كشفت صحيفة أوروبية أن هجوم وقع على حافلة في مدينة شلاس، بمنطقة جلجيت بالتستان، في كشمير، وخلف عدد كبير من القتلى والمصابين أثار العديد من التساؤلات وتبادل الاتهامات بين حكومة باكستان من جهة والقادة المحليون من جهة أخرى.
وبينت صحيفة “ذا جريك تايمز” أنه في الوقت الذي ينفذ أهالي المنطقة عصيانا عاما اعتراضا على السياسات الاقتصادية المفروضة عليهم وعدم منحهم حق الحكم الذاتي، شن مسلحون مجهولون هجوما على حافلة، الأمر الذي خلف 9 قتلى وإصابة 26 آخرين.


ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الحادث يأتي بعدما استولى مجموعة من المسلحين المجهولين على محطة الحافلات الجديدة في شيلاس في سبتمبر الماضي، في وقت يستمر الأهالي في منطقة جلجيت بالتستان في إضرابات وعصيان مدني لأكثر من عام مع رفع دولة باكستان الدعم عن القمح.
ورغم تأكيد باكستان بأن الهجوم الذي وقع ضد الحافلة هو حادث إرهابي ارتكتبه حركة طالبان باكستان التي تنفذ العديد من الهجمات خلال الفترة الأخيرة في البلاد، إلا أن قيادات محلية توجه اللوم إلى مرتزقة مسلحين يسعون لتصفية عصيانهم المدني وخلق انقسامات داخلية.
ونقلت الصحيفة عن تصريحات لزعيم المعارضة في لجيت بالتستان، كاظم مسام، قوله إنه ينبغي على الحكومة التوقف عن توجيه أصابع الاتهام إلى عناصر أخرى، والقبض على الإرهابيين الحقيقيين الذين يعرفهم وزير الداخلية. 
إلى جانب ذلك، أكد وزير حزب تحريك باسداران في جلجيت بالتستان أن الهجوم على الحافلة في شيلاس كان مؤامرة للتحريض على أعمال شغب على نطاق واسع في المنطقة وإدخالها في الفوضى.

يكشف التقرير أن السلطات الباكستانية تسعى إلى التصدي لهذا العصيان والإضرابات المتتالية التي تشهدها المنطقة، في وقت تواجه باكستان توترات أمنية داخلية منذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان المجاورة في أغسطس 2021.
ودائما ما تلقي باكستان اللوم على أي اضطرابات أو إضرابات في إقليم كشمير على حركة طالبان، وكذلك التدخل المزعوم من جانب الهند المجاورة.
ويزعم التقرير أنه منذ وقوع إقليم جامو كشمير وجلجيت بالتستان تحت سيطرة باكستان، عملت هذه الأخيرة على تبني سياسات مرضية للأهالي مثل توزيع المواد الأساسية كالحبوب والمياه النظيفة والكهرباء، ولكن أيضا تبنت سياسات متشددة ضد المتمردين والراغبين في الانفصال

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كشمير حكومة باكستان

إقرأ أيضاً:

طالبان وباكستان.. توتر يؤججه البحث عن حلفاء جدد

كابُل- انتهى عام 2024 بتدهور العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان إلى مستوى منخفض جدا على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين وأدت إلى عشرات القتلى والجرحى، ومئات النازحين.

وتصاعدت التوترات الحدودية بين البلدين منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة صيف 2021، حيث تتهم إسلام آباد مجموعات مسلحة بشنّ هجمات على أراضيها انطلاقا من أفغانستان.

وقُتل 16 جنديا باكستانيا قرب الحدود الأفغانية في هجمات نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسب ما أفاد به مسؤولون باكستانيون، في هجوم تبنته حركة طالبان باكستان. في حين قالت حكومة طالبان إن الغارات الجوية الباكستانية في منطقة الحدود الشرقية لأفغانستان أسفرت عن مقتل 46 مدنيا، بينما قال مسؤول أمني باكستاني إن القصف استهدف "مخابئ إرهابية".

