ما هي النتائج التي تمخّضت عنها قمة المناخ كوب28؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
سلطت مجلة "نيويوركر" الأمريكية تقريرا سلطتت فيه الضوء على نتائج اجتماع قمة المناخ "كوب 28" والإنجازات الرئيسية والتحديات المستقبلية.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد ثلاثة عقود من الاتفاق على تجنب الاحتباس الحراري "الخطير"، اعترفت دول العالم اليوم بأنه لابد من "الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري".
أولا، من المتوقع هذه السنة أن يصل إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة العالمي الناجمة عن استخدام الوقود الأحفوري إلى 36.8 مليار طن متري، مع إضافة الانبعاثات الناجمة عن التغيرات في استخدام الأراضي، ومعظمها متأتية من قطع الغابات، أربعة مليارات طن أخرى.
من ناحية أخرى، يشهد العالم بالفعل ما يصفه العديد من العلماء بتغير المناخ "الخطير"، الذي يشمل موجات الحر الشديدة، والأمطار الغزيرة، والأعاصير متزايدة السرعة، والذوبان المتزايد للجليد في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية.
وفي ظل هذا الوضع، الذي يمكن أن نصفه "بالأليم"، حاول عشرات القادة، بما في ذلك قادة دول الاتحاد الأوروبي، في دبي الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري. وبالنسبة لممثلي الدول الجزرية الصغيرة، التي يتعرض الكثير منها لخطر الغرق تحت ارتفاع منسوب مياه البحار، تعتبر هذه المسألة وجودية.
لكن وراء الكواليس، كانت العديد من الدول الأخرى - خاصة المملكة العربية السعودية على ما يبدو - تتراجع عن وعودها. (فحوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي للسعودية توفّره مداخيل الوقود الأحفوري). ويوم الإثنين، أصدر رئيس الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، سلطان أحمد الجابر، الذي يصادف أنه رئيس شركة النفط المملوكة للدولة في الإمارات العربية المتحدة، مشروع قرار حذف صيغة التخلص التدريجي.
ذكرت المجلة أن هذا التحرك يعتبر بمثابة استسلام لمصالح الوقود الأحفوري، وكان رد الفعل عنيفا، حيث قال جون سيلك، رئيس وفد جزر مارشال: "لن نذهب بصمت إلى قبورنا المائية". وقال نائب الرئيس السابق، آل جور، في تغريدة على تويتر: "إن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) حاليا على وشك الفشل التام".
بعد يومين ظهر قرار جديد. في هذه النسخة، وبموجب المادة الثانية (أ)، تم حث الدول على اتخاذ خطوات للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، بما في ذلك "الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة". وعند هذه النقطة، كانت الجلسة قد دخلت بالفعل في الوقت الإضافي، وسرعان ما تم اعتماد المسودة الجديدة، التي أطلق عليها اسم "إجماع الإمارات العربية المتحدة". ووصف الجابر الصفقة بأنها "تاريخية"، مضيفا "لقد حققنا نقلة نوعية".
كتبت فيونا هارفي، من صحيفة "الغارديان" أن "الأمر يتطلب دولة منتجة للنفط لإدخال مثل هذا الالتزام في نتائج مؤتمر المناخ للمرة الأولى، وهو أمر رائع. وحقيقة أن رئيس هذه القمة يكون الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، "أدنوك"، يكاد يكون أمراً يتحدى الاعتقاد". وترى التقييمات الأكثر تفاؤلاً أن الاتفاق سيرسل إشارة قوية إلى السياسيين والمستثمرين والناشطين.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: "أعتقد أن هذه نقطة تحول عالمية". ولكن كيف يمكن أن تكون هناك حاجة إلى 28 جلسة تفاوض للاتفاق على ما كان واضحًا للجميع؟ ما الذي يعنيه أن التعامل مع تغير المناخ سيتطلب التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أو التحول عنه؟ هذا هو السؤال الذي يقودنا إلى الاحتمال الثاني، وهو أن "الترحيب بهذه الاتفاقية باعتبارها علامة بارزة هو في الواقع مقياس للإخفاقات السابقة"، وذلك على حد تعبير جيمس دايك، المدير المساعد لمعهد الأنظمة العالمية في جامعة لندن البريطانية.
