بوابة الوفد:
2025-04-30@22:33:49 GMT

بعد انتهاء حرب غزة وقبلها

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

سوف ينشغل الفكر السياسى ومراكز الدراسات السياسة كثيراً بمحاولة فهم وتفسير لغة الخطاب الأمريكى والغربى والإسرائيلى السائدة، بشأن (H1) حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، وربما يتوقف الجميع أمام مصطلحات جديدة غير مألوفة، تم صكها ونشرها فى بيانات وتصريحات الساسة الأمريكيين والإسرائيليين على وجه الخصوص، وفى وسائل الإعلام الناطقة باسمهم، والتى بدت جميعها تبريراً لحرب التطهير العرقى التى تقوم بها إسرائيل، بدعم مالى ولوجستى وعسكرى من دول المعسكر الغربى، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن بين عينات ذلك الخطاب غير المسبوق فى تاريخ الصراع الإسرائيلى– الفلسطينى وصف أعضاء حركة حماس بالوحش البشرية المسعورة، وبأنهم ليسوا بشراً ودواعش. ووصف الهجوم الذى نفذته فى السابع من أكتوبر بالنازية والمحرقة، وعدم الكف عن ترديد أكاذيب عن وقائع اغتصاب نساء لم يثبت حدوثها، ووضع قائمة يتم الإعلان عنها فى وسائل التواصل الاجتماعى من قبل عسكريين إسرائيليين عن اغتيال الصحفيين والإعلاميين الذين صوروا وبثوا ونشروا وقائع يوم السابع من أكتوبر، ليصل عدد القتلى بينهم فى غضون شهرين من حرب غزة طبقاً لموقع يورونيوز الأوروبى إلى 87 صحفياً، بينهم صحفيون قتلوا فى مكاتبهم ومنازلهم داخل إسرائيل فى المدن الفلسطينية القديمة، فضلاً عمن تم اعتقالهم، ليفوق ذلك عدد القتلى من الصحفيين فى الحرب العالمية الثانية التى امتدت لنحو خمس سنوات، كل هذا ودول الغرب تصمت صمت القبور، ليس هذا فحسب، بل هى تقبل بكل أريحية المنطق الذى يقول بحق إسرائيل وهى دولة احتلال، الحق فى الدفاع عن النفس، وهو ما يترجم عملياً بمجازر ضد كل أهل غزة العزل، انتقاماً ربما لسماحهم لحماس بالقيام بهجومها، لترسى كما يزعم قادتها، دعائم الحضارة ضد الهمجية البربرية. أما التصريحات الإسرائيلية التى تتدافع بشأن ما سوف يحدث بعد انتهاء حرب غزة، فهى لون من التدليس يستهدف صرف الأنظار عن استمرار حرب التطهير العرقى والإبادة الجماعية والتهجير القسرى، بحق الشعب الفلسطينى. 

فاق خطاب إدارة الرئيس الأمريكى بايدن فى ابتداع مصطلحات جديدة كل ما سبق، بينها وصف الحرب بأنها حرب ديمقراطية، وبينها حث إسرائيل على تقليل عدد القتلى المدنيين، وأن الالتزام بذلك لا يصادر حقها فى فى الدفاع عن نفسها، وبينها استخدام الفتيو الأمريكى لإسقاط مشروع القرار الأخير المقدم من دولة الإمارات باسم المجموعة العربية، إلى مجلس الأمن يدعو لوقف إنسانى للحرب، بزعم أن واشنطن تسعى للتفاوض لوقف دائم لها بجانب التشدق بالدعوة لحل الدولتين، ومبعوث بايدن يجول فى المنطقة ليفاوض السعودية فى نفس التوقيت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بزعم تسهيل التوصل لذلك الحل! 

