عربي21:
2025-03-12@22:47:46 GMT

ما هي النتائج التي تمخّضت عنها قمة المناخ كوب28؟

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

ما هي النتائج التي تمخّضت عنها قمة المناخ كوب28؟

سلطت مجلة "نيويوركر" الأمريكية تقريرا سلطتت فيه الضوء على نتائج اجتماع قمة المناخ "كوب 28" والإنجازات الرئيسية والتحديات المستقبلية.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد ثلاثة عقود من الاتفاق على تجنب الاحتباس الحراري "الخطير"، اعترفت دول العالم اليوم بأنه لابد من "الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري".

وهو ما تم تأكيده في الصفحة الخامسة من الوثيقة النهائية التي انبثقت عن الجولة الأخيرة من مفاوضات قمة المناخ "كوب 28"، التي انتهت للتو في دبي. ويمثّل هذا البيان إما إنجازا حقيقيا من شأنه أن يسمح للعالم بتجنب الكارثة، أو يكشف مدى انحراف الأمور عن المسار الصحيح.

أولا، من المتوقع هذه السنة أن يصل إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة العالمي الناجمة عن استخدام الوقود الأحفوري إلى 36.8 مليار طن متري، مع إضافة الانبعاثات الناجمة عن التغيرات في استخدام الأراضي، ومعظمها متأتية من قطع الغابات، أربعة مليارات طن أخرى.

من ناحية أخرى، يشهد العالم بالفعل ما يصفه العديد من العلماء بتغير المناخ "الخطير"، الذي يشمل موجات الحر الشديدة، والأمطار الغزيرة، والأعاصير متزايدة السرعة، والذوبان المتزايد للجليد في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية.

وفي ظل هذا الوضع، الذي يمكن أن نصفه "بالأليم"، حاول عشرات القادة، بما في ذلك قادة دول الاتحاد الأوروبي، في دبي الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري. وبالنسبة لممثلي الدول الجزرية الصغيرة، التي يتعرض الكثير منها لخطر الغرق تحت ارتفاع منسوب مياه البحار، تعتبر هذه المسألة وجودية.

لكن وراء الكواليس، كانت العديد من الدول الأخرى - خاصة المملكة العربية السعودية على ما يبدو - تتراجع عن وعودها. (فحوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي للسعودية توفّره مداخيل الوقود الأحفوري). ويوم الإثنين، أصدر رئيس الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، سلطان أحمد الجابر، الذي يصادف أنه رئيس شركة النفط المملوكة للدولة في الإمارات العربية المتحدة، مشروع قرار حذف صيغة التخلص التدريجي.



ذكرت المجلة أن هذا التحرك يعتبر بمثابة استسلام لمصالح الوقود الأحفوري، وكان رد الفعل عنيفا، حيث قال جون سيلك، رئيس وفد جزر مارشال:  "لن نذهب بصمت إلى قبورنا المائية". وقال نائب الرئيس السابق، آل جور، في تغريدة على تويتر: "إن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) حاليا على وشك الفشل التام".

بعد يومين ظهر قرار جديد. في هذه النسخة، وبموجب المادة الثانية (أ)، تم حث الدول على اتخاذ خطوات للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، بما في ذلك "الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة". وعند هذه النقطة، كانت الجلسة قد دخلت بالفعل في الوقت الإضافي، وسرعان ما تم اعتماد المسودة الجديدة، التي أطلق عليها اسم "إجماع الإمارات العربية المتحدة". ووصف الجابر الصفقة بأنها "تاريخية"، مضيفا "لقد حققنا نقلة نوعية".

كتبت فيونا هارفي، من صحيفة "الغارديان" أن "الأمر يتطلب دولة منتجة للنفط لإدخال مثل هذا الالتزام في نتائج مؤتمر المناخ للمرة الأولى، وهو أمر رائع. وحقيقة أن رئيس هذه القمة يكون الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، "أدنوك"، يكاد يكون أمراً يتحدى الاعتقاد". وترى التقييمات الأكثر تفاؤلاً أن الاتفاق سيرسل إشارة قوية إلى السياسيين والمستثمرين والناشطين.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: "أعتقد أن هذه نقطة تحول عالمية". ولكن كيف يمكن أن تكون هناك حاجة إلى 28 جلسة تفاوض للاتفاق على ما كان واضحًا للجميع؟ ما الذي يعنيه أن التعامل مع تغير المناخ سيتطلب التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أو التحول عنه؟ هذا هو السؤال الذي يقودنا إلى الاحتمال الثاني، وهو أن "الترحيب بهذه الاتفاقية باعتبارها علامة بارزة هو في الواقع مقياس للإخفاقات السابقة"، وذلك على حد تعبير جيمس دايك، المدير المساعد لمعهد الأنظمة العالمية في جامعة لندن البريطانية.



يمثل تجنب الاحتباس الحراري "الخطير" قلب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة التي تمت صياغتها في سنة 1992. (أصبحت كل دولة في العالم تقريبا الآن طرفا في الاتفاقية، ومن هنا جاء مؤتمر الأطراف). وفي السنوات التي تلت اعتماد المعاهدة، أطلق العالم كميات من ثاني أكسيد الكربون أكبر مما أطلقه طوال آلاف السنين السابقة من تاريخ البشرية.

