الوطن:
2025-02-07@04:39:53 GMT

محمد مصطفى أبوشامة يكتب.. «اليوم التالي» في مصر (١)

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

محمد مصطفى أبوشامة يكتب.. «اليوم التالي» في مصر (١)

حرمنى عارض صحى طارئ من المشاركة بفاعلية فى الانتخابات الرئاسية وأيامها الثلاثة المشهودة، ولم أستطع أيضاً الظهور فى التغطية الإعلامية بالتعليق والتحليل فى أى من القنوات المصرية المختلفة.

لكن عوضنى ما تابعته على شاشة «إكسترا نيوز» من تغطية مهنية مميزة، رصدت فيها جانباً مهماً من المشهد البديع لخروج المصريين للتصويت بكثافة واحتشادهم بالملايين أمام صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس مصر القادم.

فوز الرئيس السيسى مؤكد بالطبع، وهو فوز مستحق بعد انتخابات حقيقية تمثل قفزة كبيرة على طريق الإصلاح، لنكمل معه «حكاية وطن»، مسيرة البناء ورحلة الإنجازات من أجل مستقبل نتمناه طيباً لأبنائنا وبناتنا.

وظنى أن مصر سوف تستفيد بما تم إنجازه على مسار التنمية السياسية وتوظف الزخم الذى أحدثته الانتخابات (وقبلها الحوار الوطنى) فى إعادة بناء النظام السياسى، بتنقية الحياة الحزبية ووضعها فى سياق عصرى يليق بالمستقبل، وتحرير العمل السياسى والسماح الدائم بجميع الفعاليات الجماهيرية من ندوات ومؤتمرات، لكى نضمن بقاء الأحزاب فى الشارع، مكانها الطبيعى بين الشعب تتفاعل معه وتؤثر فيه وتلبى مطالبه.

لقد أكدت الانتخابات أهمية الأحزاب ومحورية دورها فى أى إصلاح سياسى نترجاه، وحان الوقت لأن تصلح الأحزاب نفسها ونتوقع أن يتدخل البرلمان بإصدار قانون جديد ينظم عملها ويضع لها ضوابط تضمن استقرارها المالى والإدارى، وتحكم وضعها القانونى كأى مؤسسة وطنية محترمة.

اليوم التالى رسمياً، سيكون يوم 19 ديسمبر، التالى لإعلان نتيجة الانتخابات، الذى سيطوى صفحة مرحلة سبقته، لنستعد ونبدأ مرحلة جديدة، تستدعى من الشعب والجيش الانتباه وشحذ الهمم لمواجهة مخاطر الأيام القادمة، خاصة على حدودنا الشرقية مع استمرار الاندفاع الإسرائيلى الهمجى والإصرار على تهجير الشعب الفلسطينى وإبادة غزة إنسانياً وجغرافياً، وتبعات هذا السلوك الإجرامى التى ستلقى بظلال مخيفة على مصر، ندعو الله ألا تتدهور المسألة سريعاً ويحدث ما نخشاه.

واليوم التالى، هو يوم غزة باقتدار، ارتبط بها مؤخراً منذ أن انطلقت مراكز أبحاث، ووسائل إعلام، وساسة، ومفكرون، فى طرح سيناريوهات مستقبل الحكم فى القطاع المنكوب عندما تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، ورغم البدايات المبكرة لمناقشة الأمر، إلا أن تكرار طرحه أصبح مدهشاً خاصة مع تلاشى الأمل فى إيقاف عجلة الحرب، أو وضع حد لشهوة الانتقام المسيطرة على العقلية الصهيونية، والجنون المهيمن على صناع القرار الإسرائيلى، والتواطؤ الغربى والتدليل المستمر لدولة احتلال ومنحها كل الوسائل المساعدة لاستكمال جريمتها الجديدة، وأخيراً العجز الأممى والعربى فى كبح هذا الطوفان المضاد الذى تسبب فيه طوفان حماس فى السابع من أكتوبر الماضى.

وتعبير «اليوم التالى» يستخدم كثيراً ومنذ سنوات فى الغرب، لكن تأخر ظهوره فى إعلامنا العربى إلى أن اشتعلت الأوضاع فى غزة، ولهذا كان وجوده نادراً فى الأرشيف الصحفى، حيث لم أجد له أثراً على محركات البحث الشهيرة إلا فى إشارة (يتيمة) على صفحات جريدة «الشروق» المصرية عام 2012، التى ذكرت أنه: «قبل سنوات عقدت جامعتا هارفارد وستانفورد الأمريكيتان ورشة عمل فى إطار برنامج مشترك بينهما تحت عنوان «ورشة عمل اليوم التالى» فى إطار مشروع مشترك أيضاً باسم «مشروع الدفاع الوقائى» شارك فيه عدد من المسئولين المدنيين والعسكريين والعلماء وخبراء السياسة والإعلاميين لمناقشة ما يتعين عليهم أن يفعلوا فى اليوم التالى لوقوع تفجير نووى فى مدينة أمريكية. وقد أسفرت هذه المناقشة النظرية عن إصدار تقرير وقع فى أكثر من 240 صفحة».

