هل تحيي حرب غزة ظاهرة القرصنة في الصومال مجدداً؟
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
أعاد الحديث عن احتمالية تعرض سفينة تابعة للبحرية الإسبانية للاختطاف، قراصنة الصومال إلى الواجهة مجدداً لأول مرة منذ سنوات، وهو أمر يربطه محللون بالظروف التي تشهدها المنطقة نتيجة الحرب في قطاع غزة.
وأعلنت قوة مكافحة القرصنة في الصومال، التابعة للاتحاد الأوروبي، الجمعة، أن سفينة تابعة للبحرية الإسبانية تبحر بأقصى سرعة باتجاه سفينة تجارية، قد يكون قراصنة قد اختطفوها.
وقالت القوة : "استناداً إلى المعلومات الأولية المتاحة عن السفينة إم.في روين فإن السفينة الإسبانية فيكتوريا، الرائدة في عملية أتلانتا التابعة ليونافور تتقدم بسرعة نحو السفينة التي يقال، إن قراصنة اختطفوها، سعياً لمزيد من المعلومات وتقييم الإجراءات التالية".
وقبل بيان القوة الأوروبية، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريراً من أحد ضباط أمن السفينة، قال فيه إن السفينة التي ترفع العلم المالطي تشغلها شركة بلغارية، تتجه حالياً نحو الصومال.
وتأتي الحادثة في وقت يشهد فيه البحر الأحمر تهديدات فرضتها ميليشيا الحوثي اليمنية التي اختطفت سفينة، وشنت هجمات باتجاه سفن أخرى كانت تبحر باتجاه إسرائيل "رفضاً للحرب على غزة"، كما قال متحدث باسم الميليشيا.
وفي حال التأكد من أن السفينة تعرضت للاختطاف من قبل القراصنة في الصومال، ستكون هذه العملية هي الأولى منذ سنوات.
من هم قراصنة الصومال؟
تعرض الصومال على مدى عقود لعدة أزمات وحروب، جعلت الشعب يرزح تحت وطأة فقر وصراعات، ما أدى إلى نشوء ظاهرة القرصنة، التي كانت بوادرها من قبل صيادين بدأوا باعتراض السفن الأجنبية لمنعها من العمل في مناطقهم.
إلا أن الحال بعد ذلك تغيرت، وباتت السواحل الصومالية تشكل خطراً كبيراً على السفن التجارية والسياحية المارة من هناك، بعد أن بدأت جماعات بتنفيذ أعمال قرصنة وسطو مسلح على السفن واختطاف أطقمها، بهدف الحصول على الأموال.
وشهدت الصومال في بدايات القرن الجديد، تصاعداً في أعمال القراصنة الذين ينطلقون من السواحل الصومالية.
وفي أرقام نشرها البنك الدولي في أبريل (نيسان) 2013، نفذ قراصنة الصومال منذ 2005 وحتى نشر الأرقام، 149 عملية اختطاف، واحتجزوا 3741 شخصاً قضى بعضهم فترة احتجاز استمرت 3 سنوات، في حين قتل نحو 97 بحاراً نتيجة الهجمات، فيما نفذ القراصنة 30 عملية فقط في الفترة بين 1991 وحتى 2006.
وذكرت تقارير سابقة أن القراصنة هم عبارة عن شبان من خفر السواحل السابقين، ويمتلكون قدرة على اختطاف السفن على مسافات بعيدة داخل البحار.
هل اختطفها القراصنة؟ البحرية الإسبانية تلاحق سفينة بعد فقدان الاتصال مع طاقمها https://t.co/B0aYO1fKV1
— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2023
وكان القراصنة يشنون هجماتهم من عدة مواقع أبرزها قرى صيد في بونتلاند التي تتتمع بحكم شبه ذاتي في شمال شرق الصومال، وشكلوا آنذاك، قوة اقتصادية كبيرة نظراً لدخلهم الكبير، وتأثيرهم في اقتصاد الإقليم الذي كان يعاني مالياً.