يمثل تجنب الاحتباس الحراري "الخطير" قلب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة التي تمت صياغتها في سنة 1992. (أصبحت كل دولة في العالم تقريبا الآن طرفا في الاتفاقية، ومن هنا جاء مؤتمر الأطراف). وفي السنوات التي تلت اعتماد المعاهدة، أطلق العالم كميات من ثاني أكسيد الكربون أكبر مما أطلقه طوال آلاف السنين السابقة من تاريخ البشرية.
حسب المجلة، يعكس هذا السجل الكئيب الإخفاقات والمظالم من مختلف الأنواع، وما يوحدهم هو الرفض ــ من جانب الشمال العالمي إلى حد كبير، ولكن أيضا بشكل متزايد من جانب دول الجنوب ــ لمواجهة مجموعة بسيطة من الحقائق الجيوفيزيائية.
حرق الوقود الأحفوري ينتج حتما ثاني أكسيد الكربون. ويتواجد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لفترة طويلة ــ قد تصل إلى قرون ــ وكلما زاد تراكمه في الهواء، أصبح الكوكب أكثر دفئا. (والكارثة الإضافية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تزيد حموضة المحيطات).
أنتجت الرغبة في تجنب مواجهة هذا الواقع المؤسف عددا كبيرا من المخططات للتعامل مع تغير المناخ دون التعامل مع الوقود الأحفوري. لقد تم اقتراح أنه يمكن احتجاز الانبعاثات الصادرة عن محطات الطاقة ومن ثم ضخها تحت الأرض، أو امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء باستخدام المواد الكيميائية، أو يمكن إزالتها عن طريق زراعة ملايين الأشجار، التي سيتم حرقها بعد ذلك، مما ينتج عنه انبعاثات يمكن محاصرتها، وما إلى ذلك.
أشارت المجلة إلى أن البيان الختامي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ يؤيّد ضمنا هذه المخططات من خلال الإشارة إلى "خفض الانبعاثات"، وهي الكلمة التي يتم استخدامها بشكل أو بآخر أربع مرات.
في نهاية المطاف، فإن ما يهم بطبيعة الحال ليس ما تتفق عليه البلدان على الورق بل ما تفعله بالفعل. وعندما حاول السعوديون عرقلة لغة التخلص التدريجي، كان من الممكن القول إنهم كانوا صادقين ببساطة، فهم لا يعتزمون التوقف عن تصدير أو استخدام الوقود الأحفوري.
كانت دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة مخادعة في دبي، فقد ضغطت من أجل التخلص التدريجي، لكنها لم تظهر سوى القليل من الأدلة على التحول عن إنتاج الوقود الأحفوري أو حتى إبطاء إنتاجه. (في السنوات الأخيرة، أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط على مستوى العالم، حيث تنتج نحو 20 مليون برميل يوميا، وأيضا أكبر منتج للغاز الطبيعي على مستوى العالم).
من المؤكد أن الجميع يجب أن يأملوا أن تمثل نتائج المفاوضات في دبي، على حد تعبير الجابر، "نقلة نوعية". ولكن بعد 28 مؤتمرا مشتركا، و28 سنة من ارتفاع الانبعاثات، أصبحت الشكوك مبررة بوضوح. وربما بحلول مؤتمر الأطراف في السنة المقبلة، ستزداد أهمية دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيكون الإجماع واضحا. ومن المقرر أن تعقد الجلسة في دولة نفطية أخرى وهي أذربيجان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المناخ الإمارات الطاقة مناخ اقتصاد الإمارات طاقة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارات العربیة المتحدة ثانی أکسید الکربون التخلص التدریجی الوقود الأحفوری فی دبی
إقرأ أيضاً:
القطن المستدام يتصدى لتغير المناخ ويغري العالم ببريقه.. وهذه أبرز ايجابياته
الذهب الأبيض هكذا تعودنا إطلاق هذا المسمى على القطن المصري الذي سيظل يشكل حكاية طويلة ومتشعبة تتداخل فيها الحضارة والتاريخ والاقتصاد وحتى يومنا هذا، ظل هذا المنتج الزراعي الثمين يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، وعلامة فارقة في تاريخه، ورغم التقلبات التي شهدها القطاع، إلا أن القطن المصري حافظ على مكانته المميزة في الأسواق العالمية، مما يؤكد جودته العالية وقدرته على التكيف مع المتغيرات الزمنية.
