مهجَّرون من منازلهم بغزة يروون مأساتهم: الأمراض تفشت وأصبحنا مهددين بالموت
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
النوم فى العراء وخيام غارقة فى الوحل، وأناس يحاولون انتشال ما تلتقطه أيديهم من مياه الأمطار، وأدخنة سامة، وأطفال بلا طعام وشهداء يتم نقلهم وسط السيول، مشهد تفصيلى يبدو وكأنه لقطات سينمائية داخل دور العرض، لكنه الواقع الذى يعيشه 1٫8 مليون نازح فلسطينى فى جنوب قطاع غزة، وفق الإحصائية الرسمية التى أعلنت عنها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
داخل خيمة هانى أبوالعبد، فى خان يونس، كانت الأوضاع مأساوية، حيث يقف المسن السبعينى والمياه تتساقط من ثوبه المهترئ، ويرتجف جسده النحيل من شدة البرد جرَّاء الأمطار الغزيرة التى أغرقت المكان، لكنه يحاول إزاحة المياه التى تسربت إلى داخل خيمة يقطنها 15 فرداً من أبنائه وأحفاده بعد استشهاد زوجته أثناء نزوحهم من بلدة بيت حانون شمال غزة. وقال: «كنا نايمين لما السماء مطرت واتفاجئنا بالمياه داخل الخيمة وكل شىء اتبل حتى الفرش وملابسنا، ومش عارفين إيش بدنا نسوى فى هذا الوضع».
عائلة «أبوالعبد» واحدة من بين عشرات الآلاف الذين أجبرهم عدوان الاحتلال على ترك منازلهم والإقامة داخل المخيمات، وتابع: «الخيام من النايلون وخفيفة ما تقى من البرد ولا تحمى من المطر، وأخشى أن تطول المحنة ويهجم فصل الشتاء برياحه القوية وأمطاره الغزيرة على الآلاف فى جنوب القطاع الذين باتوا بلا مأوى و(أونروا) عملت مخيمات قليلة ولم تُسلِّم عدداً كبيراً من النازحين الخيام وكانوا بيناموا على الأرض ولو الشتاء اشتد الناس والأطفال هيموتوا من البرد».
«فوزية»: ابنى مات من الجوعفوزية الهلايل، 30 عاماً، نازحة للمرة الثالثة من حى الدرج، شمال غزة، تجلس داخل المخازن والمستودعات التابعة لـ«أونروا»، بعدما تسرب داخلها مياه الصرف الصحى، فى مدينة رفح، أقصى جنوبى القطاع، التى استقبلت أكثر من 30 ألف نازح، وتتخذ من الحجارة المرتفعة عن الأرض مقعداً لها، بينما ترتدى ثوبها الفلسطينى التراثى، وتغطى أنفها بحجاب رأسها الخفيف؛ لمنع وصول الدخان الأسود الذى يتصاعد من «الخراطيم» البلاستيكية التى تستخدمها لإشعال النيران من أجل طبخ العدس، فى محاولة منها لسد جوع أطفالها الأربعة بعد أن توفى أحدهم من شدة الجوع بعد انعدام المواد الغذائية.
وقالت: «أنا باعرف إن الدخان اللى بيطلع من إشعال الخراطيم سام، لكن إيش أسوى؟ مفيش بديل والأولاد جوعانين، صار لينا خمسة أيام وولادى ما أكلوا إلا رغيف واحد اتوزع بينهم وصاروا يبكوا من الجوع، وتعد رحلة البحث والحصول على الحطب للتدفئة هى مخاطرة تجعل أصحابها فى مرمى نيران واستهدافات الاحتلال، ومن يومين راح شابين من الخيمة اللى جنبنا يجيبوا حطب والطيارات قصفتهم واستشهدوا».
معاناة النازحين لا تقتصر على مبيتهم فى العراء بسبب إغراق مياه الأمطار لخيامهم، وتسببت عمليات النزوح فى أزمات أخرى، وأكد الطفل محمد حجازى، 16 عاماً، الذى اضطر إلى النزوح من حى الشجاعية، فى الشمال، أنه أصيب بالجرب؛ بسبب عدم تمكنه من الاستحمام سوى مرة واحدة على مدار 45 يوماً، وتابع: «ما كان بيمر يوم فى بيتنا إلا وكنت أتحمم مرتين وتلاتة، بس من وقت ما بدأت الحرب والمياه والكهرباء انقطعت ما قدرت حتى أحط المياه على جسمى غير مرة واحدة لأننا استخدمناها للشرب، وبسبب النزوح إلى خان يونس وجلوسنا بأعداد كبيرة فى الخيام وعلى الرمال أُصبت بهذا المرض الجلدى ومفيش أى أدوية آخدها للحكة ولا عارف إيش اللى هيصير بعد كده وما إلنا غير الله».
