كلية الحقوق بمراكش.. اطروحة دكتوراه تناقش السياسات العمومية وسؤال الالتقائية في تدبير المجال الترابي بالمغرب
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
ناقش الطالب الباحث الحسن بوحمو أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية، عصر اليوم الجمعة 15 دجنبر 2023، بمدرج المختار السوسي بكلية الحقوق بمراكش، في موضوع “السياسات العمومية وسؤال الالتقائية في تدبير المجال الترابي بالمغرب: بحث في مداخل التنمية الترابية“، والتي اشتغل عليها في إطار مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات بنفس الكلية، وأمام لجنة علمية ضمت كل من الأستاذ الدكتور ادريس الكريني، بصفته رئيسا، والأستاذ الدكتور محمد بن طلحة الدكالي الذي تفضل بالإشراف على هاته الأطروحة، وعضوية الأساتذة: الدكتور البشير المتاقي، والدكتور محمد العابدة والدكتور زين الدين الحبيب استاتي.
وبعد مناقشة الأطروحة من قبل الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة، قررت اللجنة التنويه بهذا العمل العلمي، ومنح الطالب شهادة الدكتوراه بميزة. حسن جدا مع التوصية بالنشر.
وحول موضوع الأطروحة، يؤكد الدكتور محمد بن طلحة الدكالي بأن هذا البحث العلمي يندرج في إطار انفتاح وانخراط جامعة القاضي عياض في النقاش العمومي لإيجاد أجوبة علمية للإشكالات المجتمعية المرتبطة بالتنمية، وفي هذا السياق أكد المتحدث أن سؤال الالتقائية محور العديد من التقارير الوطنية أخرها تقرير النموذج التنموي، وهو ما يؤكد الحضور البارز لهذه الإشكالية في مجموعة من الدراسات والوثائق المرجعية والوعي بضرورة تجاوز المقاربات السابقة ونهج مقاربات جديدة واعتبار التقائية السياسات العمومية من المداخل الأساسية للتنمية الترابية.
كما أعتبر الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة، موضوع الأطروحة عاملا محفزا لكافة الطلبة والباحثين لإرشادهم لبذل الجهود في مجال التحصيل العلمي أولا، ومواصلة البحث في قضايا التنمية الترابية ثانيا، لأن التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة على المستوى الدولي، لا يمكن فصلها عن أبعادها الترابية.
ومن أهم الخلاصات التي توصل إليها الباحث اعتبار المرجعية الدستورية والتشريعية المؤطرة لتدخل الفاعلين العموميين يمكن أن تؤسس لمقاربة تنموية جديدة في تعامل السياسات العمومية مع التنمية الترابية على مستوى اللاتركيز واللامركزية والتدبير المؤسساتي والحكامة وتوزيع الاختصاصات والموارد تستحضر التقائية السياسات العمومية رغم بعض التهديدات التي لازالت قائمة.
هذا بالإضافة إلى أن هيمنة السلطات المركزية، من خلال تكريس أحادية النظر إلى المجال الترابي الذي توجهه بسياساتها العمومية خارج أي تنسيق أو تشاور مسبق، وأن تحقيق إلتقائية السياسات العمومية على المستوى الترابي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تكامل الأدوار بين الجوانب السياسية والإدارية، أي كل ما يتعلق بأدوار السلطات المنتخبة ترابيا والسلطات المعينة ترابيا؛ وهو ما لن يتم واقعيا إلا إذا تم فتح حوار ثنائي، تفاعلي وتشاركي وتواصلي بين الطرفين من أجل بناء مقترحات للالتقائية السياسات العمومية الترابية على مستوى القاعدة والمحيط، قبل أن تنطلق في اتجاه المركز للتجاوب معها.
كما أكد الباحث من خلال أطروحته، أن المداخل البشرية والمالية قد أبانت عن وجود نقص كبير في الكفاءات والمعارف الإدارية والمالية ذات الطابع التدبيري والتقني، مما يجعل الموارد البشرية المفترض فيها تنسيق المشاريع التنموية أو تنسيق موارد تمويله، تبقى عاجزة عن ذلك، نظرا لضعف مردوديتها الإنتاجية من جهة ولضعف الاعتمادات التي توجه لتكوينها وتوعيتها من جهة أخرى؛ وأن كل الآليات التي وضعت في سبيل دعم قدراتها تظل بدورها محصورة التفعيل وظيفيا وتقنيا، وهو ما يؤثر سلبا على أداء الدور التنسيقي والتواصلي والتعاوني بين مختلف الفاعلين، ويساهم مباشرة في نقص الانسجام والتنسيق الذي يجب أن يساهم بدوره في التقائية السياسات العمومية الترابية.
كما حاول الباحث تقريب المتتبع من أهمية الالتقائية في مسلسل بلورة السياسات العمومية في المجال الترابي للوصول الى تدبير فعال يتأسس على التناسق والانسجام والتواصل والتناغم والتوافق بين مختلف الفاعلين الترابيين، بغية تحقيق التنمية الترابية.
ويحظى موضوع المناقشة براهنية وأهمية في توجيه العمليات والأدوار والتدخلات التي يقوم بها مجموعة من الفاعلين محليا ومركزيا، على شاكلة أفعال تدبيرية سياسية أو تنظيمية إدارية أو بشرية تقنية أو مالية ميزانياتية؛ لأن تحقيق أفعال الالتقائية لأدوارها في مجال التنمية الترابية، سيحتاج إلى النظر في أهم المداخل التي يمكن الانطلاق منها لإثبات مدى صلاحية الإشكالية التي اعتمدها المترشح لبسط أطروحته في مجال التقائية السياسات العمومية وعلاقتها بتدبير المجال الترابي بصفة عامة؛ مع العلم بأن الأطروحة، تبحث ولأول مرة في مفاهيم تأصيلية جديدة، في مجال الالتقائية، من قبيل: مفهوم “الالتقائية التقعيدية” و”الالتقائية التفاعلية” و”الالتقائية التكاملية التنفيذية“، فضلا عن “دورة الالتقائية“.
الجدير بالذكر أن سؤال الالتقائية طغى على النقاش العمومي في السنوات الأخيرة، بحيث كانت اللجنة الاستشارية للجهوية، قد اقترحت مقاربة شمولية لإصلاح الإدارة اللاممركزة، بهدف الوصول الى ما أسمته “بسياسات عمومية ذات بعد ترابي ومتناسقة القطاعات”.
وفي نفس السياق دعت المناظرة الوطنية الأولى للجهوية المتقدمة، إلى ضرورة تعزيز آليات التخطيط الترابي في تناسق مع السياسات العامة للدولة في مجال إعداد التراب، والعمل على التقائية وتناسق برامج التنمية الجهوية فيما بينها ومع المخططات القطاعية.
كما رصد تقرير النموذج التنموي غياب تناسق عمودي بين الرؤية والسياسيات العمومية المعلنة وغياب الالتقاء الأفقي بين هذه السياسات، وضعف في ترتيب الأولويات، وجعل ذلك من معيقات وكوابح التنمية.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: فی مجال
إقرأ أيضاً:
رسالة دكتوراه تبرز دور الإعلام الأمني باعتباره ركيزة أساسية لدعم منظومة الأمن القومي وحفظ الأمن والاستقرار
أكدت أحدث الرسائل العلمية أهمية دور الإعلام الأمني فى المجتمع باعتباره ليس مجرد ناقل للأحداث ولكنه ركيزة أساسية لدعم منظومة الأمن القومي من خلال نشر الوعي وتعزيز الشفافية وتنمية الحس الأمني والوقائي لدى الأفراد من خلال تعاونهم فى حفظ الأمن والاستقرار.
جاء ذلك في رسالة بعنوان دور الإعلام الأمني في دعم قضايا الأمن القومي للباحث كريم مسعد فهمي شرف بكلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، والتي حصل بها علي درجة الدكتوراة في إدارة المخاطر والأزمات.
وأوضحت الرسالة العلمية أن الإعلام الامني له إسهامه المؤثر في بناء كيان مجتمعي مستقر يمتلك القدرة علي التصدي لكافة التحديات الحالية والمنتظرة التي تواجه البلاد داخليًّا وخارجيًّا، كما أنه أصبح وسيلة لتوسيع الآفاق المعرفية لأفراد المجتمع بحيث يكونوا على اتصال مباشر مع الأحداث.
وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور السيد خاطر العميد السابق لكلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة أستاذ الإحصاء الحيوي والسكاني، والدكتورة إيمان مصطفي مسلم منسق عام البرامج المهنية بكلية الدراسات العليا والبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، واللواء أركان حرب أحمد السيد عبد الرازق نائب الأمين العام لمجلس الدفاع الوطني، والمحاضر بأكاديمية الشرطة، والدكتور أحمد عيسي عبدالله، والدكتور خالد سعد علي قطب.
وأكد الدكتور كريم مسعد فهمي شرف، إن العلاقة بين الأمن والإعلام علاقة ارتباطية، فالإعلام بوسائله المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية) يلعب دور هام وبارز ويؤثر بفعالية فى دعم قضايا الأمن القومي .
وأشار الباحث إلي أن أهمية الدراسة تنبع من كونها تسهم فى فهم طبيعة دور الإعلام الأمني بوسائله المختلفة فى نشر الثقافة والوعي الأمني لدى كافة أفراد المجتمع ومن ثم تعميق علاقة مشاركة المجتمع مع المؤسسات الأمنية فى الأحداث الأمنية وصنع القرار تجاه مجابهة السلوك المعادى للمجتمع بكافة أشكاله .
وقال :"يتأثر الأمن تأثيراً كبيراً بما ينشره الإعلام فالإعلام يخاطب الشعور، والأمن فى حد ذاته شعور يحس من خلاله الفرد بالأمن والأمان لذلك فإن مخاطبة هذا الشعور من خلال أجهزة الإعلام يؤثر تأثير كبير وسريع جداً لذلك يكون للإعلام تأثير كبير على الأمن فقد يكون هذا التأثير على المجتمع تأثير إيجابي يعطى لرجل الأمن الاحترام والثقة بينه وبين المواطن وقد يكون له تأثير سلبي يؤدى إلى تهميش دور الأجهزة الأمنية ويقلل من قدرتها وفاعليتها".
وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء هيئة وطنية لإدارة المخاطر والأزمات وتتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية تهدف إلى تحقيق سياسة الدولة فيما يخص الإجراءات اللازمة لإدارة المخاطر والأزمات والكوارث، بحيث تعتبر الهيئة الجهة الوطنية الرئيسية المسئولة عن تنسيق ووضع الأسس والمعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة المخاطر والأزمات والكوارث، ووضع خطة وطنية موحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.
كما أوصت بتعزيز مسؤوليات إدارة الإعلام والاتصال في رفع درجة وعي المجتمع، من خلال تنظيم ووضع البرامج الوطنية المتعلقة بتثقيف وتوعية المجتمع والمساهمة في بناء المعرفة العامة المتعلقة بالمخاطر والأزمات.
جانبه أكد الأستاذ الدكتور السيد محمد خاطر رئيس لجنة المناقشة أهمية هذا البحث والاستفادة منه ، كما أشاد بمجهود الباحث فى محاولة تقديم افضل نتائج فى البحث المقدم .
وقال خاطر إن موضوع الرسالة له أهمية كبيرة كبري علي المستوي القومي، مشيرًا إلي أنه توصل مجموعة من النتائج والتوصيات تعتبر روشتة سيتم إرسالها إلى صناع القرار ونأمل أن تكون مفيدة للدولة المصرية للحفاظ علي أمننا القومي، كما أنه ستكون مصدرا مهما للباحثين والدراسين في مجال الإعلام والأمن القومي.
كما أشارت لجنة التحكيم على أهمية هذا الموضوع فى الإعلام وتوفيق الباحث فى اختيار عنوان البحث . كما أشاد الدكتور عصام على أمين عبد الصمد عميد كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، بموضوع الرسالة مؤكدا أنها تناولت موضوع مهم جدا لحساسية وأهمية الإعلام وقدرته علي التأثير في المجتمع فضلا عن أهمية الأمن القومي باعتباره ركيزة أساسية لبناء المجتمع.
وأوضح أن قضايا الأمن القومى ودور الإعلام من أهم القضايا التي تشغل الشارع المصري والرأي العام في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها البلاد والتحديات الداخلية والخارجية.
شهد مناقشة الرسالة العلمية من نخبة من الشخصيات العامة في مقدمتهم الدكتور عصام على أمين عبد الصمد عميد كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، اللواء/ حسام الدين إبراهيم العزبي، اللواء/ علاء أبوزيد، اللواء / نبيل المهندس، اللواء/ محمد مصري، اللواء/ وحيد عزت، اللواء/ خالد بيومي العربي، اللواء/خالد شوقي، اللواء/ فهمي هيكل.