مستشار وكالة «أونروا»: آلاف «النازحين» في العراء.. ولا مكان آمن في قطاع غزة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
قال عدنان أبوحسنة، المستشار السياسى والإعلامى لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فى قطاع غزة، إن عدد النازحين فى جميع أنحاء غزة وصل إلى نحو 1.8 مليون شخص منذ بداية الحرب.. وإلى نص الحوار:
ما خدمات «أونروا» للنازحين؟
- لدينا فى قطاع غزة 156 مركز إيواء يقيم فيها نحو 1٫8 مليون نازح من شمال غزة إلى جنوبها، كما لدينا 135 وحدة لتقديم العلاج والاستشارات الطبية داخل تلك المراكز، إضافة إلى 9 عيادات مركزية خارج الأماكن المخصصة للنازحين فى جنوب قطاع غزة وتحديداً فى مدينتى خان يونس ورفح، كما أننا نقوم بتقديم الدعم النفسى للأهالى الذين استشهد أو أصيب أو فقد ذووهم، أما فيما يتعلق بالمساعدات المادية فنحن نقوم بتوفير بعض المساعدات الغذائية وبعض مياه الشرب والطحين، بالإضافة إلى الخيام والأغطية فى مخيم خان يونس ورفح للنازحين القادمين من شمال القطاع.
هناك اتهامات لـ«أونروا» بأنها لا تقدم إلا القليل من المساعدات ومقومات الحياة.
- فى الحقيقة نحن نبذل كل ما نستطيع من جهود لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، وجهزنا وأعددنا آلاف الخيام، ولكن طاقتنا الاستيعابية لا تستطيع استقبال المزيد، لأن المساعدات التى يتم دخولها من معبر رفح قليلة جداً، ولا تكفى ولا تغطى احتياجات سكان القطاع، كما أننا كمؤسسة تابعة للأمم المتحدة فإننا مسئولون عن كل شىء فى غزة، وبالتالى أى تقصير يتم اتهامنا به، كما أنّه لا بد من ذكر أنّ مجموع الشاحنات المحملة بالمساعدات التى دخلت للقطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلى قبل ما يزيد على شهر ونصف بلغ 1400 شاحنة فقط، بينما فى الأيام التى سبقت الحرب كان القطاع يستقبل 500 شاحنة مساعدات يومياً، وبالتالى هنا أساس الأزمة وما يترتب عليها من شح فى توزيع المساعدات على الفلسطينيين الذين أُجبروا على النزوح من ديارهم فى الشمال والوسط نحو جنوب القطاع، وهنا تظهر معضلة وأزمة أخرى، وهى الاستهدافات المتعمدة من قبَل طيران الاحتلال لمبانى الوكالة ومخازنها، حيث أصيب ما يقرب من 70 منشأة ما أدى إلى استشهاد نحو 132 من العاملين.
هناك مئات الآلاف في الشوارع ولا مكان لهم للإيواء.. وعدد شهداء الوكالة وصل إلى 132هل هناك خطط لحماية النازحين من البرد القارس والأمطار؟
- نعم لدينا خطط ومحاولات لتوفير الدفء والحماية للنازحين من برد الشتاء القارس، خاصة من يقيمون فى المخيمات بخان يونس ورفح جنوبى القطاع، وذلك من خلال الحصول على أكبر عدد من قطع الفراش والبطانيات وتوزيعها على النازحين، إلاّ أنّ المخزون الذى كان لدينا فى بداية العدوان قد نفد، وطلبنا إحضار المزيد بكميات ضخمة من الأغطية، ولكن دخول المساعدات بكميات محدودة هو ما يقف عائقاً أمامنا حالياً، وذلك ليس فقط فيما يتعلق بتوفير الملابس وغيرها، ولكن الأمر يمتد إلى انعدام غاز الطبخ، بالإضافة إلى النقص الشديد فى الماء، ما يدفع عدداً كبيراً من المواطنين إلى شرب المياه الملوثة، ما يتسبب فى إصابتهم بأمراض مختلفة، كما يلجأ البعض إلى الوقوف فى طوابير طويلة تتكون من مئات المواطنين للحصول على رغيف خبز أو زجاجة مياه، وقد يعودون أدراجهم فى النهاية دون الحصول على مرادهم.
هل هناك نازحون فى جنوب القطاع بلا خيام؟ وكيف يجرى استغلال الهدنة؟
- نعم هناك نازحون يبيتون فى العراء، ويقدَّر عددهم بمئات الآلاف، بسبب النقص فى عدد الخيام، حيث قام بعضهم بإقامة خيام لأنفسهم من الأقمشة الخفيفة والنايلون، والتى لا تحميهم من البرد أو مياه الأمطار، وهو ما شاهدناه من غرق لأمتعتهم وأغراضهم الشخصية، ونطالب بوقف إطلاق النار للتمكن من إدخال وتوفير الغاز والوقود، لنتمكن من التوسع فى عدد الخيام من خلال توفير الخامات لذلك، إضافة إلى تشغيل وعودة محطات تحلية المياه للعمل، والطهى وتوفير الغذاء، ما يسهم فى التخفيف بشكل كبير من معاناة النازحين المهددين بشتاء شديد البرودة.