ومن أهم المتغيرات التى نشهدها حاليا هو التحول نحو زراعة القطن العضوي المستدام، فقد أدرك العديد من المزارعين والشركات فوائده وتحوّلوا من نهج زراعة القطن التقليدية إلى العضوية، بل والحيوية أيضًا.
ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط، فى تقرير لها اليوم، تعريف القطن المستدام وكيفيه زراعته وعلاقته بالحد من التغيرات المناخية وأيضا علاقته بالموضة بالمستدامة والبراند.
القطن المستدام والبراندأكد خبير القطن في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو، الدكتور حازم فودة، أهمية برنامج قطن أفضل الذي يتم تطبيقه بالتعاون مع اليونيدو وهو برنامج استدامة لايمنع استخدام المبيدات، ولكن يضع شروطا لاستخدامها تتعلق باستخدام المياه والحفاظ على التربة والبيئة والتنوع الحيوي.
وقال فودة: إننا نسعى إلى تحقيق الاستدامة في القطن، بالتعاون مع العديد من الجهات، لافتا إلى أن أكثر من 100 براند عالمي يستخدم القطن المستدام، لأن الاستدامة ليس فقط من أجل النفاد للأسواق إنما هي أسلوب حياة.. وأن الاستدامة بالفعل محققة في القطن، لكنها منفردة وغير موثقة، ونسعى من خلال جمعية قطن مصر لحصول المزارعين على شهادة الاستدامة من أجل ضمان وصول منتجات تلك النوعية من الأقطان للأسواق، وهذا أمر مهم للغاية.
وأوضح الدكتور حازم فودة، أن القطن المستدام هو قطن جرى إنتاجه وفقا لمعايير استدامة، وفق برامج معتمدة دوليا، وأن هناك عدة برامج لاستدامة القطن في العالم.. مشيرا الى أن معايير الاستدامة الخاصة بمبادرةقطن أفضل تشمل الموارد الطبيعية، فضلا عن معايير خاصة بمستوى معيشة المزارع والاهتمام برفع مستوى معيشته فمن ضمن المعايير على سبيل المثال إذا كان هناك حيوانات أو طيور مهددة بالانقراض فيجب الحفاظ عليها، وإذا كانت هناك مناطق متدهورة في الأراضي يجب أن نعمل على رجوعها للإنتاج مرة أخرى.
وتابع فودة: "هناك معايير خاصة بالإدارة الزراعية، إذ يجب التوثيق لجميع مراحل زراعة القطن، فالمزارع يجب أن يوثق توقيت الزراعة وكمية المياه المستخدمة والمبيدات ونوع المبيد والأسمدة وتفاصيل الإنتاج كاملة"، منوها إلى أن الدعم الذي يتم تقديمه للمزارع هو دعم فني لا مادي، يتمثل في الحصول على شهادة الاستدامة وقد بدأنا في محافظتي كفر الشيخ ودمياط، وحاليا توسعنا في المراكز والجمعيات الزراعية بالمحافظتين ونعمل حاليا في البحيرة وبنى سويف والفيوم والشرقية وجار التوسع في محافظات أخرى.
