لجريدة عمان:
2024-10-01@00:29:54 GMT

نوافذ :«شدّ الحبل».. مجموعة مقاربات

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

[email protected]

دون الدخول في التفاصيل الاحتفالية لمسابقة «شدّ الحبل»، إلا أن الفعالية نفسها تأخذ أبعادا مختلفة يدخل فيها الجانب الفكاهي، والجانب التنافسي، ويدخل فيها الجانب التكتيكي لكيفية الفوز في أقل زمن ممكن، ولذلك تعتبر ضمن المسابقات التي تستهلك زمنًا قصيرًا جدًا، حيث لا يستغرق زمنها إلا الدقائق العشر الأولى، ومن النادر أن تزيد على ذلك؛ لأن المسألة مرتبطة بعوامل نفسية أكثر منها عوامل عضلية «قوة» وبالتالي فاستمرارها في زمن أكثر من اللازم؛ سرعان ما يفتح المجال لليأس لدى أحد الفريقين فيبدأ بالتراجع عن حمية القوة التي شرع في إبدائها وتفعيلها في الدقائق الأولى من المسابقة.

هذا في جانبه الميكانيكي (قوة مقابلها قوة، وعدد أفراد يقابلهم عدد أفراد بنفس الرقم؛ وحبل ممتد بينهما) يستميت كلا الفريقين؛ لأن تكون أكبر مسافة «طول» عنده؛ ولعل المفارقة تكمن هنا في أحجام الأجسام، بعد أن تتساوى أرقام عدد كل فريق مع الفريق الآخر، وعلى الرغم من ذلك فإن النتيجة محكومة بالقوة القاهرة التي تستطيع أن تجرجر أحد الفريقين في اتجاه الآخر، بغض النظر عن مسألة أحجام الأجسام التي تكون عند كلا الفريقين، فقد يكون أحد الفريقين كله من الأحجام المتوسطة، ومع ذلك فقد يكسبون الفوز، فالمسألة مرتبطة بكثير من الحكمة والصبر، والثقة بالنفس، حيث يتم استحضار كل ذلك في هذه الدقائق المعدودة لزمن المنافسة، والسؤال هنا: ترى هل يستحضر أعضاء كل فريق هذه المعززات المعنوية؛ أم يتم فقط الاعتماد على القوة البدنية في كسب الرهان؟ والجواب؛ ومن خلال واقع الحال أن القوة البدنية غير كافية إطلاقا لكسب الرهان، إن لم تسندها مجموعة المحفزات من الصبر، والعزيمة، والتكتيك، والثقة بالنفس، والتحرر التام من المحيط الذي تملأه مجموعة المشاهدين «الكومبارس» بتعليقاتهم المختلفة، وهذا ما تحتاجه كل مشروعات الحياة.

وتأتي المقاربات هنا أكثر في استحضار الصراع القائم بين أي طرفين تجمع بينهما مصلحة ما، وهو صراع يملك كل طرف تبرير وجوده، ولأنه صراع مقبول ومعتمد لتحقيق الذات أكثر منه لتحقيق المكاسب المادية، ولذلك فالخسارة غير واردة حتى التفكير فيها؛ لأنها تدخل في الشق السيكولوجي للنفس، حيث: الضعف، وعدم الاستعداد، وعدم الأهمية، وعدم الجدية، كحال كل المسابقات التي تقام بين طرفين متنافسين، وهذه أسباب مهمة يؤدي الأخذ بها إلى النصر، وتحقيق المكاسب، وإذا كان الحبل هو العنصر الرابط بين الطرفين في منافسات «شد الحبل» فإن مختلف الصراعات القائمة بين البشرية، يظل هناك عامل محوري يقوم عليه أي صراع، حيث يحسب لهذا العامل مستوى النجاح أو الفشل، ولأن مجمل الصراعات القائمة لها جمهور، فإن هذا الجمهور غالبا ما يقع ضحية أوهام طرفي الصراع، والضحية تكمن في إهدار الوقت، والتضحية بمصالح فردية، فلا يعيرون مصالح الآخرين «المهدرة» أية قيمة، ولذلك تُقَيَّمُ معظم الصراعات، على أنها صراعات «عبثية» يدفع ثمن عبثيتها هذا الجمهور «الكمبارس» على وجه الخصوص، بينما تذهب مكاسب الصراعات للذين يحركون هذه الصراعات بصورة مباشرة وغير مباشرة، وهي الصورة ذاتها التي يعيشها الإنسان «الفرد» مختلقا صراعات ذاتية ليس لها مستند على الواقع، حيث يكون هو في طرف، ونفسه في طرف، ويكون ما استحضر لها من أسباب؛ قد تكون وهمية، أقنع بها نفسه ليقيم صراعا مع نفسه، وقد يتطور مع المحيط من حوله.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الكاردينال بارولين في الأمم المتحدة: الكرسي الرسولي "قلق للغاية" إزاء شدة العنف الحالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال  أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في المناقشة العامة بالدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 28 سبتمبر 2024 إنه من أجل إعادة إطلاق التزام مشترك بخدمة السلام، تحتاج الأمم المتحدة إلى استعادة القيم التي أدت إلى نشوء المنظمة، مع مراعاة السياق المتغير في نفس الوقت، مؤكدًا على الحاجة الملحة لإصلاح المنظمة لمعالجة الصراعات الحالية التي تدور رحاها في جميع أنحاء العالم في هذا الوقت الحرج.

 وأشار إلى أن الإصلاح الأكثر أهمية هو العودة إلى حوار صادق ومنفتح، مشيرًا إلى أن الوضع العالمي الحالي يأتي أيضًا نتيجة لإضعاف هياكل الدبلوماسية المتعددة الأطراف التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال الكاردينال بارولين في خطابه الواسع النطاق إن الصراعات أصبحت عنيفة بشكل متزايد، مما تسبب في دمار واسع النطاق، معربًا عن أسفه لأن "جهات فاعلة عنيفة غير حكومية تسيطر على مناطق يقطنها 195 مليون شخص، ويعيش 64 مليونًا من هؤلاء الأفراد في مناطق تخضع تمامًا لسيطرة المجموعات المعنية". وقال إنّ هذه الصراعات تقترن بتحدي التقييم الدقيق للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية، بما في ذلك أماكن العبادة والمدارس والمستشفيات والبيئة.

وندّد بالانتهاك المتكرّر للقانون الإنساني الدولي، وخاصة اتفاقيات جنيف، التي تهدف إلى حماية المدنيين في أوقات الحرب، لافتًا إلى موقف البابا فرنسيس الواضح بأن انتهاكات القانون الدولي هي جرائم حرب، ويجب منعها، وليس مجرد إدانتها.

كما تحدّث ضد ميل الحكومات إلى زيادة الإنفاق العسكري في حين تحاول الوفاء بالالتزامات التي قطعتها لتعزيز التنمية المستدامة، قائلاً إن هذا يمثل نقصًا في الثقة بين الدول. وفي تذكيره بأن هذا العام يصادف مرور 60 عامًا لحضور الكرسي الرسولي في الأمم المتحدة بصفة مراقب، أكد بارولين التزام الكنيسة الراسخ بكرامة كل إنسان، وسيادة الدول، والسلام ونزع السلاح، والعناية بالبيئة.

وجدّد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان على أن السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية يجب أن نسعى إليهم بشكل جماعي لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية. وخلص نيافته إلى القول مشدّدًا على أنّ "السلام مفهوم لا يتجزأ، ولكي يكون عادلاً ودائمًا، يجب أن يكون عالمي النطاق".

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: مصر لا تعمل على تزكية الصراعات أو التدخل في شؤون الآخرين
  • توقيف رجل بالسويد حطم نوافذ في السفارة المغربية
  • أنشيلوتي: أزمة الديربي أثرت على الفريقين بالتساوي
  • برج العقرب.. حظك اليوم الاثنين 30 سبتمبر: احذر من الصراعات
  • لافروف: الأمريكيين لديهم موقف مزدوج بشأن كيفية التصرف في الصراعات والحروب
  • الكاردينال بارولين في الأمم المتحدة: الكرسي الرسولي "قلق للغاية" إزاء شدة العنف الحالي
  • مفكران عراقيان: معرض الرياض الدولي للكتاب من أهم نوافذ الثقافة العربية
  • وزير الخارجية الإسرائيلي عن إغتيال نصرالله: أكثر الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل تبريراً
  • وزيرة السياحة: تنظيم المؤتمر السنوي لـ “مجموعة TUI” بالمغرب اعتراف بالمؤهلات السياحية التي تزخر بها المملكة
  • تحركات غامضة: الصراعات السرية على رئاسة البرلمان