هجوم «حوثي» بالصواريخ على سفينتين بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
أحمد شعبان (القاهرة، وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن مسؤول دفاعي أميركي، أن هجمات من مناطق باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصابت سفينتين ترفعان علم ليبيريا في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر أمس، مما يسلط الضوء على التهديد الذي تتعرض له السفن في ممرات ملاحية تستهدفها جماعة الحوثي.
وقال المسؤول إن مقذوفاً يعتقد أنه طائرة مسيرة أصاب إحدى السفينتين، وهي «الجسرة» المملوكة لشركة ألمانية، مما أدى إلى نشوب حريق دون وقوع إصابات، مضيفاً أن صاروخين باليستيين أطلقا في الهجوم الثاني، أصاب أحدهما سفينة، مما أدى إلى نشوب حريق يعمل الطاقم على إخماده.
وأضاف أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية في طريقها لمساعدة السفينة، دون أن يذكر اسم السفينة.
وقال متحدث باسم شركة «هاباج لويد» التي تمتلك السفينة الجسرة، إن السفينة تعرضت للهجوم وهي مبحرة قرب الساحل اليمني، مضيفاً أن «هاباج لويد ستتخذ إجراءات إضافية لتأمين سلامة طواقمنا».
وهناك تقارير عن واقعتين أخريين على الأقل في المنطقة أمس.
من جانبه، أكد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن، أن الجماعة شنت هجمات بالصواريخ على سفينتين.
وذكرت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أن سفينة حاويات ترفع علم ليبيريا وهي السفينة إم.إس.سي ألانيا تلقت أمراً من جماعة الحوثي في زورق صغير بتغيير مسارها صوب اليمن، مضيفة أن السفينة لجأت للمناورة.
وقال متحدث باسم إم.إس.سي، إن السفينة لم تتعرض لهجوم وأحجم عن الإدلاء بالمزيد من التصريحات.
وفي حادث آخر، أفادت أمبري بأن سفينة حاويات مملوكة لشركة سويسرية وترفع علم ليبيريا، هي السفينة بلاتيوم 3، تم استهدافها أثناء إبحارها شمالا على بعد حوالي 23 ميلا جنوب غربي المخا.
ورفض متحدث باسم إم.إس.سي التعقيب عند الاتصال به بشأن التقرير.
وقالت أمبري، إن السفينة بلاتيوم 3، التي كانت في طريقها إلى السعودية، تلقت نفس التحذير الذي تلقته السفينة ألانيا.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن تنفيذ عملية عسكرية ضد سفينة حاويات تابعة لميرسك وإصابتها مباشرة بطائرة مسيرة، ونفت شركة الشحن الدنمركية الأمر وقالت إن السفينة لم تصب.
وأمس الأول، قال تيم ليندركينج المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن إن واشنطن تريد تشكيل تحالف بحري «بأوسع نطاق ممكن» لحماية السفن في البحر الأحمر وإيصال إشارة للحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع الهجمات.
وطالب خبراء ومحللون سياسيون يمنيون المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات أكثر حسماً ضد قيادات جماعة الحوثي المتورطة في جرائم وانتهاكات ضد الشعب اليمني والإقليم والعالم، وعدم الاكتفاء بتمديد العقوبات فقط.
ويرى المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أنه كان يجب أن تضم قائمة العقوبات الأممية التي صدرت مؤخراً ضد قيادات حوثية متورطة في أعمال تهدد السلام والأمن الدوليين، أسماء أخرى من جماعة الحوثي متورطة في جرائم وانتهاكات خطيرة ضد أبناء الشعب اليمني.
وأوضح الطاهر لـ«الاتحاد»، أن انتهاكات الجماعة تهدد الاستقرار اليمني والإقليمي والدولي، من خلال قيامها بجرائم قرصنة السفن وقطع طرق الملاحة، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك طريقة أخرى للتعامل مع الحوثي من قبل المجتمع الدولي بجانب تمديد العقوبات، من خلال مساعدة الحكومة الشرعية بالطرق العسكرية.
وكان مجلس الأمن الدولي صوت منتصف الشهر الماضي لصالح تمديد العقوبات المفروضة على قيادات حوثية متورطة في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
ومن جانبه، قال رئيس مركز اليمن والخليج وليد الأبارة، إن مجلس الأمن الدولي يرى أنه ينبغي تمديد العقوبات على القيادات الحوثية في اليمن باعتبارها سلاحاً فاعلاً للضغط على هذه القيادات على صعيد البنية التنظيمية أو الأمني والعسكري، خصوصاً وأن العديد منهم متورطون في ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح الأبارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه رغم مفاوضات السلام، فإ ن الحوثي يواصل التصعيد عسكرياً على الحدود وفي عدد من جبهات القتال الداخلية، ويعرقل حركة الملاحة الدولية ما يؤكد أن الجماعة ليست جادة في عملية السلام.
وبدوره، قال وزير الأوقاف اليمني السابق، القاضي الدكتور أحمد عطية، لـ«الاتحاد»، إن الجماعة تمثل خطراً كبيراً على اليمن والمنطقة والعالم، ويجب أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات فورية لوقف انتهاكات وجرائم الحوثي خاصة بعد الاعتداء على خطوط الملاحة الدولية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البحر الأحمر باب المندب اليمن الملاحة الدولية الملاحة البحرية جماعة الحوثي جماعة الحوثی الأمن الدولی إن السفینة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـدعم جهود العودة للصراع؟
عقب هدوء ميداني ساد اليمن لنحو 3 أعوام تجددت معارك دموية في اليمن وتصاعدت مخاوف محلية وخارجية من تصاعد أكبر للصراع، بينما تُجري القوى المحلية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي اتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من أجل إيجاد أرضية سياسية وميدانية لدعم جهود عودة النزاع.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن السعودية تحاذر استفزاز جماعة أنصار الله "الحوثي" حتى الآن، وغير المعلوم ما إذا كانت تلك الاتصالات تجري بغير علم كل من الرياض وأبو ظبي.
وأضافت الصحيفة "أن "أطراف المجلس الرئاسي، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح، ينخرطوا في صراع جذري وإلغائي ضد صنعاء، ويقدّم فيه كل منهما نفسه كرأس حربة في أي مشروع غربي أو إقليمي استراتيجي للهجوم على الأخيرة، مستغلّين التغيّرات الإقليمية".
وقالت "يبدو التنظيمان مختلفين ومتصارعين في كل شيء، سوى مناصبة العداء لصنعاء، وهما يحرّكان ماكيناتهما السياسية والإعلامية والعسكرية كأنهما في سباق مع الزمن لإقناع الدول الكبرى باستغلال الفرصة المتاحة، بحسب زعمهما، لضرب أنصار الله، وخصوصا بعدما أعادت إدارة دونالد ترامب تصنيف الحركة منظمة إرهابية عالمية".
وأوضحت "على أن الأطراف المحلية المستعجلة لعودة الحرب، تدرك التحديات والمخاطر التي تواجهها، وهي لم تنجح حتى اللحظة في تطبيق مقترحاتها التي يعدّ أبرزها توحيد مركز القيادة السياسي والعسكري، وتعزيز قوات حكومة عدن بالقدرات الأساسية القتالية والتدريبية، وتأطيرها ضمن مراكز عمليات مشتركة متعددة الجنسيات، بحيث يسهل تنسيق العمليات في الداخل مع التحالف السعودي - الإماراتي في حال اتخاذ القرار بذلك".
وناحية أخرى نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصادر مطّلعة في واشنطن على ما يتم الإعداد له في شأن اليمن، أن الولايات المتحدة، في ظل إدارة ترامب، تبحث مقترحات للتوصّل إلى حلّ جذري، ليس فقط لمشكلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل أيضاً لما تعدّها مشكلة يمثّلها وجود جماعة أنصار الله وقوتها.
واعتبرت الصحيفة اللبنانية أن التصنيف الأخير "يندرج ضمن خطة أوسع تهدف الخطوة الأولى منها إلى معاقبة الأشخاص والمؤسسات الخارجية الذين يساعدون الحركة، وفرض طوق ضيّق على اليمن، أما الخطوة الثانية، فترمي إلى وضع الأسس القانونية المطلوبة للبدء في تشكيل تحالف عسكري يكون قادراً على ضرب قدرات الحركة بغطاء قانوني وعسكري كبير، ويكون لديه العتاد الجوّي والعديد الميداني، كما كانت حال التحالف ضد داعش".
وفي هذا الإطار، في سياق تحريضه على الاقتتال الداخلي في اليمن، طالب السيناتور الجمهوري الأميركي، جو ويلسون، بلاده بالعمل مع السعودية والإمارات لدعم توحيد جيش حكومة عدن لهزم جماعة الحوثي، قائلا: إن "السعودية شريك وثيق وبنّاء ضد النظام الإيراني".
وفي وقت سابق، سرّبت وسائل إعلام خليجية ويمنية معلومات عن توجّه لدى إدارة ترامب لإنهاء مهمة تحالف "حارس الأزدهار" البحري في الأسابيع المقبلة، في ما يرجعه الخبراء إلى الرغبة في التخلّص من النفقات المالية للتحالف المذكور، بإعادة صياغته على أسس مختلفة وتحميل دول الخليج نفقاته.
ويأتي هذا مع تعزز الانطباع بأن المهمة البحرية – الجوية التي أطلقتها الإدارة السابقة فشلت في منع تهريب أسلحة إلى صنعاء، وأن إيران تمكّنت من خلال الكثير من الثغرات البحرية والبرّية من تهريب المئات، وربما الآلاف، من القطع التكنولوجية التي تحتاج إليها جماعة الحوثي لتطوير أداء المسيّرات والصواريخ التي تملكها، أو تعمل على تصنيعها محلياً.
وبحسب تقييم المسؤولين الأميركيين، والمستمر حالياً، يعود هذا الفشل إلى أن الدول المشاركة في التحالف بفاعلية لم تتخطّ العشر، وأن الولايات المتحدة وحدها من نشرت قوات بحرية وجوية في المنطقة، وقامت بعمليات استطلاع فوق الأراضي اليمنية، وعملت على التصدي للمسيّرات البحرية والجوية والصواريخ التي كان يطلقها اليمن على السفن العسكرية والمدنية التي تحاول خرق الحصار المفروض على "إسرائيل".
وتتصاعد مخاوف محلية وخارجية من تصاعد أكبر للصراع في البلد العربي، الذي يعاني بالفعل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
ومنذ نيسان/ أبريل 2022، شهد اليمن هدنة من حرب اندلعت قبل أكثر من 10 سنوات بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي التي تسيطر على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ أيلول/ سبتمبر 2014.
وفي سياق المعارك المتجددة، أعلن محور تعز العسكري الحكومي، عبر أن "اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الجيش ومليشيا الحوثي في جبهة الأقروض بمديرية المسراخ جنوب شرقي محافظة تعز (جنوب غرب)".
وأضاف أن "قوات الجيش نجحت في إحباط محاولة تسلل عناصر الحوثي، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوفهم"، دون ذكر عدد محدد.