وأوضح فودة، أنه "ضمن شروط مبادرة قطن أفضل أن القائم بعملية رش المبيدات يحافظ على نفسه باستخدام معدات الوقاية الشخصية الأمر الذي يتطلب تغييرا في ثقافته لإقناعه بأهمية ارتداء هذه المعدات".. مشيدا بمؤتمر "الابتكار المستدام في صناعة المنسوجات لإنقاذ الكوكب من أجل مستقبل صافى الانبعاث الصفري"، الذي عقد مؤخرا برئاسة الدكتورة منى فؤاد إبراهيم، وناقش كل محاور صناعة الغزل والنسيج، بإعتبارها هوية مصرية تسعى للاستدامة، و طالب المجتمع العالمي بالحد من انبعاثات الصناعة الشرسة المستهلكة للمياه، إضافة للحلول الخاصة بإعادة التدوير والاستخدام للملابس، بشكل صديق للبيئة يتوافق مع الالتزام البيئي.
القطن الأورجنكوأعلن المهندس خالد شومان، المدير التنفيذي لجمعية قطن مصر، تجربة مصر فى زراعة القطن الأورجنك، قائلا: "أننا بدأنا في زراعة القطن الأورجانك بالتعاون مع ألمانيا، ومبادرات مع دول أخرى كلها تركز علي القطن المصري لزيادة جودته خاصة طويل التيلة وفائق الطول والحفاظ على شعار القطن المصرى وعمل تحكم فى المنظومة لعدم التلاعب بشعار القطن".
وأضاف المهندس خالد شومان، أن القطن المصري هو الأفضل في العالم، مما دفع بعض الشركات لاستغلال اسم القطن المصري، وبالتالي تدخلنا لوقف ذلك وحماية اسم قطن مصر، من خلال تتبع منتجات القطن المصري في كل مراحل الصناعة والتسويق، إننا نشارك في المؤتمرات العالمية في المانيا وفرنسا وامريكا، لحماية اسم القطن المصري، والتسويق والترويج للمنتجات المصنعة من القطن المصري بنسبة 100%، وسعيا لتحقيق استدامة القطن علي مستوي العالم، مع استمرار تواصلنا مع الشركات العالمية للحصول علي علامة القطن المصري.
وعن حلول الحفاظ على القطن المصرى عالميا، أوضح شومان: "ندير شعار القطن المصري والرقابة الصارمة للحفاظ على القطن عالمياً، وحمايته من الخلط والتلوث بجانب مشروعات لتحفيز قاعدة المستوردين والمصنعين، لاستخدام القطن المصري في مصر والعالم، لافتا إلى أنه حاليا يوجد 25 ألف مزارع لديهم شعار الاستدامة للقطن المصري، مما يزيد الطلب عليه، وبالتالي استمرار تنافسيته في العالم".
خطة الدولة لإنتاج أصناف حديثة من القطنووصف المدير التنفيذي لجمعية قطن مصر، خطة الدولة لإنتاج أصناف حديثة، أنها استراتيجية متكاملة نحو التوسع في الأراضي الجديدة والمستصلحة حديثا لإنتاج أصنافا جيدة تغطي تلك المساحات وخاصة الأصناف المقاومة للتغيرات المناخية، بالإضافة لتطوير المحالج والمغازل والمصانع المصرية مع التأكيد علي خلو القطن من المبيدات وترشيد المياه وتقليل الانبعاثات وأصبحت مصر رسميًا دولة ضمن برنامج قطن أفضل في عام 2020 كجزء من الجهود المتجددة التي تبذلها البلاد لزراعة قطن أكثر استدامة وتحسين ظروف مزارعي القطن المصريين.
وقال الدكتور مصطفى عطية عمارة وكيل معهد بحوث القطن للإرشاد والتدريب والمتحدث الإعلامي للمعهد: إن المعهد يحرص دائما على عقد العديد من الدورات التدريبية من أجل الوعى بمفهوم القطن المستدام وتم مؤخرا بالشراكة مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية عقد دورة تدربيبة في مجال "استدامة انتاج القطن تحت ظروف التغيرات المناخية" لصالح 30 مشاركاً من كوادر الباحثين الزراعيين والمهندسين العاملين بالتقاوي والارشاد الزراعي، للتعرف على طرق واساسيات نظم إستدامة إنتاج القطن وعلاقتها بالانتاج الجيد والقيمة المضافة للقطن المصرى، وتعريف الإستدامة وأهدافها وماهى أهميتها للإنتاج الزراعى، و التعرف على استراتيجية المكافحة المتكاملة للآفات فى زراعة الانتاج العضوي للقطن، مع التغذية الجيدة لنبات القطن تحت ظروف الإجهادات البيئية من التغيرات المناخية وأثارها السلبية مع التعرف على كيفية تلافى تأثيراتها الضارة.
