قال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة فى قطاع غزة، إن النازحين يواجهون ظروفاً صحية مأساوية وقاسية للغاية، فى ظل النقص الشديد للأدوية، إضافة إلى انعدام أنواع عديدة أخرى، ما يهدد بفقدان الآلاف حياتهم، وهو ما حدث بالفعل لبعض الجرحى جرّاء العدوان الإسرائيلى، الذين نزحوا من الشمال، لافتاً إلى أنّ السبب يرجع إلى عدم تلقيهم العلاج لفترات قد تصل إلى أسبوعين، ما فاقم من حالتهم الصحية وتدهور وتلوث جروحهم وأدى إلى استشهادهم.

وأضاف «البرش»، فى حواره لـ«الوطن»، أنّ مراكز الإيواء التابعة لوكالة «أونروا» ومخيمات النزوح جنوبى القطاع هى بؤر أساسية لانتشار الأمراض والعدوى، خاصة مع حلول فصل الشتاء واكتظاظها بالنازحين الذين أجبرهم جيش الاحتلال على ترك منازلهم فى الشمال والاتجاه إلى أقصى الجنوب حتى مدينة رفح.

كيف تبدو الأوضاع الصحية فى مخيمات النزوح؟

- الوضع فى قطاع غزة متقلب للغاية، وفى الحقيقة فإن الأوضاع كارثية ومؤسفة وخطرة للغاية، لأن آلاف النازحين ليس لديهم ملابس ثقيلة تقيهم من البرد، كما أن خيمة النزوح الواحدة يقيم فيها نحو 50 فرداً، وبالتالى فإن إصابة خمسة منهم بأمراض تنفسية كفيلة بأن تنتشر العدوى بين جميع الموجودين فى المكان، وما يزيد الأمر صعوبة هو عدم إمكانية الحصول على علاج فى ظل العدوان والظروف الراهنة، وغالبية المرضى والمهددين بالموت هم من الأطفال، كما أنّ المستلزمات الطبية التى نحصل عليها لا تغطى احتياجاتنا فى ظل تفاقم الأوضاع وانتشار الأمراض.

د. منير البرش: الغبار الناتج عن غارات الاحتلال عامل آخر لانتشار الأمراض التنفسية 

ما الأمراض التى تنتشر بين النازحين، خاصة مع حلول فصل الشتاء؟

- هناك العديد من الأمراض التى بدأت بالفعل فى الانتشار بين النازحين، وأبرزها التهابات الجهاز التنفسى الحادة، حيث سجلت وزارة الصحة فى غزة إصابة ما يزيد على 71 ألف إصابة بين النازحين، وذلك منذ منتصف أكتوبر الماضى والعدد مرشح للزيادة بنسب كبيرة جداً نتيجة اكتظاظ الملاجئ المتمثلة فى خيام النزوح، كما تم تسجيل ما يقرب من 50 ألف إصابة بحالات النزلات المعوية والإسهال أغلبها بين الأطفال لمن هم أقل من 5 سنوات والنساء، بالإضافة إلى رصد ألف حالة مصابة بجدرى الماء وأكثر من 500 حالة طفح جلدى، و12 ألف حالة جرب، وكل تلك الأمراض والفيروسات تأتى نتيجة النقص العام للمياه، بالإضافة إلى الصرف الصحى الذى بات يُغرق الشوارع بعد تدمير البنية التحتية والشبكات والمصارف الخاصة به، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة خطر انتقال العدوى. كما أنه من الوارد جداً أن يكون هناك عامل آخر لانتشار الأمراض التنفسية وهو الغبار الناتج عن غارات الاحتلال الإسرائيلى، إذ إنّ هناك عدداً كبيراً من المرضى يصلون إلى المستشفيات مصابين بأعراض وأمراض تنفسية حادة وخطرة، وذلك نتيجة استنشاقهم الغبار المتصاعد من القذائف والصواريخ التى تطلق على رؤوس الأطفال والنساء وتحوى مواد مثل البارود والمتفجرات، وعندما تنفجر وتحترق تنبعث منها غازات مليئة بالكربون الذى يؤثر فى الجهاز التنفسى.

