الوطن:
2024-11-23@22:41:54 GMT

محمد مصطفى أبوشامة يكتب.. «اليوم التالي» في مصر (١)

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

محمد مصطفى أبوشامة يكتب.. «اليوم التالي» في مصر (١)

حرمنى عارض صحى طارئ من المشاركة بفاعلية فى الانتخابات الرئاسية وأيامها الثلاثة المشهودة، ولم أستطع أيضاً الظهور فى التغطية الإعلامية بالتعليق والتحليل فى أى من القنوات المصرية المختلفة.

لكن عوضنى ما تابعته على شاشة «إكسترا نيوز» من تغطية مهنية مميزة، رصدت فيها جانباً مهماً من المشهد البديع لخروج المصريين للتصويت بكثافة واحتشادهم بالملايين أمام صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس مصر القادم.

فوز الرئيس السيسى مؤكد بالطبع، وهو فوز مستحق بعد انتخابات حقيقية تمثل قفزة كبيرة على طريق الإصلاح، لنكمل معه «حكاية وطن»، مسيرة البناء ورحلة الإنجازات من أجل مستقبل نتمناه طيباً لأبنائنا وبناتنا.

وظنى أن مصر سوف تستفيد بما تم إنجازه على مسار التنمية السياسية وتوظف الزخم الذى أحدثته الانتخابات (وقبلها الحوار الوطنى) فى إعادة بناء النظام السياسى، بتنقية الحياة الحزبية ووضعها فى سياق عصرى يليق بالمستقبل، وتحرير العمل السياسى والسماح الدائم بجميع الفعاليات الجماهيرية من ندوات ومؤتمرات، لكى نضمن بقاء الأحزاب فى الشارع، مكانها الطبيعى بين الشعب تتفاعل معه وتؤثر فيه وتلبى مطالبه.

لقد أكدت الانتخابات أهمية الأحزاب ومحورية دورها فى أى إصلاح سياسى نترجاه، وحان الوقت لأن تصلح الأحزاب نفسها ونتوقع أن يتدخل البرلمان بإصدار قانون جديد ينظم عملها ويضع لها ضوابط تضمن استقرارها المالى والإدارى، وتحكم وضعها القانونى كأى مؤسسة وطنية محترمة.

اليوم التالى رسمياً، سيكون يوم 19 ديسمبر، التالى لإعلان نتيجة الانتخابات، الذى سيطوى صفحة مرحلة سبقته، لنستعد ونبدأ مرحلة جديدة، تستدعى من الشعب والجيش الانتباه وشحذ الهمم لمواجهة مخاطر الأيام القادمة، خاصة على حدودنا الشرقية مع استمرار الاندفاع الإسرائيلى الهمجى والإصرار على تهجير الشعب الفلسطينى وإبادة غزة إنسانياً وجغرافياً، وتبعات هذا السلوك الإجرامى التى ستلقى بظلال مخيفة على مصر، ندعو الله ألا تتدهور المسألة سريعاً ويحدث ما نخشاه.

واليوم التالى، هو يوم غزة باقتدار، ارتبط بها مؤخراً منذ أن انطلقت مراكز أبحاث، ووسائل إعلام، وساسة، ومفكرون، فى طرح سيناريوهات مستقبل الحكم فى القطاع المنكوب عندما تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، ورغم البدايات المبكرة لمناقشة الأمر، إلا أن تكرار طرحه أصبح مدهشاً خاصة مع تلاشى الأمل فى إيقاف عجلة الحرب، أو وضع حد لشهوة الانتقام المسيطرة على العقلية الصهيونية، والجنون المهيمن على صناع القرار الإسرائيلى، والتواطؤ الغربى والتدليل المستمر لدولة احتلال ومنحها كل الوسائل المساعدة لاستكمال جريمتها الجديدة، وأخيراً العجز الأممى والعربى فى كبح هذا الطوفان المضاد الذى تسبب فيه طوفان حماس فى السابع من أكتوبر الماضى.

وتعبير «اليوم التالى» يستخدم كثيراً ومنذ سنوات فى الغرب، لكن تأخر ظهوره فى إعلامنا العربى إلى أن اشتعلت الأوضاع فى غزة، ولهذا كان وجوده نادراً فى الأرشيف الصحفى، حيث لم أجد له أثراً على محركات البحث الشهيرة إلا فى إشارة (يتيمة) على صفحات جريدة «الشروق» المصرية عام 2012، التى ذكرت أنه: «قبل سنوات عقدت جامعتا هارفارد وستانفورد الأمريكيتان ورشة عمل فى إطار برنامج مشترك بينهما تحت عنوان «ورشة عمل اليوم التالى» فى إطار مشروع مشترك أيضاً باسم «مشروع الدفاع الوقائى» شارك فيه عدد من المسئولين المدنيين والعسكريين والعلماء وخبراء السياسة والإعلاميين لمناقشة ما يتعين عليهم أن يفعلوا فى اليوم التالى لوقوع تفجير نووى فى مدينة أمريكية. وقد أسفرت هذه المناقشة النظرية عن إصدار تقرير وقع فى أكثر من 240 صفحة».