وتشعر إسلام آباد بالإحباط من حليفتها السابقة أفغانستان، في حين ترى حركة طالبان أنها تحافظ على سيادة بلدها، وأن القوات الباكستانية تجاوزت "الخط الأحمر" حيث استهدفت الأراضي الأفغانية أثناء لقاء المبعوث الباكستاني صادق خان مع وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في العاصمة كابل.

مواجهات بالسلاح الثقيل خلفت حوالي 46 قتيلا معظمهم مدنيون.. لماذا اشتعلت أزمة بين أفغانستان وباكستان؟#الجزيرة_لماذا pic.twitter.com/zYUYmu3yR1

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 30, 2024

إعلان علاقات البلدين

يقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت، إن بلاده تريد إقامة علاقات قوية وحسنة مع باكستان، "وسعينا جاهدين لذلك وندرك موقف الأحزاب السياسية والشعب الباكستاني أنه يريد علاقة جيدة معنا، ولكن هناك جهة خاصة لا تريد هذه العلاقات وتحاول الإضرار بها".

وأشار مجاهد إلى أن "دولا أجنبية تدفع إسلام آباد لتدمير العلاقات مع كابُل، وأن الغارات التي نفذتها القوات الباكستانية في بعض المناطق في أفغانستان جزء من هذه المحاولات". وأضاف "أحرزنا تقدما في المفاوضات ولكن الغارات أفسدت كل شيء، وهذا دليل على أن المواقف في باكستان تجاه أفغانستان ليست موحدة".

يرى خبراء الشأن الأفغاني أن حركة طالبان بعد وصولها إلى الحكم في أفغانستان تتعامل كدولة وليست كحركة، وتسعى للتعامل مباشرة مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، دون الحاجة لباكستان كما كانت تفعل سابقا.

ولدى إسلام آباد بشكل عام والجيش الباكستاني بشكل خاص أسباب كافية للإحباط من موقف حركة طالبان تجاهها، ذلك أن الأخيرة ولت ظهرها لهم كما يعتقدون، ولا تعتمد عليهم، بل تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة.

ويقول مصدر في الخارجية الأفغانية -فضّل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت "عندما ننظر إلى علاقة طالبان مع دول المنطقة، نرى أن الأمر يختلف، إذ تراجعت العلاقة بين طالبان وباكستان، وأدركت كل من الهند وإيران الوضع الجديد في المنطقة وأقامت علاقات مع طالبان".

كما أن موقف الجيش الباكستاني من أفغانستان، كما يقول المصدر، أضر بهذه العلاقات، وهناك مطالب باكستانية لا يمكن للحكومة الحالية توفيرها لأنها تضر المصالح الوطنية الأفغانية حسب اعتقادها.

حسابات خاطئة

عندما سيطرت طالبان صيف عام 2021 على العاصمة كابل، كان من المفترض أن تصبح باكستان أسعد جيرانها. واعتقد الكثيرون أن باكستان وطالبان انتصرتا في هذه الحرب التي استمرت 20 عاما، وبإمكان باكستان تحقيق أهدافها طويلة المدى لأن العمق الأفغاني سقط في يد حليفها.

إعلان

لكن سرعان ما تبين أن باكستان أخطأت في حساباتها، وواجهت علاقتها بطالبان توترا بعد فترة قصيرة من الأيام الأولى لتشكيل طالبان حكومتها الثانية في أفغانستان بسبب ملفات كثيرة أهمها "حركة طالبان باكستان"، والتوتر على الحدود، والوصول إلى أسواق آسيا الوسطى.

وبرأي الكاتب والباحث السياسي حكمت جليل، فمنذ 4 عقود لم تتغير إستراتيجية باكستان ضد من يحكم أفغانستان، وأثناء الوجود الأميركي بأفغانستان وفّرت باكستان كل ما يلزم حركة طالبان في قتالها ضد القوات الأجنبية والأفغانية، ولكن اختلف الأمر بعد وصول طالبان إلى السلطة، "لأنها (أي باكستان) تطالب الحكومة الحالية بأمور لا يمكن قبولها، وهناك أزمة ثقة كبيرة بين الطرفين".

