نوافذ :«شدّ الحبل».. مجموعة مقاربات
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
[email protected]
دون الدخول في التفاصيل الاحتفالية لمسابقة «شدّ الحبل»، إلا أن الفعالية نفسها تأخذ أبعادا مختلفة يدخل فيها الجانب الفكاهي، والجانب التنافسي، ويدخل فيها الجانب التكتيكي لكيفية الفوز في أقل زمن ممكن، ولذلك تعتبر ضمن المسابقات التي تستهلك زمنًا قصيرًا جدًا، حيث لا يستغرق زمنها إلا الدقائق العشر الأولى، ومن النادر أن تزيد على ذلك؛ لأن المسألة مرتبطة بعوامل نفسية أكثر منها عوامل عضلية «قوة» وبالتالي فاستمرارها في زمن أكثر من اللازم؛ سرعان ما يفتح المجال لليأس لدى أحد الفريقين فيبدأ بالتراجع عن حمية القوة التي شرع في إبدائها وتفعيلها في الدقائق الأولى من المسابقة.
هذا في جانبه الميكانيكي (قوة مقابلها قوة، وعدد أفراد يقابلهم عدد أفراد بنفس الرقم؛ وحبل ممتد بينهما) يستميت كلا الفريقين؛ لأن تكون أكبر مسافة «طول» عنده؛ ولعل المفارقة تكمن هنا في أحجام الأجسام، بعد أن تتساوى أرقام عدد كل فريق مع الفريق الآخر، وعلى الرغم من ذلك فإن النتيجة محكومة بالقوة القاهرة التي تستطيع أن تجرجر أحد الفريقين في اتجاه الآخر، بغض النظر عن مسألة أحجام الأجسام التي تكون عند كلا الفريقين، فقد يكون أحد الفريقين كله من الأحجام المتوسطة، ومع ذلك فقد يكسبون الفوز، فالمسألة مرتبطة بكثير من الحكمة والصبر، والثقة بالنفس، حيث يتم استحضار كل ذلك في هذه الدقائق المعدودة لزمن المنافسة، والسؤال هنا: ترى هل يستحضر أعضاء كل فريق هذه المعززات المعنوية؛ أم يتم فقط الاعتماد على القوة البدنية في كسب الرهان؟ والجواب؛ ومن خلال واقع الحال أن القوة البدنية غير كافية إطلاقا لكسب الرهان، إن لم تسندها مجموعة المحفزات من الصبر، والعزيمة، والتكتيك، والثقة بالنفس، والتحرر التام من المحيط الذي تملأه مجموعة المشاهدين «الكومبارس» بتعليقاتهم المختلفة، وهذا ما تحتاجه كل مشروعات الحياة.
وتأتي المقاربات هنا أكثر في استحضار الصراع القائم بين أي طرفين تجمع بينهما مصلحة ما، وهو صراع يملك كل طرف تبرير وجوده، ولأنه صراع مقبول ومعتمد لتحقيق الذات أكثر منه لتحقيق المكاسب المادية، ولذلك فالخسارة غير واردة حتى التفكير فيها؛ لأنها تدخل في الشق السيكولوجي للنفس، حيث: الضعف، وعدم الاستعداد، وعدم الأهمية، وعدم الجدية، كحال كل المسابقات التي تقام بين طرفين متنافسين، وهذه أسباب مهمة يؤدي الأخذ بها إلى النصر، وتحقيق المكاسب، وإذا كان الحبل هو العنصر الرابط بين الطرفين في منافسات «شد الحبل» فإن مختلف الصراعات القائمة بين البشرية، يظل هناك عامل محوري يقوم عليه أي صراع، حيث يحسب لهذا العامل مستوى النجاح أو الفشل، ولأن مجمل الصراعات القائمة لها جمهور، فإن هذا الجمهور غالبا ما يقع ضحية أوهام طرفي الصراع، والضحية تكمن في إهدار الوقت، والتضحية بمصالح فردية، فلا يعيرون مصالح الآخرين «المهدرة» أية قيمة، ولذلك تُقَيَّمُ معظم الصراعات، على أنها صراعات «عبثية» يدفع ثمن عبثيتها هذا الجمهور «الكمبارس» على وجه الخصوص، بينما تذهب مكاسب الصراعات للذين يحركون هذه الصراعات بصورة مباشرة وغير مباشرة، وهي الصورة ذاتها التي يعيشها الإنسان «الفرد» مختلقا صراعات ذاتية ليس لها مستند على الواقع، حيث يكون هو في طرف، ونفسه في طرف، ويكون ما استحضر لها من أسباب؛ قد تكون وهمية، أقنع بها نفسه ليقيم صراعا مع نفسه، وقد يتطور مع المحيط من حوله.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«الصحة» تحذر المواطنين من «حقنة البرد» المنتشرة في الصيدليات
كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، عن أضرار ومخاطر حقن البرد التي تنتشر مع بداية فصل الخريف في بعض الصيدليات على مستوى المحافظات دون استشارة الطبيب.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن حقنة البرد، الذي يطلق عليها البعض حقنة هتلر، تحتوي على مجموعة من المكونات التي تسبب مضاعفات خطيرة لبعض الفئات.
أضرار حقنة البرد قد تصل الى الوفاةوأضاف «عبدالغفار»، أن حقن البرد تحتوي على مضاد حيوي وكورتيزون ومكسن للألم، حيث أنها لا تعالج نزلات البرد كونها عدوى فيروسية، ولكن تعالج العدوى البكتيرية، مشيرا إلى أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يعمل على ظهور بكتيريا مضادة للعلاجات على المدى البعيد.
وأكد أن الإفراط في استخدام الكورتزون يسبب ضعف في المناعة، كما أنه له أضرار كثيرة على بعض الفئات كمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، لافتًا إلى أن مسكنات الألم وخوافض الحرارة التى يتم وضعها من ضمن مكونات حقن البرد هي في غاية الخطورة في حال الحصول عليها دون الرجوع إلى الطبيب المختص.
وطالب المواطنين بضرورة الحصول على علاج نزلات البرد أو الإنفلونزا، من خلال استشارة الطبيب والحصول على الجرعات العلاجية دون زيادة أو نقصان، وعلى المواطنين إدراك خطورة الحقنة والتي تصل إلى كافة أجهزة الجسم.
أضرار مجموعة البردفيما أكد الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح التابع لوزارة الصحة والسكان، خطورة حقن البرد التي تصل إلى الوفاة، وحدث بالفعل في عدد من القرى نتيجة الحصول على الحقنة دون الرجوع الى الطبيب، مشيرا إلى خطورة الحصول أيضا إلى ما يسمى مجموعة البرد، التي تباع أيضا داخل صيدليات بعض القرى.
وطالب «الحداد» المواطنين بضرورة الحذر خاصة وأن مكونات مجموعة البرد تشمل مسكن للألم، ومضادات حيوية وعلاج للرشح، وخافض للحرارة، مشيرا إلى أن كل مريض يختلف عن غيره في الوصفات العلاجية التي يقوم الطبيب بوصفها وحجه وفقا لتشخيص الحالة المرضية التي يراها.