بدورها، أكدت الدكتورة عبير عرفة وكيل المعهد لشئون البحوث، أنه يتم تزويد المشاركين بالدورات التدريبية بأحدث التقنيات والمعارف اللازمة لإنتاج قطن عالي الجودة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والتركيز بشكل خاص على مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، مثل ندرة المياه والجفاف، وتطوير حلول مبتكرة لزيادة إنتاجية المحاصيل وتقليل التكاليف وطرق إنتاج قطن عضوي نظيف مستدام مطابق لمعايير الجودة العالمية، والتقليل من المبيدات، والأسمدة، واستخدام المياه، والحفاظ على التربة، والتعرف على مفاهيم وحلول تحقيق الاستدامة.
القطن المستدام و الالتزام البيئيالمهندس أحمد كمال، المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة التابع لاتحاد الصناعات المصرية، أكد أن صناعة النسيج تعد واحدة من أكبر الصناعات تأثيرًا في الاقتصاد العالمي، حيث توظف ملايين الأشخاص حول العالم وتؤثر على العديد من القطاعات الحيوية ولكن مع هذا التأثير الكبير، تأتي مسؤولية ضخمة تجاه البيئة، فقد أصبحت صناعة النسيج واحدة من أكثر الصناعات تلويثًا، تستهلك كميات هائلة من المياه، وتنتج نفايات كيميائية تلوث الموارد الطبيعية، فضلاً عن الانبعاثات الكربونية الهائلة لذلك يجب أن ندرك أن التغيير أصبح ضروريًا أكثر من أي وقت مضى لذلك فاننا بحاجة إلى نهج جديد، نهج يستند إلى الابتكار المستدام، الذي يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا ويضعنا على الطريق نحو مستقبل صفر انبعاثات.
وأضاف كمال، أن الابتكار المستدام ليس مجرد مصطلح، بل هو تطبيق عملي لتقنيات وأساليب جديدة، مثل استخدام المواد القابلة للتحلل، والأصباغ الصديقة للبيئة، وتقنيات التصنيع التي تقلل من استهلاك المياه والمواد الكيميائية هذه التقنيات ليست فقط صديقة للبيئة، بل هي أيضًا تعزز الكفاءة الاقتصادية وتخلق فرصًا جديدة للنمو والتطور ولدينا اليوم أمثلة رائعة لشركات ومشروعات تمكنت من تحويل أفكارها المبتكرة لواقع ملموس، مما حقق فوائد بيئية واقتصادية ملموسة هذه القصص الملهمة تؤكد أن الابتكار المستدام هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا لكن لتحقيق النجاح في هذا المسعى ويجب أن نتعاون جميعًا (المصنعين، والمصممين، وصناع السياسات والمستهلكين) وأن نعمل معًا لتطوير وتبني ممارسات مستدامة، وأن ندعم المبادرات التي تعزز الاستدامة في صناعة النسيج.
ونوه مدير مكتب الالتزام البيئى، إلى أن دور المستهلكين لا يقل أهمية، إذ أصبح وعي المستهلكين تجاه الموضة المستدامة في تزايد مستمر، وعلينا أن نحث المستهلكين على اتخاذ قرارات واعية تدعم المنتجات المستدامة، مما يشجع الشركات على تبني ممارسات أكثر صداقة للبيئة ووضع الأطر التنظيمية والحوافز التي تشجع الصناعات على التحول نحو الاستدامة، وتقديم الدعم اللازم للأبحاث والتطوير في هذا المجال.