لقاء سابق بين وزير الخارجية بحكومة طالبان أمير خان متقي مع المسؤول بوزارة الخارجية الهندية جي بي سينغ (مواقع التواصل) البحث عن حلفاء جدد

ويتسع الخلاف بين كابل وإسلام آباد مع سعي طالبان إلى بناء حلفاء جدد في مشهد جيوسياسي سريع التغيّر ووسط تحالفات متبدلة، ومع اعتقادها، أي الحركة، أن الحكومات المدنية تريد بناء العلاقات مع أفغانستان، ولكن المؤسسة العسكرية ومخابراتها تعرقل بناء هذه العلاقات.

في حين تبدو المصالحة بين الحلفين -طالبان وإسلام آباد- مستحيلة الآن، فتح الخلاف بينهما فرصة أمام نيودلهي لبناء علاقة قوية مع الحكومة الأفغانية الحالية. ففي السابع من يناير/كانون الثاني، انتقد المتحدث باسم الخارجية الهندية ولأول مرة الضربة الجوية الباكستانية على أفغانستان.

وفي اليوم التالي التقى نائب وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري نظيره الأفغاني أمير خان متقي في دبي لإجراء مناقشات مفصلة حول العلاقات الثنائية. ووصفت الخارجية الأفغانية نيودلهي بأنها "شريك إقليمي مهم". وكان هذا الاجتماع هو الأعلى مستوى بين أفغانستان والهند منذ وصول طالبان للسلطة عام 2021.

إعلان تحولات

يقول خبراء الشأن الأفغاني إن باكستان كانت واحدة من 3 دول اعترفت بحكومة طالبان في تسعينيات القرن الماضي، وستكون أول دولة تعارض حكم طالبان في أفغانستان حاليا، بل هناك محاولات باكستانية لإقامة علاقات مع معارضي طالبان.

ولدى أفغانستان تاريخ معقّد مع باكستان، أثبتت طالبان أنها أقل تعاونا مما كانت باكستان تأمل، حيث تتماشى طالبان مع الخطاب القومي لحشد الدعم من المجتمع الأفغاني الأوسع.

كما يحرص قادة طالبان على التحول من جماعة مقاتلة إلى حكومة، وإقامة علاقات تتجاوز الاعتماد الشديد على باكستان، وتنفي الاتهامات الباكستانية بشأن حركة طالبان الباكستانية، وتصفها بأنها مشكلة داخلية باكستانية وتنفي علاقتها بها.

عناصر طالبان بالقرب في موقع تعرض لغارات باكستانية في ولاية باكتيكا شرق أفغانستان (الفرنسية)

ويقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجريرة نت إن "حركة طالبان باكستان شأن داخلي ولا علاقة لنا بها، وظهرت عام 2003 نتيجة السياسة التي اختارها الجنرالات في الجيش الباكستاني". وشدد على أن "إلقاء اللوم على الجانب الأفغاني ليس الحل، ونتوقع من الأحزاب السياسية في باكستان أن تلعب دورها في بناء العلاقات بين البلدين".

ويرى المحللون أن باكستان تواجه الآن صراعا دبلوماسيا كبيرا مع حليف رئيسي وسط أزمتها السياسية الداخلية واقتصادها المتعثر، وتدرك أن نفوذها تراجع في أفغانستان لصالح دول وتحالفات جديدة.

مقالات مشابهة

  • 4 قتلى بقصف مدرسة.. روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات
  • انفصاليون من البلوش يتبنون هجومًا دامياً على قوات الحدود في باكستان
  • طالبان وباكستان.. توتر يؤججه البحث عن حلفاء جدد
  • عراقجي: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • أول هجوم على قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء توغلها في سوريا
  • للمرة الأولى.. هجوم على قوات اسرائيلية في ريف القنيطرة بسوريا
  • أول هجوم على قوات الاحتلال منذ بدء توغلها في سوريا
  • عراقجي للجزيرة: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • وحش الكون ومنى فاروق.. مشاهير واجهوا نفس الاتهامات| شاهد
  • الجيش يشن هجومًا على الدعم السريع في محيط أم روابة غربي البلاد