ومبدأ «الدفاع الوقائى» ظهر كاستراتيجية أمريكية جديدة للأمن القومى فى أعقاب انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتى، وكان عنواناً لكتاب مهم ألفه وليم بيرى وزير الدفاع الأمريكى الأسبق (فى عهد كلينتون)، ومساعده أشتون كارتر الذى أصبح وزيراً للدفاع فى نهاية عهد الرئيس أوباما، وكلا المؤلفين ينتمى كأستاذ جامعى للجامعتين المشار إليهما فى ورشة (اليوم التالى)، هارفارد وستانفورد.

ظاهرياً تبدو اختلافات كبيرة بين يومنا التالى وموضوع هذه الورشة، لكنى ألمح تشابهاً فى فكرة «الخطر الكبير»، وأهمية التعامل الوقائى الاستباقى معه، وهذا ما اتبعته الدولة المصرية خلال الشهرين الماضيين (وربما منذ سنوات بعيدة) واجتهدت فيه عبر كل السبل والمسارات، وهى بحاجة لتكمل عملها كى تنزع فتيل هذه الأزمة قبل أن تشتعل على حدودنا.

إن تمسك مصر بالسلام كخيار استراتيجى لم يمنعها من وضع تصورات لجميع الاحتمالات فى شكل العلاقة المستقبلية مع إسرائيل، وهذا أمر يدركه جيداً أى متابع منصف، ومنذ أن أطلق الرئيس الراحل أنور السادات عبارته الشهيرة «أصبح للوطن درع وسيف» بعد العبور العظيم سنة 1973، والدولة المصرية حريصة على ردع أى تهور إسرائيلى، بالتسليح الحديث لقواتها المسلحة وتطويرها الدائم، مع استمرار الحفاظ على التوازن والرشد فى علاقاتها مع كل دول العالم، دون إخلال بسيادة الوطن وسلامة أراضيه، ويحسب للجيش المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى تجديد هذه الجاهزية وهذا الحضور وإحياء روح أكتوبر فى الوجدان المصرى فى نفوس المصريين.

وختاماً، ندعو الله بقلوب مخلصة أن يمد يده لينقذ أشقاءنا فى فلسطين المحتلة، ويرزق المنكوبين فى غزة الصبر والعزيمة ويؤمن روعهم، ونبتهل إليه أيضاً أن يحفظ مصر ويلهم قائدها ورئيسها السبيل لينجو بسفينة الوطن من أمواج عاتية تلاطمها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية شاشة إكسترا نيوز حكاية وطن صناديق الاقتراع

إقرأ أيضاً:

سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت 23-11-2024 في البنوك المصرية

شهد سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت 23-11-2024 في البنوك المصرية المختلفة، حالة من الاستقرار، إذ سجلت العملة الإمارتية اليوم في البنك المركزي المصري 13.53 جنيه للبيع، و13.50 جنيه للشراء.

سعر الدرهم الإماراتي اليوم في البنوك المصرية

وجاء سعر الدرهم الإماراتي اليوم في البنوك المصرية، حسب آخر تحديث معلن عبر مواقع البنوك الرسمية، كالتالي:

سعر الدرهم الإماراتي في البنك الأهلي المصري

بلغ سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت في البنك الأهلي المصري 13.53 جنيه للبيع، و13.49 جنيه للشراء.

سعر الدرهم الإماراتي في بنك مصر

في حين سجل سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت في بنك مصر 13.53 جنيه للبيع، و13.49 جنيه للشراء.

سعر الدرهم الإماراتي في بنك الإسكندرية

أما سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت في بنك الإسكندرية فسجل 13.53 جنيه للبيع، و13.49 جنيه للشراء.

سعر الدرهم الإماراتي في بنك القاهرة

كما سجل سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت في بنك القاهرة، سجل 13.53 جنيه للبيع، و13.50 جنيه للشراء.

سعر الدرهم الإماراتي في بنك المصرف المتحد

وسجل سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت في بنك المصرف المتحد ، 13.53 جنيه للبيع، و13.23 جنيه للشراء.

مقالات مشابهة

  • أحمد يحيى يكتب عن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب: إنجازات وتحديات مستقبلية
  • حقيقة الحالة الصحية لـ محمد منير
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • على المستوى الداخلي.. حزب الله يحدّد معالم اليوم التالي للحرب!
  • سعر الدرهم الإماراتي اليوم في البنوك المصرية
  • سعر الدرهم الإماراتي اليوم السبت 23-11-2024 في البنوك المصرية
  • تشكيل فريق البنك الأهلي لمواجهة بيراميدز في الدوري
  • الزمالك ينهى الإتفاق مع زيزو لتجديد عقده والإعلان خلال أيام
  • مؤمن الجندي يكتب: سفير جهنم
  • مؤمن الجندي يكتب: بين الثواني والسراب.. موعد مع المجهول