أقل قيمة من آخرين “
هذا وكان برنامج الأغذية العالمي في اليمن، أعلن إيقاف برنامج مساعداته الغذائية العامة في المناطق الخاضعة لسلطات حكومة صنعاء، بسبب محدودية التمويل وعدم التوصل الى اتفاق مع السلطات من أجل تنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة للأسر الأشد ضعفا واحتياجا بحسب البيان الصحفي الصادر عنه .
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: برنامج الغذاء العالمی المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة هذا القرار فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تعلن موعد تكاثر الجراد في اليمن
شمسان بوست / متابعات
كشفت الأمم المتحدة عن موعد تكاثر الجراد الصحراوي في اليمن
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في نشرة الجراد الصحراوي، أصدرتها الاثنين: “مع جفاف الغطاء النباتي، من المرجح أن تنتقل أعداد قليلة من الجراد وبعض المجموعات الصغيرة من السودان إلى سواحل البحر الأحمر وخليج عدن في اليمن، وفي حالة هطول المزيد من الأمطار، فقد يبدأ التكاثر الشتوي على نطاق صغير في هذه المناطق”.
وأضافت أن عملية التكاثر الشتوي للجراد ستشمل أيضاً أجزاء من السعودية ومصر وإريتريا والصومال، قادمة من السودان التي تشهد تطور تفشي صغير جداً.
وأشارت إلى أن السكان المحليين شاهدوا، خلال منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، “أعداداً قليلة من الجراد المنفرد من الأطوار الثالثة إلى السادسة، بالإضافة إلى مجموعات متفرقة من الجراد البالغ المنفرد والجماعي الناضج في موقعين بين مأرب وصافر، شمال شرق البلاد”.
وشددت على ضرورة اتخاذ الجهات المعنية كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ مكافحة وقائية لتفشي آفة الجراد الصحراوي في المناطق المستهدفة.