آليات الوكالةهناك أولويات وترتيبات فيما يتعلق بعملية توزيع المساعدات الإغاثية على النازحين، ولدينا 5000 شخص من العاملين فى «أونروا» يتولون التوزيع، ويعتمد الأمر فى الأساس على عدد أفراد الأسرة لتوزيع المعلبات والخبز والطحين الذى بدأنا فى إعطائه للنازحين مؤخراً بعد التمكن من الحصول على كميات محدودة منه، وبالتأكيد المساعدات التى نتحدث عن توزيعها تكون فى مناطق ومدن ومخيمات جنوب القطاع فقط، وليس هناك أى تواصل مع السكان فى شمال غزة، وبالتالى لا نستطيع أن نمدهم بأى مواد إغاثية، وأوضاعهم كارثية ومزرية للغاية، ونناشد بضرورة الوصول إلى حلول لإنقاذهم من الموت.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى ضحايا العدوان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حرب التجويع تدُقُّ طبولَها مع توقف عمل المخابز في غزة
يمانيون|
أعلنت المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي في قطاع غزة توقفها عن العمل بشكل كامل، بعد نفاد كميات الدقيق والوقود في القطاع المحاصر.
وفي وقت سابق، حذّر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، من توقف المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي، حَيثُ يدعم البرنامج 25 مخبزًا في قطاع غزة، منها 6 مخابز أغلقت سابقًا؛ بسَببِ نفاد غاز الطهي.
وأكّـد رئيس جمعية المخابز في غزة عبد الناصر العجرمي، أن “حربَ التجويع تدق طبولها” مع توقف عمل المخابز في القطاع المحاصر.
وقال العجرمي، في تصريح صحفي: إن “برنامج الغذاء العالمي أبلغ الجمعية بنفاد الدقيق من مخازنه، وهو ما أَدَّى إلى إغلاق 18 مخبزًا مدعومًا من البرنامج”، مُضيفًا أن “استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تفشي المجاعة في القطاع”.
وَأَضَـافَ العجرمي: “الوضع خطير جِـدًّا، إغلاق المخابز يعني أن آلاف العائلات لن تجد رغيف الخبز على موائدها، والكارثة ستتفاقم إذَا لم يتم فتح المعابر بشكل فوري وإدخَال المواد الأَسَاسية”.
وأردف: “نحن لا نستطيع تشغيل المخابز دون توفر الدقيق والوقود، هذه الأزمة ليست فقط أزمة مخابز، بل هي أزمة حياة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون على الخبز كغذاء رئيسي لهم”.
ووجّه العجرمي نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي والمؤسّسات الإنسانية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي؛ مِن أجلِ إعادة فتح المعابر والسماح بإدخَال المواد الغذائية والوقود لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأرجع رئيس جمعية المخابز في غزة، ما يحدث من تجويع لسكان غزة إلى “الإغلاق والحصار المفروض على البضائع؛ ما أَدَّى إلى نفاد الدقيق، والسولار والخميرة”.
وأضاف: “هذا الإغلاق يلقي بظلاله الوخيمة على الوضع المعيشي للغزيين الذين يعانون من ويلات هذه الحرب الضروس، ناهيك عن عدم وجود غاز الطهي”.
وأشَارَ إلى أن الجمعية تواصلت مع عدة جهات منها برنامج الأغذية العالمي، مستدركاً “لكن للأسف لم يتم الاستجابة لندائنا؛ فالأمر سياسي ضاغط ليس إلا، بانتظار فتح المعابر”.
ويستهلك قطاع غزة 450 طنًّا من الدقيق يوميًّا، وفق الجمعية، وتغطي المخابز 50 % من احتياجات الفلسطينيين.
حيثُ يبلغ عدد المخابز العاملة في قطاع غزة 140 مخبًزا، منها 70 مخبزًا آليًّا، نسبة كبيرة منها تم تدميرها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خَاصَّة مخابز شمال القطاع، التي تحتاج لملايين الدولارات لإعادتها.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إحدى أكبر الجهات التي تقدّم المساعدات الغذائية في غزة قد حذرت مسبقًا من أن كمية الطحين (الدقيق) التي لديها لا تكفي إلا لأيام معدودة.
وقالت الأونروا: إن “الوضع في قطاع غزة مقلق للغاية في ظل الخفض الهائل في توزيع المساعدات”.
في السياق أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 60 تكية طعام ومركزًا لتوزيع المساعدات وأخرجها عن الخدمة تعزيزًا لـ “جريمة” التجويع التي يرتكبها في القطاع، إلى جانب القتل والقصف اليومي للغزاويين.
وقال المكتب، في بيان صحافي اليوم، أوردته وكالة شهاب للأنباء، إن “قطاع غزة يموت تدريجيًّا بالتجويع والإبادة الجماعية وقتل الحياة المدنية على يد الاحتلال الإسرائيلي”، مطالبًا العالم بـ “وقف جرائم التطهير العرقي واستهداف المدنيين”.
مضيفًا: “في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية، كما تواصل استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل ممنهج ومتعمد، في انتهاك صارخ لأبسط المبادئ الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني”.
وأشَارَ إلى أن قطاع غزة شهد “حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان”، وأن عدد القتلى والمفقودين بلغ أكثر من 61 ألف قتيل ومفقود، وصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 50 ألفًا و300 قتيل، من بينهم أكثر من 30 ألف طفل وامرأة.
وأكّـد المكتب الإعلامي أن “الاحتلال يتعمد ارتكاب جريمة التجويع الجماعي من خلال إغلاق المعابر المؤدية من وإلى قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، ومنع إدخَال المساعدات بشكل كامل منذ شهر كامل، حَيثُ منع إدخَال 18 ألفًا و600 شاحنة مساعدات، بالإضافة إلى 1550 شاحنة محملة بالوقود (السولار، والبنزين، وغاز الطهي)، وإمعانًا في التجويع فقد قصف الجيش الإسرائيلي أكثر من 60 تكية طعام ومركزًا لتوزيع المساعدات وأخرجها عن الخدمة لتمكين جريمة التجويع”.
وحذرت منظمات دولية وإنسانية من كارثة وشيكة مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والصحية، داعية إلى فتح المعابر بشكل عاجل والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لتجنب مزيد من التدهور.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة منذ استئناف الحرب في 18 مارس، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار الذي استمر قرابة 50 يومًا.
ويقول الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جياب، لوكالة “الأناضول”: إن أزمة الخبز في قطاع غزة لم تعد تتعلق فقط بوفرة الدقيق، بل بغياب وسائل إنتاج وتصنيع الخبز.
وَأَضَـافَ أبو جياب: “المواطن لا يمتلك الغاز الذي يمكنه من صناعة الخبز، وكذلك المخابز الأسرية أَو البلدية توقف معظمها؛ بسَببِ إغلاق المعابر”، موضحًا أن بعض العائلات ورغم توفر كميات محدودة لديها من الدقيق إلا أنها عجزت عن خبزها؛ بسَببِ عدم توفر الغاز أَو الحطب أَو الكهرباء.
وأشَارَ إلى أنه خلال الفترة التي امتدت منذ سريان اتّفاق وقف إطلاق النار وحتى إغلاق المعابر، كان الفلسطينيون يخبزون خبزهم بأنفسهم لكن مع الأزمة الجديدة توجّـهوا للوقوف طوابير أمام المخابز المدعومة من “الأغذية العالمي”، والتي باتت ملجأ فلسطينيي غزة كمصدر وحيد للحصول على الخبز، وأن إغلاقها يعني الدخول في حالة جوع حقيقية إذَا استمر إغلاق المعابر، حيثُ إن إغلاق المخابز في غزة لا يعني فقط عدم توفر الخبز، بل يمتد أثره ليشمل جوانب أُخرى من الحياة، حَيثُ تعتمد معظم العائلات الفقيرة والنازحة على المساعدات الإنسانية التي تشمل الخبز، ومع انقطاعه يصبح الوصول إلى الغذاء أكثر صعوبة، إلى جانب أن ارتفاع الأسعار الناتج عن ندرة المواد الغذائية سيجعل من المستحيل على الأسر الفقيرة تأمين قوت يومها، ما سيؤدي إلى ارتفاع في حالات سوء التغذية وخَاصَّة بين الأطفال وكبار السن.
ومنذ بدء حرب الإبادة الصهيونية، أُكتوبر 2023، عانى الفلسطينيون من مجاعة جراء القيود المشدّدة التي فرضتها (إسرائيل) على دخول المساعدات، ما دفعهم لتناول أعلاف الحيوانات والحشائش وتقليص الوجبات اليومية وكميتها.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أغلقت معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الرئيسي للقطاع، منذ أوائل مارس؛ ما أَدَّى إلى توقف دخول إمدَادات الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية، وفق مسؤولين محليين.
هذا ويعتمد سكان غزة، الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، على المخابز المنتشرة في أنحاء القطاع، لكن العديد منها اضطر للإغلاق خلال الأيّام الماضية؛ بسَببِ نقص الدقيق؛ ما يزيد من الضغوط على العائلات الفلسطينية التي تواجه صعوبات في تأمين الغذاء.