قالت المخابرات الأمريكية، إن نصف القنابل التي استخدمتها إسرائيل في قطاع غزة "غير موجهة"، وهو ما يفسر العدد الهائل من القتلى المدنيين في الصراع، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وذكر الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي، أطلق أكثر من 29.000 قذيفة جو-أرض على غزة منذ بدء الصراع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وكان 55% إلى 60% منها فقط موجهة بدقة، بحسب شخصين مطلعين على التقييم تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.


وبحسب ما نقلت الصحيفة عن شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن استخدام العديد من القنابل غير الموجهة، يعد مصدر قلق بين المجموعات الإنسانية وغيرها، وسط تزايد الدعوات في الداخل والخارج إلى الولايات المتحدة لربط المساعدات العسكرية لإسرائيل بتقليل عدد الوفيات بين المدنيين.
ويشير التقرير إلى أن إدارة بايدن رفضت حتى الآن الاستجابة لهذه الدعوات، خوفاً من رد فعل عنيف من قبل الجمهوريين، والهجمات السياسية من منظمات الضغط القوية المؤيدة لإسرائيل.

مرحلة جديدة في الحرب على #غزة.. سوليفان: الأولوية لاستهداف قادة حماس https://t.co/OH6dUpRBbt

— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2023 وبدلاً من ذلك، تقول الصحيفة إن الإدارة الأمريكية، حاولت التأثير على الحكومة الإسرائيلية لزيادة تركيز حملتها العسكرية عبر زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى.
وقال بريان كاستنر، كبير مستشاري الأزمات ومحقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية: "من الصعب، في أفضل الظروف، التمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين".
ويضيف: "بموجب القواعد الأساسية للتقدير، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يستخدم أكثر الأسلحة الدقيقة، وأن يستخدم أصغر سلاح مناسب للهدف".
وقال كاستنر إن إسرائيل تستخدم "أسلحة كبيرة جداً، وعند استخدامها في مناطق مكتظة ستؤدي إلى مقتل مدنيين حتى لو أصابت الهدف العسكري".
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمريكي مطلع "إنه في بعض الحالات، يكون استخدام إسرائيل للذخائر غير الموجهة أقل إشكالية من حالات أخرى، مثل  ضرب مداخل الأنفاق أو المباني في المناطق الأقل كثافة سكانية من ارتفاعات منخفضة".
في وقت سابق الجمعة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال زيارة لإسرائيل، إن الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف الدقيق لقيادة حماس وعلى العمليات المدفوعة بالمعلومات الاستخباراتية.

بلومبرغ: حرب إسرائيل على #غزة غير إنسانية وغير ذكية #تقارير24https://t.co/SHTvDpQVVu pic.twitter.com/xND5HPoZSQ

— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2023 وجاء هذا الحديث، بعد أيام من تحول اعتبره محللون "مفاجئاً" في الموقف الأمريكي من حرب غزة، بعدما قال الرئيس جو بايدن إن الحكومة الإسرائيلية بدأت تفقد الدعم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا

إقرأ أيضاً:

تولسي جابارد- من العسكرية إلى قيادة الاستخبارات الوطنية الأمريكية

تعيين تولسي جابارد كمديرة للاستخبارات الوطنية الأمريكية في 2024 لم يكن مجرد حدث روتيني، بل تحولًا استراتيجيًا يعكس رغبة إدارة ترامب في توظيف شخصيات "خارج الصندوق" لقيادة مؤسسات حيوية. الدور الجديد لجابارد، الذي يشرف على تنسيق عمل 17 وكالة استخباراتية، يضعها في قلب صناعة القرار الأمني الأمريكي. لكن الجدل حولها لا ينفصل عن تاريخها العسكري المليء بالإشادات، وسياساتها الخارجية المثيرة للانقسام، وعلاقاتها الدولية التي يرى البعض أنها تتعارض مع مبدأ الحياد الاستخباراتي.
أولًا: المسيرة العسكرية – من ساحات الحرب إلى الدبلوماسية العسكرية**
البدايات والتضحيات
التحقت جابارد بالحرس الوطني للجيش عام 2003 رغم إمكانية تأجيل تجنيدها كعضو في مجلس ولاية هاواي. اختارت الخدمة في العراق (2004-2005) والكويت (2008-2009) كضابطة طبية، حيث تعرضت لتفجيرات وكمائن متكررة، وهو ما شكل وعيها بثمن الحروب البشرية. حصولها على وسام النجمة البرونزية جاء بعد قيادتها فرقة إسعاف تحت النيران في معركة الفلوجة، مما أكسبها احترامًا واسعًا في الأوساط العسكرية.

الدور التدريبي
في 2015، قادت برامج تدريب لقوات خاصة في الإمارات والأردن، ركزت على مكافحة الإرهاب والتعامل مع الأسلحة الكيميائية. هذه الخبرة عززت توجهاتها المناهضة لتمويل الميليشيات في سوريا واليمن، والتي عبرت عنها لاحقًا في الكونغرس.

الإرث العسكري في سياستها
لم تكن خبرتها العسكرية مجرد "شهادة شرف"، بل أساسًا لفلسفتها التي ترفض "الحروب بالوكالة"، وتدعو لاعتماد الدبلوماسية الوقائية. في كتاباتها، تشير إلى أن التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط زادت من تفكك المجتمعات، وهو ما استغلته الجماعات المتطرفة.
ثانيًا: المسيرة السياسية من هاواي إلى واشنطن بين التمرد والانتماء
التجربة المحلية
كأصغر نائبة في مجلس ولاية هاواي (2002)، قادت حملات لحماية البيئة البحرية ودعم الطاقة المتجددة، مستفيدة من ثقافة هاواي المحافظة على الطبيعة. لكن استقالتها عام 2004 للخدمة العسكرية أظهرت أولوية "الوطنية" في سرديتها الشخصية.
الصعود إلى الكونغرس
في 2012، فازت بمقعد الكونغرس ببرنامج يجمع بين الليبرالية الاجتماعية (كحقوق المثليين) والحمائية الاقتصادية. لكن مواقفها من الشؤون الخارجية بدت أكثر محافظة:
- عارضت إسقاط نظام القذافي في ليبيا (2011)، ووصفته بـ"الفشل الاستراتيجي".
- صوتت ضد فرض عقوبات على روسيا بعد ضم القرم (2014)، بحجة أن ذلك يعيق الحوار.
- دعت لوقف تمويل المتمردين السوريين، معتبرة إياهم "إرهابيين محتملين".

الانشقاق عن الحزب الديمقراطي
استقالتها من اللجنة الوطنية الديمقراطية في 2016 لم تكن فقط احتجاجًا على تفضيل هيلاري كلينتون، بل تعبيرًا عن رؤية مختلفة لسياسة الحزب، التي وصفها أعضاء في فريقها بأنها "خاضعة لنخبة واشنطن". علاقتها المتوترة مع أوباما – خاصة بعد انتقادها لسياسة "التغيير النظامي" في الشرق الأوسط – جعلتها شخصية هامشية داخل الحزب.
ثالثًا: الانتخابات الرئاسية 2020 – حملة الأجندة المناهضة للحرب
الخطوط العريضة لبرنامجها
رغم فشلها في تحقيق انتشار واسع، قدمت جابارد رؤيةً فريدةً تجمع بين:
الانعزالية العسكرية: سحب القوات من سوريا وأفغانستان، وإغلاق 800 قاعدة عسكرية أمريكية خارجية.
التقدمية الداخلية:- التأمين الصحي الشامل، وإصلاح نظام العدالة الجنائية.
النقد الجذري للمؤسسة :- هاجمت "الصناعة العسكرية-الأمنية" ووصفتها بـ"المافيا التي تبتلع الميزانية".
الاتهامات بالولاء لروسيا
تصريحها بأن "روسيا لا تشكل تهديدًا وجوديًا لأمريكا" عام 2019، ولقاؤها المثير مع بشار الأسد في دمشق (2017)، دفعا البعض للشك في نواياها. تقارير إعلامية أشارت إلى تمويل غير مباشر لحملتها عبر جماعات ضغط موالية لموسكو، لكن لم تثبت أدلة قاطعة.
تراجع التأييد:
انسحابها من السباق الرئاسي ودعمها لبايدن في 2020 لم يُنهِ الانقسام حولها. انتقدها الليبراليون لتصويتها ضد مساءلة ترامب في قضية أوكرانيا، بينما رأى المحافظون فيها "ديمقراطية معتدلة" يمكن التعاون معها.
رابعًا: مديرة الاستخبارات الوطنية – التحديات والسيناريوهات المحتملة
سياساتها المتوقعة
إعادة هيكلة الوكالات:- تخطط لدمج أقسام مكافحة الإرهاب في CIA وNSA تحت إدارة موحدة، لتجنب التكرار.
تحديث الأساليب- تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، مع تشديد إجراءات حماية الخصوصية.
التركيز على الصين:- في أول خطاب لها، وصفت الصين بأنها "الخصم الاستراتيجي الأول"، مما أثار تساؤلات عن توجهها لتصعيد الاستخبارات في المحيط الهادئ.
الإشكالات القانونية:-
معارضوها في الكونغرس يستندون إلى:
نقص الخبرة و عدم عملها سابقًا في مجتمع الاستخبارات، على عكس أسلافها مثل دان كوتس.
التحيز المحتمل وهنالك تقرير من "مركز النزاهة الحكومي" أشار إلى تلقّيها تبرعات من جماعات ذات صلة بتركيا وأذربيجان خلال حملاتها الانتخابية.
التأثير الدولي
و هنالك دول مثل أوكرانيا وإسرائيل تعرب عن قلقها من تعيينها، خوفًا من تغيير الأولويات الأمريكية. في المقابل، رحبت روسيا والصين بالتعيين، معتبرتين أنها "تفهم مصالحهم الأمنية".
ما بين العسكرية والاستخبارات – أي مستقبل لسياسة أمريكا؟
تعيين جابارد قد يمثل تحولًا في فلسفة الاستخبارات الأمريكية من "التركيز على التهديدات الخارجية" إلى "إعادة تقييم الأولويات الداخلية"، مثل مكافحة التطرف اليميني وتأثير التغير المناخي على الأمن. لكن نجاحها مرهون بقدرتها على تجاوز الانقسامات السياسية، خاصة مع اقتراب انتخابات النص الثاني وسواءٌ أثبتت جدارتها أو سقطت تحت وطأة الجدل، فإن تجربتها ستكون درسًا في إدارة التوازن بين الخلفية العسكرية والحياد الاستخباراتي.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين أمام السفارة الأمريكية في لندن
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ48271 شهيدا و111693 مصابا
  • نتنياهو: ترامب هو أعظم صديق لإسرائيل.. وسنقضي على القدرة العسكرية لحماس
  • ارتفاع حصيلة ضحايا حادث التدافع بمحطة قطارات في الهند إلى 18 قتيلًا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48 ألفا و264 شهيدا
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لـ 48264 شهيدًا
  • تولسي جابارد- من العسكرية إلى قيادة الاستخبارات الوطنية الأمريكية
  • ارتفاع عدد ضحايا الأمطار الغزيرة في بوليفيا
  • باكستان: نقل التكنولوجيا العسكرية الأمريكية للهند يهدد توازن المنطقة
  • مصادر تكشف لـCNNعن تحذير الاستخبارات الأمريكية بشأن احتمالية استهداف إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية في 2025