أعرب عن سعادتى كمواطن مصرى بمشاركة بعض الأحزاب وفى مقدمتها الحزب الأعرق حزب الوفد فى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية بتقديم مرشح للرئاسة بما يؤكد المفهوم الرئيسى من غاية تشكيل الأحزاب فى ضرورة المشاركة السياسية فى كل المستويات، وحيث تختبر مدى قدراتها على فرز نخبة قادرة على تلك المشاركة فى أرفع مستوياتها، فضلاً عن أهمية أن تشكل تلك المشاركة إضافات فكرية لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية واقتصادية لإفادة منظومة الإدارة المصرية والمساهمة فى تطوير عمل آلياتها.
كما أسعدنى تأكيد رئيس حزب الوفد على أن عملية تطوير معهد الدراسات السياسية بالحزب هدفها تدريب الكوادر الموجودة بالحزب وخاصة من الشباب وجيل الوسط فى قاعة تدريب أعدت على مستوى متقدم لتنفيذ البرامج التدريبية وإعداد الكوادر الحزبية القادرة على تمثيل الحزب والتحدث باسمه فى كل المجالات، وأن مكتبة الوفد المصرى لن تكون مكتبة عامة تضم كل التخصصات، ولكنها ستضم مجموعة كبيرة من الكتب المتخصصة فى العلوم الإنسانية وخاصة التاريخ وفى مقدمته التاريخ الحديث المتعلق بحزب الوفد خلال القرن العشرين وتاريخ الحركة الوطنية المصرية عموماً..
وأكد رئيس حزب الوفد أن مكتبة بيت الأمة ستستقبل الأعضاء والباحثين الراغبين فى الاطلاع مع توفير خدمة بنك المعرفة الإلكترونية بحيث يمكن لرواد المكتبة الاطلاع إلكترونياً على مكتبات أخرى عبر شبكة الإنترنت.
وأشار رئيس الوفد إلى أن المعهد يرحب بكل الآراء المتعلقة بعمليات التدريب وتطوير الأداء، وأن المعهد هدفه هو التطوير والتدريب، وأن المعهد سيعد مجموعة من الدورات المتخصصة والمحاضرات التى يشارك فيها نخبة من الأساتذة والخبراء فى مجالات العمل السياسى والاقتصادى وتطوير الذات وإدارة الحملات الانتخابية وغيرها.
عندما تنطلق أمة وتغير من واقعها وتخرج من عزلتها وتبسط سيادتها وتذهب إلى التحضر والتثقف، تتسع أذهان أبنائها ويترامى خيالهم ويتصورون من الحقائق والمعانى والممكنات ما لم يكونوا يتصورون حدوثه، ويحلق أهل الإبداع فى أجواء الخيال وآماد الماضى والمستقبل، مبتعدين عن دواعى الحاضر الجاذبة ومجالاته الضيقة، ولا يبلغ المبدع والفنان أوج رقيه حتى يرتقى الخيال فيه أروع ارتقاء، وحتى يشغل أكثر جوانبه.
هذا ما يؤكد عليه فكر الفيلسوف الألمانى إيمانويل كانط، الذى حدثنا عن أهمية الخيال والمخيلة فى بناء المعرفة، ولا شك فى أن هناك حاجة كبيرة للاهتمام بتنمية القدرة على الخيال وإطلاق ملكة المخيلة لدى الناس.
لذلك، ينبغى توجيه المواطن إلى إعمال وتفعيل طاقة الخيال الإيجابية، واختراع رؤى للأحلام، والذهاب بها إلى دنيا الواقع والتطبيق، وتطبيقها عملياً وتنفيذها على أرض الواقع، وهو ما يسهم فى فتح آفاق الغد المرتقب أمام الفرد، وتعزيز ثقته بنفسه ومجتمعه، وتجنيبه المرض بعلل الإحباط واليأس..
