للمكفوفين حق فى ممارسة الحياة بشكل طبيعى، وكذلك الرياضة. ومن هنا جاءت فكرة لعبة كرة الهدف التى تُعرف بين الأوساط كافة بـ«كرة الجرس» لكونها تعتمد على كرة مطاطية تقترب من حجم كرة السلة، بداخلها أقراص معدنية تصطدم ببعضها محدثة أصواتاً تشبه صوت الجرس لتمكين اللاعب من معرفة مكانها داخل الملعب ليسهل عليه تسديدها والتصدى لها، وتلك الفكرة تعتمد على حاسة السمع القوية لدى المكفوفين.

وبحسب خبراء اللعبة فإن كرة الهدف «الجرس» لا يمارسها المكفوفون فقط، حيث يمكن لضعاف البصر ممارستها أيضاً، ولهذا فإن كافة الفرق ترتدى نظارات سوداء تحجب الرؤية تماماً حتى يكون هناك تكافؤ فرص بين من يبصرون بشكل طبيعى وبين هؤلاء الذين حُرموا نعمة الإبصار، ولكن هذا الأمر لا يعنى أن الأسوياء يمكنهم المشاركة فى بطولات المكفوفين كلاعبين وإنما مشاركتهم تكون فى صورة أجهزة فنية وحكام ومنظمين.

لعبة كرة الجرس ظهرت لأول مرة عام 1946 وكان الهدف حينها إعادة تأهيل المحاربين الذين فقدوا أبصارهم خلال الحروب، وكانت هناك شروط لا بد من توافرها خلال المباريات، من بينها ضرورة ارتداء أغطية للعين غير شفافة لضمان العدالة لكون المكفوفين يصنفون درجات ولا يصح أن يكون أحد اللاعبين لديه نسبة عالية من الإبصار تفوق زملاءه المنافسين، وهنا تفقد اللعبة حياديتها، فوجود أغطية العين ضرورة ملحة لضمان العدالة، وهناك شرط آخر من بين الشروط التى وضعها المبتكرون الأوائل لتلك اللعبة، وهو أن يكون الرياضيون الممارسون لها لديهم 10% أو أقل من الرؤية ليُسمح لهم قانوناً باللعب ويتم تصنيفهم على أنهم مكفوفون، تلك كانت شروط اللعبة خلال أولمبياد تورونتو 1976، وبعد النجاح الساحق لتلك النسخة قررت اللجنة المنظمة للبطولة إقامة أول دورة عالمية فى النمسا عام 1978 وأصبحت تنظَّم كل أربع سنوات، وبعد أن اتخذت تلك القيمة والأهمية تقرر إنشاء الاتحاد الدولى لرياضة المكفوفين عام 1981 ليكون دوره تنظيم البطولة وإدارتها إلى جانب وضع اللوائح المنظمة للعبة.

«حبيب»: أساسها دحرجة الكرة ناحية المنافس وهناك خطط تناسب كافة الخصوم

بحسب الكابتن محمود حبيب، مدرب كرة الجرس، فإن اللعبة تتكون من 6 لاعبين على أرضية الملعب، وهذا ما يعنى أن كل فريق يتكون من 3 لاعبين، ينقسمون إلى 2 باك وسنتر، ولكل منهم مهام محددة داخل الملعب، يرمون الكرة فى مرمى الخصم لتسجيل النقاط، وفى تلك المرحلة يكون الوضع التشريحى الصحيح للاعب هو أن يكون متكئاً على يديه وركبتيه حتى يتمكن من الدفاع عن شباك مرماه فى ملعب عرضه 9 أمتار وطوله 18 متراً: «أساسها دحرجة الكرة ناحية المنافس وكده بيكون وضع الفريق هجومى، لكن لو الفريق التانى تمكّن من صدها على طول بيتحول الوضع من الهجوم للدفاع».

