رويترز: مسلحون عرب قتلوا الأولاد والرجال من قبيلة المساليت في السودان
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
فتش رجال ميليشيات عربية عن أولاد في ذلك اليوم وعثروا على الطفل الصغير إبراهيم صالح الذي كان عمره عامين.
كان الصغير إبراهيم وأخته الرضيعة ووالدتهما صفاء عبد الكريم يفرون في يونيو من مذبحة دامت أسابيع في مدينة الجنينة السودانية أطلق فيها أفراد ميليشيات عربية النار وطعنوا وأحرقوا حتى الموت أبناء قبيلتهم من المساليت أصحاب البشرة الداكنة.
ولقي زوج صفاء حتفه بين من قتلوا. وسعت هي وطفلاها مع عشرات النساء والأطفال إلى الوصول إلى ملاذ آمن في تشاد المجاورة. وكاد ذلك أن يتحقق.
لكن على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود أوقفتهم قوات من الميليشيات العربية ورجال مسلحون وأمروها بتسليم إبراهيم. وروت كيف فتشوا داخل ملابسه ليعرفوا جنسه ثم أجلسوه وبدأوا في ضرب رأسه وجسده بعصي خشبية.
وقالت صفاء "كان يبكي ويصرخ.. ماما.. ماما" وعندما حاولت إنقاذه أطلق أحد الرجال النار عليها أسفل الكتف وهي إصابة خلفت ندبة وأضافت "بقيت أصرخ.. اتركوا ابني.. لا تقتلوا ابني".
واستمر الرجال في ضرب إبراهيم. وهتفوا "أنتم يا زرقة لن تبقوا في الجنينة" مستخدمين لفظة عنصرية للإشارة لأصحاب البشرة الداكنة مثل المساليت. وأضافت "قالوا إذا كبر الولد سيقاتلنا".
ورغم نزيفها من جرح الرصاصة ورضيعتها بين ذراعيها قالت صفاء إنها استمرت في محاولة وقف الهجوم على إبراهيم لكن الرجال واصلوا ضربه حتى سقط صريعا.
وصفاء واحدة من بين أكثر من 40 أما روين لرويترز كيف تعرض أولادهن وأغلبهم من الذكور للقتل على يد قوات الدعم السريع وميليشيات عربية متحالفة معها خلال حملة قتل عرقية هذا العام وقعت داخل وحول الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وابنها وأطفال آخرون كلهم ينتمون لقبيلة المساليت التي كانت تشكل الأغلبية في الجنينة حتى أجبرتهم قوات الدعم السريع وميليشيا عربية على الخروج منها. وفر نحو نصف مليون أغلبهم من المساليت لتشاد بسبب أعمال العنف تلك.
قتل الآلاف في الهجمات من بينهم نساء وفتيات. كما روت نساء من المساليت تعرضهن لاعتداءات جنسية على يد قوات الدعم السريع التي يهيمن عليها العرب كما ذكرت رويترز تفصيلا الشهر الماضي.
لكن شهودا يقولون إنه خلال موجة القتل تلك، استهدفت القوات العربية الذكور على وجه الخصوص بداية من الرضع وحتى البالغين.
قالت 36 من الأمهات لرويترز إن أطفالهن قتلوا رميا بالرصاص من مسافة قريبة منهم 33 صبيا وثماني فتيات. وقالت ست أمهات منهن إنهن شاهدن أطفالهن، وبعضهم لا يتجاوز عمره ستة أشهر، وهم يُضربون حتى الموت على يد مسلحين من قوات الدعم السريع وميليشيا عربية. وخمسة من أصل ستة أطفال قتلوا بتلك الطريقة كانوا من الذكور.
كما استخدم القتلة السكاكين أيضا وقال عشرة فروا لتشاد لرويترز إنهم رأوا أطفالا يذبحون كلهم كانوا من الأولاد.
قتل هؤلاء الأطفال لدى فرارهم مع أمهاتهم من الجنينة. وفي الطريق لتشاد، وصف خمسة من الناجين كيف يوقف رجال الميليشيات النساء اللاتي يحملن أطفالهن، ويتحققون من جنس الطفل، ويقتلونه إذا تبين أنه صبي.
كما طاردت قوات الدعم السريع والميليشيا المتحالفة معها الرجال أيضا من قبيلة المساليت. وفي أحدث موجة عنف في الجنينة في أوائل نوفمبر كشفت رويترز عن أن مئات الشبان من القبيلة تم جمعهم ونقلهم لمواقع مختلفة في المدينة حيث قال شهود إن بعضهم أُعدم.
وقالت أكثر من 30 امرأة أجرت رويترز مقابلات معهن من أجل هذا التقرير إن أزواجهن أو إخوانهن أو آباءهن قتلوا أو فقدوا في هجمات هذا العام.
وقالت عدة نساء إنهن أخفين إخوانهن أو هربوهن من الجنينة خشية استهدافهم. وروى عشرات الرجال كيف اضطروا إلى قطع وديان شاسعة والتنقل عبر طرق نائية صوب تشاد لتجنب نقاط تفتيش نصبتها قوات الدعم السريع وميليشيا عربية.
ولم يتسن لرويترز التثبت بشكل مستقل من تفاصيل بعض الروايات. في بعض الحالات، أكد أصدقاء وجيران أجزاء من قصص رواها الناجون. كما تكررت أنماط مشتركة في وصف العنف فيما قاله الناجون. وبالنسبة للبعض تمكنت رويترز من الاطلاع على بطاقات التسجيل التي تصدر للاجئين من الأمم المتحدة.
وجمع موظفو الأمم المتحدة في تشاد حتى الآن بيانات ديموغرافية عن أكثر من ربع اللاجئين البالغ عددهم 484 ألفا فروا من السودان هذا العام ويقيمون حاليا في مخيمات على الحدود.
وبناء على تلك البيانات، تقدر الأمم المتحدة أن عدد النساء البالغات اللاتي عبرن الحدود يبلغ تقريبا مثلي عدد الرجال. وعلى الرغم من استهداف الذكور، فالفجوة أقل وضوحا بين الأطفال إذ تساوى تقريبا عدد الأولاد والبنات.
وقالت أمهات قُتل أطفالهن وشهود آخرون إن أفراد الميليشيات أوضحوا سبب استهدافهم لأولاد المساليت الصغار.. لقد أرادوا التأكد من أن الأطفال لن يكبروا ليصبحوا مقاتلين ويسعون ذات يوم للانتقام من الهجمات على قبيلتهم.
وقالت عزيزة آدم محمد (28 عاما) إن رضيعها الذي كان في الشهر السادس قتل رميا بالرصاص في 14 يونيو لدى فرارهم لتشاد مع مجموعة أخرى من اللاجئين. وأضافت أن رجال الميليشيات عندما واجهوا المجموعة "هتفوا.. أطلقوا النار.. أطلقوا النار على الصبيان".
وتابعت قائلة "سمعتهم يقولون إن الصبيان سيكبرون وسيقتلوننا... لذلك يجب أن نقضي عليهم الآن".
وتقول آنا سكاتون وهي مسؤولة الحماية في حالات الطوارئ في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بلدة أدري على الحدود التشادية إن استهداف الذكور له هدف أبعد "يبدو هدف عمليات القتل التخلص من مقاتلين مستقبليين وأيضا التخلص من نسل مجموعة عرقية بعينها".
ويقول مسعود محمد يوسف وهو منسق منظمة تمثل بعض القبائل العربية في الجنينة إن المساليت "يلفقون" القصص للتأثير على الرأي العام. وأضاف أن اتهام الميليشيات العربية وقوات الدعم السريع باستهداف الذكور من المساليت أطفالا وبالغين "لا أساس له".
وتابع قائلا إن الذين قتلوا من المساليت هم فقط من "قتلوا في معارك في الجنينة" وكانوا من المقاتلين المسلحين. وسبق أن ألقى زعماء القبائل العربية اللوم على المساليت في التحريض على العنف.
ولم ترد قوات الدعم السريع على أسئلة من رويترز. وفي بيانات سابقة، قالت إنها ليست ضالعة فيما وصفته بأنه صراع قبلي في الجنينة.
اندلعت تلك الحرب ضد المساليت وسط صراع أوسع نطاقا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أن كان الطرفان شريكين في انقلاب في 2021 سحق آمال التحول للديمقراطية في السودان. وبدأت المعارك في العاصمة الخرطوم في أبريل بعد خلاف حول تقاسم السلطة في إطار مقترح كان يهدف للتحول للحكم المدني.