الموضة المستدامة والأزياء الصديقة للبيئةأكدت الدكتورة منى فؤاد إبراهيم المؤسس والرئيس التنفيذى لمؤتمر "الابتكار المستدام فى صناعة المنسوجات لإنقاذ الكوكب من أجل مستقبل صافى الانبعاث الصفرى"، أن العالم يتجه نحو الاستدامة، وابتكار وسائل لتقليل أكبر قدر من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، ومنها صناعة الملابس الصديقة للبيئة، وهو ما تم تسميته بالموضة المستدامة الخاصة بالطريقة التي تتبعها العلامات التجارية لصنع ملابس صديقة للبيئة، لتقلل من التأثيرات الضارة الواقعة على البيئة في أثناء عملية التصنيع، و في نفس الوقت، مراعاة العاملين على إنتاج الملابس المستدامة.
ويرى ياسر البير أحد مصممى الأزياء، أن الأزياء من أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة، لأنه مسؤول عن نسبة عالية جداً من انبعاثات الكربون، ويؤدي بالتالي إلى الاحتباس الحراري. لكن مع الوقت، باتت الشركات الكبيرة والمنظّمات المسؤولة تدرك أهمية هذا الموضوع وضرورة إيجاد حلول لهذه المشكلة من طريق استخدام مواد صديقة للبيئة والتقليل من استهلاك الملابس عبر الاستدامة باستعمال مواد قابلة للتحلّل، مثل القطن واللينين، من دون إلحاق الضرر بالبيئة والتسبّب بتلوثها، لأن الأقمشة الاصطناعية مثل النايلون والبوليستر غير قابلة للتحلّل حتى بعد 400 عام.
وأشار البير، إلى أنه لتحسين الاستدامة، يتم تصنيع أقشمة طبيعية ذات تأثير أخفّ على البيئة وأقل ضرراً، يتم مثلاً اختيار القطن الطبيعي الذي لم يرش بالمبيدات الحشرية أو المصبوغ بالألوان مع اختيار أقمشة لا تحتاج الى الكثير من الماء، لأن تصنيع القماش يستهلك الكثير من الماء عادة ويتوجب على البراندات أن تحدّد مسارها منذ البداية إذا كانت مستدامة أو لا، لأن من غير المعقول أن تغيّر إنتاجها لاحقاً وهذا ما يجب أن ينتبه إليه مصمّمو الأزياء في حال كانت العلامة التجارية مستدامة، بحيث يجب أن تكون كل العمليات مرتبطة بالاستدامة، سواء عبر مخاطبة الجمهور والعملاء، أو من خلال المجموعات التي يتم إنتاجها باستخدام مواد صديقة للبيئة وتصاميم لا تنتهي موضتها.
تغيير طريقة التفكيرأكد عطية محمد صبحي، الأمين العام للجمعية المصرية للزراعة الحيوية: "هدفنا الرئيسي هو رفع مستوى الوعي تجاه القيم المضافة للزراعة المستدامة وكذلك لتعزيز النتائج الإيجابية بين صفوف المزارعين ولتغيير الوضع الحالي، على المستهلكين أن يطوّروا من وعيهم نحو المشكلات الناتجة عن الزراعة التقليدية للقطن فطالما استمروا في شراء المنتجات الأرخص من المنسوجات المُنتَجة تقليديًا، ستظل المنتجات العضوية على الأرفف، فيجب أن يكونوا أكثر وعيًا حول كيفية إنتاج القطن المصنوعة منه ملابسهم، وكيف تتم زراعته، لأن خلاف ذلك، سيتحتم على المزيد من الأجيال دفع الثمن للأضرار الناتجة عن الزراعة التقليدية".
اقرأ أيضاًوزارتا الصناعة والزراعة ومنظمة اليونيدو يوقعون وثيقة مشروع القطن المصري «المرحلة الثانية»
«الزراعة» ومنظمة العمل الدولية تكافحان عمل الأطفال في سلسلة توريد القطن