حمدان بن زايد: أشجار القرم من أكثر النظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
أبوظبي- وام
بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، أعلنت الهيئة عن استكمال زراعة 44 مليون شجرة قرم في الإمارة ضمن جهود الدولة في مكافحة التغير المناخي منذ عام 2020.
ونجحت هيئة البيئة -أبوظبي بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل وشركة «أدنوك»؛ في زراعة 23 مليون شجرة قرم دفعة واحدة خلال العامين الأخيرين بما يعادل 9200 هكتار في إطار مبادرة القرم - أبوظبي، وذلك ضمن جهود الدولة بزراعة 100 مليون شجرة من أشجار القرم بحلول عام 2030؛ للمساهمة في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتأتي هذه المبادرة، التي تدعم استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي، لتوسيع نطاق وتسريع عملية صون واستعادة النظم الإيكولوجية لأشجار القرم وتعزيز دورها الهام والفعال في مكافحة التغير المناخي.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الأشجار التي تمت زراعتها في تخزين ما يقارب 233 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، والتي تعادل استهلاك الطاقة لأكثر من 25 ألف منزل لمدة عام.
وأعرب سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عن سعادته بهذا الإنجاز الذي يتزامن مع عام الاستدامة، وقال سموه: إن الجهود الحثيثة التي تبذلها إمارة أبوظبي لزراعة أشجار القرم والمحافظة عليها، هي استمرار لإرث المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في تعزيز النظم البيئية الساحلية واستدامتها، حيث تُعد أشجار القرم من أكثر النظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم، ولها دور مهم للغاية لأنها توفر مجموعة متنوعة من الخدمات البيئية والاقتصادية، فبالإضافة إلى دور أشجار القرم، في التكيف مع تغير المناخ والحد من آثاره، من خلال احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، فهي تعتبر من النظم البيئية الأساسية لحياة العديد من الكائنات البحرية، بما فيها المهددة والمعرضة لخطر الانقراض.
وأضاف سموه أنه بالرغم من انخفاض أعداد أشجار القرم حول العالم، والتحديات التي تواجهها، استمرت جهود زراعة أشجار القرم في إمارة أبوظبي بطريقة مدروسة وثابتة، وذلك لإيمانها بقوة النظم البيئية للكربون الأزرق، وثقتها في قدرة الحلول القائمة على الطبيعة في تقديم حل للتخفيف وزيادة القدرة على التكيف مع آثار التغير المناخي، مشيراً سموه إلى أن هيئة البيئة في أبوظبي ركزت جهودها على استعادة غابات القرم؛ كأحد أولوياتها الاستراتيجية لمواجهة التغيّر المناخي في إمارة أبوظبي، والتي عكستها في استراتيجيتها للتغيّر المناخي، التي تم إطلاقها مؤخراً، وحددت خلالها أهدافًا طموحة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومواجهة مخاطر التغير المناخي.
من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: نشيد بهذا الإنجاز المهم الذي يتزامن مع (عام الاستدامة)، والذي يؤكد التزامنا بدعم جهود دولة الإمارات في حماية البيئة والموائل الطبيعية، من خلال الاستفادة من الحلول القائمة على الطبيعة للحد من تداعيات تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي.
وأوضح أن «أدنوك» ساهمت ضمن جهودها المستمرة لتحقيق أهداف مبادرة القرم - أبوظبي ومن خلال تعاونها مع هيئة البيئة في أبوظبي، منذ أكثر من عقد من الزمان في دعم زراعة أشجار القرم، وسنواصل التعاون والعمل مع الهيئة والجهات المعنية واستخدام أحدث التقنيات لتمكين مستقبل أكثر استدامة.
من جانبها، قالت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة «تتبنى دولة الإمارات التوسع في زراعة أشجار القرم لدور الكبير كأحد الحلول القائمة على الطبيعة في مواجهة التغيرات المناخية؛ نظراً لقدرتها الهائلة على تخزين الكربون، بالإضافة إلى فوائدها في تعزيز النظم البيئية الساحلية ويمثل نجاح أبوظبي في زراعة 23 مليون شجرة قرم إضافة نوعية لهدف الإمارات بزراعة 100 مليون شجرة بحلول عام 2030 في إطار تحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 وتعزيز العمل المناخي العالمي».
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي “ استمراراً لإرث المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، تولي قيادتنا الرشيدة أشجارَ القرم اهتماما كبيراً بوصفها نظاماً بيئياً ساحلياً بالغ الأهمية ومصدراً للكربون الأزرق حيث تلعب دوراً هاماً في التخفيف من آثار تغير المناخ، موضحة أن إمارة أبوظبي تحتضن 85 في المائة من المساحة الإجمالية لأشجار القرم في الدولة، حيث تقع أغلبها في المحميات البحرية وبالقرب من المدينة وتوفر عدة خدمات بيئية مهمة مثل أنشطة السياحة البيئية ومأوى هام للطيور البحرية والعديد من الأسماك والأنواع الأخرى بالإضافة إلى دورها المهم في تنقية الهواء والمياه البحرية لذلك يطلق عليها «رئة المدينة».
وقال محمد علي المنصوري، مدير عام بلدية منطقة الظفرة «انطلاقاً من توجيهات قيادتنا الرشيدة بأن يكون عام 2023 ‘عام الاستدامة‘ وتزامناً مع استضافة دولة الإمارات أكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي المناخ (COP28)، فقد تم تكثيف الجهود لإنجاح برنامج زراعة القرم حيث تم زراعة مناطق عديدة ساحلية وجزر منها ‘مدينة المرفأ، والجلاع والحمرا، والشويهات‘ وكذلك الجزر والتي تضمنت ‘غاغا ورمحان والفزعية والرفيق‘ لجعل بيئة الإمارات بيئة مستدامة في ظل التغير المناخي العالمي، وذلك لما لأشجار القرم من دور هام في حماية السواحل من الانجراف وتخفف الأثر السلبي للأمواج العاتية، فضلا عن دورها الهام في حماية المناطق العمرانية الحضرية والأصول المتواجدة بالقرب من السواحل».
يذكر أن أشجار القرم في أبوظبي تتميز بأنها شديدة المرونة في التكيف مع البيئات عالية الملوحة، وقد بينت الدراسات التي أجرتها الهيئة بأن أشجار القرم في أبوظبي قادرة على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنويًا، حيث يتم عزل ما لا يقل عن 8800 طن من الكربون سنويًا.
وفي فبراير 2022 أطلقت أبوظبي مبادرة القرم – أبوظبي خلال اللقاء الذي جمع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وصاحب السمو الملكي الأمير وليام ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز في متنزه قرم الجبيل في أبوظبي، لتوفير منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها وضرورة استعادتها، وتعزيز مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم.
وتعتبر مبادرة القرم – أبوظبي امتداداً لمشروع الكربون الأزرق، مع التركيز على أهمية خصائص عزل الكربون في غابات القرم لمكافحة تغير المناخ.. ويتم تنفيذ المبادرة من قبل هيئة البيئة في أبوظبي، وقامت الهيئة بتأمين أول شراكة لها مع جمعية علم الحيوان في لندن، من خلال شراكة يتم تنفيذها مع شركة جزيرة الجبيل.. وتهدف المبادرة إلى العمل كمظلة لجميع الأنشطة البحثية وإعادة تأهيل مواقع القرم في الإمارة.
وتم تنظيم ما لا يقل عن 12 برامجا توعويا منذ عام 2022 في إطار مبادرة القرم - أبوظبي، بمشاركة الجهات المعنية من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص.. تضمنت البرامج زراعة أشجار القرم في الجبيل، والعديد من العروض التقديمية حول الفوائد المتعلقة بحالة أشجار القرم والمحافظة عليها، بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من المبادرة، تعمل هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع شركائها على تطوير مشتل متطور لأشجار القرم في أبوظبي ليصبح مركزاً للأبحاث والدراسات.