وفي أوائل الشهر الجاري، خلصت الولايات المتحدة إلى أن الطرفين ارتكبا جرائم حرب منذ بدء القتال وامتداده إلى دارفور. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن قوات الدعم السريع، التي يأتي أغلب أفرادها من جماعات عربية، والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت أيضا جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا. وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عن أي انتهاكات ارتكبت خلال الحرب.
ضرب حتى الموتيقول عبدالله عمر عبدالله وهو جندي في الجيش السوداني إنه فر مع مجموعة من 16 آخرين من المساليت في أوائل نوفمبر. وكانوا يتجهون بالسيارات عبر الجبال غربي الجنينة باتجاه تشاد. وكان عبدالله قد فر لتوه من قاعدة تابعة للجيش في أردمتا على مشارف الجنينة بعد أن اجتاحت قوات الدعم السريع القاعدة لدى ترسيخ سيطرتها على المدينة.
ولدى قطع المجموعة للطريق عبر الجبال تعرضت لكمين من قوات الدعم السريع وميليشيا عربية وفتحت تلك القوات النار عليهم. وأصيب عبدالله برصاصة في اليد وسقط من السيارة وأمسك بالجرح في محاولة لوقف النزيف واحتمى بحفرة لدى محاولته تجنب المهاجمين.
بدأ عبد الله يرتعش بشكل واضح وهو يصف ما رآه بعد ذلك من مخبئه.
على نفس الطريق، أوقف أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع وميليشيا عربية نساء من المساليت كن متجهات إلى تشاد يحملن صغارهن على ظهورهن. صوب رجال الميليشيات أسلحتهم نحو الأمهات وأمروهن بتسليم الأطفال وبعدها فتش المسلحون في ملابس الأطفال للتحقق من جنسهم.
وقال عبدالله "إذا اكتشفوا أنه ولد يطلقون النار عليه فورا... كانوا صغارا جدا جدا". وقال إنه رأى ثلاثة أطفال صغار يقتلون بهذه الطريقة.
وتابع قائلا والدموع تتساقط على وجنتيه "لم يكن بوسعي فعل أي شيء".
وأضاف "ما رأيته أمر مروع" ثم غطى وجهه براحتيه وابتعد.
وقال أربعة أشخاص آخرين ممن فروا إلى تشاد لرويترز أيضا إنهم رأوا قوات الدعم السريع وميليشيا عربية وهم يجردون الرضع من ملابسهم لمعرفة جنسهم.
نجت ميمونة أبوبكر (25 عاما) ورضيعتها البالغة تسعة أشهر بأعجوبة مرتين خلال رحلة فرارهما من الجنينة في 15 يونيو. وفي المرة الأولى، قالت إن مجموعة من أفراد ميليشيا عربية أحاطت بها وهي تلوح بأسلحة بيضاء وأجبروها على كشف ملابس رضيعتها التي كانت تحملها على ظهرها.
وتروي كيف صرخت "إنها بنت" وانتزعتها من أيديهم ثم سمح لها الرجال بالرحيل. وبعد بضعة كيلومترات، أوقفها مسلحون مرة أخرى للتحقق من جنس رضيعتها أيضا.
وفي محاولة لإنقاذ الأولاد ألبستهن الأمهات ملابس البنات.
أما عواطف آدم (43 عاما) وهي أم لسبعة أطفال فقد فرت إلى تشاد في منتصف يونيو وحاولت أن تحتاط للأسوأ فتركت ابنا وثلاث بنات مع أقارب وجيران في المدينة وتوجهت لتشاد مصطحبة ابنا آخر وبنتين على أمل أن ذلك سيضمن نجاه بعض أطفالها.
ولعلمها بأن الميليشيات العربية تستهدف الذكور من المساليت ألبست ابنها فايز البالغ من العمر 12 عاما وشاحا للرأس وعباءة سوداء ونجحت الحيلة في جزء من الرحلة وعبر فايز دون أن يلاحظ أحد أنه ولد من عدة نقاط تفتيش لقوات الدعم السريع والميليشيات العربية.
لكن عندما وصلوا إلى قرية شكري التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن حدود تشاد تخلى عنهم الحظ. وقالت عواطف إن خمسة رجال بينهم اثنان يرتديان زي قوات الدعم السريع وثلاثة بملابس تقليدية رصدوا فايز وأحاطوا به وصاحوا "عبيد.. هذه أرضنا.. اخرجوا". ورفعوا عباءة فايز التي كان يرتدي تحتها قميصا أخضر وسروالا أسود.