ومبدأ «الدفاع الوقائى» ظهر كاستراتيجية أمريكية جديدة للأمن القومى فى أعقاب انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتى، وكان عنواناً لكتاب مهم ألفه وليم بيرى وزير الدفاع الأمريكى الأسبق (فى عهد كلينتون)، ومساعده أشتون كارتر الذى أصبح وزيراً للدفاع فى نهاية عهد الرئيس أوباما، وكلا المؤلفين ينتمى كأستاذ جامعى للجامعتين المشار إليهما فى ورشة (اليوم التالى)، هارفارد وستانفورد.

ظاهرياً تبدو اختلافات كبيرة بين يومنا التالى وموضوع هذه الورشة، لكنى ألمح تشابهاً فى فكرة «الخطر الكبير»، وأهمية التعامل الوقائى الاستباقى معه، وهذا ما اتبعته الدولة المصرية خلال الشهرين الماضيين (وربما منذ سنوات بعيدة) واجتهدت فيه عبر كل السبل والمسارات، وهى بحاجة لتكمل عملها كى تنزع فتيل هذه الأزمة قبل أن تشتعل على حدودنا.

إن تمسك مصر بالسلام كخيار استراتيجى لم يمنعها من وضع تصورات لجميع الاحتمالات فى شكل العلاقة المستقبلية مع إسرائيل، وهذا أمر يدركه جيداً أى متابع منصف، ومنذ أن أطلق الرئيس الراحل أنور السادات عبارته الشهيرة «أصبح للوطن درع وسيف» بعد العبور العظيم سنة 1973، والدولة المصرية حريصة على ردع أى تهور إسرائيلى، بالتسليح الحديث لقواتها المسلحة وتطويرها الدائم، مع استمرار الحفاظ على التوازن والرشد فى علاقاتها مع كل دول العالم، دون إخلال بسيادة الوطن وسلامة أراضيه، ويحسب للجيش المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى تجديد هذه الجاهزية وهذا الحضور وإحياء روح أكتوبر فى الوجدان المصرى فى نفوس المصريين.

وختاماً، ندعو الله بقلوب مخلصة أن يمد يده لينقذ أشقاءنا فى فلسطين المحتلة، ويرزق المنكوبين فى غزة الصبر والعزيمة ويؤمن روعهم، ونبتهل إليه أيضاً أن يحفظ مصر ويلهم قائدها ورئيسها السبيل لينجو بسفينة الوطن من أمواج عاتية تلاطمها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية شاشة إكسترا نيوز حكاية وطن صناديق الاقتراع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة

أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى إرسال وفد المفاوضات إلى الدوحة بذريعة اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال الأنصاري في مقابلة مع الموقع الأمريكي “بريتبارت”: “في اليوم السادس عشر [من وقف إطلاق النار في غزة] كان من المفترض أن يصل وفد إسرائيلي إلى الدوحة حتى نتمكن من بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية. ومع ذلك، لم يرسلوا وفدا بعد، لكننا على اتصال بالجانبين [إسرائيل وحماس] للتأكد من التزامهما بهذا الأمر”، دون تقديم تفاصيل إضافية حول التأثير المحتمل لهذا الإلغاء على عملية وقف إطلاق النار.

وأضاف: “كما أفهم، يريد رئيس الوزراء نتنياهو أولا مقابلة الرئيس ترامب ومناقشة [اتفاق غزة] معه ثم إرسال وفد. ونتوقع من ترامب وإدارته أن يبعثوا بإشارة واضحة مفادها أنهم يدعمون عملية التفاوض والمرحلة الثانية [من الاتفاق]”

وتابع: “نأمل أن يرسل نتنياهو فور عودته إلى إسرائيل فريقه التفاوضي إلى الدوحة لبدء المشاورات بشأن المرحلة الثانية مع [مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط] ستيفن ويتكوف، وأن تستمر المفاوضات”.

وأشار إلى أن الدوحة مقتنعة بأن الرئيس الأمريكي “يؤمن بهذه العملية” لأنه “بفضل مساعدة ترامب تمكن العديد من المحتجزين العودة إلى عائلاتهم”.

وفي الجانب الآخر، قال مصدر مسؤول في “حماس” لوسائل إعلام إن الحركة “منفتحة تماما على تقديم كل التسهيلات اللازمة في المرحلة الثانية من المفاوضات لمنع تجدد الحرب على أهالي غزة”.

وأضاف أن هذا الانفتاح “ليس من موقف ضعف، بل من موقف قوة لحماية سكان القطاع من جانب، ولأن الحركة لا تزال تمتلك أوراق قوة، منها الأسرى الإسرائيليون الذين ما زالوا بيدها حتى بعد انتهاء المرحلة الأولى”.

وحذر المسؤول من أن إسرائيل قد تتلاعب في المفاوضات لاستئناف الحرب لفترة قصيرة، توجه خلالها ضربات للمقاومة، مؤكدا “حرص المقاومة، ويقظتها حيال كل السيناريوهات الممكنة”.

بدورها، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريرا حول سيناريوهات “اليوم التالي” في غزة.

وأكدت الصحيفة أن هناك أربعة سيناريوهات محتملة لإدارة قطاع غزة في “اليوم التالي”، لكل منها تعقيدات تؤثر على إسرائيل وسكان القطاع.

السيناريو الأول: استمرار حكم حماس
على الرغم من أن هذا الخيار يبدو مستبعدًا من وجهة النظر الإسرائيلية، إلا أنه يظل احتمالًا قائمًا، حيث تمتلك حماس آلاف المسلحين والكوادر الأمنية والإدارية التي لا تزال تعمل في القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي حماس امتنعوا عن الظهور العلني خلال الحرب، لكنهم عادوا إلى ارتداء الزي الرسمي فور سريان وقف إطلاق النار.

إبقاء حماس في الحكم سيعرقل جهود إعادة إعمار القطاع، حيث ستحتاج إلى سنوات من المساعدات الدولية التي قد لا تكون متاحة بسهولة، خاصة إذا رفضت الحركة تفكيك جناحها العسكري.

السيناريو الثاني: لجنة مدنية بإشراف السلطة الفلسطينية
شهدت الأشهر الأخيرة محاولات لتشكيل “لجنة مدنية” لإدارة غزة، تضم شخصيات تكنوقراطية فلسطينية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يواجه معارضة شديدة من حماس، التي تسعى للحفاظ على “نموذج حزب الله” في غزة، أي فصل الحكم السياسي عن الذراع العسكري، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية وإسرائيل على حد سواء.

السيناريو الثالث: الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع
يعد هذا الخيار الأكثر تطرفًا، حيث يطالب به وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. يضغط سموتريتش لاستئناف القتال بمجرد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، مؤكدًا أن إسرائيل يجب أن تدمر القدرات العسكرية والإدارية لحماس، بل ويطالب باحتلال غزة بالكامل.

ويرى بن غفير أن الاحتلال يجب أن يترافق مع إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في القطاع، مما قد يعقد الموقف السياسي لإسرائيل على الساحة الدولية.

السيناريو الرابع: إدارة دولية بدعم عربي
يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن إدخال قوات أجنبية إلى غزة قد يكون الحل الأكثر واقعية. حاليًا، هناك وجود محدود لشركات أمنية دولية في المعابر، لكن هناك مقترحات بتوسيع هذا الدور ليشمل إدارة القطاع بمشاركة دول عربية مثل السعودية والإمارات.

وتشير تقارير إلى أن نتنياهو، تحت ضغط أمريكي وعربي، قد يمنح السلطة الفلسطينية دورًا رئيسيًا في إدارة القطاع، ربما بالتعاون مع قوات دولية أو “متعاقدين” دوليين.

تداعيات سياسية وأمنية
يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية فيما يتعلق بمستقبل غزة. فبينما يضغط اليمين المتطرف لمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب إلى إنهاء القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.

ويبدو أن أي قرار بشأن “اليوم التالي” في غزة سيؤثر أيضًا على جهود التطبيع مع السعودية، فيما أكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أن بلاده لن تدعم أي خطط مستقبلية لغزة ما لم يكن هناك مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.

ومع تصاعد الضغوط والتباينات في المواقف، يبدو أن مستقبل غزة سيظل ملفًا شائكًا يهيمن على المشهد السياسي في المنطقة خلال الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • خطة اليوم التالي.. لماذا يرغب ترامب في الاستيلاء على غزة؟
  • فى الحركة بركة
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • المقاومة في اليوم التالي
  • فن صناعة “اليوم التالي” بنكهة المقاومة
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات
  • دراويش مصطفى النحاس!!
  • إسرائيل وعقدة اليوم التالي في غزة: أربع سيناريوهات لحكم محتمل للقطاع
  • صحيفة تتحدث عن 4 سيناريوهات إسرائيلية لمن يحكم غزة في اليوم التالي للحرب
  • إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة