بوابة الوفد:
2025-02-06@07:31:42 GMT

بعد انتهاء حرب غزة وقبلها

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

سوف ينشغل الفكر السياسى ومراكز الدراسات السياسة كثيراً بمحاولة فهم وتفسير لغة الخطاب الأمريكى والغربى والإسرائيلى السائدة، بشأن (H1) حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، وربما يتوقف الجميع أمام مصطلحات جديدة غير مألوفة، تم صكها ونشرها فى بيانات وتصريحات الساسة الأمريكيين والإسرائيليين على وجه الخصوص، وفى وسائل الإعلام الناطقة باسمهم، والتى بدت جميعها تبريراً لحرب التطهير العرقى التى تقوم بها إسرائيل، بدعم مالى ولوجستى وعسكرى من دول المعسكر الغربى، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن بين عينات ذلك الخطاب غير المسبوق فى تاريخ الصراع الإسرائيلى– الفلسطينى وصف أعضاء حركة حماس بالوحش البشرية المسعورة، وبأنهم ليسوا بشراً ودواعش. ووصف الهجوم الذى نفذته فى السابع من أكتوبر بالنازية والمحرقة، وعدم الكف عن ترديد أكاذيب عن وقائع اغتصاب نساء لم يثبت حدوثها، ووضع قائمة يتم الإعلان عنها فى وسائل التواصل الاجتماعى من قبل عسكريين إسرائيليين عن اغتيال الصحفيين والإعلاميين الذين صوروا وبثوا ونشروا وقائع يوم السابع من أكتوبر، ليصل عدد القتلى بينهم فى غضون شهرين من حرب غزة طبقاً لموقع يورونيوز الأوروبى إلى 87 صحفياً، بينهم صحفيون قتلوا فى مكاتبهم ومنازلهم داخل إسرائيل فى المدن الفلسطينية القديمة، فضلاً عمن تم اعتقالهم، ليفوق ذلك عدد القتلى من الصحفيين فى الحرب العالمية الثانية التى امتدت لنحو خمس سنوات، كل هذا ودول الغرب تصمت صمت القبور، ليس هذا فحسب، بل هى تقبل بكل أريحية المنطق الذى يقول بحق إسرائيل وهى دولة احتلال، الحق فى الدفاع عن النفس، وهو ما يترجم عملياً بمجازر ضد كل أهل غزة العزل، انتقاماً ربما لسماحهم لحماس بالقيام بهجومها، لترسى كما يزعم قادتها، دعائم الحضارة ضد الهمجية البربرية. أما التصريحات الإسرائيلية التى تتدافع بشأن ما سوف يحدث بعد انتهاء حرب غزة، فهى لون من التدليس يستهدف صرف الأنظار عن استمرار حرب التطهير العرقى والإبادة الجماعية والتهجير القسرى، بحق الشعب الفلسطينى. 

فاق خطاب إدارة الرئيس الأمريكى بايدن فى ابتداع مصطلحات جديدة كل ما سبق، بينها وصف الحرب بأنها حرب ديمقراطية، وبينها حث إسرائيل على تقليل عدد القتلى المدنيين، وأن الالتزام بذلك لا يصادر حقها فى فى الدفاع عن نفسها، وبينها استخدام الفتيو الأمريكى لإسقاط مشروع القرار الأخير المقدم من دولة الإمارات باسم المجموعة العربية، إلى مجلس الأمن يدعو لوقف إنسانى للحرب، بزعم أن واشنطن تسعى للتفاوض لوقف دائم لها بجانب التشدق بالدعوة لحل الدولتين، ومبعوث بايدن يجول فى المنطقة ليفاوض السعودية فى نفس التوقيت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بزعم تسهيل التوصل لذلك الحل! 

فى أعقاب مؤتمر مدريد الذى تم عقده فى العام 1991 وأسفر عن عقد اتفاقيات أوسلو التى تبادل فيها الفلسطينيون والإسرائيليون الاعتراف كل منهم بالآخر، أنهت الدول العربية مقاطعة الشركات العالمية التى كانت تتعامل مع إسرائيل، وكان من جراء ذلك أن تدفقت استثمارات تلك الشركات على إسرائيل، بما أسهم فى إنعاش اقتصادها، ومنذئذ ونتنياهو يدرك أنه بات بالإمكان إنهاء كل أشكال المقاطعة العربية، وإقامة علاقات طبيعية مع دولها دون أى مقابل، أو فى مقابل ما يسميه السلام مقابل السلام، وليس مقابل الأرض، وصولاً لتنفيذ مخططه الوهمى الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية، لكن بموافقة عربية هذه المرة ! 

قبل عقود من حرب غزة، وبالتحديد بعد غزو العراق، والنقاش يطرح فى دوائر القوى السياسية العربية فى السلطة وخارجها وفى دول ما كان يعرف بالعالم الثالث، وأضحت تسمى دول الجنوب، حول ضرورة إصلاح هيئة الأمم المتحدة وتوسيع عدد الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى، ليشمل تمثيلاً عادلاً لدول القارة الإفريقية، ويضم اليابان وألمانيا والبرازيل والهند، لاسيما بعد أن تم احتلال العراق ونهب ثرواته بموافقة 14 عضواً من مجلس الأمن، ما قدم غطاء شرعياً لإجراء يناقض نص ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى. أما الجديد بعد بدء حرب غزة، فهو الإهانات المتوالية التى توجهها إسرائيل للهيئة الدولية وأمينها العام أنطونيو جوتيرش لمجرد تفقده معبر رفح، ووصفه ما يجرى فى الحرب بأن غزة باتت مقبرة للأطفال، ولجوئه للمادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التى تقضى أن من حق الأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى ما قد يهدد السلم والأمن الدوليين، وهو ما دعا المندوب الإسرائيلى لمطالبته بالاستقالة من منصبه، ووصفه وزير الخارجية الإسرائيلى بأنه يؤيد حركة حماس الإرهابية، وأن فترة ولايته للهيئة الأممية تشكل خطراً على السلام العالمى. ولا شىء يهم لدى واشنطن ولا تل أبيب بعد مقتل نحو 140 شخصاً من العاملين فى هيئات الأمم المتحدة فى غزة، بما يعد كما قال جوتيريش،أكبر خسارة فى الأرواح فى تاريخ المنظمة الدولية ! 

وقبل نحو عشر سنوات نشرت صحيفة «اللموند دبلوماتيك» الفرنسية، نص الاتفاق السرى بين الأمين العام للامم المتحدة بان كى مون والأمين العام لحلف شمال الأطلنطى جاب دى هوب شيفر فى 23 سبتمبر عام 2008، رأت فيه الصحيفة أنه يقضى على صلاحيات الأمم المتحدة ودورها. وأقر هذا الاتفاق بتعاون أكبر بين الطرفين، وتبادل للمعلومات، واستمرار الحوار على مستوى أخذ القرار، وعلى المستوى التنفيذى فى المسائل السياسية والإجرائية على وجه الخصوص، وهو اتفاق لا يقضى فقط على صلاحيات مجلس الأمن الدولى الذى تم تشكيله لفرض السلم العالمى والحيلولة دون ظهور نازية جديدة، بل يرهن القرار الدولى فى يد واشنطن، ووفقاً لمصالحها وتحالفاتها، والدليل استخدام الولايات المتحدة لحق النقض 83 مرة فى السنوات العشر الأخيرة معظمها ضد العرب وفلسطين. أما كيف نذهب إلى مسألة الإصلاح فلذلك حديث آخر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب غزة على فكرة حرب الإبادة الجماعية غزة والضفة الغربية الأمم المتحدة مجلس الأمن حرب غزة

إقرأ أيضاً:

لبنان يقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل بسبب خروقات القرار 1701

قدمت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، من خلال بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، متهمةً إياها بانتهاك القرار 1701 وخرق إعلان وقف الأعمال العدائية، وذلك بعد سلسلة من الاعتداءات البرية والجوية المستمرة.

تفاصيل الشكوى اللبنانية

أكدت الخارجية اللبنانية أن الشكوى تضمنت الإشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة منذ دخول إعلان وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، والتي شملت:

الاعتداءات الجوية والبرية التي طالت منازل وأحياء سكنية.خطف مواطنين لبنانيين، بينهم جنود في الجيش اللبناني.استهداف المدنيين العائدين إلى قراهم الحدودية، مما أسفر عن مقتل 24 مدنيًا وإصابة أكثر من 124 آخرين.استهداف دوريات الجيش اللبناني ومراسلين صحفيين.إزالة 5 علامات محددة على "الخط الأزرق"، في خرق واضح للقرار 1701 ولسيادة لبنان.

وطالبت الخارجية اللبنانية مجلس الأمن الدولي، وخاصة الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، باتخاذ موقف حازم إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ودعت إلى تعزيز الدعم للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" لحماية السيادة اللبنانية وضمان سلامة المواطنين.

تحرك ميداني للجيش اللبناني في الجنوب

في سياق متصل، قطع الجيش اللبناني، أمس، الطريق الرئيسية بين كفر حمام وراشيا الفخار، لمنع تقدم قوة إسرائيلية مؤلفة من 6 آليات، وفقًا لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.

وأوضحت التقارير أن القوة الإسرائيلية اجتازت الخط الحدودي في محور مزارع شبعا، وتقدمت إلى بلدة كفرشوبا ومنها إلى محيط بلدة كفر حمام، وسط إطلاق كثيف للنيران الرشاشة، قبل أن تعود أدراجها بعد نحو ساعتين.

ردود فعل دولية منتظرة

يأتي هذا التصعيد في ظل دعوات متكررة من لبنان إلى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لاحترام التزاماتها بموجب القرار 1701، الذي تم اعتماده عام 2006 لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والذي ينص على وقف الأعمال القتالية وتعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان.

وتنتظر بيروت رد فعل مجلس الأمن الدولي والدول الكبرى إزاء هذه التطورات، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع الأمني في الجنوب اللبناني إلى مواجهة مفتوحة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنسحب من مجلس حقوق الإنسان
  • تصعيد خطير على الحدود.. لبنان يشكو إسرائيل في مجلس الأمن
  • لبنان يقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل بسبب خروقات القرار 1701
  • تفاصيل شكوى لبنان ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن
  • منصور يجدد دعوة مجلس الأمن للتحرك السريع لحماية الشعب الفلسطيني ومحاسبة إسرائيل
  • لبنان يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن بسبب تصرفات إسرائيل
  • لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن
  • لبنان يشكو إسرائيل لدى مجلس الأمن بسبب القرار 1701
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل لوقف الأعمال العدائية
  • لبنان يتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي رداً على خرق إسرائيل للقرار 1701