الثقافية_ متابعة علي بن سعد القحطاني
أكد متخصصون في اللغة العربية أن المناهج الدراسية للغة العربية تتطلب شخصًا قادرًا على إدراك معنى المنهج الدراسي، والأهداف التي نصّت عليها السياسة التعليمية في الدولة، أكثر من كونه عالمًا باللغة فقط.
جاء ذلك في الندوة الحوارية التي أقيمت اليوم (الأربعاء) في معرض جدة للكتاب 2023، ضمن برنامجه الثقافي، بعنوان “كيف نقرأ العربية كهوية عالمية؟”، التي أدارها محمد الزهراني، وشارك فيها كل من الدكتور بلال أورفلي، والدكتورة هنادا طه، والدكتور بندر الغميز.

وتطرق الباحث في اللغة العربية الدكتور بلال أورفلي لوضع الأدب العربي في الجامعات، حيث وصفه بالسيئ، قائلاً “حصر الأدب العربي في دوائر وأقسام اللغة الغربية، وغيابه عن الأقسام الأخرى جعله في معزل”، مضيفًا: “المشكلة في الجامعات هي الأيديولوجيا واقتصار أهميتها ضمن نطاقات خاطئة، فمعظم المناهج تتوقف عند المستوى المتوسط، وعلينا أن نعزز دراسة العربية كمحتوى”.

من جهتها اعتبرت أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد الدكتورة هنادا طه اللغة العربية عالمية وفي مصاف العالمية قياسًا بعدد مستخدميها “وهذا لا يعني أنه ليست لدينا مشكلات وتحديات في تعليمها”.
وزادت طه: “لدينا أزمة تعليم ومنهج، فالمنهج صناعة وهناك تحديات كبيرة في تعاملنا مع المناهج، حيث تعد في غرف مغلقة وبواسطة أشخاص غير متخصصين”، موضحة أن المنهج ليس كتابًا تعليميًّا فقط “بل هو رؤية وترجمة لسياسة دولة، وصناعة المنهج تصنع الطالب الذي نريد”.

اقرأ أيضاًالمجتمعهيئة تطوير محمية الملك سلمان تعلن مناطق جديدة مهمة للطيور عالمياً

وأفادت طه “ليست القضية قضية منهج فقط، بل هناك تأهيل المعلم القادر على نقل هذا المنهج إلى الطالب، آخذين في العلم أن النَفَس القرائي لدى طلابنا قصير، وضرورة الوصول إلى مناهج تراعي ذلك”.
بدوره سلط الباحث في مجال اللغويات التطبيقية الدكتور بندر الغميز الضوء على المؤشر اللغوي، حيث أفاد بأنه “هو الذي يعطيك موقع اللغة اليوم، ويعنى به القياس التكراري، ضمن نطاقات أهمها الصناعة الاقتصادية والرقعة الجغرافية والتمثيل الدولي، وهذا من شأنه أن يعطي قوة للغة العربية، فاللغة العربية قوية ومشكلتها في طريقة تعليمها والتنوعات التي أثرت على قياس اللغة العربية”.

ويشكل معرض جدة للكتاب مهرجاناً أدبياً يجمع مزيجاً رائعاً من دور النشر التي توفر خيارات متنوعة تضم خلاصة فكر الأدباء والمفكرين والمبدعين من خلال رحلة ماتعة في صفحات الكتب ومعارفها.
ويُعدُّ معرض جدة للكتاب الرابع خلال العام الحالي؛ إذ سبقه تنظيم معرض الرياض الدّولي للكتاب في سبتمبر (أيلول) الماضي، ومعرض المدينة المنورة للكتاب في مايو (أيار) ومعرض الشرقية للكتاب في مارس (آذار) الماضي.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية معرض جدة للکتاب اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة: «إعادة تصور التعليم المبكر»

هالة الخياط (أبوظبي)
شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان محاضرة: «إعادة تصور التعليم المبكر» التي نظمها «مجلس محمد بن زايد» في إطار سلسلة محاضرات المجلس الدورية. 
وقدم المحاضرة، البروفيسور جير جراوس، مستشار تربوي عالمي، تولى عدة مناصب، منها أول مدير عالمي للتعليم في «كيدزانيا» إحدى علامات الترفيه والتعليم الأسرع نمواً في العالم، والرئيس التنفيذي المؤسس لجامعة الأطفال، وأستاذ زائر في جامعة الأبحاث الوطنية في موسكو، وأستاذ التطبيق العملي في جامعة كمبريا في المملكة المتحدة.

وتمحورت المحاضرة التي شهدها عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والمدعوين حول أهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، ودور اللعب، وأهمية معرفة أطفالنا لكي نقدم لهم المنهج الدراسي الأنسب، وقياس الجوانب المهمة في بيئة التعليم المخصصة وفقاً لاحتياجات الطلبة.
وانطلاقاً من قناعة لدى البروفيسور جراوس بأنه «لا يمكن للأطفال أن يطمحوا إلا إلى أهداف يدركون وجودها»، فهو يتبنى قضية الإبداع والتقدم والمساواة والابتكار في تعلم الأطفال. 

اكتساب المهارات 
وفي البداية، أكد المحاضر، أنه شرف كبير له أن يحاضر في مجلس محمد بن زايد، عن التعليم، وسط حضور مميز، للحديث عن أهمية التعليم وتطوير العملية التعليمية للخروج من نمط التعليم التقليدي، مبرزاً أهمية أن يكتسب الأطفال المعرفة والخبرات من خلال البيئات التي تجمع بين التعليم والترفيه، بما يمكّنهم من اكتساب المهارات الحياتيّة التي لا يمكن أن يتعلّموها في المدرسة. وقال جراوس: «عندما نتحدث عن الأطفال والتعلم المدرسي فعادة ما يتم ذكره النظام والمباني والاختبارات والدرجات العلمية. وما نقوم به مع أطفالنا قد يضعهم في صناديق مغلقة دون أن يكون فيها أي أفق للإبداع والتفكير خارج الصندوق».

الأطفال ليسوا صناديق
وأكد المحاضر على ضرورة الكف عن نقل المسؤولية من شخص إلى آخر في سجالات الأولويات التربوية، فالأطفال ليسوا صناديق، إنهم أشخاص يكبرون ولهم دور في المستقبل، ولذا يتعين الكف عن التعامل معهم من ناحية الدرجات في الاختبارات، فهم ليسوا مجرد أرقام، وإنما الأفضل دفعهم لكي يكون لديهم شغف في الحياة وتكون لهم إنجازات متميزة.
وشدد الخبير التربوي، في هذا المقام، على نقطة أن عملية البناء في مرحلة الطفولة المبكرة تكتسي أهمية بالغة، لأنه كلما كان الأساس متيناً كلما كانت النتائج قوية ومتينة أيضاً.
ومن واقع تجربته، أكد البروفيسور جراوس أهمية توجيه سؤال للأطفال «ما الذي ترغب أن تكون عليه في المستقبل؟»، ومن هذا المنطلق بادرت «كيدزانيا» بإتاحة تجارب حية للأطفال حول المهن ليختار منها الطفل ما يرغب أن يكون عليه مستقبلاً، مشيراً إلى أنه باتباع هذا الأسلوب يخلق عند الطفل القيمة والمبادئ ويدفعه لأن يحدد مستقبله بنفسه.

أخبار ذات صلة الإمارات: لن نتنازل عن الدعم طويل الأمد للشعب السوداني الشقيق الشيخة سلامة بنت حمدان وحرم الرئيس الفلبيني: إثراء المشهد الإبداعي الثقافي في البلدين

ضبط الأفكار
وأشار جراوس إلى أهمية نقطة «ضبط الأفكار الذي يربط بين الخبرة والعقل والتنوير، والدور الذي نلعبه كمعلمين في توفير الإجابات والتدريب وتمكين الطفل من الطموح والتطلع إلى المستقبل، وإبراز أفضل إمكانيات الجيل الجديد وخبراته وتطلعاته».
وقال: «رغم التطور الذي وصلنا إليه إلا أننا ما زلنا نتعامل مع تعلم الأطفال وتدريسهم بالطريقة ذاتها المتبعة في زمن الثورة الصناعية الأولى، على الرغم من الطفرة الصناعية وريادة الأعمال، إلا أن طريقة تدريسنا واحدة لأطفالنا وهي مشكلة تؤثر على المجتمع والتطور».
وأكد على ضرورة معرفة من هم أطفالنا وما هي هويتهم وكيفية تنمية القيم والثقة لديهم. والوصول إلى فهم مشترك لما يتعين أن يحصل عليه الأطفال ليكونوا منتجين وفاعلين، وأن نكون نحن قدوة لهم.