كيف يتسبب التعرض للمواد الحارقة فى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى؟

- التعرض للمواد الحارقة أثناء القصف يؤدى إلى تدمير الأغشية المخاطية فى الجهاز التنفسى، وهو ما يسبب مرض الالتهاب الرئوى الاستنشاقى، كما أن المشكلة الكبيرة فى غزة تتعلق بالضرر الحرارى على الجهاز التنفسى، ومعظم المرضى كانت عليهم آثار الفوسفور الأبيض الذى أطلقته طائرات الاحتلال فى سماء غزة وأثر فى الجهاز التنفسى، حيث حرق القصبات الهوائية، وتسبب فى أورام فى البلعوم، كما أنّ 30% من الطواقم الطبية أصيبت بالالتهاب الرئوى نتيجة الفيروسات المنتشرة فى المستشفى، وكذلك بسبب استنشاق الغبار الموجود على ملابس الضحايا التى تحمل مواد كيماوية لا نعلم محتواها.

مستشفيات غزة

خروج مستشفيات القطاع عن الخدمة باستثناء مشفيين أو ثلاثة فى الجنوب يعمق من الأزمة والمعاناة، إذ إنّ هناك 80% من مرافق الرعاية الأولية لا تعمل، إضافة إلى تعطل 95% من المستشفيات عن العمل، والجدير بالذكر أنه كان هناك حوالى 3500 سرير فى المستشفيات فى جميع أنحاء غزة قبل العدوان، وأصبح هناك الآن ما يقدر بحوالى 1000 سرير فقط، بينما بلغ متوسط الإشغال فى مستشفيات وزارة الصحة 216% حتى أيام قليلة مضت، ونأمل أن يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار لإنقاذ حياة مئات الآلاف من سكان القطاع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى ضحايا العدوان قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

باسل رحمي: جهاز تنمية المشروعات يعمل على دعم وتشجيع صغار رواد الأعمال وتدريبهم على إقامة مشروعات ذات جدوى اقتصادية

 

أكد  باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر حرص الجهاز على تنفيذ توجيهات الدولة بنشر ثقافة العمل الحر بين مختلف فئات المواطنين، والعمل على إكسابهم المهارات اللازمة لإقامة وإدارة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لها جدوى اقتصادية توفر لهم وللعاملين  معهم فرص عمل لائقة ومستقرة ومربحة.

جاء ذلك خلال لقاء باسل رحمي مع فريق من صغار رواد الأعمال من مؤسسي مشروع حاوي لصناعة الملابس الجاهزة، والذي ذاع صيته مؤخرا بعد فوزه بتمويل من أحد برامج التمويل للشركات الناشئة في مصر، رغم انهم في سن الثانية عشر..

وقال رحمي أن اللقاء مع ( فريق حاوي ) هو  رسالة تشجيع من الدولة ممثلة في جهاز تنمية المشروعات تؤكد على اهتمامها بنشر ثقافة العمل الحر بين صغار رواد الأعمال ودعمها لمثل هؤلاء الأطفال المصريين الذين اختاروا طريق ريادة الأعمال كوسيلة لإظهار تفوقهم وذكاءهم، مؤكدا على إتاحة مختلف أنواع الدعم لتطوير مشروعاتهم  و تدريبهم على كيفية إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وإدارتها، بحيث تكون هذه التدريبات هي الأساس لتأهيل جيل جديد من أصحاب المشروعات ورواد الأعمال، ومؤكدا أيضا على استعداد الجهاز على إتاحة الخدمات التمويلية لصغار رواد الأعمال عند بلوغهم السن القانوني.

وأكد رحمي خلال لقائه بالفريق بمقر جهاز تنمية المشروعات حرص الجهاز على تنمية مواهب صغار رواد الأعمال وتحويل الطاقات الإبداعية لمشروعات ذات جدوى اقتصادية تشجيعا لهم على التفكير مستقبلا في إقامة المشروعات الصغيرة، مشيدا بجودة المنتجات التي يصنعها صغار رواد الأعمال في البراند الخاص بهم في الملابس الجاهزة وطريقتهم في التصميمات رغم حداثة سنهم، تلك التصميمات المستوحاة من الهوية المصرية الأصيلة بلمسات عصرية.