حسب المجلة، يعكس هذا السجل الكئيب الإخفاقات والمظالم من مختلف الأنواع، وما يوحدهم هو الرفض ــ من جانب الشمال العالمي إلى حد كبير، ولكن أيضا بشكل متزايد من جانب دول الجنوب ــ لمواجهة مجموعة بسيطة من الحقائق الجيوفيزيائية.

حرق الوقود الأحفوري ينتج حتما ثاني أكسيد الكربون. ويتواجد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لفترة طويلة ــ قد تصل إلى قرون ــ وكلما زاد تراكمه في الهواء، أصبح الكوكب أكثر دفئا. (والكارثة الإضافية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تزيد حموضة المحيطات).

أنتجت الرغبة في تجنب مواجهة هذا الواقع المؤسف عددا كبيرا من المخططات للتعامل مع تغير المناخ دون التعامل مع الوقود الأحفوري. لقد تم اقتراح أنه يمكن احتجاز الانبعاثات الصادرة عن محطات الطاقة ومن ثم ضخها تحت الأرض، أو امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء باستخدام المواد الكيميائية، أو يمكن إزالتها عن طريق زراعة ملايين الأشجار، التي سيتم حرقها بعد ذلك، مما ينتج عنه انبعاثات يمكن محاصرتها، وما إلى ذلك.

أشارت المجلة إلى أن البيان الختامي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ يؤيّد ضمنا هذه المخططات من خلال الإشارة إلى "خفض الانبعاثات"، وهي الكلمة التي يتم استخدامها بشكل أو بآخر أربع مرات.

في نهاية المطاف، فإن ما يهم بطبيعة الحال ليس ما تتفق عليه البلدان على الورق بل ما تفعله بالفعل. وعندما حاول السعوديون عرقلة لغة التخلص التدريجي، كان من الممكن القول إنهم كانوا صادقين ببساطة، فهم لا يعتزمون التوقف عن تصدير أو استخدام الوقود الأحفوري.



كانت دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة مخادعة في دبي، فقد ضغطت من أجل التخلص التدريجي، لكنها لم تظهر سوى القليل من الأدلة على التحول عن إنتاج الوقود الأحفوري أو حتى إبطاء إنتاجه. (في السنوات الأخيرة، أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط على مستوى العالم، حيث تنتج نحو 20 مليون برميل يوميا، وأيضا أكبر منتج للغاز الطبيعي على مستوى العالم).

من المؤكد أن الجميع يجب أن يأملوا أن تمثل نتائج المفاوضات في دبي، على حد تعبير الجابر، "نقلة نوعية". ولكن بعد 28 مؤتمرا مشتركا، و28 سنة من ارتفاع الانبعاثات، أصبحت الشكوك مبررة بوضوح. وربما بحلول مؤتمر الأطراف في السنة المقبلة، ستزداد أهمية دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيكون الإجماع واضحا. ومن المقرر أن تعقد الجلسة في دولة نفطية أخرى وهي أذربيجان.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المناخ الإمارات الطاقة مناخ اقتصاد الإمارات طاقة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارات العربیة المتحدة ثانی أکسید الکربون التخلص التدریجی الوقود الأحفوری فی دبی

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الإمارات حليف نشط في الاستجابة الإنسانية عالمياً

أبوظبي (وام) 

أخبار ذات صلة الإمارات تنفذ مبادرة إنسانية لدعم قطاع التعليم في غزة دعوة إماراتية لإدماج ذوي الإعاقة في جوانب الحياة

أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة الطارئة، أن دولة الإمارات تُعد حليفاً نشطاً وفعّالاً في الاستجابات الإنسانية على مستوى العالم، وعاماً بعد عام، تواصل الإمارات دعم جهود الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الحيوية إلى الفئات الأكثر ضعفاً حول العالم.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 18 نوفمبر الماضي، تعيين توم فليتشر وكيلاً للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة.  وأشار فليتشر إلى أن العمل الإنساني يعد جزءاً راسخاً من ثقافة الإمارات وأولوية لدى قيادتها، كما لفت إلى أن التعاون مع دولة الإمارات مدفوع بروح المبادرة، والأفكار المبتكرة، والعقلية الاستباقية في مواجهة الأزمات، وهي جميعها ركائز أساسية في نهج الإمارات تجاه العمل الإنساني.
وفيما يتعلق باستراتيجيته لتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية، وتسريع وتيرة إيصال المساعدات الإغاثية الطارئة، قال فليتشر: «بصفتي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أعمل على تنسيق الجهود الإنسانية داخل منظومة الأمم المتحدة، وبصفتي منسق الإغاثة الطارئة، أترأس اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات (IASC)، وهي الجهة المسؤولة عن تنسيق العمل الإنساني عالمياً، بما يشمل منظمات المجتمع المدني».
وكشف عن إطلاق خطة طموحة لتعزيز كفاءة القطاع الإنساني عقب اجتماع رؤساء اللجنة الدائمة في جنيف الأسبوع الماضي، حيث قال: «نهدف إلى أن نكون أكثر مرونة وسرعة وأقل بيروقراطية، مع تقليل الازدواجية، وتوضيح طبيعة عملنا المنقذ للحياة بشكل أدق، ومع تجاوز عدد الأشخاص المحتاجين إلى الدعم العاجل 300 مليون شخص حول العالم، أصبح من الضروري أن نعمل على إيصال المساعدات بشكل أكثر فاعلية واستدامة».
وأضاف: «سنواصل توسيع قاعدة شركائنا، من خلال تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، والبنك الدولي، والمجتمع الدولي بشكل أوسع. وأنا على يقين بأن هناك حركة عالمية تضم مليارات الأشخاص الذين يهتمون ويدعمون من هم بحاجة إلى المساعدة والحماية».
وحول التعاون بين دولة الإمارات والأمم المتحدة على الصعيد الإنساني، أكد توم فليتشر أن دولة الإمارات تعد حليفاً نشطاً وفعّالاً في الاستجابات الإنسانية على مستوى العالم، إذ تواصل الدولة دعم جهود الأمم المتحدة في إيصال المساعدات الحيوية إلى الفئات الأكثر ضعفاً حول العالم، بما في ذلك في قطاع غزة، ففي العام الماضي، تعهدت الإمارات بتقديم ما يقارب 223 مليون دولار أميركي استجابةً للنداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلة، كما قادت الإمارات جهوداً فاعلة في مجلس الأمن الدولي أثمرت اعتماد قرار في ديسمبر 2023، يطالب بالتسليم الفوري والآمن وغير المقيّد للمساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة. وأشار إلى أن الإمارات قدمت أيضاً دعماً حيوياً في سوريا للصندوق الإنساني الذي يديره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، مما مكّن الجهات الإنسانية الأقرب إلى المجتمعات المتضرّرة من الاستجابة بفعّالية للأزمات، وقال فليتشر: «تُعرب الأمم المتحدة عن تقديرها العميق لدور دولة الإمارات والتزامها بتقديم المساعدات المنقذة للحياة، سواء في المنطقة أو على مستوى العالم».
وبالنسبة للاستفادة من الابتكار والذكاء الاصطناعي لدعم الاحتياجات الإنسانية العالمية، قال فليتشر: «نرى في الإمارات نموذجاً رائداً في هذا المجال، ونسعى إلى التعلم من تجربتها، وهناك فرص كبيرة للتعاون في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والتحليلات التنبئية، بما يمكننا من الاستجابة للأزمات بشكل أسرع وأكثر كفاءة».
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه العمل الإنساني، أوضح فليتشر أن العاملين في هذا المجال يواجهون أزمة متعددة الأبعاد، حيث تتداخل التحديات وتتفاقم الاحتياجات الإنسانية حول العالم، مشيراً إلى أنه من أبرز هذه التحديات التغير المناخي. 
وفي الختام، أشاد توم فليتشر بمبادرات وجهود الدولة الإنسانية، حيث شهد العام الماضي إنشاء مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، تلاه تأسيس وكالة الإمارات الدولية للمساعدات الإنسانية، كما تستضيف الإمارات أكبر مركز لوجستي إنساني في العالم، وهو المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي التي تلعب دوراً محورياً في دعم جهود الاستجابة الإنسانية العالمية.

مقالات مشابهة

  • الجارديان: شعار ترامب في مسألة الغاز والنفط احفر يا حبيبي احفر
  • التنين يحلّق في آفاق عدة.. هل تقود الصين العالم؟
  • كاتب أميركي: ترامب زلزل العالم في 50 يوما
  • العالم في غياب الناتو: سيناريوهات محتملة
  • الأمم المتحدة: الإمارات حليف نشط في الاستجابة الإنسانية عالمياً
  • الأستاذ الفرحان: تؤكد اللجنة على استقلاليتها، وعلى التزامها بمعايير الحياد، الأدلة والتقارير المتاحة، وغيرها من المواد المصدرية ذات الصلة بالأحداث، إضافة إلى وضع برنامج لمقابلة الشهود وكل من يمكنه المساعدة في التحقيق، وتحديد المواقع التي يجب زيارتها، ووضع
  • الأستاذ الفرحان: يناط باللجنة مهام الكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدت إلى وقوع تلك الأحداث؛ والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، وتحديد هوية الجناة؛ والتحقيق في الاعتداءات على المؤسسات العامة ورجال الأمن والجيش وتحديد هوية المسؤولين عن
  • «الجامعة التي لا تهدأ».. تاريخ من التصعيد والاحتجاجات في كولومبيا
  • أستاذ علوم سياسية: مفاوضات «جدة» تركز على إقناع أوكرانيا بقبول الخطة التي يطرحها ترامب
  • بعد منع إدخال الوقود..الأمم المتحدة تحذر من تداعيات وقف إمداد غزة بالكهرباء