نعم، فعندما يغرق المجتمع الإنسانى فى الخطابات الحنجورية، يفتقد مواطنوه التحقق المعرفى، ويغيب عنهم الخيال الاجتماعى، الذى يقوم على التفكير النقدى العلمى للأحداث السياسية، والتحاور مع أصحاب الأنماط الفكرية التى تتحكم بالسلوك الفردى والجماعى، التى تمكنهم فى النهاية من المساهمة فى طرح رؤى إبداعية جديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية مواطن مصرى حزب الوفد المشاركة السياسية الدراسات السياسية الوفد المصرى حزب الوفد
إقرأ أيضاً:
رموي يسي ونادر عباسي ليلة من الخيال في الأوبرا(صور)
أقامت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد أمسية كلاسيكية من طراز فريد جمعت العالميان المايسترو نادر عباسى وعازف البيانو رمزى يسى برزت خلالها براعاتهما باعتبارهما من أهم الموسيقيين المصريين المعاصرين .
فأمام حشد جماهيرى كبير من محبى الفنون الجادة وبمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة تجمل المسرح الكبير بمختارات من أهم أعمال المؤلف الروسى بيتر ايليتش تشايكوفسكى والتى عبرت عن طبيعة موسيقاه المميزة كان منها إفتتاحية فانتازيا روميو وجولييت التى تم استلهامها عن مسرحية الأديب الإنجليزي الشهير شكسبير وعُرضت لأول مرة فى ١٦ مارس ۱۸۷۰ .
وافتتاحية ۱۸۱۲ والتى كلف تشايكوفسكى عام ١٨٨٠ بكتابة عمل موسيقى بمناسبة الانتهاء من بناء كاتدرائية المسيح في موسكو حيث اقيمت لإحياء ذكرى الانتصار الروسى على جيوش نابليون عام ۱۸۱۲ وأصبحت ركيزة أساسية فى حفلات الكونسير وفى ريبرتوار باند النفخ وفرق الموسيقات العسكرية .
اما كونشيرتو البيانو والأوركسترا الأول يعد أحد أشهر مؤلفات تشايكوفسكى ومن أشهر كونشيرتات البيانو على الإطلاق ، كتب بين عامى ١٨٧٤ - ١٨٧٥ وظهر للنور فى ٢٥ اكتوبر ١٨٧٥ في بوسطن ، وحققت شهرة واسعة وثبتت خلالها القدرات الإبداعية لتشايكوفسكي .
جدير بالذكر أن بيتر ايليتش تشايكوفسكى (١٨٤٠-١٨٩٣) من أشهر المؤلفين الروس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، حققت أعماله شعبية ضخمة لما تحمله من ألحان غنائية معبرة تنفذ إلى الوجدان في سهولة ويسر ، كان لأحداث حياته الحزينة وطبيعة شخصيته شديدة الحساسية أثراً واضحاً على موسيقاه فاتسمت مؤلفاته بتعبيرية مرهفة يحمل بعضها كثير من الشجن أو الحسرة وفي بعض الأحيان تعكس قدرته الخلاقة على التعبير عن الأجواء الطفولية المرحة ، وقد شغف بالموسيقى الكلاسيكية والرومانتيكية الأوروبية وخاصة أعمال موتسارت وفيردي حيث نجد أن ان مؤلفاته أقرب إلى المؤلفات الأوروبية منها إلى المؤلفات الروسية وفى الحقيقة فإن النظرة الحالية لتشايكوفسكى ترى أنه مؤلف روسى قومى استطاع أن يمزج تراثه الموسيقى الروسى بتأثيرات الموسيقى الأوربية ليشكل طابعه الشخصي المميز لأعماله ، كتب عدداً كبيراً من الأعمال السيمفونية التي سطرت له مكانا بارزا كمؤلف رومانتيكي عبر التاريخ وتعد أعماله للباليه هى الأشهر والأكثر رواجاً وخاصة بحيرة البجع ۱۸۷۷، الجمال النائم ۱۸۹۰، وكسارة البندق من ۱۸۹۱ - ۱۸۹۲ .