الإعلام والأمن القومي.. تفاصيل ندوة "القاهرة الثقافي الدولي" بدار الأوبرا
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
نظم صالون القاهرة الثقافي الدولي ندوة تحت عنوان "النخبة الإعلامية والأمن القومي العربي" تحت رعاية وزارة الثقافة- قطاع الفنون التشكيلية، بمشاركة عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، والدكتور حيدر الجبوري، وزير مفوض بجامعة الدول العربية، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين.
وشارك الندوة الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والإعلامي أحمد خليل، والكاتب الصحفي الليبي حسين مفتاح، ومجموعة من كتاب والصحفيين من مختلف الدول العربية.
وخلال الندوة تحدث السفير عبد الله الرحبي مندوب سلطنة عمان بجامعة الدول العربية، عن العلاقة بين الإعلام والأمن القومي باعتباره أحد عوامل تحقيق الأمن القومي على المستوى الوطني والعربي، مستعرضا العديد من الأمثلة للدور الإعلامي الذي شكل معول هدم للدول خلال السنوات العشر الماضية، وكذلك في العديد من الأزمات العربية.
واتصالا بالوضع الراهن وما يشكله من تحديات للأمن القومي العربي، قال الرحبي:" إن ما نشهده اليوم في فلسطين المحتلة وبخاصةً في غزة الأبية جريمة إبادة جماعية أسهم فيها الإعلام بالقدر نفسه الذي أسهم به الرصاص، وشكَّل خطاب الحقد الذي تمتلئ به السردية الإسرائيلية القسم الأكبر من وقود النار التي تحرق البشر والشجر والحجر في القطاع الصامد.
وأضاف الرحبي خلال مشاركته في الندوة تحت عنوان "النخبة الإعلامية والأمن القومي العربي"، أن السردية الإسرائيلية تستخدم آليات تضليلٍ وتحريضٍ تشير بنيتها إلى دور مختبرات إسرائيلية في صياغتها لتحقق مستهدفات محددة سلفاً، وبخاصةً في المجتمعات الغربية، وأول الأهداف استدامةً الدعم الرسمي الغربي الأعمى لحزمة، جرائم تشمل: العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة وتدمير كل مقومات الحياة في غزة. وسريعاً جرى استدعاء هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الخطاب الإسرائيلي، ووُضِع العدوان الإسرائيلي في سياق قاموس مفردات له تأثيره الكبير في الغرب:
"الحرب على الإرهاب"
مواجهة "محور الشر"
ولفت إلى أن الوجه المظلم للإستخدامات المحتملة للإعلام الجديد ينبغي ألا يمنعنا من النظر المتوازن إلى أدواره الإيجابية، وقد عكستها الحرب على غزة بأوضح صورة، حيث تراجع بشكل لا جدال فيه دور الإعلام التقليدي في الشرق والغرب معاً، وأسهم المدونون المؤثرون هنا وهناك في تقديم "إعلام موازٍ" كان له دور كبير في تحريك جماهير واسعة في مختلف أنحاء العالم نُصرةً للحق الفلسطيني.
وتابع الرحبي "أمام هذا التحول الكبير في الوزن النسبي للنوعين المتمايزين من الإعلام، تفرض الطبيعة الفضفاضة غير الهرمية لبنية الإعلام الإجتماعي، الإنتقال من مرحلة التقييد وإصدار التشريعات التي تعاقب بأكثر مما تسهم في نضج الظاهرة، إلى مرحلة بلورة "ميثاق شرف عربي" يكون نواة بنية أوسع من التقاليد الأخلاقية والمهنية التي تجعل عمل المؤثرين العرب بناءً، ومتسقاً مع هوية الأمة".
واستطرد" لا مبالغة في القول أن الإعلام الإجتماعي يمكن – مستقبلاً – أن ينجح في تحقيق ما لم ينجح الإعلام التقليدي في إنجازه بموازنات مالية ضخمة ورعاية رسمية سخية وهياكل بيروقراطية كبيرة، وأعني بذلك تغيير معادلة الإعلام العالمي، حيث بقي مسار التدفق – لعقود طويلة – مساراً أحادياً من الشمال إلى الجنوب، والأفق مفتوح بأسباب واقعية للتفاؤل، والثمرة المرجوة كبيرة، ونجاحنا على هذا المسار مرهون أولاً بالموازنة بين قيمنا وبين ممارسات إعلامية يملك القائمون عليها حرية تعبير حقيقية، يتحملون في مقابلها مسئوليتهم الأخلاقية".
في الإطار تحدث الدكتور حيدر الجبوري وزير مفوض بجامعة الدول العربية، عن الاستراتيجية العربية بشأن مكافحة الإرهاب، وكذلك وحدة الرصد التي تضمنتها قرارت القمة العربية الأخيرة الطارئة في الرياض.
كما استعرض الآليات الواجبة والممكنة في إطار مواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي.
وشدد الجبوري على أهمية دور الإعلام على المستوى الوطني والعربي في الحفاظ على الأمن القومي، خاصة في ظل ما تمثله الوسائل الإعلامية الموجهة من تهديدات للمنطقة، التي عانت طويلا من ترسيخ الصور والأنماط التي ساعدت في هدم بعض الدول.
أدار اللقاء الكاتب الصحفي محمد حميدة، الذي أكد أن الإعلام بات أحد عوامل الأمن القومي الوطني والعربي، وأن المرحلة الراهنة تستوجب آليات تعامل مختلفة عما سبق من حيث العلاقة بين السلطة والإعلام.
وشدد حميدة على أهمية دور النخبة الإعلامية في الأمن القومي الوطني والعربي، وكذلك في التأثير على الرأي العام، ومواجهة الحملات الممنهجة والمضللة بحق القضايا العربية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صالون القاهرة الثقافي الدولي سفير سلطنة عمان القومی العربی الدول العربیة والأمن القومی الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
ملتقى القراءة الدولي يكشف دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي
شهد ملتقى القراءة الدولي بالرياض في يومه الثاني أجواء ثقافية مميزة وسط حضور كبير وتنوع غني من الجلسات الحوارية والورش التفاعلية، حيث استقطب نخبة من الأدباء والمثقفين والمختصين في مجال القراءة والنشر.
استهل الملتقى بجلسة حوارية بعنوان "التواصل الأدبي العالمي: بناء الجسور بين الناشرين والثقافات"، التي ناقش خلالها المشاركون أهمية الترجمة كوسيلة لتعزيز التفاهم بين الشعوب، وحقوق النشر كركيزة أساسية لتبادل الثقافات.
كما تناولت الجلسة أهمية نقل الأدب عبر الحدود في إثراء التنوع الثقافي وتعزيز الحوار العالمي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ملتقى القراءة الدولي يكشف دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي
وفي جلسة أخرى بعنوان "كيف ننشئ جيلاً يقرأ"، تم تسليط الضوء على دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في ترسيخ ثقافة القراءة بين الأجيال الناشئة، مع استعراض استراتيجيات مبتكرة لتشجيع القراءة، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة لتكون القراءة جزءًا من حياة الأطفال والشباب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ملتقى القراءة الدولي يكشف دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي
وتناولت جلسة "القيادة في عالم الأدب" تأثير القراءة على التفكير النقدي والإبداعي، مشيرة إلى أهمية الكتب المتنوعة في تشكيل آراء القراء وتحفيزهم لاستكشاف أفكار جديدة.
أما الجلسة التي حملت عنوان "الأبطال الخارقون: من الخيال إلى الواقع"، فقد جذبت اهتمام الحضور حيث استعرضت التأثير الثقافي لشخصيات الأبطال الخارقين، وكيف يمكن أن تصبح هذه الشخصيات مصدر إلهام للأجيال في مجالات الإبداع والابتكار.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ملتقى القراءة الدولي يكشف دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي ملتقى القراءة الدولي يكشف دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
واختتمت الفعاليات بورشة عمل تفاعلية بعنوان "اهتماماتنا القرائية"، التي ركزت على فهم ميول القراء وتعزيز تجربتهم من خلال نصائح لاختيار الكتب المناسبة وتحليل النصوص المقروءة.
يُعد ملتقى القراءة الدولي بالرياض منصة ثقافية مميزة تجمع مختلف الأجيال على حب القراءة، معززًا من حضورها كجزء أساسي من الحياة اليومية، ومحفزًا على تبنيها كأسلوب حياة يثري العقول ويبني المجتمعات.