وبدأوا على الفور في ضربه بعصي خشبية وتسببت أول ضربات في كسر ذراعه التي تدلت على جانبه وقالت عواطف إنها تمكنت من انتزاع الصبي بعيدا عنهم لكنهم انتزعوه منها مرة أخرى.
وأمروه بالزحف على الأرض وواصلوا ضربه ورأتهم عواطف وهم يضربونه حتى الموت بتهشيم رأسه. وقالت "آخر كلمات سمعتها من فايز كانت وهو يصيح.. أمي ابعدي" في محاولة منه لحمايتها هي.
وأضافت أنها رأت بجوار جثته شابين من المساليت في العشرينات رأتهما وهما يتعرضان للضرب حتى الموت أيضا.
خسارة الأرضظل الجندي عبدالله -الذي روى عمليات قتل الأطفال- في الجيش السوداني لتسع سنوات قبل أن يفر. وقال إنه انضم للجيش بسبب تاريخ من الهجمات التي تعرضت لها قبيلته.
ولأنه من المساليت من ولاية غرب دارفور، قال إن بعض ذكرياته الأولى هي التعرض للهجوم بسبب انتمائه العرقي. وتذكر كيف استهدفته ميليشيات عربية منذ زمن بعيد يعود للتسعينيات عندما كان في الثامنة من عمره وتعرضت أسرته للهجوم في قريتهم قرب الجنينة.
وقال إن أفراد ميليشيات يمتطون الخيول اجتاحوا القرية ونهبوها وأضرموا فيها النيران. وفر هو وأسرته وقتها.
وقال في مقابلة معه وهو في مستشفى في أدري كان يعالج فيها الشهر الماضي من إصابة يده بالرصاص "اعتادوا على نعتنا بالعبيد. لم يكن هناك حكومة تحمينا... انضميت للجيش لأحمي أهلي".
وغرب دارفور هو الموطن التاريخي للمساليت. ويقولون إنهم يملكون منطقة تشمل ولاية غرب دارفور السودانية وشرق تشاد وتعرف باسم (دار المساليت). وفي أواخر القرن التاسع عشر أسس المساليت، الذين امتهنوا الزراعة في العادة، سلطنة في المنطقة.
وتخللت فترات من الصراع تاريخ دار المساليت ففي أوائل القرن العشرين على سبيل المثال حاربت القبيلة زحف المستعمرين الفرنسيين. وقال سلطان المساليت الحالي سعد بحر الدين لرويترز في مقابلة إن المساليت نشروا وقتها شائعات كاذبة عن أن مقاتلي قبيلتهم من أكلة لحوم البشر. وقال إن ذلك جعل الجنود الفرنسيين "مرتعبين من المساليت".
وتقول شخصيات بارزة من المساليت إن صلاحيات السلاطين تشمل جمع رسوم من المزارعين خلال فترات الحصاد والتوسط في النزاعات القبلية كما خصصوا الأراضي لقبائل أخرى للعيش والعمل فيها مع احتفاظهم بملكيتها.
لكن في التسعينيات، قادت حكومة الرئيس عمر البشير مثل سابقاتها حملة لتعريب السودان كوسيلة لتعزيز قبضتها على السلطة. وخططت لإدخال تغييرات ديموغرافية بتقسيم الأرض على قبائل متعددة وهي خطوة أضعفت من صلاحيات السلطان.
ومن بين هؤلاء بدو عرب هاجروا من تشاد خلال فترات القحط والمجاعة واستقروا في ولاية غرب دارفور مما أجج المنافسة والتناحر على الموارد الشحيحة من الأرض والمياه وأشعل بدوره فتيل الصراع.
وخلال فترة حكم البشير التي امتدت عقودا، هاجمت ميليشيات عربية سلحتها الحكومة سكان دارفور من غير العرب وأعملت فيهم القتل وحرقت منازلهم. وبنهاية التسعينيات وبداية الألفية تم اجتثاث مجموعات مثل المزارعين المساليت من أراضيهم.