ومنذ إطلاقها، جمعت مبادرة القرم – أبوظبي العديد من الشركاء المعنيين لزيادة الوعي حول الحاجة إلى حماية وإعادة تأهيل أشجار القرم.. وقد شمل هؤلاء الشركاء متنزه قرم الجبيل، والاتحاد للطيران، ومجتمعات الداوودي البهرة، ودائرة الطاقة، وأدنوك، وفريق السباحة 62، وعدد من السفارات في الدولة وغيرهم من الشركاء.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات بيئة أبوظبي هیئة البیئة فی أبوظبی زراعة أشجار القرم التغیر المناخی أشجار القرم فی مبادرة القرم لأشجار القرم إمارة أبوظبی تغیر المناخ ملیون شجرة بن زاید من خلال قرم فی
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تؤكد أهمية تضافر الجهود لمواجهة فقدان الأراضي الرطبة
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،أهمية تضافر جهود الدول العربية لمواجهة فقدان الأراضي الرطبة وتدهور الأراضي.
جامعة الدول العربية: حذرنا كثيرا من تدخلات إيران في المنطقة منذ سنوات طلاب "سياسة المستقبل" يزورون جامعة الدول العربيةوحذرت الجامعة العربية في بيان اليوم الأحد بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة الذي يحتفل به العالم في الثاني من فبراير، من اختفاء الأراضي الرطبة في العالم بمعدل ينذر بالخطر، من خلال تحويل استخدام الأراضي، والتلوث من مياه الصرف، حيث أدت النظم الهيدرولوجية المتغيرة، وتغير المناخ إلى فقدان 35% من الأراضي الرطبة في العالم على مدى الخمسين عامًا الماضية، مع تسارع وتيرتها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يشير إلي أهمية العمل لوقف المزيد من التدهور واستعادة هذه النظم البيئية الثمينة.
وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، في البيان ،إن موضوع الأراضي الرطبة يًعد من الموضوعات الهامة التي تتابعها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عبر إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية - الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، ومن خلال الفريق العربي المعني بمتابعة الاتفاقيات البيئية الدولية المعنية بالتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر، والذي يجتمع دورياً كل عام بغرض تنسيق المواقف العربية في هذا المجال، وتنسيق عمل الفرق العربية المشاركة في مؤتمر الأطراف للأراضي الرطبة.
وأشار إلى أن الاحتفال هذا العام له أهمية خاصة حيث يُعقد مؤتمر الأطراف الـ15 للأراضي الرطبة خلال الفترة 23 - 31 يوليو 2025 بزيمبابوى والذي يعقد كل 3 سنوات للاتفاق على خطة الثلاث سنوات لصون النظم البيئية القيمة والدفاع عنها.
ويحتفل العالم باليوم العالمي للأراضي الرطبة في 2 فبراير، والذي تم تحديدهُ بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 317/75، والذى يوافق اعتماد الاتفاقية الدولية لصون الأراضي الرطبة في 2 فبراير 1971 ويهدف الاحتفال إلى التوعية بأهمية الأراضى الرطبة من أجل ازدهار حياة الإنسان والحفاظ على سلامة كوكب الأرض.
ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "حماية الأراضي الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك" ويسلط هذا الشعار الضوء على حيوية الأراضي الرطبة للبشر وللأنظمة البيئية الأخرى وللمناخ، حيث تتيح خدمات النظم البيئية الأساسية مثل تنظيم المياه، بما في ذلك التحكم في الفيضانات وتنقية المياه. ويعتمد أكثر من مليار إنسان في جميع أنحاء العالم - أي حوالي واحد من كل ثمانية أشخاص - على الأراضي الرطبة لبقاء الحياة علي كوكب الأرض وللتصدي لآثار التغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة.