ستبقى غزة هى الحدث الأبرز على مستوى العالم لفترة، قد تمتد لأكثر من تقديرات المراقبين والمحللين العسكريين كونها فى المقام الأول أكبر هولوكوست إنسانى فى العصر الحديث يستخدم خلالها الاحتلال الإسرائيلى ترسانته العسكرية المتفردة لإبادة شعب كامل ومحاولة ابتلاع وطن لتصفية القضية الفلسطينية، برعاية أمريكية وتواطؤ بعض المستفيدين والذين لا يدركون خطورة ما يرتكبون من جرائم فى حق أوطانهم، بل ومستقبل الأجيال القادمة.
غزة التى أوشكت على دخول اليوم الـ70 تؤكد ببسالة كل يوم ليس لليهود بل العالم أجمع أن معنى الأرض والوطن أغلى من الروح، وأن الشعب العصى الأبى سوف يدافع عن تراب وطنه حتى آخر رجل بل آخر سيدة وآخر طفل، فالجميع ولد ونشأ وتربى على معنى واحد فقط هو العزة والكرامة بكل ما تحمله من معان يعجز الاحتلال عن فهمها.
غزة الآن فى حالة انهيار كامل، وتواجه العديد من المخاطر، وباتت جرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل أمام عجز العالم بحماية الفيتو الأمريكى لا يتحملها أحد، العالم لا يستطيع فعل شيء والولايات المتحدة لا تتخذ خطوات إيجابية لوقف الحرب.
إسرائيل التى تحاول جاهدة احتلال قطاع غزة بالكامل وإحداث تطهير عرقى وابتلاع جذور الشعب الفلسطينى عبر محاولات التهجير والنزوح التى لا تتوقف والتى تصطدم دائما بأمرين يمثلان نقطة فاصلة فى النزاع، وهما الموقف الصلب لأهالى غزة الذين يموتون فى اليوم ألف مرة ويعيشون تحت خط الصفر الخدمي، أى يعيشون أمواتًا على وجه الأرض.
والأمر الثانى هو حائط الصد المنيع للفلسطينيين والذى فشلت إسرائيل فى تحطيمه طوال أكثر من 7 عقود متوالية منذ اندلاع النزاع العربى الإسرائيلى والذى سيبقى إلى يوم الدين.. هو مصر التى تعد القضية الفلسطينية بالنسبة لها قضية جوهرية غير قابلة للنقاش.. مصر قيادة وحكومة وشعبا فلسطين لهم مسألة مصيرية غير قابلة للتفاوض.
الحقيقة أن الموقف المصرى الصلب الذى اتخذته القيادة السياسية والتى قاومت كل الضغوط المحلية والدولية، رافضة رفضا قاطعا للتهجير والنزوح ومتمسكة بالحل الأمثل والذى لا بديل عنه، وهو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتكون وطنا وحيدا وأبديا للشعب الفلسطينى.
باختصار.. حكومة إسرائيل أثبتت أنها حكومة فاشية عنصرية ترتكب جرائم حرب وتصرفات مشينة لم يرتكبها من قبل سوى النازيين، لذا فإنه لا بديل أمام المجتمع الدولى سوى استخدام كل أوراق الضغط وبذل كافة أنواع الجهود من أجل إقرار شامل لوقف إطلاق النار وإجبار إسرائيل على قبول هذا الحل لتفادى سقوط المزيد من المدنيين.
تبقى كلمة.. إسرائيل لن تردع إلا بالقوة والأمر هنا يعنى قوة المقاومة على الأرض، التى تلحقها بالمزيد من الخسائر وخاصة الجنود، مما يزيد عليها قوة الضغوط الداخلية والتى تتصاعد يوميا غير راضية عن أداء الحكومة النازية، الأمر الذى بات يهدد شعبية نتنياهو، بل ويهدد مستقبله السياسى.
الأمر الآخر فى كيفية الضغط على الكفيل الأمريكى صاحب الفيتو، وصاحب الإمدادات عبر ضغط دولى حقيقى عليها، الولايات المتحدة أرسلت 200 طائرة حاملة للسلاح والقذائف والمتفجرات إلى إسرائيل، كما أرسلت 2000 جندى ليقاتلوا معهم، وأرسلت مستشارين وغيرها من أدوات الدعم التى إذا توقفت أو هددت بسحبها فسوف يرضخ اليهود فورا للحل الجبرى.
العرب والمسلمون يملكون حقا أوراق ضغط كافية على الولايات المتحدة يعلمها الجميع، لكنها لا تستخدم ولا نرى تلويحا باستخدامها، مما يثير الريبة تجاه البعض.. ولكن نحذر أولئك الذين يأمنون لليهود جانبا بأنهم سوف يدفعون الثمن غاليا، ولن ترحمهم شعوبهم وسيكونون أول ضحايا الذئب، ونكرر: يخطئ من يظن أن الذئب له دين!
فلسطين ليست فقط جزءا من الوطن العربى.. بل هى قلب العروبة النابض بالحياة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار الحدث الأبرز القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
شهادات مروعة للفلسطينيات فى سجون إسرائيل
سلط تقرير فلسطينى، الضوء على المعتقلات الفلسطينيات فى سجون الاحتلال وعددهن 94 معتقلة منهن 31 محتجزات إدارياً دون محاكمة أو توجيه تهم لهن. وأوضح التقرير أن هذا العدد لا يشمل أعداد المعتقلات من قطاع غزة اللائى لم يعرف مصير سوى 4 منهن.
وقال نادى الأسير الفلسطينى فى بيان له إن الاحتلال اعتقل أكثر من 435 من النساء منذ بدء حرب الإبادة، ويتضمن هذا المعطى النساء اللواتى تعرضن للاعتقال فى الضفة بما فيها القدس، وكذلك النساء من الأراضى المحتلة عام 1948، فيما لا يوجد تقدير واضح لأعداد النساء اللواتى اعتقلن من غزة.
وأضاف النادى فى بيانه بمناسبة اليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة أن المعتقلات «بينهن 33 ربة منزل، و25 طالبة جامعية، و6 صحفيات، ومحاميتان، ومن بين الأسيرات زوجات لأسرى وأمهات لأسرى وشهداء وشقيقات لشهداء وأشار إلى أنه ومع تنفيذ الاحتلال الاجتياح البرى لغزة، نفذ عمليات اعتقال واسعة للنساء من غزة منهن قاصرات ومسنات، احتجزهن فى معسكرات تابعة لقوات الاحتلال، بالإضافة إلى سجن الدامون.
وقال البيان «وفى ضوء استمرار الاحتلال بتنفيذ جريمة الإخفاء القسرى بحق معتقلى غزة، فإنه لا تتوافر للمؤسسات معطيات واضحة عن أعدادهن، أو من تبقى منهن رهن الاعتقال فى المعسكرات الخاضعة لإدارة الاحتلال، أما فى سجن الدامون، فإن عدد أسيرات غزة يبلغ 4 أسيرات».
ويتعرض أسرى غزة، لكافة أساليب التعذيب الجسدى والنفسى ووثق البيان شهادات قاسية عن ظروف اعتقالهن، ونقلهن إلى المعسكرات، وما تعرضن له من عمليات إذلال وتنكيل وحرمان من كافة حقوقهن، وتهديدهن بالاغتصاب، وإخضاعهن للتفتيش العارى المذل، وتعرضهن للتحرش، عدا عن الألفاظ النابية والشتائم التى تعمدت عناصر الاحتلال استخدامها بحقهن وأضاف أن سلطات الاحتلال تحتجز غالبية الأسيرات فى سجن الدامون كسجن مركزى استخدمته تاريخياً لاحتجاز الأسيرات الفلسطينيات، وتواجه الأسيرات فيه ظروف احتجاز قاسية وصعبة.
واستعرض البيان نموذجاً لما تتعرض له المعتقلات الفلسطينيات فى السجون الإسرائيلية منهم الناشطة «خالدة جرار» التى تتعرض لجريمة العزل الانفرادى فى سجن «نفى ترتيسيا»، منذ أكثر من 100 يوم.
وأوضح أن إسرائيل أعادت اعتقال جرار إدارياً فى 26 ديسمبر 2023، من منزلها فى رام الله، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإدارى، وقد صدر بحقها أمر اعتقال إدارى، وطوال المدة الماضية كانت محتجزة فى سجن الدامون إلى جانب الأسيرات.
