شهدت السينما الأمريكية خلال الآونة الأخيرة تقديم عدد كبير جدا من أفلام السيرة الذاتية، والتي تناول شخصيات تاريخية وفنية عظيمة، ونجحت هذه الأفلام في جذب عدد كبير من الجمهور في مختلف أنحاء العالم، ويعرض حاليا فيلم "نابليون" عن الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت، وفيلم "بريسيلا" عن حياة نجم الروك الأمريكي إلفيس بريسلي، كما نجح فيلم "أوبناهيمر" والذي عرض مؤخرا في تحقيق نجاح تجاري كبير في العديد من دول العالم، حيث تناول قصة حياة مخترع القنبلة الذرية روبرت أوبنهايمر.

 

لكن السينما المصرية، شهدت خلال الآونة الأخيرة تقديم عدد قليل جدا من أفلام السيرة الذاتية، بالرغم من النجاح الكبير الذي حققته بعض هذه الأفلام، والتي كان من أبرزها فيلم "أيام السادات"، والذي تم عرضه في عام 2001، وتناول قصة حياة الرئيس الراحل أنور السادات.

تحدث عدد من نقاد الفن لـ"البوابة نيوز"، عن أفلام السيرة الذاتية المصرية، وهل تم تقديمها بشكل جيد أم لا؟... 

الناقد طارق الشناوي

عوامل التراجع عن تقديم أفلام السيرة الذاتية

قال الناقد طارق الشناوي، إن السينما المصرية لم تنجح في تقديم أفلام سيرة ذاتية قوية سوى في تجارب قليلة، ونحن بعيدون عن المقارنة بأفلام السيرة الذاتية الأمريكية، لأننا لا نمتلك القدرة والجرأة على مناقشة بعض الجوانب الحياتية لبعض الشخصيات خوفا من الورثة، وهناك عوامل خوف تجعلنا نتراجع عن تناول أفلام السيرة الذاتية.

وتابع "الشناوي" لـ"البوابة نيوز"، هناك الكثير من الشخصيات التي تم تناولها في السينما المصرية والدراما بطريقة سطحية، ولم يكن هناك عمق في التناول، باستثناء فيلم "أيام السادات"، والذي كان به العديد من العوامل التي ساعدت على نجاحه، وأهمها أنه من بطولة الراحل أحمد زكي الذي كان يعشق تقديم الشخصيات، وفيلم "أيام السادات" كان من إنتاجه، وكان هو المسئول عن اختيار النص والمخرج والأبطال.

وأضاف أن السينما والدراما المصرية شهدا مؤخرا حالة من التشبع في تناول أعمال السيرة الذاتية خاصة الدراما، التي تناولت في بداية الألفينيات عدد كبير من أعمال السيرة الذاتية مثل "السندريلا وحليم وأم كلثوم"، كما أن هناك شخصيات مشتركة ظهرت مع أكثر من شخصية وأصبحت متكررة مثل شخصيات صلاح جاهين وعبد الوهاب وغيرهما، وهذا التشبع أدي إلى عدم التحمس لتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية.

الناقدة ماجدة خير الله

يجب تقديم الشخصيات دون تجميل

وقالت الناقدة ماجدة خير الله، إن السينما المصرية لم تتناول أفلام السيرة الذاتية بالشكل المناسب، سوى في عدد قليل جدا من التجارب الفنية، مثل "ناصر 56 وأيام السادات" وهذه الأفلام نجحت تجاريا بسبب القيمة الكبيرة للرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات، بجانب الدعاية الجيدة لهذه الأفلام.

وتابعت ماجدة خير الله خلال حديثها لـ "البوابة نيوز"، أن هناك فروقا كبيرة بين أفلام السيرة الذاتية المصرية وأفلام السيرة الذاتية الأمريكية، لأننا في الكثير من الأحيان نظهر الشخصيات بصورة ملائكية، لكن الغرب يظهرون الشخصيات كما هي بإيجابياتها وسلبياتها دون تجميل، وليس بالضرورة أن نشوه الشخصية التي يتم تقديمها في عمل فني، ولكن يجب أن تقدم الشخصية كما هي إنسان طبيعي يمر بلحظات نجاح وانكسار وعرض الأزمات في حياته، مما يساهم في تقديم دراما جيدة.

الناقدة خيرية البشلاوي

قادرون على تقديم أفلام سيرة ذاتية جيدة

فيما قالت الناقدة خيرية البشلاوي، إن السينما الأمريكية تفوقت على السينما المصرية في أفلام السيرة الذاتية، لأن لديهم خطة جيدة لتناول هذه الأعمال الفنية، لذلك يقدمون عددا كبيرا من أفلام السيرة الذاتية، أما في مصر فلم نقدم سوى عدد قليل من أفلام السيرة الذاتية، بالرغم من أننا لدينا عدد كبير جدا من الفنانين والأدباء والشخصيات التاريخية العظيمة التي تستحق أن يتم تناول قصة حياتها في عمل سينمائي.

وأشارت "البشلاوي"، خلال حديثها لـ "البوابة نيوز"، إلى أن نجاح أي عمل فني مرتبط بعدة عوامل، وأعمال السيرة الذاتية تحتاج إلى إنتاج ضخم خاصة في الشخصيات التاريخية والتي عاشت في فترات زمنية مختلفة، لذلك تحتاج من أجل تقديم هذه الشخصيات إلى تقديم تفاصيل الحياة في الفترة الزمنية نفسها، وإذا توافرت العوامل الفنية الجيد بالطبع سوف تحقق هذه النوعية من الأفلام النجاح.

وتابعت : السينما المصرية نجحت في تقديم أفلام جيدة لفترات زمنية مختلفة مثل "كيرة والجن وحرب كرموز"، وبالرغم من أنها أفلام لا تتناول سيرة ذاتية، إلا أنها تناولت عصورا مختلفة، وهذا مؤشر على أن السينما المصرية قادرة على تقديم أفلام سيرة ذاتية جيدة إذا تم الاهتمام بهذه النوعية من الأفلام، ولكن صناعة السينما أصبحت مؤخرا تهتم بالأفلام الترفيهية أكثر من الجانب الثقافي والتاريخي.

الناقد عصام زكريا

لم يتم تقديمها بالشكل المناسب وأفضلها "أيام السادات"

من جانبه؛ قال الناقد عصام زكريا، إن هناك الكثير من العوامل التي تساهم في نجاح أو فشل الأعمال الفنية التي تتناول سيرة أي شخصية، ومن ضمنها العوامل المشتركة مع أي فيلم سينمائي وهي الإخراج الجيد والتأليف الجيد والتمثيل الجيد، وهي عناصر أساسية لنجاح أي عمل فني، وهناك عوامل خاصة بهذا النوع من الأفلام، وأهمها أن تكون الشخصية نفسها ذات أهمية، وحياة الشخصية مليئة بالأحداث الدرامية والتحديات والصراعات والنجاحات كي تصلح أن يتم تقديمها في فيلم سينمائي، لأن هناك شخصيات ناجحة وذات أهمية ولكن حياتهم ليس بها أحداث درامية تساعد على تقديم فيلم جيد.

وتابع "زكريا" خلال حديثه لـ"البوابة نيوز"،  لابد أن يكون هناك صدق في تناول حياة الشخصية التي يتم تقديمها في عمل سينمائي، والبعد عن تلميع الشخصية كي يتم تقديم فيلم سينمائي جيد، وأن يتم تقديم عيوبه ومميزاته ونقاط قوته ونقاط ضعفه، ولذلك عندما ينتصر في النهاية يكون انتصاره له معني.

واستدرك قائلا: لكن ليس من الطبيعي أن يكون منذ ولادته وهو يتمتع الأخلاق والحكمة ولا توجد غلطة في حياته، فهذا لا يصلح لتقديم دراما جيدة، كما لابد من الاهتمام بالشخصيات الأخرى خاصة التي لديها صراعات مبررة مع الشخصية الرئيسية.

وأضاف "زكريا"، معظم أفلام السيرة التي تناولتها السينما المصرية لم يتم تقديمها بالشكل المناسب، وربما كان أفضلها فيلم "أيام السادات"، لأنه تم تقديم جميع المراحل الهامة في حياة الرئيس أنور السادات وتم تقديم لحظات القوة والضعف في حياته، لهذا خرج الفيلم بهذا الشكل المميز.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السينما الأمريكية نابليون نابليون بونابرت بريسيلا السينما المصرية أفلام السيرة الذاتية السینما المصریة البوابة نیوز هذه الأفلام سیرة ذاتیة یتم تقدیم تم تقدیم عدد کبیر جدا من

إقرأ أيضاً:

تركيا تقتحم عالم الفضاء بقوتها الذاتية

أعلن وزير المواصلات التركي أن القمر الصناعي الأول المحلي والوطني في تركيا “Türksat 6A” قد أكمل اختباراته في مداره النهائي عند 42 درجة شرقًا. وأوضح أن القمر الصناعي سيتم تشغيله نهاية هذا الشهر، مؤكداً أنه يتمتع بقوة 8.4 كيلوواط، وسيغطي 10 دول ضمن نطاقه.

إعلان طال انتظاره
كشف وزير المواصلات والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورالوغلو، عن الخبر الذي كان ينتظره ملايين المواطنين، مشيرًا إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في دخول “Türksat 6A” الخدمة الفعلية.

وفي تصريحاته، أكد الوزير أن القمر الصناعي قد أتم اختباراته النهائية الشهر الماضي في مداره عند 42 درجة شرقًا، وقال:
“نحن الآن في مرحلة الإعداد النهائي للبرمجيات الأرضية والاستعدادات التشغيلية، ونتوقع أن يتم تشغيل القمر الصناعي رسميًا بنهاية هذا الشهر”.

اقرأ أيضا

رئيس “زورلو القابضة” في قبضة الأمن التركي..…

الأحد 02 مارس 2025

إطلاق ناجح في يوليو الماضي
أوضح الوزير أورالوغلو أن “Türksat 6A” كان مشروع بحث وتطوير استمر لمدة 10 سنوات، وخضع لاختبارات صارمة قبل إطلاقه، مشيرًا إلى أنه تم إطلاقه بنجاح يوم 9 يوليو 2024، في تمام الساعة 02:30 فجرًا بتوقيت تركيا، من قاعدة كيب كانافيرال للقوات الفضائية في ولاية فلوريدا الأمريكية، باستخدام صاروخ Falcon 9 التابع لشركة SpaceX.

عدد الأقمار الصناعية التركية النشطة يصل إلى 9
وأكد الوزير أن “Türksat 6A” قد تم تطويره بالكامل من قبل المهندسين الأتراك، ليكون بذلك أول قمر صناعي محلي بالكامل في تاريخ تركيا. ومع إطلاقه بنجاح، ارتفع عدد الأقمار الصناعية النشطة في تركيا إلى 9 أقمار، وهي مقسمة إلى:

6 أقمار صناعية للاتصالات:
(Türksat 3A, Türksat 4A, Türksat 4B, Türksat 5A, Türksat 5B, Türksat 6A).
3 أقمار صناعية للمراقبة والاستطلاع:
(Göktürk-1, Göktürk-2, İMECE).
وأضاف الوزير أورالوغلو:
“تم الانتهاء من جميع الاختبارات اللازمة للقمر الصناعي “Türksat 6A” في مداره النهائي عند 42 درجة شرقًا خلال شهر فبراير، والآن يتم استكمال عمليات البرمجة وإعدادات التشغيل الأرضية. ووفقًا للخطة، سيتم تشغيل القمر الصناعي رسميًا في مداره النهائي في نهاية هذا الشهر”.

مقالات مشابهة

  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية
  • إيناس الدغيدي: السينما المصرية والعربية مش هتجيب حد زي سعاد حسني
  • سعرها يصل لـ20 مليون جنيه.. سر السيارة التي ظهرت في إيلون مصر ومدفع رمضان
  • إيناس الدغيدي: آثار الحكيم قالت إني ويوسف شاهين خربنا السينما المصرية
  • الإدارة الذاتية الكوردية في سوريا تحذر من إيقاف العراق إعادة رعاياه
  • تقديم 250 وجبة إفطار يوميا بالمنيا ضمن مبادرة مطبخ المصرية
  • الخبوبية تشعل الجدل: نصائح عن التوفير بإطلالة ذهبية! .. فيديو
  • قصور الثقافة تتألق فى رمضان .. احتفالات مكثفة بالمحافظات .. أفلام مجانية بقصر السينما طوال الأسبوع
  • تركيا تقتحم عالم الفضاء بقوتها الذاتية
  • منصة الأوسكار تتهاوى.. هل انتهى عصر جائزة السينما الأشهر؟