دور الوالدين
ولفت المحاضر إلى أن الوالدين لهما دور تربوي فاعل ومهم، إلى جانب المدرسة، بما ينعكس إيجاباً لمصلحة الطلاب. كما أن المدارس يجب أن تركز على الأنشطة، بما يساهم في إيجاد أجيال قادرة على تمكين الأطفال من التعامل مع الأمور غير المتوقعة في حياتهم، وأن تكون لديهم الثقة والتفكير بالحاضر لأن المستقبل يعتمد على ما عليه الطالب الآن. وبالاعتماد على الحقائق، أوضح جراوس أن التجربة بينت أن الأطفال ممن يتمتعون بالثقة في أنفسهم هم ذاتهم الذين يتعلمون من خلال توجههم إلى المتاحف وأماكن اللعب بما يساعدهم على اكتساب المعرفة والمعلومات من خلال عيش التجربة والتفاعل والتعلم خارج الصف المدرسي، وهو ما يساعدهم في الحصول على أفكار ومعلومات لا يمكن الحصول عليها فقط بالجلوس بين أربعة جدران وجمع العلامات المدرسية.

توجهات الأطفال
وأشار إلى أن دراسة أجرتها «كيدزانيا» لمعرفة توجهات الأطفال استهدفت 560 ألف طفل، اتضح من خلالها أن الأفكار النمطية تبدأ لدى الأطفال بعمر الـ4 سنوات، كما أن خيارات الطفل تتأثر بالظروف المحيطة والطبقة الاجتماعية، والأطفال في مختلف أنحاء العالم يختارون الإجابات نفسها والسلوك نفسه.
وأشارت الدراسة إلى أن الأولاد في «كيدزانيا» اختاروا أن يكونوا طيارين، فيما الفتيات اخترن وظيفة المضيفة، وهي ذات التوجهات النمطية المستمرة عند الأطفال، فالفتيات يخترن الأنشطة المناسبة لأعمار أصغر منهن، فيما الصبيان يختارون المهام لأعمار تناسب الأكبر سناً.

التعلم التفاعلي
وأكد الخبير التربوي أهمية أن تفتح للأطفال الأبواب، وتوفير أكبر فرصة من التجارب من خلال التعليم في المتاحف وصالات العرض التعليمية والقطع الفنية بما يؤمن لهم حصيلة ثقافية من المعلومات، تصبح جزءاً من تكوين الطفل بما يصقل شخصيته التعليمية والثقافية.
وأشار جراوس إلى أن ما يتوجب على الجهات المعنية بالتعليم القيام به هو عقد الشراكات وتحقيق الأمور التي تعود بالفائدة على المجتمع، مبيناً أن الغرض من التعليم هو تنوير الأذهان والعقول.
وخلص جراوس إلى أهمية التعليم التفاعلي من خلال التجربة وهو ما يعطي فهماً أكبر ويرسخ المعلومة لدى الطفل، ويوفر فرصاً للتعلم خارج جدران المدرسة من خلال زيارة المعارض والمتاحف وأماكن اللعب بما يحقق المرح والتعلم القائم على الخبرة العملية، وتجاوز نظام الحفظ والتلقين، وذلك من خلال طريقة سرد القصص واللعب لأهميتها في مرحلة التعليم المبكر، والاستمرار في الإبداع في الأنظمة التعليمية والشغف في المعرفة وصولاً لمنهج دراسي أفضل.
وعن الصفات التي يرغب جراوس في أن يتمتع بها الوالدان والمعلمون، يرى أنه يتعين أن يكونوا لطفاء ومتفائلين، وتفادي الأشخاص السلبيين، والاستمتاع بقراءة القصص مع أطفالهم، وأن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم.
شهدت المحاضرة عرض فيديو تسجيلي استعرض من خلاله عدد من التربويين في الدولة دور المشاريع التعليمية المبتكرة في دولة الإمارات، وأهميتها في جعل التعليم هادفاً ومتوافقاً مع احتياجات كل طفل وقدراته واهتماماته وطموحاته، بما يضمن استمرار الإبداع والتعلم مدى الحياة.

مقالات مشابهة

  • مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة: «إعادة تصور التعليم المبكر»
  • وزارة التربية والتعليم تطلق الإطار الوطني لتصنيف مؤسسات التعليم العالي
  • انطلاق أولى الفعاليات الثقافية العُمانية في معرض سول الدولي للكتاب 2024
  • التربية تطلق الإطار الوطني لتصنيف مؤسسات التعليم العالي
  • إجابات امتحان اللغة العربية توجيهي 2024 بالأردن كاملة
  • تفاوت آراء طلبة التوجيهي حول مستوى صعوبة امتحان اللغة العربية
  • «التعليم»: درجات امتحان اللغة العربية مطمئنة.. ولا تعديل على نموذج الإجابة
  • سلطنة عُمان تشارك في معرض سول الدولي للكتاب 2024
  • "التراث والسياحة" تشارك في معرض سيؤول الدولي للكتاب
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تعلن فتح باب التسجيل للعارضين الراغبين في الاشتراك بمعرض ديارنا مارينا بالساحل الشمالي