ناقش الطالب الباحث الحسن بوحمو أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية، عصر اليوم الجمعة 15 دجنبر 2023، بمدرج المختار السوسي بكلية الحقوق بمراكش، في موضوع “السياسات العمومية وسؤال الالتقائية في تدبير المجال الترابي بالمغرب: بحث في مداخل التنمية الترابية“، والتي اشتغل عليها في إطار مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات بنفس الكلية، وأمام لجنة علمية ضمت كل من الأستاذ الدكتور ادريس الكريني، بصفته رئيسا، والأستاذ الدكتور محمد بن طلحة الدكالي الذي تفضل بالإشراف على هاته الأطروحة، وعضوية الأساتذة: الدكتور البشير المتاقي، والدكتور محمد العابدة والدكتور زين الدين الحبيب استاتي.

وبعد مناقشة الأطروحة من قبل الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة، قررت اللجنة التنويه بهذا العمل العلمي، ومنح الطالب شهادة الدكتوراه بميزة. حسن جدا مع التوصية بالنشر.

 وحول موضوع الأطروحة، يؤكد الدكتور محمد بن طلحة الدكالي بأن هذا البحث العلمي يندرج في إطار انفتاح وانخراط جامعة القاضي عياض في النقاش العمومي لإيجاد أجوبة علمية للإشكالات المجتمعية المرتبطة بالتنمية، وفي هذا السياق أكد المتحدث أن سؤال الالتقائية محور العديد من التقارير الوطنية أخرها تقرير النموذج التنموي، وهو ما يؤكد الحضور البارز لهذه الإشكالية في مجموعة من الدراسات والوثائق المرجعية والوعي بضرورة تجاوز المقاربات السابقة ونهج مقاربات جديدة واعتبار التقائية السياسات العمومية من المداخل الأساسية للتنمية  الترابية.

كما أعتبر الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة، موضوع الأطروحة عاملا محفزا لكافة الطلبة والباحثين لإرشادهم لبذل الجهود في مجال التحصيل العلمي أولا، ومواصلة البحث في قضايا التنمية الترابية ثانيا، لأن التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة على المستوى الدولي، لا يمكن فصلها عن أبعادها الترابية.


ومن أهم الخلاصات التي توصل إليها الباحث اعتبار المرجعية الدستورية  والتشريعية المؤطرة لتدخل الفاعلين العموميين يمكن أن تؤسس لمقاربة تنموية جديدة في تعامل السياسات العمومية مع التنمية الترابية على مستوى اللاتركيز واللامركزية والتدبير المؤسساتي والحكامة وتوزيع الاختصاصات والموارد تستحضر التقائية السياسات العمومية رغم بعض التهديدات التي لازالت قائمة.

هذا بالإضافة إلى أن هيمنة السلطات المركزية، من خلال تكريس أحادية النظر إلى المجال الترابي الذي توجهه بسياساتها العمومية خارج أي تنسيق أو تشاور مسبق، وأن تحقيق إلتقائية السياسات العمومية على المستوى الترابي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تكامل الأدوار بين الجوانب السياسية والإدارية، أي كل ما يتعلق بأدوار السلطات المنتخبة ترابيا والسلطات المعينة ترابيا؛ وهو ما لن يتم واقعيا إلا إذا تم فتح حوار ثنائي، تفاعلي وتشاركي وتواصلي بين الطرفين من أجل بناء مقترحات للالتقائية السياسات العمومية الترابية على مستوى القاعدة والمحيط، قبل أن تنطلق في اتجاه المركز للتجاوب معها.

كما أكد الباحث من خلال أطروحته، أن المداخل البشرية والمالية قد أبانت عن وجود نقص كبير في الكفاءات والمعارف الإدارية والمالية ذات الطابع التدبيري والتقني، مما يجعل الموارد البشرية المفترض فيها تنسيق المشاريع التنموية أو تنسيق موارد تمويله، تبقى عاجزة عن ذلك، نظرا لضعف مردوديتها الإنتاجية من جهة ولضعف الاعتمادات التي توجه لتكوينها وتوعيتها من جهة أخرى؛ وأن كل الآليات التي وضعت في سبيل دعم قدراتها تظل بدورها محصورة التفعيل وظيفيا وتقنيا، وهو ما يؤثر سلبا على أداء الدور التنسيقي والتواصلي والتعاوني بين مختلف الفاعلين، ويساهم مباشرة في نقص الانسجام والتنسيق الذي يجب أن يساهم بدوره في التقائية السياسات العمومية الترابية.

كما حاول الباحث تقريب المتتبع من أهمية الالتقائية في مسلسل بلورة السياسات العمومية في المجال الترابي للوصول الى تدبير فعال يتأسس على التناسق والانسجام والتواصل والتناغم والتوافق بين مختلف الفاعلين الترابيين، بغية تحقيق التنمية الترابية.

ويحظى موضوع المناقشة براهنية وأهمية في  توجيه العمليات والأدوار والتدخلات التي يقوم بها مجموعة من الفاعلين محليا ومركزيا، على شاكلة أفعال تدبيرية سياسية أو تنظيمية إدارية أو بشرية تقنية أو مالية ميزانياتية؛ لأن تحقيق أفعال الالتقائية لأدوارها في مجال التنمية الترابية، سيحتاج إلى النظر في أهم المداخل التي يمكن الانطلاق منها لإثبات مدى صلاحية الإشكالية التي اعتمدها المترشح لبسط أطروحته في مجال التقائية السياسات العمومية وعلاقتها بتدبير المجال الترابي بصفة عامة؛ مع العلم بأن الأطروحة، تبحث ولأول مرة في مفاهيم تأصيلية جديدة، في مجال الالتقائية، من قبيل: مفهوم “الالتقائية التقعيدية” و”الالتقائية التفاعلية” و”الالتقائية التكاملية التنفيذية“، فضلا عن “دورة الالتقائية“.

الجدير بالذكر أن سؤال الالتقائية طغى على النقاش العمومي في السنوات الأخيرة، بحيث كانت اللجنة الاستشارية للجهوية، قد اقترحت مقاربة شمولية لإصلاح الإدارة اللاممركزة، بهدف الوصول الى ما أسمته “بسياسات عمومية ذات بعد ترابي ومتناسقة القطاعات”.

وفي نفس السياق دعت المناظرة الوطنية الأولى للجهوية المتقدمة، إلى ضرورة تعزيز آليات التخطيط الترابي في تناسق مع السياسات العامة للدولة في مجال إعداد التراب، والعمل على التقائية وتناسق برامج التنمية الجهوية فيما بينها ومع المخططات القطاعية.

كما رصد تقرير النموذج التنموي غياب تناسق عمودي بين الرؤية والسياسيات العمومية المعلنة وغياب الالتقاء الأفقي بين هذه السياسات، وضعف في ترتيب الأولويات، وجعل ذلك من معيقات وكوابح التنمية.

 

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: فی مجال

إقرأ أيضاً:

جمال عبدالرحيم: منع دخول غير النقابيين المشتغلين المسرح خلال اجتماع الجمعية العمومية

عقدت  اللجنة المشرفة على انتخابات الصحفيين ٢ مايو 2025 اجتماع مع  المرشحين، لاستعراض الاجراءات النهائية للعملية الانتخابية .


أكد جمال عبد الرحيم، السكرتير العام لنقابة الصحفيين- رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، سيتم منع غير النقابيين أعضاء الجمعية العمومية دخول  مسرح النقابة، خلال مناقشة أعمال الجمعية العمومية.


وقال إن المشاحنات التي تعكر صفو العملية الانتخابية محصورة بين أفراد قليلين على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على أن أغلب أعضاء الجمعية العمومية لا يقبلون هذا وعلى الجميع الحفاظ على الشكل العام والخروج بالانتخابات بشكل يليق بنا .


وأوضح  هنا رسائل sms  ستصل كل أعضاء الجمعية العمومية برقم اللجنة والدور، لافتًا إلى أن الأعضاء سيحصلون على كارت يحوي اللجنة والدور فور توقيعهم في كشوف الجمعية العمومية.

ولفت إلى ثقته في اكتمال الجمعية العمومية يوم الجمعة المقبلة، موضحًا أنهم سيحاولون جهدهم حتى تنعقد الاجتماعات يوم ٢ مايو.

وأشار إلى وجود مخيمات على أعلى مستوي ممتدة من نقابة المحامين وحتى نادي القضاة، لافتًا إلى احتوائها مكيفات صحراوية وشاشات عرض لمتابعة أعمال الانتخابات.

وأكد أن ميزانية النقابة رفعت على الموقع الإلكتروني وأرسلت إلى جميع أعضاء الجمعية العمومية مشددا على رفض لتعطيل أعمال الجمعية العمومية.

طباعة شارك انتخابات الصحفيين جمال عبد الرحيم الجمعية العمومية

مقالات مشابهة

  • جمال عبدالرحيم: منع دخول غير النقابيين المشتغلين المسرح خلال اجتماع الجمعية العمومية
  • "الصحفيين" لن يُسمح لغير أعضاء النقابة بحضور اجتماع الجمعية العمومية
  • وزير الصحة : 6 ملايين استشارة استعجالية بالمستشفيات العمومية في 2024
  • مسؤول أمني مغربي يدعو إلى تطبيق النموذج الأوربي في تدبير الأمن داخل الملاعب
  • طوارئ بالمحافظات بسبب العاصفة الترابية.. توجيهات عاجلة من التنمية المحلية
  • جانحان يسلبان أغراض سائحة بمراكش ومطالب بتعزيز التواجد الأمني
  • استشارية التنمية البشرية تناقش خارطة طريق لإعداد الشباب للذكاء الاصطناعي
  • تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات التأمينية رسالة دكتوراه بجامعة حلوان
  • وزارة التنمية تناقش مشروع مراكز تنمية الطفولة المبكرة
  • اتهامات عرقلة الإستثمار تلاحق المركز الجهوي بمراكش