لضمان أن تكون اللعبة التى يرسلها اللاعب صحيحة لا بد أن يتذكر جيداً أنه لا بد له من رميها بتكنيك معين يجعلها تلمس أرضية الملعب مرة واحدة على الأقل حتى لا يُحتسب خطأ يستوجب العقوبة، وفى حالة فشل اللاعب فى الرمية يحتسب الحكم عقوبة يتصدى لها اللاعب المخطئ: «الماتش شوطين، كل شوط 12 دقيقة ملعوبة، وده معناه إن الوقت بيقف مع كل توقف فى الماتش علشان يكون فيه ضمان إن الماتش يتضمن الوقت الفعلى وإن مفيش فريق يضيّع وقت لما يكون كسبان».

«وجدى»: المدير الفنى عين الفريق ولا بد له من تطوير مهاراته التدريبية

يقول الكابتن أحمد وجدى، المدير الفنى لفريق رسالة للمكفوفين، إن هناك أمراً لا بد من النظر إليه وهو كيفية تجهيز اللاعبين والتعامل معهم بشكل يسمح بممارسة اللعبة دون أزمات صحية أو إصابات، وهذا الأمر يتم من خلال تدريب بدنى قبل العمل على تدريبات التعامل مع الكرة، وخلال تلك المرحلة يزداد التعامل مع العضلات لتقليل الإصابات خلال المباريات: «بعد كده بندخل فى تدريب مهارات الكرة وهى عديدة منها هجومية بنركز فيها على المهارات الخاصة بتصويب اللاعب على الأماكن المختلفة فى المرمى، واللاعب بيكون فى مكان معين خلال الشوط وفى المرحلة دى بنعلمه التصويب على كل مكان فى المرمى».

لابد أن يجيد اللاعب الموجود داخل أرضية الملعب التصويب بشكل جيد ويعلم أين يضع الكرة كى تمر من دفاع الخصم وتستقر بالمرمى، كما يجب أن تكون لديه القدرة على توجيه الكرة فى المكان الذى يحدده المدرب خلال المباراة مع التوقف لأن إعطاء توجيهات خلال سير اللقاء خطأ يستوجب توقيع عقوبة: «ببقى مثلاً عايز أشوط فى التلت باك اليمين، ودى بتبقى نقطة الضعف بتاعة الفريق المنافس، فلازم اللاعب يعرف يوجه الكورة فى أى مكان فى ملعب الخصم، علشان كده التدريبات بتبقى شاقة واللاعب ما بيكتسبش المهارة بسهولة لكن مع تكرار التدريبات بيتقن المهارة».

الدفاع فى كرة الجرس له تدريبات خاصة، وذلك لأن اللاعب لا بد له أن يدرك مساحات الملعب كافة، خاصة لأنه معرَّض خلال المباراة لصد ركلات جزاء إذا ما كان سبباً فى وقوعها، وهنا لا بد من أن يكون مدركاً لكافة نقاط الملعب، ووضعيته داخله، ولا بد أن يكون اللاعب لديه وعى تكتيكى لتغطية زميله فى الملعب خلال اللقاء: «بندرب اللاعب على التصدى للكرات العالية وإزاى يكون فيه تناغم على أرضية الملعب وكمان طرق تغطية زميله وسد ثغرات الملعب، ولأنى كنت لاعب كرة جرس زمان فعندى تفاصيل مهمة بنقلها للاعبين، ده بخلاف إحساسى بكل شبر فى الملعب».

للوصول بمستوى اللاعبين لأعلى درجات المهارة والتركيز يعمل «وجدى» على تطوير مهارات التدريب لديه إلى جانب متابعة كل ما هو جديد فى عالم كرة الجرس العالمية: «بشتغل على نفسى وبسمع كتير علشان أعرف آخر التطورات والمهارات والتكتيكات وأنقلها للاعبين علشان دورى بالنسبة لهم أهم ما يكون لأن المدرب هو عين الفريق».