حوادث كبيرة
ومن أبرز السفن التي اخطتفها الصومال، كانت السفينة الأوكرانية "فاينا" التي ترفع علم "بيليز" في سبتمبر (أيلول) عام 2008، وكانت تحوي 33 دبابة روسية وقاذفات صواريخ، وطاقم مكون من 21 بحاراً.
وطالب القراصنة بفدية قدرها 20 مليون دولار، قبل أن يخفضوا المبلغ إلى 3 ملايين.
وبعد تلك الحادثة بشهرين فقط، اختطفت ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار" التي تعد من أكبر عمليات القرصنة التي سجلها التاريخ، إذ طالب الخاطفون آنذاك بـ 25 مليون دولار لإطلاق سراح السفينة، لكنهم أطلقوا سراحها في النهاية مقابل 3 ملايين دولار.
كما هاجم القراصنة سفينة الحاويات "ميرسك ألاباما" واحتجزوا قائدها عام 2009، قبل أن يصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراراً للبحرية الأمريكية التي تدخلت وحررت القائد بعد مقتل 3 من القراصنة.
وتراجع نشاط القرصنة بعد تلك الفترة، لأسباب قال خبراء إنها تعود للتواجد العسكري من الصومال والدول الغربية، إضافة للعقوبات القانونية، فضلاً عن عمليات التثقيف والتوعية التي قادها في بعض الأحيان قراصنة سابقون.
البنتاغون: قراصنة صوماليون وراء محاولة الاستيلاء على ناقلة نفطhttps://t.co/MlHb4gZD6T
— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2023
الظروف الإقليمية
وقال أستاذ العلوم السياسية، المتخصص بالشؤون الإفريقية، د.محمد تورشين إن "ظاهرة القرصنة موجودة منذ زمن طويل خصوصاً في خليج عدن لا سيما في الشق الإفريقي قبالة سواحل الصومال وجيبوتي، لكنها انحسرت سابقاً نتيجة وجود القواعد العسكرية الغربية".
لكن تورشين يرى في حديث لـ"24" أن "الظاهرة بدأت بالعودة للسطح مجددًا نتيجة الظروف الإقليمية وحرب غزة، ودخول الحوثيين على مسار الصراع وتهديده للملاحة في المنطقة، ما أجبر السفن على تغيير طريقها نحو رأس الرجاء الصالح وهو أمر أدى لعودة ظهور القراصنة".
كما أن خروج القوات الأمريكية من الصومال، بحسب تورشين، ساهم بعودة هذه هذه الجماعات، ما قد يؤثر على التجارة العالمية، كما لم يستبعد أن يكون تحرك القراصنة مرتبط بحرب غزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الصومال اليمن
إقرأ أيضاً:
الصين تعلق على قرار حظر السفن الخاضعة لعقوبات أمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، أنها ليست على دراية بأي قرار صادر عن مجموعة موانئ شاندونج يقضي بمنع السفن الخاضعة للعقوبات الأمريكية من دخول موانئها على الساحل الشرقي.
وتدير مجموعة موانئ شاندونج العديد من الموانئ الكبيرة في مقاطعة شاندونج، التي تعد بوابة رئيسية لواردات النفط الإيراني والروسي والفنزويلي إلى الصين.
في العام الماضي، شكلت هذه الواردات المحظورة حوالي خمس إجمالي واردات الصين من النفط.
ويرى التجار أن فرض هذا الحظر قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن للمصافي المستقلة في شاندونج، التي تعتمد بشكل كبير على النفط الخام منخفض التكلفة من هذه الدول الثلاث، كما قد يتسبب في تباطؤ واردات النفط إلى الصين.
وفي تصريح للصحفيين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن الوزارة ليست على علم بما ورد في تقرير "رويترز".
وأكد المتحدث معارضة الصين القوية للعقوبات الأمريكية، مشيرًا إلى أن بلاده ترفض بشكل قاطع فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب وإجراءات قانونية واسعة النطاق دون تفويض من مجلس الأمن الدولي. وأضاف: "من حيث المبدأ، لا علم لي بالمسألة التي أُشير إليها".