هل يمكن للدية أن تنقذ ممرضة هندية من حكم بالإعدام في اليمن؟
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
تنخرط عائلة "نيميشا بريا"، وهي ممرضة من ولاية كيرالا الهندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن، في نضال حثيث من أجل حريتها.
من قلب ولاية كيرالا، جاءت نيميشا إلى اليمن لتجد نفسها متورطة في رحلة من اليأس. تواجه حكم الإعدام في ذلك البلد بتهمة قتل المواطن اليمني، طلال عبده مهدي، في عام 2017، وتتكشف قصة نيميشا على خلفية معركة قانونية مضطربة.
معضلة الهروب من العقوبة
وسط الحماس الذي يحيط بقضية نيميشا، يبرز سؤالٌ مثير للجدل: هل يمكن الهروب من عقوبة الإعدام في اليمن من خلال تعويض عائلة الضحية مالياً، بدفع الدية؟
إنّ الفكرة المقلقة المتمثلة في أن دفع المال قد يكون بمثابة تذكرة للحرية يتردد صداها من خلال المناقشات المحيطة بمحنة نيميشا.
تحت سطح الجانب المالي للقصة يكمن عنصر أكثر عمقاً - سعي نيميشا للخلاص من خلال الاعتذار. وهذا الجانب الرئيسي، الذي غالبا ما تطغى عليه الاعتبارات المالية، يشكل محور كفاحها من أجل العدالة.
في الرحلة الشاقة من أجل حرية نيميشا بريا، تواجه عائلتها تعقيدات النظام القانوني في اليمن. لقد اتخذت حياة الممرضة البالغة من العمر 34 عاما منعطفا غير متوقع، عندما حُكم عليها بالإعدام في السجن المركزي باليمن بتهمة قتل طلال عبده مهدي.
ويتفاقم الوضع مع ظهور نقاشات حول إمكانية إطلاق سراح نيميشا، إذا قامت عائلتها بتعويض عائلة القتيل اليمني. وهذا يثير مخاوف أخلاقية ويرسم صورة قاتمة، مفادها أنه من الممكن شراء طريقة للهروب من عقوبة الإعدام في اليمن.
ومع ذلك، فإنّ التعمق في تعقيدات قضية نيميشا يكشف عن قصة أكثر إثارة للمشاعر. وبعيدا ًعن العناوين والمفاوضات المالية، فإن جوهر الأمر يكمن في الرغبة الصادقة لعائلة نيميشا في تقديم اعتذار لعائلة الضحية. هذه البادرة، المتجذرة في مبادئ طلب العفو، هي النقطة المحورية في جهودهم لتأمين إطلاق سراح نيميشا.
خلفية
اتخذت رحلة نيميشا بريا من ولاية كيرالا إلى اليمن منعطفاً غير متوقع، انتهت بسجنها في السجن المركزي في اليمن. وعلى الرغم من رفض مجلس القضاء الأعلى في اليمن طلبها نقض حكم الإعدام، إلا أن هناك بصيصاً من الأمل في عالم الشريعة الإسلامية. فرصة نيميشا الوحيدة لتجنب عقوبة الإعدام تكمن في الحصول على العفو من عائلة الضحية وتقديم التعويض.
التحديات والمعارك القانونية
ويضيف المشهد السياسي المعقد في اليمن، والذي يتميز بحرب أهلية طويلة الأمد بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية، طبقات من الصعوبة إلى قضية نيميشا. إنّ رفض الحكومة الهندية الاعتراف بالمتمردين الحوثيين يزيد الأمور تعقيداً، ما يخلق عقبات أمام أقارب نيميشا أو أصدقائها الذين يحاولون إنقاذها.
كما أنّ منح محكمة دلهي العليا الإذن لوالدة نيميشا، بريما كوماري، بالسفر إلى اليمن يعكس تطوراً كبيراً في هذه الملحمة القانونية. ومع ذلك، فإنّ توجيهات المحكمة لها بتحمل المسؤولية عن أمنها يسلط الضوء على طبيعة الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
دلالة تاريخية
وتبرز قضية نيميشا بريا باعتبارها حالة شاذة في تاريخ اليمن، حيث يعتبر الإعدام الفوري هو القاعدة في قضايا القتل. التأخير في تنفيذ الحكم يثير الدهشة، ويثير تساؤلات حول تفرد هذا الوضع.
يلعب صامويل جيروم، أخصائي اجتماعي في اليمن، دوراً حاسماً في تسليط الضوء على قضية نيميشا. وتهدف جهوده، إلى جانب جهود حملة مجلس العمل الدولي لإنقاذ نيميشا بريا، إلى إعادة تشكيل سردية بالقضية. ويشددون على أنّ طلب العفو أمر بالغ الأهمية، ما يتحدى التصور القائل بأن التعويض المالي هو الحل الأساسي.
وتحمل رحلة بريما كوماري الوشيكة إلى اليمن، المقرر إجراؤها في شهر يناير/كانون الثاني، وعداً بتحقيق انفراجة. إنّ قرار المحكمة العليا في دلهي، إلى جانب الجهود المتواصلة التي يبذلها مجلس العمل الدولي لإنقاذ نيميشا بريا، يغذي التفاؤل بشأن إطلاق سراح نيميشا في نهاية المطاف.
عزيمة أم
إنّ تصميم بريما كوماري الثابت على إنقاذ ابنتها يسلط الضوء على المأساة الإنسانية، التي تكمن في قلب هذه المعركة القانونية. تصميمها على مواجهة التحديات في اليمن، على الرغم من حالة الحرب السائدة، ينبع من حب الأم والأمل في لم شمل نيميشا مع ابنتها الصغيرة.
وفي مواجهة الحزن الذي لا يمكن تصوره، تطالب بريما كوماري بتفهم قضية ابنتها، مبرزة رحلة نيميشا من الفقر إلى أرض أجنبية سعياً لحياة أفضل. وهي لا تزال ثابتة على قناعتها بأن طلب العفو، وليس مجرد دفع مبلغ من المال، هو الجوهر الحقيقي لسعيهم إلى العدالة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن ممرضة هندية نيميشا بريا جريمة قتل دية الإعدام فی الیمن عقوبة الإعدام إلى الیمن
إقرأ أيضاً:
جنايات المنصورة تقضى بالإعدام للمتهم بقتل والدته
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قضت محكمة جنايات المنصورة، بالإعدام للمتهم بقتل والدته بعدما أطلق عليها النار داخل منزلهما بقرية شها التابعة لمركز المنصورة، بسبب معاتبتها له على إتجاره في المواد المخدرة، كما قضت بالسجن المشدد 3 سنوات للمتهم الثاني لحيازته سلاح ناري.
صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر بدوي سنجاب، وعضوية المستشارين محمد حسن عاشور، ومحمد صلاح، وسكرتارية حسين عبداللطيف، وطارق عبداللطيف، وذلك في القضية رقم 7773 لسنة 2024 جنايات مركز المنصورة، والمقيدة برقم 1953 لسنة 2024 كلي جنوب المنصورة.
وكان المحامي العام لنيابات جنوب المنصورة الكلية، قد أحال المتهمين صبح خ.ع.م.ح.، والسيد ص.م.ع.ال.، لأنهما في يوم 21 /4 /2024 بدائرة مركز شرطة المنصورة - محافظة الدقهلية، المتهم الأول قتل المجني عليها سماسم سعد إبراهيم محمد علي، عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها، وأعد لذلك الغرض السلاح الناري - موضوع التهمة الثالثة، وما أن ظفر بها حتى أطلق صوبها عيارًا ناريًا من فرد خرطوش إحرازه، قاصدًا من ذلك إزهاق روحها، فأحدث إصابتها الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها على النحو المبين بالتحقيقات.
كما أحرز جوهرًا مخدرًا "حشيش"، وكان ذلك بقصد التعاطي في غير الأحوال المصرح بها قانونًا.
وكان المتهمين قد حازا وأحرزا بغير ترخيص سلاحًا ناريًا غير مششخن فرد خرطوش، وحازا وأحرزا ذخائر طلقتين مما تستخدم على السلاح الناري، دون أن يكون مرخصًا.
وخلال التحقيقات أقر المتهم الأول أنه توجه لمسكنه حوالي الساعة الرابعة صباحًا، وحدث خلاف بينه وبين والدته المجني عليها، بسبب الإتجار بالمواد المخدرة، وعلى إثره تعدى عليها وعلى شقيقته "منى" بالضرب، واستل السلاح إحرازه "فرد خرطوش"، وكال لوالدته المجني عليها ضربة على ذراعها الأيسر، فأمسكت بسلاحه وحال نزعه منه، خرجت إحدى الطلقات وأصابتها، وسقطت أرضًا تنزف دمًا، فحاول إسعافها إلا أنها فارقت الحياة، وعقب ذلك حاول الانتحار.
وأكدت تحريات المباحث أنه حال توجه المتهم لمسكنه صباحًا، قامت والدته المجني عليها بتوجيه اللوم له لإتجاره بالمواد المخدرة، فما كان منه إلا أن قام بسبها وضربها وتهديدها بالسلاح إحرازه "فرد خرطوش"، وإطلاق عيارًا ناريًا صوبها، محدثًا إصابتها التي أودت بحياتها، وعزى قصده إلى قتل والدته.