عائشة خليل، 20 سنة، تقف منذ الرابعة فجراً ضمن طابور طويل يتكون من 500 نازح لدخول دورة المياه، وقالت: «مخيم رفح فيه حالياً 20 ألف نازح بتخدمه 20 دورة مياه فقط، يعنى 1000 واحد على كل حمام، وممكن نستنى ساعات طويلة للدخول، والأطفال وكبار السن هم أكثر المتضررين من هذا الأمر، والمكان أصبح بؤرة لانتشار الأمراض، ما يدفع الناس إلى تحويل الخلاء إلى أماكن لقضاء الحاجة، إلا أنّ الفتاة العشرينية، التى نزحت من حى التفاح وسط القطاع، لا تستطيع الوقوف لمدة طويلة بسبب تورم قدميها لأنها حامل فى شهورها الأخيرة.
وتابعت: «الحمل بيخلينى أروح الحمام أكثر من مرة، وأقف شوية فى الطابور، ولما أتعب باقعد على الأرض لأنى لو رُحت الخيمة ورجعت تانى مش هلاقى دورى وهضطر أنتظر ساعات أطول».
فصل آخر من معاناة النزوح تعيشه «عائشة» رفقة زوجها ووالدتها، إذ تضطر إلى المشى يومياً 4 كيلو، وسط مخاوف من استهداف طيران الاحتلال، إلى محطة «ياسين»؛ للحصول على زجاجتين متوسطتين من المياه، وأضافت: «زوجى اتصاب فى أطرافه الأربعة أثناء قصف بيتنا فى مخيم النصيرات وتم بترها جميعاً، وهذه الكمية القليلة من المياه يتقاسمها 3 أشخاص للطبخ والشرب، وبالتالى ليس هناك إمكانية لرفاهية غسل وجوهنا، ورغم ذلك نظل عطشانين بالأيام لأنه من الممكن أن نذهب لإحضار المياه ونكتشف أن المحطة توقفت عن العمل فى ذلك اليوم بسبب انقطاع الكهرباء، ونضطر للشرب من المياه الملوثة، فأغلب الأطفال هنا أصيبوا بالنزلات المعوية والكوليرا، وعندنا تخوفات من تفشى مزيد من الأمراض الخطيرة، فى ظل انعدام سبل النظافة أو الماء الصالح للشرب واستحالة الحصول على الدواء».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلى ضحايا العدوان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بسبب الشيخ الحصري.. ياسمين الخيام تتصدر التريند
تصدر اسم الفنانة ياسمين الخيام التريند محركات البحث جوجل خلال الساعات الماضية، وذلك بعدما تحدثت في تصريحات صحفية عن والدها الراحل الشيخ محمود خليل الحصري، بمناسبة ذكرى رحيله.
سبب تصدر ياسمين الخيام التريند
وكشفت ياسمين الخيام تفاصيل علاقتها بوالدها الراحل، قائله: "كوني بنت الشيخ محمود الحصري، في عهد كانوا بيحرموا فيه كل حاجة، كانت فرصة لبعض المتشددين إنهم يهاجمهوه بسببي وكانت فترة اختبار صعبة، اسمي الحقيقي هو "إجلال الحصري"، ولكن استبدلته بـ "ياسمين الخيام"، عشان الناس ترحم والدي الرجل الصالح الطيب".
وتابعت ياسمين الخيام: "في هذا الوقت لا أنسى أن الشيخ محمد الغزالي قال لي إن الغناء كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، اسم "الحصري" لقب وليس اسم عائلة "شيخ مشايخ القراء"، وأن السبب وراء إطلاق هذا اللقب يرجع إلى أن والدها كان مشهورا بفرش المساجد بـ "الحصير".
وأشارت إلى أن والدها الشيخ محمود خليل الحصري تميز بالجودة والإتقان وحبه لكتاب الله، حيث كان دائمًا يردد أنه خادم للقرآن الكريم، قائلة: "والدي كانت مسيرته منذ ولادته مليئة بالإخلاص والصبر والكرامة وعزة بالله، موهبته في تلاوة القرآن الكريم ظهرت منذ صغره، عندما التحق بكتّاب القرية لحفظ القرآن.
وتذكرت كيف كان يأخذ مصروفه من جدتها، ويمشي على قدميه مسافة 7 كيلومترات للذهاب إلى المعهد الأزهري، حيث كان يقرأ القرآن أثناء توجهه، وقالت: "كان يجلس دائمًا تحت شجرة في القرية يستظل بها وهو يحفظ القرآن، وعندما كبر، كان يتوقف من سيارته ويمشي حتى تلك الشجرة إكرامًا لله وللبقعة الطيبة التي كانت سببًا فيما حققه".
نبذة عن ياسمين الخيامقدمت ياسمين الخيام كل رمضان تتر مسلسل وعددا من الأغاني المهمة وأعقبها عيد الفن، وقدمت عملا فنيا من كلمات الشاعر فاروق جويدة وكلمات محمود الشريف، والذي تم تكريمه من الرئيس السادات، وتم غناؤها في عدد من المناسبات الوطنية الأخرى وأعتقد أنها تدرس في المدارس الابتدائية.