أخبارنا المغربية ــ ياسين أوشن

استأثرت مشاهد يُزعم أنها لـ"حمم بركانية" باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، وسط تساؤلات عما تعنيه تلك المناظر التي وثقها شريط فيديو، تم تداوله على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الصدد؛ أفاد مصدر "أخبارنا" أن "ما يروج صحيح"، مؤكدا أن "الفيديو يخص منطقة تسمى "تمدرغاس"، بلدية "القباب"، إقليم خنيفرة، بالأطلس المتوسط.

وزاد المصدر عينه، وفق تصريح له، أن "فريقا من الجيولوجيين حلّ بالمنطقة لأخذ عينة لما أثار مخاوف ساكنة المنطقة، في حين لم تظهر بعد نتيجة المختبر".

من جهته؛ أكّد محمد رزقي، أستاذ باحث في الجيو-مورفولوجية، أن "إعطاء تصريح في الموضوع يجب أن يكون بعد رؤية المشهد بالعين المجردة، وبالتالي من الصعب الجزم بطبيعة ما ورد في الشريط والحسم فيه".

واستبعد رزقي، حسب تصريح له توصل به موقع "أخبارنا"، أن "يكون للأمر علاقة بالبركان كما ذهب إلى ذلك عموم المتفاعلين مع الموضوع"، مشيرا إلى أن "هذه الظاهرة ترتبط بمناطق سمتها تباعد القشرة الأرضية وليس تقاربها".

وأكد الخبير في الجيو-موفوروجية أن "تضاريس الأطلس المتوسط والكبير على حد سواء يوجد التقارب بين تكتونيات صفائحها وليس الارتخاء"، لافتا إلى أن "البراكين الموجودة في المغرب منذ الزمن الثالث خامدة كلها تقريبا، وبالتالي ليس هناك أي مؤشر يدل على أن ما وثقته عدسات الكاميرا يخص بركانا".

تجدر الإشارة إلى أن الفيديو يتضمن مشاهد لما يشبه جمرات مشتعلة، ما أخرج عددا من الساكنة في أحد الليالي لمعاينة المشهد، وسط مخاوفها من ظهور حمم بركانية، في حين ما يزال الغموض يلف الموضوع الذي لم يُعثر بعد على تفسير علمي له.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

متى يكون للحياة طعم؟

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

كثيرون هم الذين يسألون أنفسهم: متى يكون للحياة طعم؟ كيف نحيا ونشعر بلذة السعادة والراحة؟

لكن الأجوبة تختلف، والمواقف تتباين، تبعًا لطبيعة نظرة الإنسان إلى السعادة وسبل الوصول إليها. هناك من يرى أنَّ الحياة الطيبة مرهونة بالجلوس في المقاهي الفاخرة، أو بالسفر إلى البلدان البعيدة، أو بالعيش في أماكن راقية تزينها مظاهر الرفاهية. غير أن قليلًا منهم من يفكر كيف يصل إلى ذلك، كيف يجتهد، كيف يتعب، كيف يصنع لنفسه مقعدًا بين الناجحين، قبل أن يُطالب نفسه بثمار لم يزرعها.

 

إنّ للحياة طعمًا خاصًا لا يُدركه إلّا أولئك الذين عرفوا قيمة الجهد والتعب، الذين مرُّوا بمحطات الكد والسعي، وذاقوا مرارة الصبر قبل أن يتذوقوا حلاوة الراحة. هؤلاء حين يجلسون أخيرًا على مقاعد الراحة، لا يجلسون بأجسادهم فقط، بل تجلس أرواحهم قريرة مطمئنة، لأنهم يعرفون أنَّ ما وصلوا إليه لم يكن مصادفة ولا صدقة، بل كان نتاج سعيهم، ونصب أعينهم هدف رسموه بعقولهم وسقوه بعرقهم.

 

وعلى الضفة الأخرى، تجد أولئك الذين لم يبذلوا جهدًا حقيقيًا، لكنهم لا يكفون عن الشكوى واللوم. يعتقدون أنَّ سعادة الدنيا قد سُرقت منهم، وأن أيدي الآخرين قد اختطفت نصيبهم في متعة الحياة. ينسون- أو يتناسون- أنَّ السعادة لا تُهدى؛ بل تُنتزع انتزاعًا بالجد والاجتهاد. ينسون أن لحياة الطيبين المطمئنين أسرارًا، أولها أنهم لم يتكئوا على الأماني، ولم يحلموا بأطياف الراحة قبل أن تبلل جباههم عرق الاجتهاد.

