كشفت مصادر سياسية مغربية مطلعة النقاب عن أن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله يتجه لبناء جسر بين حزب العدالة والتنمية بزعامة عبد الإله بنكيران والاتحاد الاشتراكي بزعامة ادريس لشكر في أفق إعادة بناء معارضة قوية لحكومة عزيز أخنوش.

جاء ذلك في إطار التعليق على توقيع أميني التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر اليوم على ما سُمّي بـ "وثيقة التصريح السياسي المشترك بين الحزبين".



وأشارت المصادر السياسية المغربية التي تحدثت لـ "عربي21"، وطلبت الاحتفاظ باسمها، إلى أن تصريحات الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، التي أعرب فيها عن قلقه من استمرار النقد الموجه لحزبه من قيادات في العدالة والتنمية بينما هم ينسقون معهم سياسيا، معتبرا ذلك توجها غير سليم وطالب بإنهائه.

ورأت هذه المصادر أن تصريحات لشكر تشير إلى أنه يتطلع إلى إنهاء التلاسن بين حزبه والعدالة والتنمية في أفق التحالف لهذا التحالف الثلاثي في المعارضة.

ووقع حزبا "التقدم والاشتراكية" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" على بيان مشترك، عقب اللقاء التنسيقي الذي جمع قيادتهما ومكتبهما السياسي، اليوم الجمعة بالرباط، معتبرين أن التغوُّلُ العددي للحكومة وأغلبيتِها، أبان عن ضعفٍ سياسي، ومحدوديةٍ في الإنجاز، وعجزٍ في الإنصات والتواصل.

وأكد البيان أنه لمواجهة هذا الضعف، فإنَّ الحاجة صارت أكثر إلحاحاً لتشكيل جبهةٍ وطنية وانبثاقِ حركة اجتماعية مُواطِنة، لإبراز البديل عن الأوضاع الحالية، ولإعادة التوازن المؤسساتي في مواجهة هيمنة الحكومة وأغلبيتها.

واعتبر البيان أن الحاجة باتت ماسَّة، اليوم، إلى ضَخِّ نَفَسٍ جديد وقوي في الحياة السياسية، ارتكازاً على ضرورة التفعيل الكامل والأمثل لدستور 2011، من أجل إعادة المكانة للفعل السياسي والحزبي، ومُصالحة المواطنات والمواطنين مع الشأن العام، وإرجاع الثقة في العمل السياسي والمؤسساتي والانتخابي.



يذكر أن اليسار المغربي بكل مكوناته قد انضم إلى المعارضة عقب إجراء انتخابات 8 سبتمبر/أيلول الماضي 2021، التي تم الإعلان عقبها عن تشكيل تحالف الأغلبية من ثلاثة أحزاب، هي، "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة"، و"الاستقلال".

وتصدر "التجمع الوطني للأحرار" (يمين وسط/102 مقعدا) الانتخابات التشريعية والمحلية، التي أجريت في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، متبوعا بحزب "الأصالة والمعاصرة" (يمين وسط/86 مقعدا) و"الاستقلال" (محافظ/81).

ويتزعم حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الأحزاب اليسارية، لكن شعبيته ومكانته السياسية تراجعت كثيرا بعد الربيع العربي.

وجاء حزب الاتحاد الاشتراكي في المركز الرابع في انتخابات 2021 بـ (35 مقعدا من إجمالي 395)، وحل حزب التقدم والاشتراكية سادسا بحصده 21 مقعدا.

أما حزب العدالة والتنمية الذي كان مترئسا للحكومة في دورتين متتاليتين، فقد حاز على 13 مقعدا في نتيجة أذهلت كل المراقبين المحليين والأجانب.

ولم يتم بعد إذابة الجليد الذي علا بين زعيمي العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران والاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، وهو جليد نشأ عقب انتخابات العام 2016 التي تصدرها حزب العدالة والتنمية يومها، ورفض بنكيران حينها قبول الاتحاد الاشتراكي فيها، بسبب تحالفه مع أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، وهو ما تسبب فيما يُعرف بـ "البلوكاج" الحكومي، الذي كان سببا في إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة وتكليف نائبه سعد الدين العثماني بذلك، الذي نجح في ذلك بإعلانه عن انضمام لشكر إلى الحكومة.

ومن اللافت للانتباه أيضا، ولعلها من مفارقات السياسة، أن لشكر الذي انضم لحكومة العثماني بسبب تحالف مع أخنوش، يسعى لبناء جبهة وطنية معارضة لحكومة عزيز أخنوش، وربما أيضا بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الذي كان سببا في إعفائه من تشكيل الحكومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربية أحزاب السياسة المغرب سياسة أحزاب تحالفات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة التقدم والاشتراکیة

إقرأ أيضاً:

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى تجاوز الخلافات حول قضايا المناخ

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوزراء والمفاوضين المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين للمناخ (COP29) في باكو إلى تجاوز الخلافات، والبحث عن حلول وسط، والتركيز على القضايا الكبرى التي تواجه العالم، مشيرًا إلى أهمية إدراك المخاطر الكبيرة على المحك.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، الحاجة لدفعة قوية لإنجاز المناقشات على خط النهاية، لتقديم حزمة طموحة ومتوازنة تضع هدفًا تمويليًا جديدًا في صميمها.
وقال: “إن الحاجة إلى اتفاق طموح بشأن تمويل المناخ أصبحت ملحة في ظل تحديات المناخ المتفاقمة”، عادًا أن التمويل ليس مجرد مساعدة، بل استثمار ضروري لتجنب الدمار الناتج عن الفوضى المناخية.
وأضاف أن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يعزز الثقة بين الدول ويوحد الجهود الدولية لتحقيق العدالة المناخية، مشيرًا إلى أن التعاون الدولي القائم على اتفاق باريس لا غنى عنه لمواجهة التحديات المناخية العالمية.

مقالات مشابهة

  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • العدالة والتنمية يشيد بقرار المحكمة الجنائية الدولية بخصوص “نتنياهو وغالانت” ويدعو دول العالم إلى الالتزام به
  • "COP29".. "غوتيريش" يدعو إلى تجاوز الخلافات حول قضايا المناخ
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى تجاوز الخلافات حول قضايا المناخ
  • من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
  • صواريخ حزب الله أصابت مبنى في إسرائيل... شاهدوا حجم الدمار الذي لحق به (فيديو)
  • حزب الله يكشف تفاصيل الكمين الذي أوقع به “لواء جولاني”
  • في الذكرى 46 لتأسيسه الحزب الاشتراكي في تعز ينظم مهرجان بالمعافر
  • رئيس الصين: حريصون على حل الخلافات مع الاتحاد الأوروبى من خلال الحوار