NYT: إسرائيل تدفع النازحين في قطاع عزة نحو الحدود مع مصر
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، لمدير مكتبها في اسطنبول، بن هبارد، قال فيه "إن السبب الرئيسي وراء عدم دفع القصف الإسرائيلي العنيف على غزة، لمدة تسعة أسابيع، بمئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر، هو أن حدود هذا البلد شديدة التحصين، وتصميم القاهرة الصارم على إبقائها مغلقة".
وأضافت الصحيفة، بأن "الضغط يتزايد"، وذلك نتيجة دفع الاحتلال الإسرائيلي لسكان غزة البالغ عددهم 2.
ويعيش الآن مئات الآلاف من النازحين في ظروف مُزرية ومكتظة في رفح، المنطقة الواقعة في أقصى جنوب غزة، على طول الحدود مع مصر.
وزادت الظروف القاتمة، المخاوف من إمكانية اختراق الحدود مع مصر، مما يسمح لعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين بدخول مصر، وهو ما قد يزعزع استقرار الحليف العربي للولايات المتحدة.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إنهم "لا يعتزمون دفع سكان غزة إلى مصر؛ فيما تعارض الحكومة المصرية منذ فترة طويلة، السماح لسكان غزة بالبحث عن ملجأ في شبه جزيرة سيناء، خوفا من أن الاحتلال لن يسمح لهم أبدا بالعودة إلى ديارهم، وأن حماس والجماعات المسلحة الأخرى، التي ليست أصدقاء للحكومة في القاهرة، قد ينشئون عمليات هناك".
وفي السياق نفسه، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها هذا الأسبوع، أن عدد الأشخاص بالقرب من الحدود، ازداد فجأة بشكل صارخ، حيث تظهر أعدادا كبيرة من الملاجئ المؤقتة في منطقة تل السلطان في منطقة رفح.
وتظهر المقارنات مع الصور التي التقطت لنفس المنطقة، الشهر الماضي، أن كثافة النازحين من غزة ارتفعت بشكل كبير، منذ أن بدأ الاحتلال في إصدار أوامر الإخلاء هذا الشهر لأجزاء من خان يونس، وهي مدينة أكبر على بعد ستة أميال إلى الشمال.
وتتوافق الصور, مع تقارير من مسؤولي منظمات الإغاثة، الذين حذروا من أن جنوب غزة غير مجهز لتقديم حتى الخدمات الأساسية لمئات الآلاف من النازحين الذين انتهى بهم الأمر هناك.
إلى ذلك، تردف الصحيفة بالقول: "لا يملك الكثير من الناس سوى ملاجئ بدائية مرتجلة لحمايتهم من العوامل الجوية مع حلول فصل الشتاء، وكل يوم يمثلون كفاحا للحصول على الغذاء الكافي والمياه النظيفة. المراحيض نادرة.
ورغم أن رفح هي واحدة من المدن القليلة في غزة, التي تلقت شحنات مساعدات في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الجوع والأمراض المعدية لا تزال تنتشر بسرعة، حسبما تقول جماعات الإغاثة ومسؤولون في الأمم المتحدة.
وشنّ الاحتلال قصفه وغزوه البري بعد أن نفذت المقاومة ، التي تحكم غزة منذ 16 عاما، عملية "طوفان الأقصى" على بلدات في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.
ومنذ ذلك الحين، استشهد ما لا يقل عن 15,000 فلسطيني في غارات جوية للاحتلال الإسرائيلي، وعمليات عسكرية أخرى في غزة، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة.
وفي وقت مبكر من الحرب، أعلن الاحتلال، أن النصف الشمالي من غزة بأكمله منطقة إخلاء، مما أدى إلى تدفق الناس إلى الجنوب حيث اعتقدوا أنهم سيكونون آمنين. ثم أمر الاحتلال بإخلاء أجزاء من الجنوب أيضا، مما أجبر العديد من الأشخاص الذين فروا بالفعل من الشمال على الانتقال مرة أخرى.
وكانت رفح موطنا لبضعة مئات الآلاف من الأشخاص قبل الحرب، وقد ارتفع عدد سكانها بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. فيما وصل الأشخاص الفارون من الحملة الجوية في الشمال في وقت مبكر من الحرب، على الرغم من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي واصلت قصف أهداف في رفح أيضا.
وتقول منظمات الإغاثة: إن "عشرات الآلاف الآخرين وصلوا هذا الشهر، ويتجمعون في مناطق تل السلطان والمواصي، الواقعة في أقصى الغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط". وإن التاريخ الطويل لنزوح الفلسطينيين خلال 75 عاما من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، قد ترك قادتهم وجيرانهم العرب يشعرون بالقلق من أن النزوح الجماعي لسكان غزة إلى مصر، سيصبح دائما.
ولحماية نفسها من مثل هذا السيناريو، ومن أجل منع تدفق المقاومة والمسلحين الآخرين في غزة، أمضت مصر سنوات في تحصين حدودها الممتدة سبعة أميال ونصف مع غزة.
وعلى مدى العقد الماضي، قامت القوات المصرية بإغراق وتدمير شبكة من أنفاق التهريب تحت الحدود وعززت الحاجز الذي يمتد على طولها. وفي بعض الأماكن، يتكون هذا الحاجز الآن من جدار معدني شاهق يعلوه سياج لمنع الناس من التسلق فوقه، بالإضافة إلى حواجز تحت الأرض لمنع حفر أنفاق جديدة.