فى أعقاب مؤتمر مدريد الذى تم عقده فى العام 1991 وأسفر عن عقد اتفاقيات أوسلو التى تبادل فيها الفلسطينيون والإسرائيليون الاعتراف كل منهم بالآخر، أنهت الدول العربية مقاطعة الشركات العالمية التى كانت تتعامل مع إسرائيل، وكان من جراء ذلك أن تدفقت استثمارات تلك الشركات على إسرائيل، بما أسهم فى إنعاش اقتصادها، ومنذئذ ونتنياهو يدرك أنه بات بالإمكان إنهاء كل أشكال المقاطعة العربية، وإقامة علاقات طبيعية مع دولها دون أى مقابل، أو فى مقابل ما يسميه السلام مقابل السلام، وليس مقابل الأرض، وصولاً لتنفيذ مخططه الوهمى الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية، لكن بموافقة عربية هذه المرة ! 

قبل عقود من حرب غزة، وبالتحديد بعد غزو العراق، والنقاش يطرح فى دوائر القوى السياسية العربية فى السلطة وخارجها وفى دول ما كان يعرف بالعالم الثالث، وأضحت تسمى دول الجنوب، حول ضرورة إصلاح هيئة الأمم المتحدة وتوسيع عدد الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى، ليشمل تمثيلاً عادلاً لدول القارة الإفريقية، ويضم اليابان وألمانيا والبرازيل والهند، لاسيما بعد أن تم احتلال العراق ونهب ثرواته بموافقة 14 عضواً من مجلس الأمن، ما قدم غطاء شرعياً لإجراء يناقض نص ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى. أما الجديد بعد بدء حرب غزة، فهو الإهانات المتوالية التى توجهها إسرائيل للهيئة الدولية وأمينها العام أنطونيو جوتيرش لمجرد تفقده معبر رفح، ووصفه ما يجرى فى الحرب بأن غزة باتت مقبرة للأطفال، ولجوئه للمادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التى تقضى أن من حق الأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى ما قد يهدد السلم والأمن الدوليين، وهو ما دعا المندوب الإسرائيلى لمطالبته بالاستقالة من منصبه، ووصفه وزير الخارجية الإسرائيلى بأنه يؤيد حركة حماس الإرهابية، وأن فترة ولايته للهيئة الأممية تشكل خطراً على السلام العالمى. ولا شىء يهم لدى واشنطن ولا تل أبيب بعد مقتل نحو 140 شخصاً من العاملين فى هيئات الأمم المتحدة فى غزة، بما يعد كما قال جوتيريش،أكبر خسارة فى الأرواح فى تاريخ المنظمة الدولية ! 

وقبل نحو عشر سنوات نشرت صحيفة «اللموند دبلوماتيك» الفرنسية، نص الاتفاق السرى بين الأمين العام للامم المتحدة بان كى مون والأمين العام لحلف شمال الأطلنطى جاب دى هوب شيفر فى 23 سبتمبر عام 2008، رأت فيه الصحيفة أنه يقضى على صلاحيات الأمم المتحدة ودورها. وأقر هذا الاتفاق بتعاون أكبر بين الطرفين، وتبادل للمعلومات، واستمرار الحوار على مستوى أخذ القرار، وعلى المستوى التنفيذى فى المسائل السياسية والإجرائية على وجه الخصوص، وهو اتفاق لا يقضى فقط على صلاحيات مجلس الأمن الدولى الذى تم تشكيله لفرض السلم العالمى والحيلولة دون ظهور نازية جديدة، بل يرهن القرار الدولى فى يد واشنطن، ووفقاً لمصالحها وتحالفاتها، والدليل استخدام الولايات المتحدة لحق النقض 83 مرة فى السنوات العشر الأخيرة معظمها ضد العرب وفلسطين. أما كيف نذهب إلى مسألة الإصلاح فلذلك حديث آخر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب غزة على فكرة حرب الإبادة الجماعية غزة والضفة الغربية الأمم المتحدة مجلس الأمن حرب غزة

إقرأ أيضاً:

"لن نشارك في السيرك".. إسرائيل ترفض التعاون مع العدل الدولية

اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، محكمة العدل الدولية بأنها "هيئة مخزية"، مؤكدا أن بلاده قررت عدم التعاون معها في مناقشات تتعلق بانتهاكات مزعومة للقانون الدولي من قبل إسرائيل.

