يرى خبراء ومحللون أن الاحتلال الإسرائيلي الذي دمّر 80% من قطاع غزة، يسعى لإعادة صياغة أولويات أهدافه خلال المرحلة المقبلة، لكن المقاومة الفلسطينية ما تزال متماسكة وتطلق الصواريخ من المناطق التي يزعم الاحتلال أنه سيطر عليها.

وتوقع الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن تنتقل إسرائيل خلال المرحلة المقبلة إلى ما يطلق عليه "العمليات الجراحية"، حيث سيتم تحجيم العمليات البرية، وسيركز القصف الجوي على استهداف قيادات المقاومة الفلسطينية.

وقال إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لن يحقق أي أهداف عسكرية من الحرب التي يشنها على قطاع غزة، وقد تتوقف العمليات البرية خلال أسبوعين إلى 3، ولكن هذا الأمر يرتبط بالموقف الأميركي الذي وصفه الدويري بالمتلوّن.

وكانت شبكة "سي بي إس نيوز" أوردت عن مسؤولين أميركيين أن تل أبيب أبلغت واشنطن باكتمال المرحلة الحالية من الغارات الجوية المكثفة والعملية البرية الكبيرة خلال أسبوعين أو 3. غير أن مسؤولا أميركيا قال إن ذلك لا يعني نهاية العمليات القتالية.

وتعليقا على ما أوردته هذه الشبكة، أكد الدويري أنه ستكون هناك إعادة صياغة لأولويات الأهداف، وستُستخدم القوات الإسرائيلية بتحديد أكبر مما هو حاصل الآن، بالإضافة إلى توجه بخفض للتصعيد وللقصف وإعطاء أماكن آمنة للنازحين، وهو التوجه الذي يأتي بعد أن دمر الاحتلال 80% من قطاع غزة.

وأضاف أن جيش الاحتلال الذي فشل في تحقيق الأهداف التي وضعها وأدناها إنقاذ المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، يسعى الآن لإعادة صياغة العمليات، حيث ستكون مبنية على معلومات محدثة وبالتنسيق مع غرفة العمليات المشتركة التي فيها 5 أجهزة استخبارات عالمية (أميركي، بريطاني، فرنسي، إيطالي، ألماني) إلى جانب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

وعمّا إذا كانت هناك معطيات جديدة تعتمد عليها إسرائيل في عدوانها على غزة، أوضح الدويري أن أجهزة الاستخبارات لن تستطيع تحديد مواقع المحتجزين، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يمكنها أن تضعهم في مكان واحد، وبالتالي هم موزعون حسب رؤية المعركة مع الاحتلال.

وجدد الخبير العسكري التأكيد على أداء كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- وبقية فصائل المقاومة في قتالها مع جنود الاحتلال، مؤكدا أنهم ما يزالون متماسكين وقادرين على إدارة المعركة، ورغم زعم الاحتلال أنه سيطر على 40% على شمال قطاع غزة، تطلق صواريخ المقاومة وتصل إلى وسط فلسطين المحتلة.

الموت والدمار لاحق النازحين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه وارتقى منهم شهداء وجرحى (الجزيرة) خطابات للاستهلاك الإعلامي

وأشار رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، الدكتور بلال الشوبكي أن الأهداف المعلنة من قبل الاحتلال لم يتم تحقيقها، وهي إعادة المحتجزين، وما يعتبرونه تقويض مقدرات حركة حماس العسكرية وبقية الفصائل الفلسطينية.

ورأى أن المسألة لم تعد متعلقة فقط بالاشتباكات داخل قطاع غزة بين مقاتلي المقاومة وجنود الاحتلال، وإنما بالصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من مناطق يزعم الاحتلال أنه سيطر عليها.

ومن جهة أخرى، ربط التصريحات الأميركية الجديدة بخصوص العلاقة مع إسرائيل، بضغوط داخلية وخارجية، وأيضا بالمعطيات على الأرض، ولكن الشوبكي قلل من مسألة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب بشأن الحرب في غزة، مؤكدا أن جزءا من الخطابات الأميركية مثل ضرورة تجنيب المدنيين، وأن يكون هناك أفق سياسي للعملية العسكرية الإسرائيلية هو للاستهلاك الإعلامي الداخلي ولحلفاء واشنطن في الخارج.

وقال إن الخطابات الأميركية يترافق معها طمأنة للاحتلال الإسرائيلي بأن هناك دعما أميركيا لاستمرار الحرب، مع نصائح بإعادة ترتيب هذه العملية، بحيث تكون أكثر دقة، مشيرا إلى أن ما جرى خلال هذا اليوم من استهداف لمدرسة فيها مراسلو قناة الجزيرة يؤكد أن كل ما يصدر عن واشنطن لا تأخذه إسرائيل بعين الاعتبار.

ويذكر أن الزميل سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة استشهد وأصيب الزميل وائل الدحدوح مراسل القناة خلال تغطيتهما القصف الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أول تعليق لـ “حماس” على قرار أنصار الله بإمهال الاحتلال 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية

حماس تُثمّن قرار أنصار الله بإمهال الاحتلال 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية لدعم غزة

الجديد برس| خاص|

ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “قرار حركة أنصار الله، بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بإمهال العدو الصهيوني أربعة أيام قبل استئناف العمليات البحرية الهادفة إلى فرض حصار على موانئ الاحتلال، في حال استمرار حكومته الفاشية في منع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة”.

وأكدت حماس في بيان لها مساء اليوم الجمعة، على حسابها على منصة التليجرام رصدها “الجديد برس” ، أن هذا القرار الشجاع يعكس عمق ارتباط الشعب اليمني الشقيق بقيادة أنصار الله بالقضية الفلسطينية والقدس، مشيرة إلى أنه امتداد لمواقف الدعم والإسناد التي قدمتها الحركة والشعب اليمني على مدار خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف جريمة التجويع التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، من خلال إغلاق المعابر ومنع دخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

كما دعت شعوب ودول العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ خطوات فاعلة لكسر الحصار عن إخوانهم في قطاع غزة، والعمل بكل السبل لإفشال مخطط الاحتلال الفاشي لتجويعهم وحرمانهم من حقهم في الحياة.

وأكدت حماس أن هذا القرار اليمني يعكس التضامن العميق مع الشعب الفلسطيني، ويُظهر استمرار دعم اليمن للقضية الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشددة على أهمية توحيد الجهود العربية والإسلامية لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وكسر الحصار المفروض على غزة.

هذا القرار يأتي في إطار التصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني، مما يستدعي ردود فعل قوية من القوى الداعمة للقضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة “تعميق لحرب الإبادة”
  • الخارجية الفلسطينية تدين قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة
  • غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية
  • المكتب الإعلامي بغزة يحذر من عودة المجاعة وانعدام مياه الشرب وانهيار المنظومة الصحية
  • “أمن المقاومة الفلسطينية” يكشف ضبط متخابر مع العدو خلال مراسم تسليم الأسرى
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • خبير: نزع سلاح المقاومة الفلسطينية لن يحدث إلا في هذه الحالة
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • صحف عالمية: غضب في تل أبيب من محادثات واشنطن وحماس السرية.. وخطط إسرائيلية لجر المقاومة الفلسطينية للقتال مرة أخرى
  • أول تعليق لـ “حماس” على قرار أنصار الله بإمهال الاحتلال 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية