نظم صالون القاهرة الثقافي الدولي ندوة تحت عنوان "النخبة الإعلامية والأمن القومي العربي" تحت رعاية وزارة الثقافة- قطاع الفنون التشكيلية، بمشاركة عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، والدكتور حيدر الجبوري، وزير مفوض بجامعة الدول العربية، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين.

 

وشارك الندوة الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والإعلامي أحمد خليل، والكاتب الصحفي  الليبي حسين مفتاح، ومجموعة من كتاب والصحفيين من مختلف الدول العربية.

وخلال الندوة تحدث السفير عبد الله الرحبي مندوب سلطنة عمان بجامعة الدول العربية، عن العلاقة بين الإعلام  والأمن القومي باعتباره أحد عوامل تحقيق الأمن القومي على المستوى الوطني والعربي، مستعرضا العديد من الأمثلة للدور الإعلامي الذي شكل معول هدم للدول خلال السنوات العشر الماضية، وكذلك في العديد من الأزمات العربية. 

واتصالا بالوضع الراهن وما يشكله من تحديات للأمن القومي العربي، قال الرحبي:" إن ما نشهده اليوم في فلسطين المحتلة وبخاصةً في غزة الأبية جريمة إبادة جماعية أسهم فيها الإعلام بالقدر نفسه الذي أسهم به الرصاص، وشكَّل خطاب الحقد الذي تمتلئ به السردية الإسرائيلية القسم الأكبر من وقود النار التي تحرق البشر والشجر والحجر في القطاع الصامد.

وأضاف الرحبي خلال مشاركته في الندوة تحت عنوان "النخبة الإعلامية والأمن القومي العربي"، أن السردية الإسرائيلية تستخدم آليات تضليلٍ وتحريضٍ تشير بنيتها إلى دور مختبرات إسرائيلية في صياغتها لتحقق مستهدفات محددة سلفاً، وبخاصةً في المجتمعات الغربية، وأول الأهداف استدامةً الدعم الرسمي الغربي الأعمى لحزمة، جرائم تشمل: العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة وتدمير كل مقومات الحياة في غزة. وسريعاً جرى استدعاء هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الخطاب الإسرائيلي، ووُضِع العدوان الإسرائيلي في سياق قاموس مفردات له تأثيره الكبير في الغرب:



"الحرب على الإرهاب"


مواجهة "محور الشر"
ولفت إلى أن الوجه المظلم للإستخدامات المحتملة للإعلام الجديد ينبغي ألا يمنعنا من النظر المتوازن إلى أدواره الإيجابية، وقد عكستها الحرب على غزة بأوضح صورة، حيث تراجع بشكل لا جدال فيه دور الإعلام التقليدي في الشرق والغرب معاً، وأسهم المدونون المؤثرون هنا وهناك في تقديم "إعلام موازٍ" كان له دور كبير في تحريك جماهير واسعة في مختلف أنحاء العالم نُصرةً للحق الفلسطيني.


وتابع الرحبي "أمام هذا التحول الكبير في الوزن النسبي للنوعين المتمايزين من الإعلام، تفرض الطبيعة الفضفاضة غير الهرمية لبنية الإعلام الإجتماعي، الإنتقال من مرحلة التقييد وإصدار التشريعات التي تعاقب بأكثر مما تسهم في نضج الظاهرة، إلى مرحلة بلورة "ميثاق شرف عربي" يكون نواة بنية أوسع من التقاليد الأخلاقية والمهنية التي تجعل عمل المؤثرين العرب بناءً، ومتسقاً مع هوية الأمة".


واستطرد" لا مبالغة في القول أن الإعلام الإجتماعي يمكن – مستقبلاً – أن ينجح في تحقيق ما لم ينجح الإعلام التقليدي في إنجازه بموازنات مالية ضخمة ورعاية رسمية سخية وهياكل بيروقراطية كبيرة، وأعني بذلك تغيير معادلة الإعلام العالمي، حيث بقي مسار التدفق – لعقود طويلة – مساراً أحادياً من الشمال إلى الجنوب، والأفق مفتوح بأسباب واقعية للتفاؤل، والثمرة المرجوة كبيرة، ونجاحنا على هذا المسار مرهون أولاً بالموازنة بين قيمنا وبين ممارسات إعلامية يملك القائمون عليها حرية تعبير حقيقية، يتحملون في مقابلها مسئوليتهم الأخلاقية". 


في الإطار تحدث الدكتور حيدر الجبوري وزير مفوض بجامعة الدول العربية، عن الاستراتيجية العربية بشأن مكافحة الإرهاب، وكذلك وحدة الرصد التي تضمنتها قرارت القمة العربية الأخيرة الطارئة في الرياض. 

كما استعرض الآليات الواجبة والممكنة في إطار مواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي. 

وشدد الجبوري على أهمية دور الإعلام على المستوى الوطني والعربي في الحفاظ على الأمن القومي، خاصة في ظل ما تمثله الوسائل الإعلامية الموجهة من تهديدات للمنطقة، التي عانت طويلا من ترسيخ الصور والأنماط التي ساعدت في هدم بعض الدول. 

أدار اللقاء الكاتب الصحفي محمد حميدة، الذي أكد أن الإعلام بات أحد عوامل الأمن القومي الوطني والعربي، وأن المرحلة الراهنة تستوجب آليات تعامل مختلفة عما سبق من حيث العلاقة بين السلطة والإعلام. 

وشدد حميدة على أهمية دور النخبة الإعلامية في الأمن القومي الوطني والعربي، وكذلك في التأثير على الرأي العام، ومواجهة الحملات الممنهجة والمضللة بحق القضايا العربية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صالون القاهرة الثقافي الدولي سفير سلطنة عمان القومی العربی الدول العربیة والأمن القومی الأمن القومی

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي الدولي للكتاب».. عقود من الإبداع الثقافي والمعرفي

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة أكثر من 60 شاعراً وباحثاً وإعلامياً في «ليالي الشعر» «ثقافة الكاريبي».. هوية أدبية وإنسانية معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

نجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مع انطلاق دورته الـ 34 أمس، في ترسيخ مكانته وجهة ثقافية ومعرفية رائدة، حيث تمكن على مدار عقود من ترسيخ مفهوم استدامة المعرفة والثقافة، وعزز حضور اللغة العربية في قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية، محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وبدأت مسيرة المعرض بمحطات ملهمة منذ عام 1981، حين افتتح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دورته الأولى تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي»، والتي أقيمت في المجمع الثقافي بأبوظبي بمشاركة 50 ناشراً.
وفي عام 1986، انطلقت أولى دورات «معرض أبوظبي للكتاب» في المجمع الثقافي أيضاً، بمشاركة 70 ناشراً، قبل أن يزداد زخمه في دورة عام 1988 بمشاركة 80 ناشراً من 10 دول عربية. وفي عام 1993، تقرر تنظيم المعرض بشكل سنوي، مع مشاركة متنامية من دور النشر المحلية والإقليمية والعالمية. ومع مطلع الألفية الجديدة، استقطب المعرض في دورة عام 2001 نحو 514 دار نشر، بحضور لافت من قادة الفكر والرموز الثقافية.
وشهد المعرض في دورة 2009 إطلاق «مكتبة العرب الإلكترونية»، ونجح في استقطاب 637 دار نشر من 52 دولة، فيما تم اختيار فرنسا ضيف شرف في دورة 2011 للمرة الأولى.
وفي دورة عام 2014، تم لأول مرة إطلاق برنامج «الشخصية المحورية»، حيث تم اختيار المتنبي، وشارك في المعرض 1050 عارضاً.
واحتفل المعرض في عام 2015 بيوبيله الفضي، واحتفى بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كشخصية محورية، بمشاركة 1181 دار نشر من 63 دولة.
كما احتفى بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كشخصية محورية في دورة عام 2018 التي تزامنت مع «عام زايد»، حيث شهد المعرض مشاركة 1350 عارضاً من 63 دولة، واختيرت بولندا ضيف شرف.
أما في عام 2019، فكانت الهند ضيف شرف المعرض، الذي شهد لأول مرة إطلاق «وثيقة المليون متسامح»، بالتزامن مع «عام التسامح». وشهدت الدورة الماضية مشاركة 1350 عارضاً من 90 دولة، تحت شعار «هنا… تُسرد قصص العالم»، كما سجلت مشاركة 145 دار نشر للمرة الأولى، إلى جانب 12 دولة جديدة من بينها اليونان، وسريلانكا، وماليزيا، وباكستان، وقبرص، وبلغاريا، وموزمبيق، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وإندونيسيا.
وفي خطوة غير مسبوقة، تقرر للمرة الأولى تمديد فترة المعرض إلى 10 أيام، بدءاً من الدورة الحالية الـ 34، التي تُقام من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025، ما يسهم في تحفيز الابتكار في صناعة النشر، وتعزيز الحوار والتبادل الثقافي، فضلاً عن تقديم دعم أوسع للكتّاب المحليين والعرب، عبر منحهم وقتاً أطول للتواصل مع الناشرين العالميين.
ويحتفي المعرض، ضمن نهجه الداعم لحوار الثقافات، بثقافة منطقة الكاريبي التي اختيرت ضيف شرف هذا العام، إلى جانب تسليط الضوء على الطبيب والفيلسوف ابن سينا كشخصية محورية، فيما يشهد المعرض أيضاً حضوراً خاصاً لكتاب «ألف ليلة وليلة» ضمن فعالياته المتنوعة. ويشارك في الدورة الحالية أكثر من 1400 عارض من 96 دولة حول العالم، يتحدثون أكثر من 60 لغة، منهم 120 عارضاً يشاركون للمرة الأولى، بنسبة نمو تبلغ 18%.
كما تسجل الدورة مشاركة دور نشر من 20 دولة جديدة من أربع قارات، تتحدث أكثر من 25 لغة، ويضم المعرض 28 جناحاً دولياً، ويستضيف 87 جهة حكومية محلية ودولية، إلى جانب 13 مؤلفاً ناشراً، و15 جامعة، و8 مبادرات مخصصة لدعم النشر.

مقالات مشابهة

  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • ندوة «الإعلام والهوية الوطنية» توصي بتشريعات تضمن التوازن بين الأصالة والانفتاح
  • بمشاركة 180 مستشارا.. النيابة الإدارية تنظم ندوة تثقيفية حول «تحديات الأمن القومي»
  • ولد الرشيد: المغرب يدعم الأمن و الإستقرار في دول الجنوب
  • «وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية
  • ليلة الموسيقار طلال.. محمد عبده يستكمل استعداداته لحفله المرتقب بدار الأوبرا المصرية
  • «أبوظبي الدولي للكتاب».. عقود من الإبداع الثقافي والمعرفي
  • غداً.. انطلاق ندوة "الإعلام والهوية الوطنية" بمشاركة واسعة من الأكاديميين والمختصين
  • حادث تصادم في مطار القاهرة الدولي: إصابات طفيفة وتحقيقات فورية
  • تفاصيل حفل كوكب الشرق لـ ريهام عبد الحكيم بدار الأوبرا وأسعار التذاكر