«صالح» يبتكر شوادر للإيواء: أطفال غزة هيموتوا من البرد
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
مشهد الأمطار التى اجتاحت خيام النازحين جنوب قطاع غزة لم يكن عابراً أو معتاداً بالنسبة للشاب صالح الجعفراوى، الذى نزح من حى الرمال نحو مستشفى الشفاء، بالقرب من مخيم الشاطئ، قبل أن تدمّره قوات الاحتلال، ويضطر مرة أخرى إلى النزوح جنوباً إلى مدينة خان يونس.
عندما وطئت قدما الشاب صاحب الـ26 عاماً الذى شهد 5 حروب إسرائيلية على غزة، مخيم خان يونس تفاجأ بجو شديدة البرودة ومحمّل بالأمطار فى المدينة التى استقبلت مئات الآلاف من النازحين، لتغرق خيامهم التى أقاموها بجهود فردية من الأقمشة البالية والأكياس البلاستيكية، ولم تسلم المخيمات التى أعدتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من تسرّب مياه الأمطار إلى داخلها بكميات كبيرة، لتبدأ رحلة أخرى من التشرُّد والانتقال والمبيت فى العراء وعلى الأرصفة.
وهنا فكّر «صالح» فى حلول لحماية النازحين، خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن من برودة الشتاء والسيول الجارفة، وقال لـ«الوطن»: «الأوضاع هنا كارثية ومأساوية جداً وهناك نازحون ماتوا بسبب البرد والأمراض التى بدأت فى الانتشار هنا فى المخيمات».
وأشار الشاب الغزاوى إلى أنّه برفقة عدد من الشباب فكروا فى بدائل للخيام التى لا تقى من البرد أو المطر. وتابع: «صار لنا أيام نفكر إيش ممكن نسوى لحماية أهلنا من فصل الشتاء، خاصة أنّ النازحين أجبروا على ترك منازلهم فى شمال ووسط غزة دون أن يأخذوا معهم ملابس ثقيلة بسبب تدمير منازلهم فى هجمات طائرات الاحتلال».
الشوادر مرتفعة عن الأرض ومن خامات مقاومة للمياه لمنع تسرّبها إلى الداخلوتوصل «صالح» إلى فكرة لحماية الأسر النازحة: «فكرت أنا ومجموعة من الأصدقاء فى الاستعانة بالجهات الفلسطينية المعنية لإقامة عدد من الشوادر المرتفعة عن الأرض للابتعاد عن مياه الأمطار وهذه الشوادر ستكون من الخامات المتينة المقاومة للأمطار الغزيرة لمنع تسرّبها إلى الداخل».
وأوضح أنّ هناك «طرقاً للتبرّع لإنشاء الشوادر، منعاً لاستغلال معاناة النازحين وحاجتهم إلى أماكن دافئة وآمنة تحميهم من البرد بعد تدمير منازلهم وتشريدهم، والطرق التى سيتم التبرّع من خلالها لإقامة الشوادر هى تحت إشرافى شخصياً وبالفعل بدأنا فى تلقى المساعدات».
وقال إنّ الكثير من الأطفال أصيبوا بالبرد وأمراض الجهاز التنفسى نتيجة تعرّضهم للأمطار والأجواء الباردة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى ضحايا العدوان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة.. قتلى في غارات إسرائيلية ومنخفض جوي يغرق خيام آلاف النازحين
بين الغارات الإسرائيلية ومنخفض جوي يضرب غزة مع اقتراب فصل الشتاء، تزداد معاناة سكان القطاع المحاصر، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الثلاثاء، بمقتل 11 شخصًا إثر ضربات إسرائيلية الليلة الماضية، فيما "غرقت" خيام آلاف النازحين بسبب الأمطار.
وأشارت الوكالة إلى "مقتل 6 أشخاص، من بينهم نساء وأطفال، إثر فصف إسرائيلي لمنزل في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة".
كما قتل اثنان وأصيب آخرون في قصف مدفعي شرق حي الزيتون بالمدينة نفسها، بجانب مقتل 3 أشخاص إثر قصف جوي إسرائيلي لمخيم الشاطئ بغزة، وفق الوكالة.
وفي وسط القطاع، أضافت "وفا" أن شخصا قتل إثر قصف بمسيّرة إسرائيلية شمال مخيم البريج، مشيرة إلى أن طواقم الإسعاف "لم تتمكن من انتشاله لخطورة المكان بسبب القصف والاستهداف المتواصل".
ولم تصدر بيانات عن الجيش الإسرائيلي بشأن هذه الضربات حتى الآن.
وتأتي تلك التطورات في ظل منخفض جوي على القطاع، حيث تسببت أمطار غزيرة وأمواج البحر العالية بغرق خيام نازحين وتدميرها، وفقا لما أفادت به مراسلة "الحرة"، الإثنين.
إسرائيل.. تحقيقات جديدة تشير إلى وقوع قائد القيادة الجنوبية في خدعة حماس أظهرت تحقيقات داخلية أجراها الجيش الإسرائيلي أن قائد القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان، الذي كان قد حذر سابقا من إمكانية مفاجأة حماس لإسرائيل عبر خدع تكتيكية، وقع ضحية لتلك الخدعة نفسها في 7 أكتوبر 2023.وحسب تصريحات صحفية لمتحدث الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، فقد وصل عدد الخيام المتضررة من الأمطار إلى "حوالي 10 آلاف".
وطالب العديد من النازحين بضرورة "التدخل لإسعافهم بخيام جديدة تتحمل صعوبة الطقس ومطر الشتاء المقبل، خاصة أن معظم الخيام مهترئة وضعيفة".
وأجرت مراسلة "الحرة" مقابلات، الأحد، مع عدة نازحين بعد غرق خيامهم وانهيارها إثر دخول مياه البحر إليها، إثر المنخفض الجوي الحالي بقطاع غزة.
وتحدث غزيون عن الصعوبات التي يواجهونها بسبب الأمطار الغزيرة ومياه أمواج البحر.
منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام النازحين في أول منخفض جوي على قطاع غزة، تسببت أمطار غزيرة وأمواج البحر العالية بغرق خيام النازحين وتدميرها، وفقا لما أفادت به مراسلة "الحرة"، الاثنين.وعبّر أحدهم عن امتعاضه من عدم وصول المساعدات إلى النازحين، معتبرا أن ما يحصل "خربان ديار"، بمعنى أن الخيام أصبحت غير صالحة للعيش.
كما تحدث مواطن آخر عن إنقاذ أطفاله من المياه، وانهيار الخيمة التي كانوا يحتمون بها، وقال إن جميع متعلقاتهم من ثياب وبطانيات وفراش وأغطية وغيرها جرفتها المياه، وباتوا ليلتهم في الشارع على حد وصفه، واشتكى أيضا من غياب المساعدات.
بدوره، تحدث مواطن ثالث عن معاناته هو وأسرته، قائلا: "ليلة صعبة جدا، دُمرت خيمتنا ولا أحد ينظر إلينا"، منتقدا أيضا غياب المساعدات والخيام.
من جانبها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الإثنين، أن "أكثر من 2 مليون نازح في قطاع غزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض".
وأضافت أن "الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة لغالبية العائلات" في قطاع غزة.