وقال ساعر خلال مؤتمر صحفي: "قررنا عدم المشاركة في هذا السيرك. لو كانت هناك جهة يجب أن تحاكم، فهي وكالة الأونروا والأمم المتحدة نفسها".

وأضاف: "الأونروا قامت بتوظيف مئات الإرهابيين الذين شاركوا في المجزرة".

واتهم ساعر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالتواطؤ مع هذه الأفعال، مؤكدا أنه كان على علم بما يحدث في الأونروا، لكنه لم يتخذ أي إجراء حيال ذلك.

وشدد ساعر على أن "إسرائيل حذرت غوتيريش من هذه الانتهاكات، لكنه لم يفعل شيئا".

اتهامات بعرقلة إيصال المساعدات

وتعتزم محكمة العدل الدولية، الإثنين، بدء جلسات استماع بشأن التزام إسرائيل بـ"ضمان وتيسير" إيصال المساعدات الإنسانية المطلوبة على عجل للمدنيين الفلسطينيين، مما يعيد تسليط الضوء على النزاع الدائر في غزة داخل أروقة المحكمة في لاهاي.

وقررت المحكمة عقد جلسات على مدى أسبوع استجابة لطلب قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، دعت فيه محكمة العدل الدولية إلى إصدار رأي استشاري بشأن المسؤوليات القانونية المترتبة على إسرائيل بعدما قامت بمنع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من العمل على أراضيها.

وفي قرار قدمته النرويج، طلبت الجمعية العامة رأيا استشاريا من المحكمة، وهو قرار غير ملزم لكنه يحمل أهمية قانونية، بشأن التزامات إسرائيل في الأراضي المحتلة تجاه "ضمان وتيسير إيصال الإمدادات اللازمة على عجل لبقاء السكان المدنيين الفلسطينيين دون عوائق".

وتبدأ الجلسات في وقت يشارف فيه نظام المساعدات الإنسانية في غزة على الانهيار، إذ منعت إسرائيل دخول الغذاء والوقود والدواء وسائر الإمدادات الإنسانية منذ 2 مارس.

مطالب بالتدخل العاجل

وأكدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، أن الوضع في قطاع غزة يتطلب تدخلا عاجلا لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.

وأشارت إلى أن المعاناة الإنسانية تتفاقم بشكل كبير في ظل الأزمة الحالية، داعية إلى ضرورة توفير المساعدات بشكل سريع وفعال لتلبية احتياجات السكان.

ونددت المسؤولة الأممية بالممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الممارسات لا تتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان الدولية.

كما أشارت إلى أن إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يتم بشكل كامل، وأن هناك العديد من العراقيل التي تحول دون وصول المساعدات إلى المدنيين في الوقت المناسب.

وشددت على أهمية الالتزام التام بخطة الإغاثة التي تم وضعها لغزة، داعية إلى التنسيق بين كافة الأطراف المعنية لتسريع الإجراءات وضمان وصول الإغاثة بشكل آمن وفعال.

وطالبت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بحماية الطواقم الطبية العاملة في غزة وضمان احترام تحركاتهم.

مقالات مشابهة

  • الأردن يطالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بفتح المعابر وإعادة إعمار غزة
  • وزير الإعلام السوري: اعتداءات إسرائيل خطر على الشعب وتطلعاته
  • الأردن يطالب مجلس الأمن إلزام “إسرائيل” بإدخال المساعدات إلى غزة
  • صنعاء توجه رسالة إلى مجلس الأمن.. هذا ما تضمنته
  • وزير الخارجية يطالب مجلس الأمن بإلغاء آلية التحقق والتفتيش “اليونيفيم”
  • الأمن السوري يعلن انتهاء عمليته في صحنايا بريف دمشق وانتشار قواته بأحيائها
  • مدير مديرية الأمن في ريف دمشق المقدم حسام الطحان لـ سانا: نعلن انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار
  • مسؤول أممي ينتقد استهانة العالم بتعديات “إسرائيل” على القانون الدولي بغزة
  • "لن نشارك في السيرك".. إسرائيل ترفض التعاون مع العدل الدولية
  • عاجل.. ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة: وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي