فاطمة البوسعيدية.. توصل رسالتها عبر الفن التشكيلي
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
لم تمنعها إعاقتها السمعية من توصيل رسالتها، فهي صامتة تحكي بفرشاتها وألوانها. أناملها رسمت أكثر من 100 لوحة فنية شاركت بها في العديد من المعارض الفنية المحلية والخارجية، تجسّد أعمالها الطبيعة العمانية والموروث والعادات، تستوحي كل ذلك مما حولها بكل ألوانها الزاهرة والزاهية وبمختلف تفاصيلها الحية والصامتة والتقليدية.
الفنانة التشكيلية فاطمة بنت محمد بن خليفة البوسعيدية، من بلدة الردة بولاية نزوى، كانت لنا معها وقفة لتحدثنا عبر صوت ريشتها ما تضمره في خاطرها بلمساتها الإبداعية على أعمالها الفنية المتقنة؛ لتصل لجمهورها وبأسلوبها رسالة فنّها الإنساني التشكيلي والجمالي الرائع.
بداية حدثتنا عن بداياتها قائلة: «منذ الصغر تكوّن شغفي بحب الرسم، كانت بدايتي في المراحل الابتدائية بالصف الأول في المدرسة الحكومية، بينما كانت المعلمة في الصف تشرح الدرس وأنا لا أستطيع سماعها ولا فهمها فيبدأ الملل يراودني وأفتح الكتاب لأبدأ بمحاكاة الرسومات الموجودة به، شيئًا فشيئا لاحظت أنني أمتلك موهبة بإمكانها أن تخرج فاطمة فنانة متميزة، كما كان للمدرسة دور بارز في تنمية موهبتي التي اكتشفتها وذلك بمنحي فرصة المشاركة في العديد من مسابقات الرسم على مستوى المدرسة وخارجها».
وتابعت حديثها قائلة: «كذلك لا أنسى فضل أهلي حيث كانوا يفتخرون برسوماتي ويشجعونني؛ لإعطائي المزيد من القوة والانطلاقة والحافز، أحب تجسيد الواقع في رسوماتي، لذا فأنا أستخدم فنّ الرسم الواقعي وبإذن الله أجرّب حاليا الفنّ التجريدي والسريالي وغيرها من الفنون، وأنا أميل للمدرسة الواقعية».
وأوضحت البوسعيدية أنها تطمح أن تكون مدربة لغة الإشارة والرسم ومعلمة للفنون ومتطوعة لخدمة فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن هذا المنبر وجهّت رسالتها إلى إخوانها وأخواتها من ذوي الإعاقة، قائلة: « إنه لا شيء مستحيل، كل ما تطمح له تستطيع الوصول إليه مهما كانت التحديات الصعبة التي تواجهك، ولا يوجد عمر محدد للإبداع ولا حدود للفن، اعملوا من أجل أنفسكم دائما وكافحوا فأنتم جميعا تستطيعون ولديكم مواهب خفية إن لم تكتشفوها حتى الآن فابدأوا ولو وصلتم متأخرين فهو أفضل من ألّا تصلوا أبدا».
واختتمت الفنانة فاطمة البوسعيدية حديثها عن مشاركاتها، وأكدت قائلة: «نعم.. شاركت في العديد من المعارض على مستوى سلطنة عُمان وخارجها وأنا عضوة في الجمعية العمانية لذوي الإعاقة السمعية، وكذلك أود افتتاح معرض فني خاص برسوماتي، حيث إن سقف طموحاتي يعلو سنويًا للمشاركة في مختلف الفعاليات والمعارض الفنية».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلادها.. حكاية عشق معالي زايد للفن التشكيلي
فنانة مبدعة تألقت في تجسيد أدوار وشخصيات مختلفة، عشقت الفن منذ الصغر، ولم تكتفِ بالتمثيل فقط، بل أحبّت الرسم ودرست الفنون التشكيلية، إنها الفنانة معالي زايد، وما لا يعرفه الكثيرون عنها أنها رسمت العديد من اللوحات، وامتازت ببصمتها الخاصة، فقصة حبها للفن التشكيلي كانت جانبًا من شخصيتها، فما هي قصتها مع هذا الفن؟ وكيف عبرت عن شغفها به؟ هذا ما روته في لقاء نادر، ونقدمه لكم تزامنًا مع ذكرى ميلادها التي توافق اليوم الخامس من نوفمبر.
حب الفنانة معالي زايد للفن التشكيليربما لا يعلم الكثيرون أن معالي زايد كانت فنانة موهوبة في الرسم، تجسد في لوحاتها شخصياتها وتعبيراتها، وتبحر في عوالم الألوان. كانت تمتلك المهارة الفنية وتتحكم بالأدوات، إذ تخرجت من المعهد العالي للتربية الفنية، وهو ما تحدثت عنه خلال لقاء سابق لها مع الإعلامية فريال صالح في برنامج «حق الجمهور»: «بعشق رسم اللوحات، بحب كل حاجة في الألوان، بحب أرسم حاجات تشبهني وأخرى مختلفة».
سر حبها للوحاتعبرت الفنانة معالي زايد عن حبها للرسم وتميزها بفرشاتها، إذ قالت: «مفيش حاجة وحشة حتى القبح فيه جمال، وكان لازم أترجم ده في لوحاتي، بشوف كل حاجة جميلة ولازم أحولها للوحة، حتى البهدلة حلوة، في الأفلام الأجنبية بيبهدلوا اللوكيشن، وتحس في تداخل الألوان إن فيه حياة، وأنا بحب المناظر الطبيعية تكون متحركة مش ثابتة لأن الجمود بيدايقني».
كما أوضحت حبها لرسم الجسم البشري لما فيه من إبداع خلّاق: «سمات الجسم البشري جميلة، بحب أرسمها. ممكن التمثيل خدني لكن مابعدتش عن الرسم أبدًا»، وأكدت أنها تحب رسم الاسكتشات وتفضل العشوائية في رسوماتها حسب حالتها النفسية: «أنا مش منظمة وبحب العشوائية جدًا حتى في الرسومات».
لوحات الفنانة معالي زايدوخلال لقاء سابق لها في برنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا»، قالت مهجة عبد الله، شقيقة الفنانة معالي زايد: «معالي كانت مش بتتكلم كتير عن حبها للرسم أو اللوحات والفنون التشكيلية، ولم يمهلها القدر للتعبير عن حبها للفن، لأن التمثيل كان مهمًا بالنسبة لها»، ولكنها في أواخر أيامها جمعت فرشاتها وألوانها، وقررت أن تكون خاتمتها مع فن أحبته، وذلك في مزرعة كانت تملكها على طريق إسكندرية الصحراوي. وقد كانت وصيتها إقامة معرض فني لأعمالها بعد وفاتها، وهو ما قامت به شقيقتها، بعد رحيلها إثر إصابتها بمرض السرطان.