 

ليس المطلوب أن يعادي الإنسان الراحة، ولا أن يرفض الجلوس في مكان جميل، ولا أن يمتنع عن السفر، ولكن المطلوب أن يعرف أن لكل متعة ثمنًا، وأن لكل راحة طريقًا.

الطريق إلى السعادة الحقة ليس معبّدًا بالكسل ولا مفروشًا بالاعتماد على الحظ أو الاتكالية على الآخرين، بل هو طريق طويل ربما ملأه التعب والسهر، وربما اختلط بالدموع والألم، لكنه الطريق الوحيد الذي يجعل للراحة طعمًا، وللحياة لونًا، وللسعادة معنى.

الحياة الحقيقية لا تطعم بالفراغ ولا تثمر بالركون إلى الأماني. متعة القهوة في المكان الراقي، ومتعة السفر، ومتعة الجلوس في الحدائق الجميلة، ليست في ذاتها، بل في الإحساس أنك وصلت إليها بجهدك، واستحققتها بكدك. حينها تصبح لكل رشفة طعم، ولكل لحظة لون، ولكل مكان ذاكرة تحمل عطر العناء الجميل.

هنا، يقف شخصان متقابلان؛ أحدهما عاشر التعب، وأرهقه السعي، فذاق الراحة بعد معاناة فكانت أطيب ما تذوق. والآخر ظل ينتظر السعادة تأتيه بلا عناء، فمات قلبه بالشكوى قبل أن تقترب إليه.

ما أجمل الحياة حين نحياها بالكد والعزم! وما أطيب طعمها حين ندرك أن اللذة الحقيقية ليست في المال الكثير ولا في الجاه العريض، بل في الرضا عن الذات، والشعور بأنك بذلت ما بوسعك، وقابلت النتائج بابتسامة الرضا لا تأفف الحاسد ولا حسرة المتكاسل.

فمتى يكون للحياة طعم؟

يكون لها طعم عندما نتذوق التعب ونحوله إلى لذة، ونحمل همّ الطريق ونتخذه رفيقًا لا عدوًا. يكون للحياة طعمًا حين نحيا بشغف، ونحب عملنا، ونسعى وراء أحلامنا مهما كانت بعيدة، وحين نصنع من كل يوم طوبة نبني بها صرح سعادتنا.

الحياة، في حقيقتها، ليست مجرد أيام تمضي، ولا متعٍ تُشترى. إنها قصة تُكتب بالتعب، وتُزيَّن بالأمل، وتُختم براحة الضمير وطمأنينة القلب.

حين نفهم هذه الحقيقة، ندرك أن طعم الحياة لا يُعطى هبةً، بل يُصنع بيدين متعبتين، وقلب مؤمن، ونفس طامحة لا تلين ولا تستسلم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تعديلات المسطرة الجنائية تشدد العقوبة في حق حاملي السلاح بالشارع.. وزير العدل : حتى ولو تورنوفيس
  • الغموض يكتنف مصير قائد القيادة المركزية الأمريكية بعد هجوم يمني على حاملة طائراته
  • الغموض يحيط بسقوط أجنبية من أعلى برج سكني في الطالبية
  • مقتل شخصين كانا على سطح قطار في ضواحي العاصمة الالمانية برلين
  • الدبيبة يبحث مع «اللافي» تطورات المشهد السياسي
  • متى يكون للحياة طعم؟
  • الغموض يلف دور جزيئات صغيرة في جسم الإنسان اكتُشِفَت مؤخرا
  • الموضوع مش سهل.. تعليق قوي من أحمد موسى على انفجار ميناء في إيران
  • البنك الدولي يحذر من تفاقم أزمة ديون الأسواق الناشئة ويدعو إلى خفض التعريفات الجمركية
  • التعبير والنشر جائز…حتى لو كان يشكل جرم التشهير…. متى يكون هذا ؟