بوابة الوفد:
2024-12-04@19:32:41 GMT

المشاركة السياسية وواجبات الرئيس القادم

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

لا شك فى أن صلاح الحياة الاجتماعية لأى مجتمع إنما تقوم على مدى ديناميكية أفراده وحبهم بعضهم بعضًا وأهم مظاهر هذه الديناميكية هى إيجابيتهم فيما يخص الشأن العام وعدم تكاسلهم عن أداء أى واجب أو مهمة يتطلبها مجتمعهم. ومن هنا تأتى أهمية المشاركة السياسية لكل أفراد المجتمع سواء فى اختيار الحاكم أو فى اختيار أعضاء المجالس الشعبية والنيابية، إن تلك المشاركة هى الدليل على وعى أى مواطن بحقوقه وواجباته فى المجتمع؛ لأن مشاركته يترتب عليها حسن اختيار الأفراد الذين يقودون العمل السياسى، ويرسمون السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى يتحقق من خلالها جودة الحياة له ولأسرته.

وبالطبع فإن المشاركة السياسية هى الدلالة على أن الممارسة الديمقراطية متاحة للجميع، وأن بامكان المواطن أن يكون فاعلاً فى محيطه السياسى والاجتماعى، وللحق فإن مواطنى مصر لا يقصرون فى تلك المشاركة، حينما يدركون أن لرأيهم صدى سيسمع وآمالاً يمكن أن تتحقق. ومن هنا أرى ضرورة أن تتسع الساحة السياسية فى الفترة القادمة لكل الآراء بحرية يكفلها الدستور للجميع دون حظر على رأى وأن تتسع الرؤية لدى أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة لتلك الآراء وألا تقتصر على دعوة فئة معينة من ذوى الحظوة وأهل الثقة! وأعتقد أنه بات ضرورياً أن تدعو الدولة إلى انتخابات محلية قريبة لإتاحة الفرصة أمام الأحزاب لتنشط ونوسع قواعدها الشعبية وإتاحة الفرصة أمام المواطنين الناخبين لاختيار وإفراز قيادات جديدة قادرة على تطوير عمل المجالس المحلية فى القرى والمراكز والمحافظات وقادرة على مراقبة ومحاسبة المسئولين عن المحليات وخاصة أن التقصير والتهاون والفساد فيها يبدو مزمناً للأسف!

إن على الرئيس القادم لمصر أن يرد الجميل لهذا الشعب الصابر المثابر الذى تحمل عبء الحروب والأزمات المتلاحقة التى لم تتح له منذ الستينيات من القرن الماضى أن ينعم بالرخاء والاستقرار يوماً! إن عليه أن يدرك بحق مدى معاناة الشعب من نقص المرتبات وغلاء الأسعار والبطالة، مدى معاناتهم فى حياتهم اليومية الاجتماعية والأسرية! مدى معاناتهم من تدنى الخدمات وتوفير الحاجات الضرورية للحياة!

كما أن عليه أن يدرك بحق أن العلم والعلماء ودعم البحث العلمى يتقدم على أولويات كثيرة أخرى إذا أردنا أن يكون لمصر الاستقلال الحقيقى وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى المحاصيل والأدوية والمنتجات التكنولوجية والصناعات المختلفة بما فيها الصناعات العسكرية، إن عليه أن يدرك أيضاً الثقافة والمثقفين ليسوا مجرد ديكور، بل هم صناع التقدم الحقيقى؛ فالريادة الثقافية لمصر هى عمود الخيمة لمكانة مصر فى المنطقة العربية وفى العالم الإسلامى، ومن ثم فدعم الثقافة والمفكرين والأدباء والفنانين واجب قومى.