وأضاف البيان أن «جرار» هى أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهى ناشطة حقوقية ونسوية ونائب سابق فى المجلس التشريعى، وعلى مدار عمليات اعتقالها المتكررة واجهت إجراءات انتقامية بحقها، وكان أقساها حرمانها من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التى توفيت فى اعتقالها السابق.
وأشار إلى «شيماء رواجبة» المعتقلة إدارياً منذ أبريل الماضى، والتى كانت تعانى منذ اعتقالها من كسر فى إحدى قدميها، وبعد إزالة الجبس أصابها ضعف شديد فى العضلات. وقال البيان إن «شيماء» لم تعد قادرة على تناول أى نوع من الطعام، وتتقيأ بشكل مستمر. وأضاف البيان أن حالة رواجبة مجرد «واحدة من بين ما لا يقل عن 25 أسيرة يعانين من مشاكل صحية واضحة وصعبة وبحاجة إلى رعاية».
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية، قد اعترفت فى ردها على التماس قدمته منظمات حقوقية عديدة، فى وقت سابق بشأن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين فى ظل الحرب على غزة بإصابة ربع المعتقلين بالجرب ويبلغ إجمالى عدد الأسرى فى سجون الاحتلال حتى بداية نوفمبر الجارى، أكثر من 10 آلاف و200 أسير بينهم 280 قاصرا.
وبحسب الالتماس الذى ناقشه القضاة «نوعام سولبرج»، و«يوسف إلرون» و«إيشيل كوشير» فى المحكمة العليا، أن مصلحة السجون لا تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض بين الأسرى. وبادر كل من مركز «عدالة» الحقوقى، ومنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، ومركز حماية
الفرد، ولجنة مناهضة التعذيب بتقديم الالتماس وأكدوا أن تفشى مرض الجرب فى سجون الاحتلال يأتى على خلفية شكاوى الأسرى من سوء الرعاية الطبية بشكل عام، والاكتظاظ الشديد فى أقسام السجون، بسبب الحرب.
وأشارت المنظمات الحقوقية إلى إلغاء لقاءات الأسرى مرضى الجرب مع محاميهم، وتأجيل حضورهم فى الجلسات، رغم عدم وجود أى مبرر طبى لهذه الإجراءات، التى تشكل انتهاكا لحقوق الأسرى.
كما كشفت شهادات أسرى فلسطينيين مفرج عنهم خلال الشهور الماضية عن إصابة أعداد كبيرة من الأسرى داخل السجون بالمرض، لحرمانهم من مواد التنظيف والاستحمام، إضافة لعدم تغيير ملابسهم على مدار عام كامل.
وتتضاعف مع معاناة الأسرى الفلسطينيين مع حلول فصل الشتاء فى ظل الإجراءات الانتقامية التى تفرضها إدارة مصلحة السجون منذ أكثر من عام عليهم، ومصادرة كافة مستلزماتهم من أغطية وملابس وكل شىء من زنازينهم، إلى جانب انتشار الأمراض بينهم، خاصة فى سجن النقب الصحراوى.
وقال نادى الأسير وهيئة الأسرى، فى بيان له إن قضية مرض السكايبوس – الجرب، برز فى إفادات عشرات الأسرى التى تمت زيارتهم مؤخرًا. وأشارت مؤسسات الأسرى إلى أن مئات الضحايا من كافة المناطق يعانون من مرض «سكابيوس».
وأوضحت فى بيان لها أن الأمر يزداد صعوبة على أسرى سجن النقب مع حلول فصل الشتاء، نظرا لتواجده فى صحراء النقب جنوب غرب مدينة بئر السبع، والتى تمتاز بأجواء شديدة البرودة فى الليل.
وأضافت أن إدارة سجن النقب تتعمد إبقاء الأسرى بملابس صيفية خفيفة جدا وتحرمهم من الأغطية لمضاعفة معاناتهم. وأشارت إلى أن محاميها تمكن من زيارة عدد من الأسرى فى السجن وهم ممن أصيبوا بمرض السكابيوس، ولم يقدم لهم أى نوع من العلاج أو المتابعة الطبية.
وأوضحت الهيئة أن معظم الأسرى القاصرين فقدوا الكثير من أوزانهم بسبب سوء جودة وكمية الطعام المقدم لهم، إضافة لتعرضهم للتفتيش والضرب الذى ما زال مستمرا.