ردا على ذلك، قامت جماعات متمردة أغلبها من قبائل غير عربية تعاني التهميش مثل المساليت والفور والزغاوة بالوقوف في وجه البشير في 2003 الذي رد بدوره بإطلاق يد الميليشيات العربية المعروفة باسم الجنجويد في دارفور. أدى العنف وقتها لمقتل ما يقدر بنحو 300 ألف بحلول عام 2008 الكثير منهم بسبب المجاعة. وولدت قوات الدعم السريع بعد ذلك من رحم الجنجويد.
واتهمت المحكمة الجنائية الدولية بعد ذلك البشير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية وأصدرت مذكرتي اعتقال بحقه. ولم يسلم السودان البشير للمحكمة.
ولأن المحكمة لا تحاكم إلا حضوريا ظلت قضيته في مرحلة ما قبل المحاكمة. وقال البشير إن حكومته كانت تخمد تمردا ونفى الاتهامات التي وجهتها إليه المحكمة ووصفها بأنها ذات دوافع سياسية.
تمت الإطاحة بالبشير في انتفاضة شعبية في 2019. وقبل بدء الحرب الأخيرة، نقل من السجن إلى مستشفى عسكري. ومكانه الحالي غير معروف ولم يتسن التوصل إليه للحصول على تعليق.
ودفع العنف الذي وقع في أوائل الألفية، وما تلاه من هجمات متفرقة على المساليت من قبل ميليشيات عربية، أعدادا كبيرة من القبيلة لمخيمات نازحين العديد منها في الجنينة وتلك المخيمات تعرضت للهجوم هذا العام من قوات الدعم السريع وحلفائها.
وقال بحر الدين سلطان المساليت في إشارة لقبيلته "الهدف هو إفقار الأمة وتجويع الناس وتشريدهم ثم قتلهم". وتحدث بحر الدين مع رويترز من العاصمة التشادية نجامينا التي فر إليها عندما بدأ هجوم على الجنينة في يونيو.
وتابع قائلا عما تفعله قوات الدعم السريع والميليشيات العربية "هذا عمل متعمد... إبادة جماعية للمساليت".
وتعتقد ميلاني أوبراين الأستاذة الزائرة في مركز دراسات المحرقة والإبادة الجماعية في جامعة مينيسوتا إن هناك "ما يكفي لوصفها بالإبادة الجماعية" وقالت إن النية واضحة وهي "القضاء على المساليت.. على الأقل جزئيا".
وأضافت أن استهداف الرجال من المساليت يمكن مساواته بمذابح صربية استهدفت الفتيان والرجال المسلمين البوسنيين ممن هم في سن الخدمة العسكرية في سربرينيتشا في 1995.
وقالت "اعتبرت المحاكم ذلك إبادة جماعية لأنه استهداف للذكور من المسلمين البوسنيين... يمكنني القول إن الشيء ذاته ينطبق هنا".
لكن خبراء القانون الدولي يقولون إن الحصول على إدانات بالإبادة الجماعية أمر صعب إذ يتطلب ذلك إثباتا من ممثلي الادعاء بأن المتهمين ارتكبوا تلك الأفعال بنية القضاء على جماعة كليا أو جزئيا وهو ما يشكل عقبة كبرى.
أسر دون عائلفي أحد الأيام في منتصف نوفمبر وبناء على طلب من رويترز جاب أحد قادة المساليت مخيم أورانج، وهو أحد مخيمات اللاجئين على الجانب التشادي من الحدود مع السودان، بسيارة وهو يدعو عبر مكبر للصوت النساء ممن ثكلن أطفالهن في أعمال العنف في الجنينة للتجمع في اليوم التالي تحت شجرة كبيرة لرواية قصصهن.
ومكبرات الصوت هي وسيلة التواصل الجماعية الرئيسية في المخيم الذي ليس به أي تغطية لاتصالات الهواتف المحمولة تقريبا. وفي اليوم التالي وبحلول الساعة التاسعة صباحا، تجمعت عشرات النساء تحت الشجرة وخلال اليوم تدفق المزيد منهن.
قالت كثيرات إنهن فقدن أطفالهن وذكرت أخريات أن فردا من أسرهن غالبا ما يكون من رجال الأسرة كزوج أو أخ أو أب، قتل أو في عداد المفقودين.
وقالت إحداهن إن ابنها الذي كان يبلغ من العمر 16 عاما ووالدها وشقيقها قتلوا جميعا بالرصاص في أبريل على يد قوات الدعم السريع في منزل أحد الجيران حاولوا الاختباء فيه.
وقالت أخرى إن رجال ميليشيات عربية اقتحموا مدرسة في مخيم للنازحين في الجنينة أيضا في أبريل وفتحوا النار على مجموعة من الرجال هناك وقتل في الواقعة والدها وأحد إخوتها. وفي اليوم التالي قالت إنهم قتلوا أخا آخر.
ووصفت امرأة ثالثة كيف قُتل أربعة من أعمامها في منزل العائلة في أردمتا في أوائل نوفمبر. وقالت إن زوجها الجندي في الجيش السوداني مفقود أيضا منذ ذلك الحين.
قدر جمال عبد الرحمن، أحد قادة المساليت في أورانج، أن 70 بالمئة من سكان المخيم نساء وأطفال. ووفقا لأرقام الأمم المتحدة فهناك نساء أكثر بمقدار المثلين من الرجال في الفئة العمرية من 18 إلى 59 في ذلك المخيم إذ يبلغ العدد 10500 امرأة مقابل 5300 رجل.
وفي لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال وبعد موجة العنف في نوفمبر في الجنينة، ظهر عشرات من الأولاد والرجال من المساليت وهم يحتجزون في مواقع داخل وحول المدينة. وتمكنت رويترز من التحقق من بعض تلك الفيديوهات.
يظهر اثنان من تلك المقاطع على الأقل مجموعات من الرجال يجبرها مسلحون يرتدون زي قوات الدعم السريع وآخرون من ميليشيات عربية على السير والركض عبر حقول صوب مطار الجنينة. وقال شهود لرويترز إن هؤلاء الأسرى تعرضوا للتعذيب وأعدموا في المطار.
وفي تسجيل فيديو آخر نشرت عنه رويترز من قبل ظهرت مجموعة من الرجال محتجزة لدى مسلحين على جسر في الجنينة ويتعرضون للجلد.
خلال موجة العنف الأولى في المدينة في الفترة بين أبريل ويونيو ، قال العديد من الرجال من المساليت إنهم تركوا زوجاتهم وأطفالهم واختبأوا لحماية أنفسهم وأسرهم لعلمهم بأن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية تستهدف الرجال.
اختبأ بعضهم في أحياء مختلطة عرقيا بينما لجأ آخرون لمنطقة أردمتا قرب قاعدة الجيش السوداني، لكنهم تعرضوا للاستهداف في هجمات تجددت في نوفمبر.
قال بعضهم إنهم تمكنوا من الوصول إلى تشاد من خلال رشوة عرب لمساعدتهم طول الطريق أو من خلال الدفع لسائقين من العرب لتهريبهم من نقاط تفتيش نصبتها الميليشيات.
وبعض الأسر قتل كل رجالها.
قالت هدى إبراهيم إسماعيل إنها وابنيها المراهقين كانوا مع زوجها عندما قتل في الجنينة في 15 يونيو بعد أن فتحت قوات الدعم السريع وميليشيات عربية النار على مجموعة من الناس في المدينة. وبعد ساعات كانت مع ولديها ضمن حشد تعرض للهجوم مرة أخرى.
بعد أن فروا من الهجوم قالت هدى إن سيارة تقل رجالا يرتدون زي قوات الدعم السريع اقتربت من ابنيها رشيد (19 عاما) وشريف (17 عاما) وعندما فرا طاردوهما. وأضافت أنها شاهدتهم بعد ذلك وهم يقيدون ولديها ويعدمونهما بإطلاق الرصاص على رأسيهما.
وقالت "أنا وحدي الآن.. لم يعد لي أحد".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ولایة غرب دارفور الجیش السودانی الأمم المتحدة المسالیت فی من المسالیت فی المدینة فی الجنینة الجنینة فی حتى الموت هذا العام وأضافت أن فی محاولة الرجال من مجموعة من رویترز من من الرجال فی أوائل إلى تشاد بعد ذلک قالت إن وقال إن بعد أن قال إن على ید
إقرأ أيضاً:
القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تنفي إنضمام بعض منسوبيها لمليشيا الدعم السريع
نفت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بشدة صحة الإعلان التضليلي الصادر من مليشيا الدعم السريع وماتضمنه من مشاهد مصورة بثها إعلامهم الكاذب حول إنضمام عناصر من القوة المشتركة في غرب دارفور بكل عتادها إلى صفوفهم مؤكدة بحسب البيان الذي أصدرته على صفحتها في ” الفيسبوك” أنه ليس لديها أي عنصر يمكن أن يتخلى عن درب المقاومة الوطنية ضد التدخل الاجنبي ،كما أن جميع أبطالها ثابتون على موقفهم الوطني ومتمسكون بمبادئهم النضالية ، ولن يكونوا أداة بيد قوى الإرتزاق والعمالة .وجددت استمرار معركتها ضد مليشيا الدعم السريع ، وأعوانهم من المرتزقة الإقليميين والدوليين حتى تحرير كامل الأراضي السودانية وقالت أنها تمتلك السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية من أقصي غرب السودان مع تشاد إلى مثلث الحدود السودانية الليبية التشادية ، ولن تسمح لأي مخطط يهدف إلى تسهيل عبور السلاح والوقود للمليشيا و أدوات الغزو الأجنبي داخل السودان.وأشارت القوة المشتركة أن إستخباراتها قد رصدت خلال الأسابيع الماضية تحركات أحد الجنرالات التشاديين المقربين من قادة مليشيا الدعم السريع، وهو مسؤول رفيع مكلف بإدارة أمن الحدود في تشاد يسعى هذا الجنرال إلى زعزعة إستقرار المناطق الحدودية التي تسيطر عليها القوة المشتركة، بهدف كسر السيطرة الأمنية المحكمة على الحدود السودانية التشادية الليبية، التي تمنع مرور السلاح والوقود نحو المليشيا.واضافت أن الجنرال يقود مخططآ خطيراً يهدف إلى تسهيل عبور الأسلحة والوقود لصالح مليشيا الدعم السريع، التي تحاول بشتى الوسائل إعادة فرض وجودها في الشريط الحدودي معلنة استعداد قواتها لمواجهة أي تحركات مشبوهة على الحدود الدولية.ودعت الشعب السوداني إلى ضرورة عدم الالتفات للأكاذيب الرخيصة التي تروجها مليشيا الدعم السريع المتمردة واعوانها التي أصبحت تستغل الحرب النفسية خاصة بعد هزائمهم الميدانية المتتالية التي لحقت بهم وبشرت الشعب بأن النصر قادم بإذن الله ، وبفضل إلتزامهم بالمباديء الوطنية ، ووحدتهم مع الشعب في سبيل مواجهة المخطط الإجرامي .وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان الذي أصدرته القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح.بسم الله الرحمن الرحيمالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحبيان نفي :-جماهير شعبنا الأبي….تابعت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح الإعلان التضليلي الصادر عن مليشيا الدعم السريع، وما تضمنه من٢٢١٢ض١ مشاهد مصورة بثها إعلامهم الكاذب، تزعم فيها إنضمام عناصر من القوة المشتركة في غرب دارفور إلى صفوف المليشيا بكل عتادها، في مسرحية سيئة الإخراج ومكشوفة الأهداف.أولاً :نؤكد بشكل قاطع أن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ليس لديها أي عنصر يمكن أن يتخلى عن درب المقاومة الوطنية ضد التدخل الأجنبي، ناهيك عن الإنضمام إلى مليشيا مرتزقة تخدم مشروع الغزو الأجنبي للسودان فان جميع أبطال القوة المشتركة ثابتون على موقفهم الوطني ومتمسكون بمبادئهم النضالية، ولن يكونوا أداة بيد قوى الإرتزاق والعمالة الأجنبية.ثانياً :ظلت إستخبارات القوة المشتركة تراقب عن كثب تحركات مليشيا الدعم السريع، وكشفت تفاصيل هذه المسرحية المفضوحة المشاهد التي بثها إعلام المليشيا ما هي إلا محاولة يائسة بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها المليشيا في ولاية غرب دارفور، خصوصاً في مناطق الشريط الحدودي مع تشاد، مثل معارك كلبس، جبل مون، سربا، والمواقع الإستراتيجية الأخرى التي سيطرنا عليها مؤخرًا. وقد تم طرد مليشيا الدعم السريع بشكل كامل من هذه المناطق الحدودية.المسرحية التي روجتها مليشيا الدعم السريع أظهرت مجموعة من الأفراد لا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص، وهؤلاء ليسوا عناصر من القوة المشتركة، بل هم أفراد يتبعون لسليمان صندل، الذي إختار منذ بداية هذه الحرب الإصطفاف مع الجنجويد وأعداء الوطن.كما أن الأفراد الظاهرين في المشاهد يستقلون مركبات عسكرية جديدة لم تُستخدم بعد، وهي جزء من دفعات عسكرية وصلت مؤخرًا إلى المليشيا قادمة من ميناء في دولة الكاميرون، بتمويل ورعاية إماراتية، ليتم إستخدامها في هذه المسرحية العبثية التي تهدف لتضليل الرأي العام.ثالثاً : رصدت إستخبارات القوة المشتركة خلال الأسابيع الماضية تحركات أحد الجنرالات التشاديين المقربين من قادة مليشيا الدعم السريع، وهو مسؤول رفيع مكلف بإدارة أمن الحدود في تشاد يسعى هذا الجنرال إلي زعزعة إستقرار المناطق الحدودية التي تسيطر عليها القوة المشتركة، بهدف كسر السيطرة الأمنية المحكمة على الحدود السودانية-التشادية-الليبية، التي تمنع مرور السلاح والوقود نحو المليشيا.هذا الجنرال يقود مخططًا خطيرًا يهدف إلى تسهيل عبور الأسلحة والوقود لصالح مليشيا الدعم السريع، التي تحاول بشتى الوسائل إعادة فرض وجودها في الشريط الحدودي، لكن قواتنا مستعدة تمامًا لمواجهة هذا التهديد وردع أي تحركات مشبوهة على الحدود الدولية.رابعاً : لقد رصدت إستخباراتنا أيضًا محاولة سليمان صندل، بالتنسيق مع الجنرال التشادي، لإستقطاب لاجئين سودانيين في معسكرات اللاجئين قرب الحدود التشادية وقد حاولوا خداع اللاجئين باسم “القوة المشتركة”، بهدف تجنيدهم ضمن حركة صندل الذي لا وجود له في أرض الواقع و من ثم ضمهم لصفوف حليفه مليشيا الدعم السريع.هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع، لأن الجميع يعرفون الفرق بين حركات الكفاح المسلح التي تكونت تحت لواء القوة المشتركة، التي تسعي لتحرير السودان، وبين أدوات الإرتزاق والتبعية للخارج و حلفاء الجنجويد.خامساً (رسالتنا للنظام التشادي):أنتم تتمادون في دعم وتسليح مشروع أجنبي يهدد أمن الشعبين السوداني والتشادي معًا. ندعوكم إلى إستخدام صوت العقل، والتفكير في مصلحة الشعبين الشقيقين، السوداني والتشادي يجب أن تكون الحدود منطقة للتبادل التجاري والتعاون المشترك، وليس ممرًا للمرتزقة والسلاح لقتل الأبرياء في السودان.إن تسهيلكم لتوريد الأسلحة عبر الحدود السودانية لصالح مليشيات الجنجويد، والمشاركة في مخططات ضرب إستقرار السودان و قتل الأطفال و النساء في المعسكرات ، سيجعل منكم شركاء في الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب في السودان، وسيحملكم الشعب السوداني والتاريخ المسؤولية الكاملة.السودانيات و السودانيين……تؤكد القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن معركتنا ضد مليشيا الدعم السريع وأعوانهم من المرتزقة الإقليميين والدوليين مستمرة حتى تحرير كامل الأراضي السودانية نحن نمتلك السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية، من أقصى غرب السودان مع تشاد إلى مثلث الحدود السودانية-الليبية-التشادية في الشمال، ولن نسمح لأي مخطط يهدف إلى تسهيل عبور السلاح والوقود للمليشيا و أدوات الغزو الأجنبي داخل السودان.جماهير شعبنا الأبي…ندعو شعبنا الأبي إلي عدم الإلتفات للأكاذيب الرخيصة التي تروجها مليشيا الدعم السريع وأعوانها، فالحرب النفسية هي جزء من معركتهم الفاشلة بعد الهزائم الميدانية ونؤكد أن النصر قادم بإذن الله، بفضل إلتزامنا بالمباديء الوطنية، ووحدتنا مع شعبنا في مواجهة هذا المشروع الإجرامي.؛؛المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار لأعداء الوطن؛؛سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب