بالقرب من مستشفى شهداء الأقصى، بمنطقة دير البلح جنوب مدينة غزة، يحمل إسماعيل جود، 33 عاماً، أكياساً سوداء ضخمة يجرها بخطوات بطيئة، فيما تمتلئ عن آخرها بملابس شتوية ثقيلة بمختلف المقاسات والأحجام لتوزيعها على النازحين الذين اتخذوا من ساحة المستشفى مأوى لهم، وذلك بعد اكتظاظ الخيام التابعة لوكالة «الأونروا» بمدينتى خان يونس ورفح بالأسر والمصابين والجرحى.

«إسماعيل» الذى لا يختلف حاله عن باقى الفلسطينيين فى القطاع، حيث أجبره العدوان الإسرائيلى وصواريخه العشوائية على ترك منزله فى مخيم الشاطئ والسير نحو جنوب القطاع، كان قد لاحظ ارتجاف جسد الأطفال النازحين من شدّة البرد، فيما لا يتمكن آباؤهم من توفير ملابس وأغطية لهم لتقيهم من برد الشتاء الذى أدركهم وهم فى الشوارع دون مأوى.

يقول «إسماعيل» لـ«الوطن» إنه أب لطفلين، وبالتالى فإن رؤية الأطفال وهم خائفون وجائعون وينتفضون من البرد هو بمثابة سكين يغرس فى قلبه: «بالتأكيد جميع النازحين حالتهم صعبة جداً، وما تشاهدونه على الشاشات هو نقطة صغيرة من بحر المأساة التى نعيشها، ولكن الأطفال تحديداً لهم مكانة خاصة فى قلبى وأشعر بالأبوة تجاههم، وأرى فى وجه كل طفل صورة أبنائى»، وتابع: «دشنت مبادرة ملابس شتوية للأطفال النازحين وأعلنت عنها من خلال حسابى الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى إنستجرام، وانضم لها بحمد الله عدد من الشباب من الرجال والبنات، وتم تقسيمهم فى مجموعات لتغطية مناطق الجنوب جميعها».

واستطاع الشاب الثلاثينى من خلال مبادرته إمداد مئات الأطفال بالملابس الثقيلة، ويقول: «قابلت العديد من الصغار النازحين الذين أتوا بمفردهم رفقة جيرانهم بعد أن استشهد أفراد أسرهم ولا يرتدون سوى بلوزات وبناطيل خفيفة للغاية، كما أنها بالية ومقطعة، لأن أغلبهم تم استخراجهم من تحت أنقاض منازلهم المدمرة»، لافتاً إلى أنّ ملابسهم التى أغرقتها مياه الأمطار لم يتمكنوا من تبديلها لأيام: «الأطفال جلسوا أكثر من يومين وملابسهم كلها مبللة بالماء لحد ما جفت وهم لابسينها، لأنهم لا يملكون سواها، وهو الأمر الذى تسبب فى إصابتهم بأمراض تنفسية وجلدية».

وحول آلية الحصول على الملابس، يقول: «سكان الجنوب فى خان يونس ورفح هم أهل كرم، وما إن بدأ المدنيون فى الشمال بالنزوح حتى استقبلوهم بحفاوة وتقاسموا معهم المياه الشحيحة وبعض أنواع الغذاء الذى حصلوا عليه من المساعدات».

وتابع: «بمجرد ما أعلنت عن المبادرة وحاجة الأطفال الملحَّة للملابس الشتوية حتى استجاب السكان وبدأوا فى إرسال عدد من الحقائب والأكياس البلاستيكية المحملة بالكثير من المستلزمات»، لافتاً إلى أنّه أصبح لكل طفل ما يزيد على 5 قطع من الملابس: «لم أكن أتوقع أن تكون المساعدة بهذا الشكل، خاصة فى ظل الحرب والعدوان، الأمر الذى دفعنا إلى توسيع رقعة التوزيع إلى شمال مدينة خان يونس ووسط القطاع ولكن بكميات أقل بسبب الاستهدافات المتكررة من الاحتلال».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى ضحايا العدوان قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

زوارق الاحتلال تطلق قذائفها باتجاه ساحل خان يونس جنوبي قطاع غزة

عرضت فضائية القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا حيث أعلن إعلام فلسطيني، أن قوات الاحتلال فجرت شقة سكنية في الحي الشرقي بمدينة جنين.

ولفت إلى أن زوارق الاحتلال تطلق قذائفها باتجاه ساحل خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ونوه بأن قوات الاحتلال تقتحم مبنى سكنيا شرق طولكرم وتأمر بإخلائه وتحوله إلى ثكنة عسكرية.

كم قوات الاحتلال تغلق جميع مداخل مدينة جنين بالسواتر الترابية والآليات.

وفي اليوم الرابع والأربعين من اتفاق وقف إطلاق النار، ومع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، يظهر الاحتلال الإسرائيلي مجددا من خلال التهرب من الالتزامات، حيث لم يلتزم بالانسحاب من محور فيلادلفيا، في الوقت الذي تستضيف فيه القاهرة القمة العربية المرتقبة للإعلان عن خطة إعادة إعمار غزة.

مقالات مشابهة

  • أرقام صادمة حول تزايد أعداد النازحين قسرًا حول العالم.. الصراعات وتغيّر المناخ والحروب تفاقم الأزمة
  • تراجع المساعدات يفاقم معاناة النازحين الصوماليين خلال رمضان
  • 10 ملايين طالب تحت مظلة الحماية.. مبادرة رئاسية للكشف المبكر عن أمراض الأطفال|تفاصيل
  • العلاج المبكر لمشكلات النظر| مبادرة جديدة تحمي مستقبل 7 ملايين طالب.. واستشاري طب عيون توضح أهمية الفحص المبكر لمشكلات الإبصار عند الأطفال
  • “إفطار صائم”… مبادرة لتوزيع “200” وجبة إفطار في ريف ‏دمشق
  • حملة بحق عدد من محال الملابس وعارضات الأزياء بسبب المحتوى الهابط
  • يلا نفرح إبنى وإبنك.. مبادرة لتوزيع الفوانيس على أبناء العاملين المتوفين بتعليم قنا
  • مخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهول
  • زوارق الاحتلال تطلق قذائفها باتجاه ساحل خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • ملفا النازحين والتهريب في لقاء مرتقب بين عون والشرع