الرئيس الإيراني يختتم جولته بإفريقيا.. لماذا تكثّف «طهران» نشاطها في القارة السمراء؟
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
تتجه إيران لتعزيز علاقاتها مع إفريقيا وسط مخاوف من استهداف مصالح واشنطن وحلفاءها في القارة؛ فبينما تضيق الولايات المتحدة الخناق على إيران تسعى «طهران» إلى تغيير أولوياتها الجيوسياسية للانفلات من تداعيات العقوبات الأمريكية متجهة إلى عمق القارتين الآسيوية والإفريقية.
أخبار متعلقة
وزير الدفاع الإيراني: علاقة طهران مع روسيا والصين تحد من هيمنة أمريكا على العالم
مقتل 4 وإصابة 64 آخرين.
بعد تهديد «الموساد» برد داخل طهران.. لماذا تخشى إسرائل برنامج إيران النووي ؟
في ضوء ذلك، يختتم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، من زيمبابوي، جولته الغفريقية التي بدأها بزيارة كينيا ثم أوغندا، والتي تعد الأولى لرئيس إيراني منذ 11 عاما، وذلك في مسعى لفتح مسارات دبلوماسية لتخفيف عزلة طهران الدولية، والحد من تداعيات العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة عليها.
نشاط مكثف
وصل الرئيس الإيراني، اليوم الخميس، إلى زيمبابوي في زيارة سريعة تستغرق 24 ساعة/ وقال المتحدث باسم وزارة خارجية زيمبابوي، كيفيت موججو، في بيان، إن الزعيم الإيراني سيجري محادثات ثنائية مع الرئيس إيمرسون منانجاجوا؛ إذ يعتزم الزعيمان التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم لتعميق العلاقات بينهما.
من شرق القارة إلى وسطها وغربها
وحل «رئيسي» زيمبابوي الواقعة غرب ووسط القارة قادمًا من كينيا التي زارها الثلاثاء الماضي؛ إذ أعلنت وزارة الخارجية الكينية، أن رحلته إلى كينيا، القوة الاقتصادية لشرق إفريقيا، ستوفر للبلدين فرصة لمراجعة وتنشيط علاقاتهما الثنائية من أجل المنفعة المتبادلة لشعبي البلدين، وذلك بعد أن زار أوغندا، والتقى الرئيس يويري موسيفيني.
تعاون في مجال الطاقة والنفط
وقال «رئيسي»، بعد لقاء نظيره الأوغندي، أمس الأربعاء، إن الحكومة الإيرانية من أهم أولوياتها بناء العلاقات مع القارة الإفريقية، وخصوصا أوغندا، معربا عن تطلعه إلى توسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مؤكدا أن طهران مستعدة لتشارك خبراتها مع أوغندا بشأن المصفاة ومسائل الخدمات التقنية والهندسية في مجال الطاقة والنفط على وجه الخصوص.
تسير مشروعات إنتاج النفط في أوغندا على قدم وساق، ضمن المساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة في البلد الكائن شرق إفريقيا؛ بغية تعزيز إنتاجية القطاع لمواكبة الطلب المحلي، وتحقيق فائض للتصدي؛ إذ اكتشفت الدولة الواقعة شرقي القارة احتياطيات تجارية من النفط الخام في حوض بحيرة ألبرت ريفت، للمرة الأولى في عام 2006، وقال مسؤولون إن أولى شحنات النفط المُنتَجة من الحوض سترى النور في عام 2025.
دوافع طهران
وكثفت إيران نشاطها الدبلوماسي في الأشهر الأخيرة لتقليص عزلتها والتخفيف من تداعيات إعادة العقوبات الأميركية عليها، بعد أن سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بلاده من الاتفاق النووي بين طهران والدول الأوروبية في2018.
وتسعى «طهران» لاستئناف العلاقات مع العواصم الإفريقية في محاولة لاحتواء العمق الإفريقي، عبر تطبيق آليات هجينة تعتمد على المصلحة المتبادلة من جانب وكثافة التعاون الاقتصادي من جانب آخر، بعيدا عن البعد الديني الذي لم يؤتي ثماره، وتستند في تعزيز علاقاتها مع أفريقيا إلى 4 عوامل، أولها العامل الديبلوماسي ومحاولتها الظهور كدولة مساندة للقارة السمراء عبر التوسط في حل أزمات عديدة في السودان وإثيوبيا ومالي والصومال، والثاني هو الاستفادة القصوى من ديموغرافية القارة الجاذبة للقوى الكبرى اقتصاديا، أما العامل الثالث؛ فيتجلى في استعداد إيران للتعامل مع إفريقيا، باتباع النهج الصيني المستمد من التعاون في مجالات التنمية، مع بعض الفروق بين الدولتين، والرابع أن إيران تستهدف إيران إلى جانب البعد الاقتصادي حصد واستقطاب الكتلة التصويتية للبلدان الأفريقية في الأمم المتحدة مستفيدة مما حدث مع روسيا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.
وتنمو أهمية القارة الغفريقية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي؛ لذا تستعين بها طهران لتخفيف وطأة سياسة «الضغط القصوى» التي تتبعها الولايات المتحدة والتي بدأها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ونجحت إلى حد كبير في التأثير في الاقتصاد الإيراني، لا سيما على مدى العامين الماضيين.
وتصاعد الاهتمام الإيراني كانت بإفريقيا منذ مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في يناير 2020، ما يثر المخاوف الأمريكية من أن طهران قد تنتقم من واشنطن باستهداف مصالح أمريكا في القارة السمراء.
مخاوف من استهداف مصالح واشنطن وحلفاءها
وحذرت صحيفة «ناشونال انترست» الأمريكية من التوسع الإيراني في القارة السمراء، معتبرة أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تركز على الدبلوماسية النووية المتجددة مع إيران، في مخاطرة بفقدان الإشارات الواضحة على أن النظام الإيراني يكثف نشاطه في مسرح إستراتيجي مهم هو شمال غفريقيا.
وقالت الصحيفة في مقال للمحلل السياسي الأمريكي، إيلان بيرمان، نشر السبت الماضي، تحت عنوان «احذروا توسعات إيران في إفريقيا»، غن النظام الإيراني وجودا إقليميا مستداما في إفريقيا بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة السمراء، ما يشكل خطرا على الولايات المتحدة.
واعتبر المحلل الأمريكي، أن أن إيران تعمل مع مجموعات إقليمية وصفها بأنها «متطرفة»، وأن النظام الإيراني يبني وجودًا إقليميًا مستدامًا بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة.
إيران تكثف نشاطها في أفريقيا لماذا تكثف إيران نشاطها في أفريقيا إعادة تموضع طهران في أفريقيا طهران أفريقيا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسيالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين طهران أفريقيا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولایات المتحدة الرئیس الإیرانی فی القارة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي: لا مبرر لخوف إيران من التفتيش النووي
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في تصريح أدلى به لقناة "فوكس نيوز" يوم الخميس، إن إيران "لا ينبغي أن تخشى من عمليات التفتيش النووية"، مشددًا على أن هذه العمليات يمكن أن تشمل أيضًا مفتشين أمريكيين.
وأوضح روبيو أن الشفافية في الأنشطة النووية الإيرانية ضرورية لضمان عدم تحول البرنامج الإيراني إلى تهديد أمني، مضيفًا أن "أي رفض للتفتيش يعزز الشكوك بشأن نوايا طهران".
في السياق ذاته، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير، الخميس، أن الجولة الرابعة من المحادثات الثنائية بين إيران والولايات المتحدة، التي كانت مقررة السبت في العاصمة الإيطالية روما، قد تأجلت. وقال المسؤول إن "تحديد موعد جديد للجولة سيعتمد على النهج الأمريكي"، ما يعكس حالة من التوتر حول مسار المفاوضات وتعثر التفاهمات المبدئية بين الجانبين.
من جهته، أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، في منشور له على منصة "إكس"، أن تأجيل المحادثات جاء "لأسباب لوجستية"، دون أن يشير إلى وجود خلافات سياسية مباشرة. وأوضح أن موعدًا جديدًا سيتم الإعلان عنه حال التوصل إلى توافق بين الطرفين، مجددًا التزام السلطنة بلعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، خاصة بعد تصريحات متكررة من واشنطن حول ضرورة تشديد الرقابة على البرنامج النووي الإيراني. كما أن طهران،
من جانبها، تواصل المطالبة برفع العقوبات المفروضة عليها كشرط مسبق لأي اتفاق شامل. وتُعد سلطنة عمان أحد أبرز الوسطاء الإقليميين في الملف الإيراني، حيث لعبت دورًا مماثلًا في محادثات سابقة ساهمت في التمهيد للاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد ترامب عام 2018.