وأشار رحمي إلى أن الجهاز  سيعمل بشكل مبدئي  على إعداد دورات تدريبية لصغار رواد  الأعمال من الأطفال والمراهقين والعمل علي  وضعهم في  الطرق الصحيحة لتأسيس المشروعات سواء في الوقت الحالي أو مستقبلا، بما يعمل على تأسيس المزيد من المشروعات الابتكارية والإبداعية، وفتح آفاق العمل الحر لهم في هذا السن المبكر ومساعدتهم على معرفة كيفية إقامة وتأسيس المشروعات وإدارتها بشكل مبسط.

واستعرض الرئيس التنفيذي لصغار رواد الأعمال طبيعة وعمل جهاز تنمية المشروعات والخدمات التي يقدمها للشباب  الراغب في إقامة مشروعات صغيرة والمزايا والتيسيرات التي تتيحها الدولة لاصحاب المشروعات

من جانبه عبر الأطفال الثلاثة أعضاء فريق براند حاوي عبد الله عويس وياسين محمد وأليكس جون بيير عن سعادتهم باهتمام جهاز تنمية المشروعات بهم، وتناقش الأطفال مع الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات حول فرص خروج مشروعهم إلى النور وكيفية تطوير المنتجات وكذلك كيفية تسويق المنتجات بشكل احترافي وفق النظم والآليات الحديثة وتحديد شرائح الجمهور المستهدف بمنتجات مشروعهم، حيث جرت مناقشات ثرية أكد خلالها رحمي عن اهتمام جهاز تنمية المشروعات بهم واستعداد الجهاز لإتاحة مختلف سبل الدعم في سبيل تطوير مشروعهم مؤكدا على أنهم مثل يمكن الاحتذاء به في أوساط الأطفال والمراهقين..

جدير بالذكر وأنه وفقا لحديث الأطفال الثلاثة أعضاء الفريق، فإنهم 3 زملاء في المدرسة في عمر 12 عام، جمعتهم الصداقة أولا، ثم فكرة تولدت لديهم لإنتاج تي شيرت بمقاس معين ما بين مقاس الأطفال ومقاس المراهقين، ذلك بعد معاناة أحدهم في العثور على مقاس مناسب له.

أوضح الأطفال أنهم بدأوا برأس مال بسيط وأنتجوا 40 قطعة وروجوا لها باستخدام صفحة على السوشيال ميديا تحمل نفس اسم البراند، حيث لاقى منتجهم رواجا في أوساط زملاءهم واصدقاءهم، وذلك حتى ظهورهم في برنامج مسابقات لتمويل الشركات الناشئة ونجح الفريق في الحصول على تمويل من البرنامج.

مقالات مشابهة

  • مدير “سي آي إيه”: هناك فرصة للتوصل لاتفاق بشأن غزة
  • الأمم المتحدة: بسبب الحرب في السودان هناك أطفال خارج المدرسة
  • مدير عام قوات الشرطة يتفقد العمل بإدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر ويوجه بتكثيف الأعمال المنعية والكشفية للجريمة
  • مدير نجدة الطفل: بيع الأطفال عبر الإنترنت جريمة تستدعي العقاب
  • ظاهرة بيع أطفال ورضع على فيسبوك بـ100 دولار تثير غضب المصريين
  • باسل رحمي: جهاز تنمية المشروعات يعمل على دعم وتشجيع صغار رواد الأعمال وتدريبهم على إقامة مشروعات ذات جدوى اقتصادية
  • مدير أمراض النباتات يتفقد العمل بصوب تقييم سلالات القمح لتسجيل أصناف جديدة
  • 3500 طفل في غزة مهددون بالموت لسوء التغذية.. و2500 بحاجة لتدخل طبي عاجل
  • الصحة العالمية تعلن ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة
  • مدير “الصحة العالمية”: أطفال غزة يدفعون حياتهم ثمنا للحرب