خبراء ومحللون: الاحتلال سيلجأ لـعمليات جراحية وخطابات واشنطن للاستهلاك الإعلامي
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
يرى خبراء ومحللون أن الاحتلال الإسرائيلي الذي دمّر 80% من قطاع غزة، يسعى لإعادة صياغة أولويات أهدافه خلال المرحلة المقبلة، لكن المقاومة الفلسطينية ما تزال متماسكة وتطلق الصواريخ من المناطق التي يزعم الاحتلال أنه سيطر عليها.
وتوقع الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن تنتقل إسرائيل خلال المرحلة المقبلة إلى ما يطلق عليه "العمليات الجراحية"، حيث سيتم تحجيم العمليات البرية، وسيركز القصف الجوي على استهداف قيادات المقاومة الفلسطينية.
وقال إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لن يحقق أي أهداف عسكرية من الحرب التي يشنها على قطاع غزة، وقد تتوقف العمليات البرية خلال أسبوعين إلى 3، ولكن هذا الأمر يرتبط بالموقف الأميركي الذي وصفه الدويري بالمتلوّن.
وكانت شبكة "سي بي إس نيوز" أوردت عن مسؤولين أميركيين أن تل أبيب أبلغت واشنطن باكتمال المرحلة الحالية من الغارات الجوية المكثفة والعملية البرية الكبيرة خلال أسبوعين أو 3. غير أن مسؤولا أميركيا قال إن ذلك لا يعني نهاية العمليات القتالية.
وتعليقا على ما أوردته هذه الشبكة، أكد الدويري أنه ستكون هناك إعادة صياغة لأولويات الأهداف، وستُستخدم القوات الإسرائيلية بتحديد أكبر مما هو حاصل الآن، بالإضافة إلى توجه بخفض للتصعيد وللقصف وإعطاء أماكن آمنة للنازحين، وهو التوجه الذي يأتي بعد أن دمر الاحتلال 80% من قطاع غزة.
وأضاف أن جيش الاحتلال الذي فشل في تحقيق الأهداف التي وضعها وأدناها إنقاذ المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، يسعى الآن لإعادة صياغة العمليات، حيث ستكون مبنية على معلومات محدثة وبالتنسيق مع غرفة العمليات المشتركة التي فيها 5 أجهزة استخبارات عالمية (أميركي، بريطاني، فرنسي، إيطالي، ألماني) إلى جانب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
وعمّا إذا كانت هناك معطيات جديدة تعتمد عليها إسرائيل في عدوانها على غزة، أوضح الدويري أن أجهزة الاستخبارات لن تستطيع تحديد مواقع المحتجزين، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يمكنها أن تضعهم في مكان واحد، وبالتالي هم موزعون حسب رؤية المعركة مع الاحتلال.
وجدد الخبير العسكري التأكيد على أداء كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- وبقية فصائل المقاومة في قتالها مع جنود الاحتلال، مؤكدا أنهم ما يزالون متماسكين وقادرين على إدارة المعركة، ورغم زعم الاحتلال أنه سيطر على 40% على شمال قطاع غزة، تطلق صواريخ المقاومة وتصل إلى وسط فلسطين المحتلة.
الموت والدمار لاحق النازحين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه وارتقى منهم شهداء وجرحى (الجزيرة) خطابات للاستهلاك الإعلاميوأشار رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، الدكتور بلال الشوبكي أن الأهداف المعلنة من قبل الاحتلال لم يتم تحقيقها، وهي إعادة المحتجزين، وما يعتبرونه تقويض مقدرات حركة حماس العسكرية وبقية الفصائل الفلسطينية.
ورأى أن المسألة لم تعد متعلقة فقط بالاشتباكات داخل قطاع غزة بين مقاتلي المقاومة وجنود الاحتلال، وإنما بالصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من مناطق يزعم الاحتلال أنه سيطر عليها.
ومن جهة أخرى، ربط التصريحات الأميركية الجديدة بخصوص العلاقة مع إسرائيل، بضغوط داخلية وخارجية، وأيضا بالمعطيات على الأرض، ولكن الشوبكي قلل من مسألة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن الحرب في غزة، مؤكدا أن جزءا من الخطابات الأميركية مثل ضرورة تجنيب المدنيين، وأن يكون هناك أفق سياسي للعملية العسكرية الإسرائيلية هو للاستهلاك الإعلامي الداخلي ولحلفاء واشنطن في الخارج.
وقال إن الخطابات الأميركية يترافق معها طمأنة للاحتلال الإسرائيلي بأن هناك دعما أميركيا لاستمرار الحرب، مع نصائح بإعادة ترتيب هذه العملية، بحيث تكون أكثر دقة، مشيرا إلى أن ما جرى خلال هذا اليوم من استهداف لمدرسة فيها مراسلو قناة الجزيرة يؤكد أن كل ما يصدر عن واشنطن لا تأخذه إسرائيل بعين الاعتبار.
ويذكر أن الزميل سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة استشهد وأصيب الزميل وائل الدحدوح مراسل القناة خلال تغطيتهما القصف الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تستنكر مزاعم واشنطن حول اتخاذ إسرائيل اجراءات لتحسين الوضع الانساني بغزة
استنكرت حركة "حماس" مزاعم واشنطن حول اتخاذ إسرائيل إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة مؤكدة أن الوقائع على الأرض وتقارير المؤسسات الأممية والمنظمات الإنسانية الدولية تكذب ذلك.
كاتب صحفي: الإصرار الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي على عدم وجود حماس يعوق تنفيذ المفاوضات "أبو الهول": حماس خسرت كثيرًا بوجود أنفاق غزة وأعطت مبرر لقصف المنازلوبحسب روسيا اليوم، جاء في بيان الحركة: "نستنكر في حركة المقاومة الإسلامية حماس ما صدر عن الإدارة الأمريكية من مزاعم تدّعي اتخاذ الاحتلال إجراءات لـ (تحسين الوضع الإنساني في غزة)، ونعدّها تأكيدا للشراكة الكاملة لإدارة الرئيس بايدن في حرب الإبادة الوحشية بحق شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وعمليات التطهير العرقي والمجازر والتجويع المستمرة في شمال القطاع منذ خمسة وثلاثين يوما".
وأضاف البيان، "هذه الادعاءات المفضوحة تكذبها الوقائع على الارض، وتقارير مؤسسات الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والانسانية الدولية، التي تؤكّد وصول مناطق في قطاع غزة، خصوصا شمال القطاع إلى حافة المجاعة، بفعل سياسة التجويع التي ينتهجها جيش الاحتلال الفاشي، بالتوازي مع المجازر المستمرة بحق المدنيين العزّل".
وأشارت حماس في بيانها إلى أن "الإدارة الأمريكية الآفلة، تصر على منح حكومة الاحتلال الفاشي المزيد من الفرص والوقت للمضي في عدوانها وجرائمها وانتهاكاتها لكافة القوانين والشرائع، وتقديم الغطاء السياسي والعسكري والحماية من المساءلة والمحاسبة عبر تعطيل أدوات القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات التي صممت لحماية المدنيين، في سلوك يثبِّت دورها كراع أساسي لإرهاب كيان الاحتلال الفاشي بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة".
واختتمت الحركة بيانها بالقول: "إن حالة التماهي الأمريكي مع جرائم الحرب الصهيونية، والتي تسعى إلى كسر إرادة شعبنا وتصفية قضيته الوطنية؛ لن تزيد شعبنا البطل ومقاومته الباسلة إلا إصرارا على الصمود والمواجهة والثبات، والمضي في طريق المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة بالحرية والعودة وتقرير المصير".
وفي وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن "الولايات المتحدة لم تتوصل في الوقت الراهن إلى تقييم يفيد بأن إسرائيل انتهكت القانون الأمريكي وذلك بعد أن أجرت إسرائيل بعض التغييرات لتلبية المطالب الواردة في رسالة من واشنطن الشهر الماضي بتحسين الأزمة الإنسانية في غزة".