لجريدة عمان:
2025-01-22@23:00:41 GMT

نوافذ :«شدّ الحبل».. مجموعة مقاربات

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

[email protected]

دون الدخول في التفاصيل الاحتفالية لمسابقة «شدّ الحبل»، إلا أن الفعالية نفسها تأخذ أبعادا مختلفة يدخل فيها الجانب الفكاهي، والجانب التنافسي، ويدخل فيها الجانب التكتيكي لكيفية الفوز في أقل زمن ممكن، ولذلك تعتبر ضمن المسابقات التي تستهلك زمنًا قصيرًا جدًا، حيث لا يستغرق زمنها إلا الدقائق العشر الأولى، ومن النادر أن تزيد على ذلك؛ لأن المسألة مرتبطة بعوامل نفسية أكثر منها عوامل عضلية «قوة» وبالتالي فاستمرارها في زمن أكثر من اللازم؛ سرعان ما يفتح المجال لليأس لدى أحد الفريقين فيبدأ بالتراجع عن حمية القوة التي شرع في إبدائها وتفعيلها في الدقائق الأولى من المسابقة.

هذا في جانبه الميكانيكي (قوة مقابلها قوة، وعدد أفراد يقابلهم عدد أفراد بنفس الرقم؛ وحبل ممتد بينهما) يستميت كلا الفريقين؛ لأن تكون أكبر مسافة «طول» عنده؛ ولعل المفارقة تكمن هنا في أحجام الأجسام، بعد أن تتساوى أرقام عدد كل فريق مع الفريق الآخر، وعلى الرغم من ذلك فإن النتيجة محكومة بالقوة القاهرة التي تستطيع أن تجرجر أحد الفريقين في اتجاه الآخر، بغض النظر عن مسألة أحجام الأجسام التي تكون عند كلا الفريقين، فقد يكون أحد الفريقين كله من الأحجام المتوسطة، ومع ذلك فقد يكسبون الفوز، فالمسألة مرتبطة بكثير من الحكمة والصبر، والثقة بالنفس، حيث يتم استحضار كل ذلك في هذه الدقائق المعدودة لزمن المنافسة، والسؤال هنا: ترى هل يستحضر أعضاء كل فريق هذه المعززات المعنوية؛ أم يتم فقط الاعتماد على القوة البدنية في كسب الرهان؟ والجواب؛ ومن خلال واقع الحال أن القوة البدنية غير كافية إطلاقا لكسب الرهان، إن لم تسندها مجموعة المحفزات من الصبر، والعزيمة، والتكتيك، والثقة بالنفس، والتحرر التام من المحيط الذي تملأه مجموعة المشاهدين «الكومبارس» بتعليقاتهم المختلفة، وهذا ما تحتاجه كل مشروعات الحياة.

وتأتي المقاربات هنا أكثر في استحضار الصراع القائم بين أي طرفين تجمع بينهما مصلحة ما، وهو صراع يملك كل طرف تبرير وجوده، ولأنه صراع مقبول ومعتمد لتحقيق الذات أكثر منه لتحقيق المكاسب المادية، ولذلك فالخسارة غير واردة حتى التفكير فيها؛ لأنها تدخل في الشق السيكولوجي للنفس، حيث: الضعف، وعدم الاستعداد، وعدم الأهمية، وعدم الجدية، كحال كل المسابقات التي تقام بين طرفين متنافسين، وهذه أسباب مهمة يؤدي الأخذ بها إلى النصر، وتحقيق المكاسب، وإذا كان الحبل هو العنصر الرابط بين الطرفين في منافسات «شد الحبل» فإن مختلف الصراعات القائمة بين البشرية، يظل هناك عامل محوري يقوم عليه أي صراع، حيث يحسب لهذا العامل مستوى النجاح أو الفشل، ولأن مجمل الصراعات القائمة لها جمهور، فإن هذا الجمهور غالبا ما يقع ضحية أوهام طرفي الصراع، والضحية تكمن في إهدار الوقت، والتضحية بمصالح فردية، فلا يعيرون مصالح الآخرين «المهدرة» أية قيمة، ولذلك تُقَيَّمُ معظم الصراعات، على أنها صراعات «عبثية» يدفع ثمن عبثيتها هذا الجمهور «الكمبارس» على وجه الخصوص، بينما تذهب مكاسب الصراعات للذين يحركون هذه الصراعات بصورة مباشرة وغير مباشرة، وهي الصورة ذاتها التي يعيشها الإنسان «الفرد» مختلقا صراعات ذاتية ليس لها مستند على الواقع، حيث يكون هو في طرف، ونفسه في طرف، ويكون ما استحضر لها من أسباب؛ قد تكون وهمية، أقنع بها نفسه ليقيم صراعا مع نفسه، وقد يتطور مع المحيط من حوله.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأمريكي: سنعمل على تعزيز السلام ومنع الصراعات

أوضح ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، إن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب ستعمل على تعزيز السلام في جميع أنحاء العالم، لكنها لن تضحي بمصالحها من أجل ذلك. 

ترامب: أمريكا تملك أكبر مشروع للذكاء الاصطناعي هل تحارب أمريكا بسبب قناة بنما بعد تصريحات ترامب؟.. حلمي النمنم يوضح

وبحسب روسيا اليوم، قال روبيو مخاطبا مجموعة من الدبلوماسيين في الخارجية الأمريكية: "نحن ندرك أنه، لسوء الحظ، ستكون هناك صراعات، وسنسعى جاهدين لتجنبها ومنعها، ولكن ليس على حساب أمننا الوطني أو على حساب مصالحنا الوطنية".

وأضاف: "لن يكون ذلك على حساب قيمنا الأساسية كدولة وشعب".

وأكد روبيو "أفترض أن جميع البلدان منشغلة في تعزيز مصالحها الوطنية. وفي مثل هذه الحالات عندما تتوافق مصالحنا الوطنية مع مصالحهم، سنسعى جاهدين للعمل معا".

وشدد روبيو على أن الهدف الأساسي لترامب "في السياسة الخارجية هو تعزيز السلام ومنع الصراعات".

وتابع قائلا: "في بعض الأحيان، في العلاقات الدولية، نكون مجبرين على اختيار مسار من بين مسارين سيئين، ونحن نحاول فقط معرفة أيهما أقل سوءا، إنه عمل صعب، وعملنا هو أن نختار المسار الذي يناسبنا. وسوف نحاول القيام بذلك على أكمل وجه".

وقد تولى ترامب منصبه رسميا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية مساء الاثنين، حيث أدى اليمين الدستورية في حفل التنصيب الذي أقيم في مبنى الكابيتول بواشنطن اليوم الاثنين، ليسدل الستار على ولاية سلفه الديمقراطي جو بايدن، الذي ترك له الكثير من "فوهات البراكين الثائرة" التي سيتوجب على ترامب إخمادها، في داخل الولايات المتحدة وخارجها على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • 3 تهديدات كبرى تواجه العالم في 2025
  • «لعبة نفسية» رواية تناقش الصراعات الداخلية للإنسان في معرض الكتاب 2025
  • السيسي: رغم الصراعات مصر واحـة للأمن والســلام ولدينا 9 ملايين ضيف
  • وزير الخارجية الأمريكي: سنعمل على تعزيز السلام ومنع الصراعات
  • روبيو: سنسعى إلى منع الصراعات وتجنبها لكن ليس على حساب أمننا القومي
  • رأي.. بارعة الأحمر تكتب: هل ينجح الحكم الجديد في لبنان باحتواء الصراعات بـسلام؟
  • تداعيات الصراعات الشرق أوسطية
  • النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال
  • النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي
  • الفلول يلفون الحبل حول رقابهم