هل ينجح نبيل بن عبد الله في إذابة جليد الخلافات بين بنكيران ولشكر؟
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
كشفت مصادر سياسية مغربية مطلعة النقاب عن أن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله يتجه لبناء جسر بين حزب العدالة والتنمية بزعامة عبد الإله بنكيران والاتحاد الاشتراكي بزعامة ادريس لشكر في أفق إعادة بناء معارضة قوية لحكومة عزيز أخنوش.
جاء ذلك في إطار التعليق على توقيع أميني التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر اليوم على ما سُمّي بـ "وثيقة التصريح السياسي المشترك بين الحزبين".
وأشارت المصادر السياسية المغربية التي تحدثت لـ "عربي21"، وطلبت الاحتفاظ باسمها، إلى أن تصريحات الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، التي أعرب فيها عن قلقه من استمرار النقد الموجه لحزبه من قيادات في العدالة والتنمية بينما هم ينسقون معهم سياسيا، معتبرا ذلك توجها غير سليم وطالب بإنهائه.
ورأت هذه المصادر أن تصريحات لشكر تشير إلى أنه يتطلع إلى إنهاء التلاسن بين حزبه والعدالة والتنمية في أفق التحالف لهذا التحالف الثلاثي في المعارضة.
ووقع حزبا "التقدم والاشتراكية" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" على بيان مشترك، عقب اللقاء التنسيقي الذي جمع قيادتهما ومكتبهما السياسي، اليوم الجمعة بالرباط، معتبرين أن التغوُّلُ العددي للحكومة وأغلبيتِها، أبان عن ضعفٍ سياسي، ومحدوديةٍ في الإنجاز، وعجزٍ في الإنصات والتواصل.
وأكد البيان أنه لمواجهة هذا الضعف، فإنَّ الحاجة صارت أكثر إلحاحاً لتشكيل جبهةٍ وطنية وانبثاقِ حركة اجتماعية مُواطِنة، لإبراز البديل عن الأوضاع الحالية، ولإعادة التوازن المؤسساتي في مواجهة هيمنة الحكومة وأغلبيتها.
واعتبر البيان أن الحاجة باتت ماسَّة، اليوم، إلى ضَخِّ نَفَسٍ جديد وقوي في الحياة السياسية، ارتكازاً على ضرورة التفعيل الكامل والأمثل لدستور 2011، من أجل إعادة المكانة للفعل السياسي والحزبي، ومُصالحة المواطنات والمواطنين مع الشأن العام، وإرجاع الثقة في العمل السياسي والمؤسساتي والانتخابي.
يذكر أن اليسار المغربي بكل مكوناته قد انضم إلى المعارضة عقب إجراء انتخابات 8 سبتمبر/أيلول الماضي 2021، التي تم الإعلان عقبها عن تشكيل تحالف الأغلبية من ثلاثة أحزاب، هي، "التجمع الوطني للأحرار" و"الأصالة والمعاصرة"، و"الاستقلال".
وتصدر "التجمع الوطني للأحرار" (يمين وسط/102 مقعدا) الانتخابات التشريعية والمحلية، التي أجريت في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، متبوعا بحزب "الأصالة والمعاصرة" (يمين وسط/86 مقعدا) و"الاستقلال" (محافظ/81).
ويتزعم حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" الأحزاب اليسارية، لكن شعبيته ومكانته السياسية تراجعت كثيرا بعد الربيع العربي.
وجاء حزب الاتحاد الاشتراكي في المركز الرابع في انتخابات 2021 بـ (35 مقعدا من إجمالي 395)، وحل حزب التقدم والاشتراكية سادسا بحصده 21 مقعدا.
أما حزب العدالة والتنمية الذي كان مترئسا للحكومة في دورتين متتاليتين، فقد حاز على 13 مقعدا في نتيجة أذهلت كل المراقبين المحليين والأجانب.
ولم يتم بعد إذابة الجليد الذي علا بين زعيمي العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران والاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، وهو جليد نشأ عقب انتخابات العام 2016 التي تصدرها حزب العدالة والتنمية يومها، ورفض بنكيران حينها قبول الاتحاد الاشتراكي فيها، بسبب تحالفه مع أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، وهو ما تسبب فيما يُعرف بـ "البلوكاج" الحكومي، الذي كان سببا في إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة وتكليف نائبه سعد الدين العثماني بذلك، الذي نجح في ذلك بإعلانه عن انضمام لشكر إلى الحكومة.
ومن اللافت للانتباه أيضا، ولعلها من مفارقات السياسة، أن لشكر الذي انضم لحكومة العثماني بسبب تحالف مع أخنوش، يسعى لبناء جبهة وطنية معارضة لحكومة عزيز أخنوش، وربما أيضا بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الذي كان سببا في إعفائه من تشكيل الحكومة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربية أحزاب السياسة المغرب سياسة أحزاب تحالفات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة التقدم والاشتراکیة
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
أعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الأحد، أن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة بدعم من الشعب "حتمي وضروري"، معتبر أن "هذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان".
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لمجموعة من شهداء المقاومة ، وقال قماطي: “إذا كنّا شركاء حقيقيون في الوطن، علينا أن نبني استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن، فالجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضد أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شراكة ضرورية حتمية وطنية لا بُد منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا، وما حصل وما يحصل اليوم في كل المحيط حولنا، دليل على ذلك، ونحن لا نقبل أن يصبح لبنان في مهب الرياح الإقليمية والدولية”.
«كاتس» يتوعد حزب الله إذا انتهك وقف إطلاق النارحزب الله : الاحتلال الإسرائيلي سرطان يهدّد الأمة بأسرهاسويسرا تقر حظر حزب الله اللبناني .. تفاصيل
وشدد على أن “الحلم والتمنيات الخبيثة من البعض بأن لبنان يجب أن يبقى بدون سلاح المقاومة وليس لديه ضرورة، لن يتحقق، ونحن نقول، إن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة وبدعم من الشعب حتمي وضروري، فهذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان، ونحن لا نتخلّى عن وطننا وعن قوته وقوة الحماية الوطنية فيه لأجل عيون بعض المرتبطين بالخارج، أو من أجل ألسنة بعض سيئي الخطاب والفجور الإعلامي، فلن يحصل ذلك”.
وأكد قماطي على أن "حزب الله" سيكون "في أقصى درجات التعاون والانفتاح سياسيا"، مضيفا: "فنحن كنّا منفتحين، وما زلنا وسنبقى كذلك، لأننا نعتبر أن هذا الوطن بحاجة إلى التفاهم والحوار السياسي والتعاون بين كل الأطراف اللبنانيين للوصول إلى نتائج، ونحن نقول إن كل الأمور خاضعة للحوار، ونحن حاضرون لنتحاور حولها، لنبني هذا البلد لبنان ما بعد العدوان الإسرائيلي، ولذلك سوف نأتي إلى الاستحقاق الرئاسي بكل تفاهم، وسيكون الثنائي الوطني اللبناني على موقف واحد في الاستحقاق الرئاسي وفي كل الاستحقاقات الأخرى لإنعاش وبناء هذا البلد”.