«بحر الحياة» نافذة على التجربة الفنية البحرينية ومديات تقدّمها
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
عبر نافذةٍ تُفتح ليُطل العالم من خلالها على التجربة الفنية البحرينية، أٌقيم في العاصمة الأمريكية (واشنطن)، معرض «بحر الحياة؛ فن حديث ومعاصر من البحرين»، مستعرضًا عينةً من الاشتغالات الفنية التي تمثل جسرًا بين الأجيال، منذُ الرواد وحتى الفنانين الشباب، لتلقي بضع ضوءٍ على جانب صغير من التجربة الفنية البحرينية، وما شهدته من تطورات واشتغالات تضاهي أحدث التجارب العالمية.
ارتكز المعرض على عرض جانبٍ من حداثة الفن البحريني، واتصاله ببيئته وثقافته، إذ جاء في البيان، بأن الفنانين المشاركين «يستكشفون ارتباطهم العميق بالبيئة الطبيعية في البحرين، ومواردها، وطقوسها وأساطيرها»، وهو الأمر المتجلي في الأعمال المشاركة، بدءاً بعمل الفنان عبد الكريم العريض، الذي وثقت اشتغالاته للبحرين في مختلف حقبها، حيثُ يُعرض له عمل تجريدي يبين المديات التي واكب من خلالها جيل الرواد الحركات الفنية الحديثة، منذُ العقود الأولى لانطلاق الحركة الفنية في البحرين. فيما يُبرز عمل الفنان ناصر اليوسف، جانبًا من حداثة الفن البحريني، الذي استطاع أن يوظف الموضوعات المحلية بأنماطٍ فنية معاصرة، أبرزت البيئة البحرينية، وعناصر الثقافة المحلية، وطبيعة العلاقات الإنسانية والاجتماعية. فيما جاء عمل الفنان الشيخ راشد آل خليفة، كاشتغالٍ تأملي في طبيعة العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، على مستوى التأمل المعماري بشكلٍ فني، ليُعيد طرح إشكالية الأصالة والمعاصرة. أما الفنان إبراهيم بوسعد، فيعرض عملاً سرياليًا يتمحور حول علاقة الإنسان بذاته وبالآخرين والأشياء؛ وهي علاقة في اشتغالات بوسعد تتأصل من التفكير في العلاقات الإنسانية التي تشكل المجتمع البحريني. وتذهب الفنانة بلقيس فخرو في تجريدها المطلق، إلى استيحاء البيئة المحلية، وألوانها المتمثلة في الطبيعة الصحراوية للبحرين، وألوان عمارتها الرملية.
ويقارب الفنان عباس يوسف في اشتغالاته أصالة الخط العربي، وطواعيته في معاصرة الفنون. فيما يبرز الفنان جمال اليوسف بعمله النحتي الزجاجي، جانبًا من جوانب الإبداع البحريني في الاشتغالات على مختلف الخامات، حيثُ يعد اليوسف من الفنانين القلائل خليجيًا وعربياً الممارسين لهذا النوع من النحت. أما غادة خنجي، فتذهب بعيدًا في استكشاف ما يتصل بمختلف العناصر المستوحاة من مختلف الثقافات، للخروج بعمل سيرالي مرتكز على الذات، ومشغول بمالجة مختلف جوانبها فنيًا، بأسلوب مقارب لأسلوب (فريدا كاهلو). وتقدم الفنانة عائشة حافظ زخرفية تعكس البعد الحضاري للبحرين، حيثُ تستوعي الأختام الدلمونية، لتعيد توظيفها في اشتغالٍ فني. أما الفنانة مروة آل خليفة، فتقدم عملاً تأمليًا، يطرق الأبعاد الميتافيزيقية، معولاً على تأويلات المتلقي.
ويعكس عمل الفنان محمد المهدي، جانبًا من اشتغالات الفن الفطري البحريني، حيثُ الاشتغالات المقاربة للفن الطفولي، الذي يحاكي بأبعادٍ فلسفية، رؤى الطفل لهذا العالم، أو الرؤى البسيطة للأشياء على تعقيدها. فيما تقدم الفنانة مريم النعيمي، عملاً مفاهيميًا يستكشف علاقة المجتمع البحريني بالماء، وتشكيلاتهُ التي تأسست بناءً على هذه العلاقة، وكيف لعب دورًا رئيسًا في محورة العلاقات الاجتماعية، والإنسانية، والبيئية.
من جانبه يذهب جعفر العريبي في عمله الانطباعي، إلى اشتغالٍ متصل بإيكولوجيا البحرين وطبيعة نباتاتها. فيما تقدم الفنانة مشاعل الساعي، عملاً يزاوج بين الموروث، والتراث، والأساطير البحرينية، والواقع المعاصر وحيثياته، عبر معالجات فوتوغرافية، تجلي الأفكار التي تتخلق عنها هذه العلاقة، وما تفضي إليه من قراءات جديدة.