وبين عامي 2013 و2015، قامت مصر أيضا بإخلاء آلاف الأشخاص من منازلهم، ودمرت أكثر من 3000 مبنى على طول جانبها من الحدود لإنشاء منطقة عازلة، وذلك بحسب تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش".
ومنذ انطلاق الحرب الحالية، أضاف الجيش المصري المزيد من التحصينات، وأقام حواجز رملية ونشر دبابات ومركبات عسكرية أخرى بالقرب من الحدود، وفقا للسكان المحليين.
وحتى الآن، تبدو التحصينات المصرية قوية بما يكفي لمنع سكان غزة من التسلل عبر الحدود. لكن الإجراءات الأمنية عند المعبر خفيفة، وقد تتمكن حشود كبيرة غاضبة من العبور، وفقا للأشخاص الذين مروا عبر المعبر مؤخرا.
والخطر الآخر هو أن يتم فتح ثقوب جديدة في الجدار، إما عن طريق هجمات الاحتلال الإسرائيلي "الخاطئة"، أو من قبل المسلحين في غزة أو السكان الذين يحملون متفجرات ويبحثون عن مخرج.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال المقاومة جنوب غزة الاحتلال جنوب المقاومة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الآلاف من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم مساء اليوم
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، بلدة الخضر جنوب بيت لحم.
أنصار الله تصدر بيانًا بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة جيش الاحتلال يُعلن قصف 50 هدفًا في غزة خلال 24 ساعة
وذكرت "وكالة الأنباء الفلسطينية" وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت الخضر وتمركزت في منطقة "البوابة" وأغلقتها، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت، تجاه المنازل والمحلات التجارية.
فيما استشهد 5 مواطنين بينهم طفلان، وسيدتان، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا شمال قطاع غزة.
وقصف الاحتلال منزلا في محيط دوار النزلة غرب جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن استشهاد 5 مواطنين بينهم طفلان وسيدتان، كما استهدفت مدفعيته بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبا.
كما استشهد مواطنان جراء قصف إسرائيلي في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوبا.
وكانت مصادر طبية، أعلنت عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 46,788 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 110,453 منذ بدء العدوان، في حين ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 8 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 81 مواطنا، وإصابة 188 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.
ووجهت مُنظمة "أطباء ضد الإبادة الجماعية" طلباً بنشر فرق للتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي المرتكبة في قطاع غزة، واستهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية والصحفيين.
وقال بيان المُنظمة :"ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن العاملين في الرعاية الصحية المعتقلين في سجون الاحتلال، وضمان توفير حمايتهم على النحو الذي يفرضه القانون الدولي".
وشددت المُنظمة على ضرورة الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لكافة المواطنين والبعثات الدولية بشكل عاجل.
ولفتت مصادر إعلامية فلسطينية إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت إفساد الحاجات الطبية والمتطلبات الصحية لسكان قطاع غزة، كأداة ضغط وابتزاز، فقصفت المشافي والمراكز الطبية، ومنعت دخول الدواء، وخروج المرضى لتلقي العلاج بالخارج، مُشَكلة بذلك حالة غير مسبوقة، في تاريخ الحروب.
وتسبب استهداف المنشآت طبية في تزايد عدد الوفيات في قطاع غزة بستة أضعاف مُعدلاتها في الظروف الطبيعية، وتسبب العدوان على المستشفيات حرمان أهل القطاع من الرعاية الصحية الضرورية.
يلعب الأطباء والطواقم الطبية دورًا بالغ الأهمية في الحروب والنزاعات المسلحة، حيث يعدون خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمات الصحية التي تنجم عن هذه الظروف القاسية. خلال الحروب، يتعرض المدنيون والمقاتلون على حد سواء للإصابات، والأمراض، والصدمات النفسية، مما يفرض على الأطباء تقديم الرعاية الطبية الفورية والطارئة في بيئات غير مستقرة.
في كثير من الأحيان، يعمل الأطباء في مناطق نزاع تحت تهديدات مستمرة، حيث تدمّر البنية التحتية الطبية وتفتقر المستشفيات إلى المعدات والموارد الأساسية.
تتمثل المهمة الأساسية للطواقم الطبية في تقديم العلاج الفوري للمصابين، سواء كانوا مدنيين أو جنودًا، مع ضمان عدم تمييز العلاج بين الفئات المختلفة. يتطلب هذا العمل مهارات طبية عالية، بالإضافة إلى قدرة على العمل في ظروف صعبة للغاية. في بعض الحالات، يصبح الأطباء في مناطق النزاع هدفًا للهجمات، وهو ما يُعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني الذي يفرض حماية خاصة للكوادر الطبية. بالإضافة إلى العناية الجسدية، يجب أن يقدم الأطباء أيضًا الدعم النفسي للمتضررين من الحرب، خاصة الأطفال والنساء، حيث يتعرض هؤلاء إلى صدمات نفسية عميقة نتيجة العنف والدمار.
دور الأطباء في الحروب يتعدى حدود المعالجة الطبية ليشمل أيضًا الحفاظ على كرامة الإنسان وحمايته في ظل الظروف القاسية.