استراتيجية اللعب فى لعبة كرة الجرس تعتمد على الدفاع عن المنطقة من خلال الباك اليمين واليسار، واللاعب الموجود فى منتصف الملعب الذى يسمى السنتر، وهو المركز الأكثر أهمية عند الدفاع، وذلك لأنه يدافع عن أغلبية الملعب عكس لاعبى الجناحين، اللذين يكون لهما دور هجومى أكبر منه عند رمى الكرة خلال الهجوم العكسى، وعن تلك الاستراتيجية يقول الكابتن محمد أحمد، مدرب كرة الجرس، إنه خلال المباراة يقوم لاعب المركز بصد الكرة، وبعدها يمررها إلى الجناح الذى يكون فى وضع استعداد لرمى الكرة، وهنا يعود السنتر مرة أخرى إلى مركزه.

تختلف تكتيكات اللعب باختلاف المدارس التدريبية، فهناك فرق تلجأ إلى لعب الكرة بشكل مُنحنٍ بسرعة بطيئة لإرباك الخصم، وتعتمد بعض الفرق على تغيير موقع الجناحين خلال لعب الكرة فى محاولة لتشتيت المنافس خلال رمى الكرة من جانب مختلف من الملعب.

 كؤوس العالم

1978

فوكلامارت،

النمسا

1982

إنديانابوليس، الولايات المتحدة الأمريكية

1986

رورماند،

هولندا

1990

كالجارى،

كندا

1994

كولورادو إسبرينجز، الولايات المتحدة الأمريكية

1998

مدريد،

إسبانيا

2002

ريو دى جانيرو، البرازيل

2006

سبارتان بيرج، الولايات المتحدة الأمريكية

«بارالمبياد شاركت فيها اللعبة»

1976

تورونتو، كندا

1980

آرنم، هولندا

1984

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

1988

سول، كوريا

1992

برشلونة، إسبانيا

1996

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية

2000

سيدنى، أستراليا

2004

أثينا، اليونان

2008

بكين، الصين

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 الولایات المتحدة الأمریکیة أرضیة الملعب أن یکون

إقرأ أيضاً:

"الإعلاميين": مواجهة الشائعات يكون من خلال توعية الشباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال أيمن عدلي، رئيس لجنة التثقيف بنقابة الإعلاميين، إن النقابة مسؤولة عن العاملين في مجال الإعلام ليس فقط في إطار تقديم الخدمات، وتنظيم المصايف، ولكن في التصدي لبعض التجاوزات. 

وأضاف "عدلي"، خلال حواره مع الإعلامي الدكتور فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن مواجهة الشائعات يكون من خلال توعية الشباب، وتدريب المبدعين في مجال الإعلام، مشيرًا إلى أن نقابة الإعلاميين تُرسل زملاء من أوائل كليات الإعلام إلى كافة القنوات التلفزيونية لإعداد جيل جديد من الإعلاميين.

ولفت إلى أن مصر تمتلك العديد من المبدعين والشخصيات المؤثرة، ودور وسائل الإعلام هو اكتشاف هؤلاء، مشيرًا إلى نقابة الإعلاميين تقف جنبًا إلى جنب المجلس العلى للإعلام في تنظيم وسائل الإعلام.

مقالات مشابهة

  • رئيس البورصة المصرية يشارك قيادات "كاتليست بارتنرز ميدل إيست" فعالية "قرع الجرس"
  • متى يصل رونالدو إلى الهدف الألف في مسيرته؟
  • حسام حسن.. أسطورة الكرة المصرية
  • كين: أجيد «حديث الملعب»!
  • النصر يتغلب على طاقة بالعشرة في دوري كرة القدم الشاطئية
  • "الإعلاميين": مواجهة الشائعات يكون من خلال توعية الشباب
  • فاركو يفوز على إنبي برباعية في الدوري
  • الزمالك يكتسح المعادي واليخت بخماسية في دوري الكرة النسائية
  • الزمالك يقسو على المعادي بخماسية في دوري الكرة النسائية «صور»
  • الزمالك يفوز على المعادى واليخت فى دورى الكرة النسائية