هذه الأعمال المتصلة بالفضاء البحريني الثقافي، والبيئي، والحضاري... والمنفذة بأساليب فنية حديثة، تفتح نافذةً يطل من خلالها المتلقي الآخر على أشكال الاشتغال الفني في مملكة البحرين، وهو أمر ينبغي استمراره، لفتح آفاقٍ أوسع لهذه التجربة، كي تخرج من حدود جغرافيتها المحلية والعربية إلى فضاءٍ عالمي، وهو الأمر الذي أكد عليه نائب رئيس المجلس الوطني للفنون، الشيخ تركي بن راشد آل خليفة، في كلمة الافتتاح، مشيرًا إلى أن المجلس إلى جانب عمله على تطوير المجالات الفنية في المملكة، يسعى لـ«إيجاد المزيد من الفرص لإبراز الفنانين البحرينيين دوليًا، وغرس المزيد من بذور التعاون في المجالات الفنية مع الدول الصديقة».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا عمل الفنان جانب ا
إقرأ أيضاً:
معالي قيس اليوسف: العلاقات العمانية الروسية تشهد نقلة نوعية
العُمانية: أوضح معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى روسيا الاتحادية تأتي لتؤكد على أهمية العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الصديقين، التي بُنيت على أسس من الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك.
وأكد معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا على مر السنوات، انعكس في نمو حجم التعاون وتعدد مجالاته، مما يُجسد رغبة البلدين الصديقين لتعزيز أواصر الشراكة وتوسيع مجالاتها لتشمل آفاقًا أكثر تنوعًا وابتكارًا.
وقال معاليه إن العلاقات بين البلدين شهدت نقلة نوعية خلال السنوات الماضية، تُوجت بمشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي لعام 2023م، وهي مشاركة تاريخية شكلت منصة مهمة للتعريف بالمقومات الاقتصادية والثقافية لسلطنة عُمان وقد أتاحت الفرصة لعقد لقاءات رفيعة المستوى مع مؤسسات وشركات روسية، وأسهمت في تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات.
وأضاف معاليه أنه لا يمكن الحديث عن العلاقات العُمانية الروسية دون الإشارة إلى البعد الثقافي الذي يشكل جسرًا مهمًّا للتقارب بين الشعبين، حيث يرتكز هذا الجانب على التبادل المعرفي والفني، والمشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية والمعارض الدولية، إن التعاون الثقافي يعكس عمق الإرث الحضاري لكلا البلدين، ويساهم في ترسيخ التفاهم الإنساني، ويعزز من فرص الحوار والتواصل بين المؤسسات والمجتمعات.
وأشار معاليه إلى أن روسيا الاتحادية تُعد شريكًا استراتيجيًّا مهمًّا لسلطنة عُمان، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تؤمن بأهمية البناء على هذا الإرث المشترك، من خلال ترجمة التوجهات السامية لجلالة السلطان المعظم – أيده الله – إلى شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية متقدمة، تستند إلى مبادئ المصالح المتبادلة والرؤية المستقبلية “عُمان 2040.
وأكد معالي وزير التجارة والصناعة لترويج الاستثمار إن هذه الزيارة التاريخية تمثل محطة مفصلية في مسيرة التعاون الثنائي، وتفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات أكثر تكاملًا، من خلال تفعيل الشراكات في قطاعات ذات أولوية مثل الصناعة، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والأمن الغذائي، والطاقة، والتقنيات الحديثة، والصناعات التحويلية مؤكدًا سعيه إلى تعميق التعاون في مجالات الابتكار وتبادل المعرفة التقنية، بما يعزز من التنافسية ويحقق النمو المستدام.
وقال معاليه إن هذه الزيارة تأتي لتتوج جهودًا متواصلة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، من بينها بروتوكول التعاون الاقتصادي والفني، ومشروع إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، ومذكرات في مجالات تغيّر المناخ والتنمية منخفضة الكربون، والنقل والعبور، والتي تسهم جميعها في تعزيز الإطار المؤسسي للتعاون، وتوفير منصات حقيقية للقطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين.
وأضاف معاليه إن العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية ليست فقط علاقات قائمة على المصالح، بل هي نموذج للتفاهم العميق والانفتاح البنّاء على المستقبل، متطلعًا معاليه من خلالها إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، وتنمية سلاسل التوريد، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، مثل التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، بما يتماشى مع تطلعات البلدين للتنمية المستدامة.
وأكد معاليه أنه إيمانًا بأهمية التنسيق المستمر في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، فإن سلطنة عُمان تحرص على إيجاد بيئة استثمارية جاذبة وآمنة، تدعم ريادة الأعمال وتُسهم في تعزيز التبادل التجاري وتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة.
وقال معالي قيس بن محمد اليوسف إنه على ثقة بأن هذه الزيارة المباركة ستُشكّل منطلقًا لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق، تُعزز من حضور سلطنة عُمان كوجهة استثمارية واعدة، وشريك موثوق به على المستوى الدولي، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – ومبادئ الصداقة والتعاون التي تجمعنا بروسيا الاتحادية.