وأن يدرك ثالثاً أن الحفاظ على الطبقة الوسطى ومستواها الاقتصادى والمعيشى هو رمانة الميزان للمجتمع، وأن اتساع الهوة بين الطبقات نذير الخطر الأول على صحة المجتمع وقوته! وأن تحقيق العدالة الاجتماعية، والحرص على إعادة هيكلة الأجور بما يوازى العمل ونوعه وعدم تمييز هيئات معينه على الأخرى أياً كانت ما دام أن طبيعة العمل ومؤهلاته واحدة، أصبح مسألة لاغنى عنها للحفاظ على استقرار المجتمع والقضاء على الرشاوى والوساطات وصورا أخرى كثيرة للفساد.

إن على الرئيس القادم أن يدرك أيضا أن نشر وسيادة قيم ثقافة التقدم مثل الالتزام والمساواة والعدالة وحرية الفكر وإتقان وجودة العمل الخ.. هو الضامن الوحيد لاطراد التقدم فى أى مجتمع، وهذا ما يجب أن تتضافر عليها جهود وزارات التعليم والثقافة والإعلام. ولذلك عليه قبل كل ذلك وبعده أن يحسن اختيار مساعديه ووزرائه من الكفاءات المستقلة القادرة على حمل الأمانة وأداء الواجب بتجرد وموضوعية وليبتعد فى ذلك قدر الطاقة عن شلل المنتفعين وطالبى السلطه وعشاق الأضواء فى كل عصر ومع أى رئيس! تحيا مصر ووفق رئيسها القادم لخدمة شعبها البطل. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المشاركة السياسية نحو المستقبل افراد المجتمع أن یدرک

إقرأ أيضاً:

"العمل": الرئيس وجه بدمج ذوي الهمم بسوق العمل.. وتم تعيين 57.773 بالقطاع الخاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد وزير العمل محمد جبران، اليوم الاثنين، على جهود "الوزارة" في دمج ذوي الاعاقة في سوق العمل، وتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي ،رئيس الجمهورية في هذا الشأن.

وقال الوزير جبران: "إن معلومات "الوزارة"، تؤكد  أنه ومنذ عام  2014 وحتى الآن تم  تعيين 57.773  راغب عمل من الأشخاص ذوي الإعاقة بالقطاع الخاص منهم 40,896 من الذكور، و16.877 من الإناث، وذلك بالتعاون مع الشركات الخاصة".

وأوضح أن ملف ذوي الاعاقة كان ولا يزال على رأس أولويات الدولة المصرية واستشهد بإطلاق 2018 عام لذوي الهمم ،وصدر فيه القانون رقم 10 الذي يقنن حقوق هذه الفئة.

وجاء ذلك خلال مشاركة الوزير جبران اليوم في المؤتمر الذي نظمه المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بالقاهرة، برئاسة الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على "المجلس"، وبحضور عدد من الوزراء ،وممثلي الجهات المعنية بهذا الملف، وذلك برعاية د. مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، حيث انعقد "المؤتمر" ،تحت عنوان "الجهود الوطنية لتضمين قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية"، تزامنا مع احتفالات مصر والعالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة الموافق 3 ديسمبر من كل عام.

واستعرض الوزير جهود الوزارة في دمج ذوي الهمم في سوق العمل من خلال الاشراف على متابعة تطبيق قانون العمل رقم 12 لسنة 2003، والقانون رقم 10 لسنة 2018، بشأن تعيين النسبة المقررة وهي 5% داخل المنشآت، الخاضعة لأحكام التشريعات ذات الصلة، وضمان حقوقهم في بيئة عمل آمنة.

وكذلك فرص التدريب والإعداد المهني من خلال منظومة التدريب المهني التابعة للوزارة ،حيث لديها 82 مركز تدريب مهني ثابت ومتنقل تعمل جميعها في نطاق المبادرات الرئاسية منها مبادرتي "حياة كريمة "، و"بداية جديدة لبناء الإنسان".

كما أطلقت الوزارة مبادرة "مصر بكم أجمل" من عام 2018 وحتى 2022، لنشر ثقافة دمج ذوي الاعاقة، وتعزيز مشاركتهم في التنمية ،وتحدث الوزير عن القرار الوزاري رقم 244 لسنة 2024، باستحداث وحدة مركزية للأشخاص ذوي الاعاقة، برئاسة وزير العمل، لتوفير بيئة عمل لائقة لهم، وأوضح أن مشروع قانون العمل الجديد يتضمن مجموعة من المواد التي تقدم المزيد من الحماية لهذه الفئة.

وأكد الوزير خطة الوزارة خلال عام 2025، بشأن ذوي الإعاقة، وقال: "نستهدف في المرحلة المقبلة تعزيز الاطار التشريعي ومتابعة التزام المنشآت بالنسبة المقررة قانونا لتعيين ذوي الإعاقة، والتركيز على الدورات التدريبية المتخصصة بالتعاون مع مراكز التأهيل بوزارة التضامن الاجتماعي، وتفعيل دور الوزارة في الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة " تأهيل"، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية لتعزيز حقوقهم، والتي من بينها الحق في العمل ،والتوعية بقانون العمل، وقانون حقوق الأشخاص وذوى الإعاقة، والمزايا المقررة في التشريعات ذات الصلة،واستكمال حصرهم، بالتنسيق مع الجهات المختصة، والسعي لتوفير فرص عمل تتناسب معهم بالشراكة مع القطاع الخاص، وفتح مجالات تدريب جديدة تواكب متطلبات العصر،و تتناسب مع الإعاقات المختلفة، وتعزيز مجال التعاون مع المنظمات الدولية في مجالات تدريب وتأهيل وتشغيل ذوى الإعاقة ورفع قدرات المتعاملين معهم.

وحضر المؤتمر الدكتورة مايا مرسي، وزير التضامن الاجتماعي، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والمستشار عدنان الفنجري وزير العدل، والدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، والسفيرة نبيلة مكرم رئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ولفيف من الشخصيات العامة.

وشهد المؤتمر عرض قصص نجاح عدد من الشخصيات الملهمة من ذوي الإعاقة وأسرهم، ممن كان لهم دور مع أبنائهم، بالإضافة إلى عروض فنية، وأفلام توثيقية توضح مبادرات المجلس والزيارات الميدانية، ومشاركاته في المحافل الدولية وإجراءات الحماية والتضامن، التي يقوم بها المجلس بشأن حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وكذلك افتتاح معرض منتجات الأشخاص ذوي الإعاقة والمصنعة بأيديهم، كنوع من  التمكين الاقتصادي لهم ودمجهم في الحياة العامة، وكذلك توقيع بروتوكول تعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.

00 1 2 3 4 5 6 7 8 9 11 22 33 44 55 66 77 88 99

مقالات مشابهة

  • مخاطر المهنة وواجبات العمل في ندوة لنقابة السكة الحديد بالمنطقة الجنوبية بأسوان
  • حالة من الفوضى السياسية.. استقالات جماعية وضغوط تطالب بتنحي الرئيس الكوري الجنوبي
  • الرئيس تبون يشرف على تكريم النخب الرياضية العسكرية المشاركة في ألعاب “أبوجا”
  • طعن سكرتير الرئيس العراقي في اسطنبول (فيديو)
  • عقب المشاركة في “قمة المياه الواحدة”.. الرئيس الفرنسي يغادر الرياض
  • خبير: الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية سببها الصلح مع اليابان
  • عمرو عابد: تجربة المشاركة في تأليف "موعد مع الماضى" مختلفة وجديدة واستفدت منها الكثير
  • "العمل": الرئيس وجه بدمج ذوي الهمم بسوق العمل.. وتم تعيين 57.773 بالقطاع الخاص
  • “نورلاند” يشيد بدور النساء الليبيات في تعزيز المشاركة السياسية ومناهضة العنف
  • البزري راهن على صمود وقف إطلاق النار: المدة الفاصلة عن موعد انتخاب الرئيس تسمح بالتوافق عليه